تفسير سورة الحاقة

كتاب نزهة القلوب

تفسير سورة سورة الحاقة من كتاب كتاب نزهة القلوب
لمؤلفه أبى بكر السجستاني .

﴿ ٱلْحَاقَّةُ ﴾: يعني القيامة؛ سميت بذلك لأن فيها حواق الأمور أي صحائح الأمور.
(طاغية): طغيان، مصدر كالعافية والداهية وأشباههما من المصادر.
﴿ صَرْصَرٍ ﴾ أي ريح باردة لها صوت.
﴿ حُسُوماً ﴾: تباعا متوالية، واشتقاقه من حسم الداء، وهو أن يتابع عليه بالمكواة حتى يبرأ فجعل مثلا فيما يتابع. ويقال: حسوما: نحوسا أي شئوما. ﴿ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ ﴾: أصول نخل بالية.
﴿ لَمَّا طَغَا ٱلْمَآءُ ﴾ أي علا وجاوز أوكاد.﴿ حَمَلْنَاكُمْ فِي ٱلْجَارِيَةِ ﴾ يعني سفينة نوح عليه السلام.
﴿ وَتَعِيَهَآ أُذُنٌ وَاعِيَةٌ ﴾: أي تحفظها أذن حافظة، من قولك: وعيت العلم إذا حفظته.
﴿ وَاهِيَةٌ ﴾ أي منخرقة، يقال: وهي الشيء إذا ضعف، وكذلك إذا انخرق.
﴿ أَرْجَآئِهَآ ﴾: نواحيها وجوانبها، واحدها رجى، مقصور. يقال ذلك لحرف البئر ولحرف القبر وما أشبهه.
﴿ قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ ﴾ أي ثمرتها قريبة المتناول على كل حال من قيام وقعود ونيام، واحدها قطف.
﴿ ٱلْقَاضِيَةَ ﴾ أي المنية: يعني الموت.
﴿ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً ﴾: أي طولها إذا ذرعت.
﴿ غِسْلِينٍ ﴾ غسالة أجواف أهل النار، وكل جرح أو دبر غسلته فخرج منه شيء فهو غسلين، أي فعلين من غسل الجراح والدبر.
(يمين) في قوله ﴿ لأَخَذْنَا مِنْهُ بِٱلْيَمِينِ ﴾ أي بالقوة والقدرة. وقيل: معناه لأخذنا بيمينه، فمنعناه من التصرف. والله أعلم.
﴿ ٱلْوَتِينَ ﴾ هو عرق متعلق بالقلب إذا انقطع مات صاحبه. وقد مر تفسيره. ١٦ من ق.
﴿ حَقُّ ٱلْيَقِينِ ﴾ كقولك؛ عين اليقين، وعلم اليقين.
سورة الحاقة
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (الحاقَّة) من السُّوَر المكية، وقد أثبتت هولَ يومِ القيامة، وتحقُّقَ وقوعه؛ ليرجعَ الكفار عن كفرهم وعنادهم، وليخافوا من هذا اليوم، لا سيما بعد أن ذكَّرهم اللهُ بما أوقَعَ من العذاب على الأُمم السابقة التي خالفت أمره فدمَّرهم تدميرًا، وأهلكهم في الدنيا قبل الآخرة، وفي ذلك تسليةٌ للنبي صلى الله عليه وسلم وتثبيتٌ له، وتأييدٌ من الله وحفظ له وللمؤمنين.

ترتيبها المصحفي
69
نوعها
مكية
ألفاظها
261
ترتيب نزولها
87
العد المدني الأول
52
العد المدني الأخير
52
العد البصري
51
العد الكوفي
52
العد الشامي
51

* سورة (الحاقَّة):

سُمِّيت سورة (الحاقة) بهذا الاسم؛ لافتتاحها بهذا اللفظ، و(الحاقَّة): اسمٌ من أسماء يوم القيامة.

1. تعظيم يوم القيامة، وإهلاك المكذِّبين به (١-١٢).

2. أهوال يوم القيامة (١٣-١٨).

3. جزاء الأبرار وتكريمهم (١٩-٢٤).

4. حال الأشقياء يوم القيامة (٢٥-٣٧).

5. تعظيم القرآن، وتأكيد نزوله من عند الله (٣٨-٥٢).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (8 /320).

مقصدها تهويلُ يوم القيامة، وتهديد الكفار به؛ ليَرجعوا إلى الحقِّ، وتذكيرُهم بما حلَّ بالأمم السابقة التي عاندت وخالفت أمرَ الله من قبلِهم، وأُدمِجَ في ذلك أن اللهَ نجَّى المؤمنين من العذاب، وفي ذلك تذكيرٌ بنعمة الله على البشر؛ إذ أبقى نوعَهم بالإنجاء من الطُّوفان.

ينظر: "التحرير والتنوير" لابن عاشور (29 /111).