تفسير سورة القلم

أسباب نزول القرآن - الواحدي

تفسير سورة سورة القلم من كتاب أسباب نزول القرآن - الواحدي
لمؤلفه .

قوله عزَّ وجلَّ: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾. [٤].
أخبرنا أبو بكر الحارثي، أخبرنا عبد الله بن محمد بن محمد بن حَيَّان، حدَّثنا أحمد بن جعفر بن نصر الجمال، حدَّثنا جرير بن يحيى، حسين بن عُلْوانَ الكوفي، حدَّثنا هشام بن عروةَ، عن أبيه، عن عائشةَ، قالت:
ما كان أحدٌ أحسنَ خُلُقاً من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما دعاه أحد من الصحابة ولا من أهل بيته، إلا قال: لَبَّيْكَ، ولذلك أنزل الله عز وجل: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾.
قوله تعالى: ﴿وَإِن يَكَادُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَيُزْلِقُونَكَ....﴾ الآية [٥١].
نزلت حين أراد الكفار أن يَعينُوا رسولَ الله، صلى الله عليه وسلم فيُصيبوه بالعَيْن، فنظر إليه قوم من قريش فقالوا: ما رأينا مثله ولا مِثل حُجَجِه، وكانت العَيْنُ في بني أسد حتى إنْ كانت الناقة السمينة والبقرةُ السمينة تمرُّ بأحدهم فيُعايِنُها ثم يقول: يا جاريةُ خذي المِكْتَل والدرهم فأْتينا بلحم من لحم هذه، فما تَبرَحْ حتى تقع بالموت، فَتُنْحَر.
وقال الكلبي:
كان رجل [من العرب] يمكث لا يأكل يومين أو ثلاثة، ثم يرفعُ جانبَ خبائه فتمرُّ به النَّعَمُ، فيقول: ما رُعِيَ اليومَ إبلٌ ولا غنمٌ أحسنُ من هذه، فما تذهبُ إلا قريباً حتى يسقط منها طائفةٌ وعِدَّة. فسال الكفارُ هذا الرجل أن يصيبَ رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعين ويفعل به مثل ذلك، فعصم الله تعالى نبيه، وأنزل هذه الآية.
سورة القلم
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (القَلَم) من السُّوَر المكية، وقد جاءت ببيانِ إعجاز هذا الكتاب للكفار، وتأكيدِ صدقِ نبوَّة مُحمَّد صلى الله عليه وسلم، وما جاء به من عندِ الله؛ فلن يستطيع الكفارُ أن يأتوا بمثل هذه الحروف أبدًا، وفي ذلك تسليةٌ للنبي صلى الله عليه وسلم، وتثبيت له، وخُتمت بتخويفِ الكفار من بطشِ الله، وتوصيةِ النبي صلى الله عليه وسلم بالصبر.

ترتيبها المصحفي
68
نوعها
مكية
ألفاظها
301
ترتيب نزولها
2
العد المدني الأول
52
العد المدني الأخير
52
العد البصري
52
العد الكوفي
52
العد الشامي
52

* سورة (القلم):

سُمِّيت سورة (القلم) بهذا الاسم؛ لافتتاحها بقَسَمِ الله بـ(القلم).

* سورة {نٓ}:

وسُمِّيت بهذا الاسم؛ لافتتاحها بهذا الحرفِ {نٓ}.

1. بيان رِفْعة قَدْرِ النبي عليه السلام (١-٧).

2. تحقير شأن الكافرين، وذمُّهم (٨-١٦).

3. قصة أصحاب الجنَّة (١٧-٣٣).

4. جزاء المؤمنين، وأسئلة إقناعية للكافرين (٣٤-٤٣).

5. تخويف الكفار من بطشِ الله، وتوصية النبي صلى الله عليه وسلم بالصبر (٤٤ -٥٢).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (8 /292).

 تَحدِّي الكفار والمعانِدين بهذا الكتاب، والدلالةُ على عجزِهم عن الإتيان بمثل سُوَرِه، وإبطالُ مطاعنِ المشركين في النبي صلى الله عليه وسلم، وإثباتُ صدقِه، ومن ثم تسليةُ الله له وتثبيته.

ينظر: "التحرير والتنوير" لابن عاشور (29 /58).