تفسير سورة الكافرون

تفسير القرآن الكريم

تفسير سورة سورة الكافرون من كتاب تفسير القرآن الكريم
لمؤلفه شحاته . المتوفي سنة 1423 هـ
تفسير سورة الكافرون
أهداف سورة الكافرون
( سورة الكافرون مكية، وآياتها ٦ آيات، نزلت بعد سورة الماعون )
وهي سورة تصدح بالحقيقة، وترفض أنصاف الحلول، وتعلن أن الإسلام إسلام، وأن الكفر كفر، ولن يلتقيا.
أسباب النزول.
روي أن الوليد بن المغيرة، والعاص بن وائل السهمي، والأسود بن عبد المطلب، وأمية بن خلف في جماعة آخرين من صناديد قريش وساداتهم، أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا له : هلمّ يا محمد فاتبع ديننا ونتبع دينك، ونشركك في أمرنا كله، تعبد آلهتنا سنة ونعبد إلهك سنة، فإن كان الذي جئت به خيرا كنا قد شاركناك فيه وأخذنا حظا منه، وإن كان الذي يأيدينا خيرا كنت قد شاركتنا في أمرنا، وأخذت حظك منه. فقال :( معاذ الله أن نشرك به غيره )، وأنزل الله ردا على هؤلاء هذه السورة، فغدا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المسجد الحرام، وفيه الملأ من قريش، فقام على رؤوسهم، ثم قرأ عليهم حتى فرغ من السورة فيئسوا منه، وآذوه وصحبه، حتى اضطر إلى الهجرة إلى المدينةi.
فكرة السورة
لم يكن العرب يجحدون الله، ولكن كانوا لا يعرفونه بحقيقته التي وصف بها نفسه، وهي أحد فرد صمد، فكانوا يشركون به، ولا يعبدونه حق عبادته، كانوا يشركون به هذه الأصنام التي يرمزون بها إلى أسلافهم من الصالحين أو العظماء، أو يرمزون بها إلى الملائكة، ويقولون : ما نعبدهم إلا ليقرّبونا إلى الله زلفى... ( الزمر : ٣ ).
وكانوا يعتقدون أنهم على دين إبراهيم، وأنهم أهدى من أهل الكتاب الذين كانوا يعيشون معهم في الجزيرة.
ولحسم هذه الشبهات نزلت هذه السورة بهذا الجزم، وبهذا التوكيد، توضح أنهم كافرون مشركون، قد نبذوا التوحيد، وخرجوا عن جادة الصواب، فلن يعبد النبي صلى الله عليه وسلم ما يعبدون من أصنام وأوثان.
قال تعالى : قل أفغير الله تأمروني أعبد أيها الجاهلون. ( الزمر : ٦٤ ).
مع آيات السورة
١- قل يا أيها الكافرون. قال لهم : يا أيها الكافرون، ناداهم باسمهم وحقيقتهم، ووصفهم بوصفهم، إنهم ليسوا على دين وليسوا بمؤمنين، وإنما هم كافرون.
٢- لا أعبد ما تعبدون. فعبادتي غير عبادتكم، ومعبودي معبودكم، وأنا لا أعبد أصنامكم، ولا أسجد لآلهتكم، وإنما أعبد إلها واحدا منزها عن النظير والمثيل : ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. ( الشورى : ١١ )
٣- ولا أنتم عابدون ما أعبد. وإنكم لكاذبون في دعواكم أنكم تعبدون الله، لأن الذي تزعمونه ربا تتخذون له الشفعاء، وتجعلون له زوجة من الجن تلد له الملائكةii، وتنسبون إليه ما يتنزه عنه الله. فهذا الذي تعبدونه لن يكون إلها مستحقا للعبادة.
٤- ولا أنا عابد ما عبدتم. تكرير وتوكيد للفقرة الأولى في صيغة الجملة الاسمية، وهي أدل على ثبات الصفة واستمرارها، وقد كرّر نفي عبادته آلهتهم قطعا لأطماعهم وتيئيسا لهم.
٥- ولا أنتم عابدون ما أعبد. تكرار الفقرة الثانية، كي لا تبقى مظنة ولا شبهة، ولا مجال لمظنة أو شبهة بعد هذا التوكيد المكرر، بكل وسائل التكرار والتوكيد.
قال أبو مسلم الأصفهاني : معناه : لا أنا عابد عبادتكم، ولا أنتم عابدون عبادتي.
وخلاصة ما سلف : الاختلاف التام في المعبود، والاختلاف البيّن في العبادة، فلا معبودنا واحد، ولا عبادتنا واحدة، إن عبادتي خالصة لله وحده، وعبادتكم مشوبة بالشرك، مصحوبة بالغفلة عن الله تعالى، فلا تسمى على الحقيقة عبادة.
٦- لكم دينكم ولي دين.
لكم دينكم. مختص بكم لا يتعداكم إليّ، فلا تظنوا أنى عليه أو على شيء منه.
ولي دين. أي : ديني هو دين خاص بي، وهو الذي أدعو إليه، ولا مشاركة بينه وبين ما أنتم عليه.
مقاصد السورة
١- إن التوحيد منهج والشرك منهج آخر ولا يلتقيان.
٢- المؤمن لا يسجد للصنم، ولا يعبد ما يعبده الكافر.
٣- الكافر لا يعبد الله، بل ضلّ طريقه إلى عبادته.
٤- المؤمن واضح صادق فلن يعبد عبادة الكافر، كما أن الكافر لا يعبد عبادة المؤمن.
٥- سيلقى المؤمن ثوابه، وسيلقى الكافر جزاءه.

بسم الله الرحمان الرحيم
﴿ قل يا أيها الكافرون ١ لا أعبد ما تعبدون ٢ ولا أنتم عابدون ما أعبد ٣ ولا أنا عابد ما عبدتم ٤ ولا أنتم عابدون ما أعبد ٥ لكم دينكم ولي دين ٦ ﴾
التفسير :
١- قل يا أيها الكافرون.
هي في الأصل نداء لكفار مكة، لكنها عامة، أي : يا محمد، يا صاحب رسالة الإسلام، إنك مكلّف أن تقول في كلمة التوحيد : أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وهؤلاء يعبدون الأصنام والأوثان، ويجعلونها شفعاء لله، والله تعالى واحد أحد، منزه عن الصاحبة والولد، وعن الشريك والمثيل، من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه... ( البقرة : ٢٥٥ ).
لذلك أعلنها النبي صلى الله عليه وسلم، وبيّن أنهم كافرون بالله، وعبادتهم للأصنام تخرجهم من الإيمان، أي : قل يا محمد لهم : يا أيها الكافرون بالله الواحد الأحد.
المفردات :
ما تعبدون : من الأصنام وغيرها.
التفسير :
٢- لا أعبد ما تعبدون.
لا أعبد آلهتكم، ولا أسجد لأصنامكم، ولا أشارككم في عقيدتكم.
التفسير :
٣- ولا أنتم عابدون ما أعبد.
وأنتم لا تعبدون الله الواحد الذي أعبده، فعبادتكم للأصنام في ضياع وهباء.
قال تعالى : وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا. ( الفرقان : ٢٣ ).
التفسير :
٤- ولا أنا عابد ما عبدتم.
الظاهر أنه تكرار للتأكيد.
قال الفراء : إن القرآن نزل بلغة العرب، ومن عادتهم تكرير الكلام للتأكيد والإفهام، فيقول المجيب : بلى بلى، والممتنع : لا، لا.
ومنه قوله تعالى : كلاّ سوف تعلمون* ثم كلاّ سوف تعلمون. ( التكاثر : ٣، ٤ ).
وهو كثير نظما ونثرا، وفائدة التوكيد هنا قطع أطماع الكافرين، وتحقيق أنهم باقون على الكفر أبدا، والرسول صلى الله عليه وسلم باق على عبادة ربه أبدا.
التفسير :
٥- ولا أنتم عابدون ما أعبد.
أي : ولا أنتم عابدون عبادتي، فلا معبودتنا واحد، ولا عبادتنا واحدة.
أنا أعبد الله الواحد الأحد، الفرد الصمد، المنزه عن النظير والمثيل، أوّل بلا ابتداء، وآخر بلا انتهاء، بيده الخلق والأمر، لا حدود لقدرته، فهو على كل شيء قدير، إذا أراد أمرا كان وحصل، فعّال لما يريد : إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون. ( يس : ٨٢ ).
أما معبودكم فهو هذه الأصنام والأوثان، وعبادتي خالصة لله الواحد الأحد، وعبادتكم تشوبها أفكار ملفّقة، حيث تدّعون أن الله تزوج من أغنياء الجن فولدوا له الملائكة، وتدّعون أن الأصنام تقربكم من الله، وهي أصنام صماء لا تسمع ولا تنفع، ولا تجيب ولا تعقل شيئا.
المفردات :
دينكم : أي : الشرك بعبادة الأصنام.
ولي دين : دين التوحيد.
التفسير :
٦- لكم دينكم ولي دين.
لكم شرككم ولي توحيدي، ودينكم مختص بكم لا يتعداكم إلي، فلا تظنوا أني عليه، أو على شيء منه.
ولي دين.
ولي رسالتي ودعوتي، وهي خاتمة الرسالات، وخاتمة الشرائع، اشتملت على تنزيه الله عن مشابهة الحوادث، وعلى أنه تعالى متصف بكل كمال، ومنزّه عن كل نقص، وله الأسماء الحسنى، فهو سميع قدير، متكلم مريد، لطيف خبير قهار، إن الله لطيف خبير. ( لقمان : ١٦ ).
قال المفسرون :
معنى الجملتين الأوليين : الاختلاف التام في المعبود، فإله المشركين الأوثان، وإله محمد الرحمان.
ومعنى الجملتين الأخيرتين : الاختلاف التام في العبادة، كأنه قال : لا معبودنا واحد، ولا عبادتنا واحدة.
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
***
( تم بحمد الله تعالى وتوفيقه تفسير سورة الكافرون ).
i انظر تفسير النيسابوري والبيضاوي، وتفسير المراغي، وتفسير الطبري ٣٠/٢١٤.
ii قال تعالى :﴿ وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا ولقد علمت الجنة إنهم لمحضرون ﴾. ( الصافات : ١٥٨ ).
وقال سبحانه :﴿ وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمان إناثا أشهدوا خلقهم ستكتب شهادتهم ويسألون ﴾. ( الزخرف : ١٩ ).
سورة الكافرون
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (الكافرون) من السُّوَر المكية، نزلت بعد سورة (الماعون)، ولها فضلٌ عظيم؛ فهي تَعدِل رُبُعَ القرآن، وقد نزلت في إعلانِ البراءة من الشرك وأهله، وفي تأييسِ الكفار من أن يعبُدَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم آلهتَهم، بأسلوبٍ بلاغي، وتوكيد بديع، وقد كان صلى الله عليه وسلم يقرأ هذه السورة في مواضعَ كثيرة؛ منها: سُنَّة الفجر، وسُنَّة المغرب، وركعتا الوتر، وقبل النوم.

ترتيبها المصحفي
109
نوعها
مكية
ألفاظها
27
ترتيب نزولها
18
العد المدني الأول
6
العد المدني الأخير
6
العد البصري
6
العد الكوفي
6
العد الشامي
6

* سورة (الكافرون):

سُمِّيت سورة (الكافرون) بهذا الاسم؛ لمجيءِ لفظ {اْلْكَٰفِرُونَ} في فاتحتِها.

* سورة {قُلْ يَٰٓأَيُّهَا اْلْكَٰفِرُونَ}:

سُمِّيت بسورة {قُلْ يَٰٓأَيُّهَا اْلْكَٰفِرُونَ}؛ لافتتاحها بهذه الجملة، وقد وردت هذه التسميةُ في عدد من الأحاديث؛ منها:

عن جابرِ بن عبدِ اللهِ رضي الله عنهما: «أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يَقرأُ في الرَّكعتَينِ - أي: ركعتَيِ الطَّوافِ -: {قُلْ هُوَ اْللَّهُ أَحَدٌ}، و{قُلْ يَٰٓأَيُّهَا اْلْكَٰفِرُونَ}». صحيح مسلم (١٢١٨).
وغيره من الأحاديث.

* سورة (الكافرون) تَعدِل رُبُعَ القرآن:

عن أنسِ بن مالكٍ رضي الله عنه: «أنَّ رسولَ اللهِ ﷺ قال لرجُلٍ مِن أصحابِه: «هل تزوَّجْتَ يا فلانُ؟»، قال: لا واللهِ يا رسولَ اللهِ، ولا عندي ما أتزوَّجُ به، قال: «أليس معك {قُلْ هُوَ اْللَّهُ أَحَدٌ}؟»، قال: بلى، قال: «ثُلُثُ القرآنِ»، قال: «أليس معك {إِذَا جَآءَ نَصْرُ اْللَّهِ وَاْلْفَتْحُ}؟»، قال: بلى، قال: «رُبُعُ القرآنِ»، قال: «أليس معك {قُلْ يَٰٓأَيُّهَا اْلْكَٰفِرُونَ}؟»، قال: بلى، قال: «رُبُعُ القرآنِ»، قال: «أليس معك {إِذَا زُلْزِلَتِ اْلْأَرْضُ زِلْزَالَهَا}؟»، قال: بلى، قال: «رُبُعُ القرآنِ»، قال: «تزوَّجْ، تزوَّجْ»». أخرجه الترمذي (٢٨٩٥).

كان عليه الصلاة والسلام يقرأ سورةَ (الكافرون) في غيرِ موضع:

* في سُنَّة الفجر:

عن عائشةَ أمِّ المؤمنين رضي الله عنها، قالت: «كان رسولُ اللهِ ﷺ يُصلِّي ركعتَينِ قبل الفجرِ، وكان يقولُ: «نِعْمَ السُّورتانِ يُقرَأُ بهما في ركعتَيِ الفجرِ: {قُلْ يَٰٓأَيُّهَا اْلْكَٰفِرُونَ}، و{قُلْ هُوَ اْللَّهُ أَحَدٌ}»». أخرجه ابن ماجه (١١٥٠).

وجاء عن عبدِ اللهِ بن عُمَرَ رضي الله عنهما، قال: «رمَقْتُ النبيَّ ﷺ شهرًا، فكان يَقرأُ في الرَّكعتَينِ قبل الفجرِ: {قُلْ يَٰٓأَيُّهَا اْلْكَٰفِرُونَ}، و{قُلْ هُوَ اْللَّهُ أَحَدٌ}». أخرجه الترمذي (٤١٧).

* في الرَّكعتَينِ بعد الوتر:

عن سعدِ بن هشامٍ: «أنَّه سأَلَ عائشةَ عن صلاةِ النبيِّ ﷺ باللَّيلِ، فقالت: كان رسولُ اللهِ ﷺ إذا صلَّى العِشاءَ تجوَّزَ بركعتَينِ، ثم ينامُ وعند رأسِه طَهُورُه وسِواكُه، فيقُومُ فيَتسوَّكُ ويَتوضَّأُ ويُصلِّي، ويَتجوَّزُ بركعتَينِ، ثم يقُومُ فيُصلِّي ثمانَ ركَعاتٍ يُسوِّي بَيْنهنَّ في القراءةِ، ثم يُوتِرُ بالتاسعةِ، ويُصلِّي ركعتَينِ وهو جالسٌ، فلمَّا أسَنَّ رسولُ اللهِ ﷺ وأخَذَ اللَّحْمَ، جعَلَ الثَّمانَ سِتًّا، ويُوتِرُ بالسابعةِ، ويُصلِّي ركعتَينِ وهو جالسٌ، يَقرأُ فيهما: {قُلْ يَٰٓأَيُّهَا اْلْكَٰفِرُونَ}، و{إِذَا زُلْزِلَتِ}». أخرجه ابن حبان (2635).

* في صلاة الوتر:

عن عبدِ اللهِ بن عباسٍ رضي الله عنهما، قال: «كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يَقرأُ في الوترِ بـ {سَبِّحِ اْسْمَ رَبِّكَ اْلْأَعْلَى} و{قُلْ يَٰٓأَيُّهَا اْلْكَٰفِرُونَ} و{قُلْ هُوَ اْللَّهُ أَحَدٌ} في ركعةٍ ركعةٍ». أخرجه الترمذي (٤٦٢).

* في سُنَّة صلاة المغرب:

عن عبدِ اللهِ بن عُمَرَ رضي الله عنهما، قال: «رمَقْتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عِشْرينَ مرَّةً، يَقرأُ في الرَّكعتَينِ بعد المغربِ وفي الرَّكعتَينِ قبل الفجرِ: {قُلْ يَٰٓأَيُّهَا اْلْكَٰفِرُونَ}، و{قُلْ هُوَ اْللَّهُ أَحَدٌ}». أخرجه النسائي (992).

* قبل النوم:

عن نَوْفلِ بن فَرْوةَ الأشجَعيِّ: «أنَّ رسولَ اللهِ ﷺ قال لرجُلٍ: اقرَأْ عند منامِك: {قُلْ يَٰٓأَيُّهَا اْلْكَٰفِرُونَ}؛ فإنَّها براءةٌ مِن الشِّرْكِ». أخرجه أبو داود (٥٠٥٥).

* في ركعتَيِ الطَّوافِ خلف مقام إبراهيمَ:

عن جابرِ بن عبدِ اللهِ رضي الله عنهما: «أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يَقرأُ في الرَّكعتَينِ - أي: ركعتَيِ الطَّوافِ -: {قُلْ هُوَ اْللَّهُ أَحَدٌ}، و{قُلْ يَٰٓأَيُّهَا اْلْكَٰفِرُونَ}». صحيح مسلم (١٢١٨).

البراءة من الشرك (١-٦).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (9 /407).

تأييسُ الكفَّار من موافقة النبي صلى الله عليه وسلم لهم، وإعلانُ البراءة من الشرك وأهله.

ينظر: "التحرير والتنوير" لابن عاشور (30 /580).