تفسير سورة الحاقة

غريب القرآن

تفسير سورة سورة الحاقة من كتاب غريب القرآن
لمؤلفه زيد بن علي . المتوفي سنة 120 هـ

أخبرنا أبو جعفر. قال : حدّثنا علي بن أحمد. قال : حدّثنا عطاء بن السائب عن أبي خالد عن زيد بن علي عليهما السّلامُ في قولهِ تعالى :﴿ الْحَاقَّةُ مَا الْحَآقَّةُ ﴾ فالحَاقّةُ : السَّاعةُ. وكذلك القَارعةُ.
وقوله تعالى :﴿ فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُواْ بِالطَّاغِيَةِ ﴾ معناه بكفرِهم وطُغيانِهِم ويقال : بالذّنوبِ. ويقال : بالصَّيحةِ.
وقوله تعالى :﴿ وَأَمَا عَادٌ فَأُهْلِكُواْ بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ ﴾ [ معناه ] شَديدةُ الصَّوتِ. والعَاتيةُ : الغَالِبةُ.
وقوله تعالى :﴿ سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ ﴾ معناه أَدامَها عَلَيهِمْ.
وقوله تعالى :﴿ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً ﴾ معناه مُتتابعاتٌ مُتوالياتٌ.
وقوله تعالى :﴿ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ ﴾ معناه أصولُها خَاويةٌ يعني دَراسة.
وقوله تعالى :﴿ فَهَلْ تَرَى لَهُم مِّن بَاقِيَةٍ ﴾ يعني بقيةٌ.
وقوله تعالى :﴿ وَالْمُؤْتَفِكَاتُ بِالْخَاطِئَةِ ﴾ معناه قَومُ لُوطٍ ائتفكتْ بهم الأرضُ.
وقوله تعالى :﴿ فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً رَّابِيَةً ﴾ معناه شَديدةٌ.
وقوله تعالى :﴿ إِنَّا لَمَّا طَغَا الْمَآءُ ﴾ معناه بَغَى ﴿ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ ﴾ في السَّفينةِ.
وقوله تعالى :﴿ وَتَعِيَهَآ أُذُنٌ وَاعِيَةٌ ﴾ معناه حافِظةٌ مؤمنةٌ سَمِعتْ وحَقَقتْ فأَسمعَتْ.
وقوله تعالى :﴿ وَحُمِلَتِ الأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً ﴾ معناه دَقةٌ واحدة.
وقوله تعالى :﴿ وَانشَقَّتِ السَّمَآءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ ﴾ معناه ضَعيفةٌ.
وقوله تعالى :﴿ وَالْمَلَكُ ﴾ أي والملائكةُ ﴿ عَلَى أَرْجَآئِهَآ ﴾ معناه على جَوانِبِهَا.
وقوله تعالى :﴿ وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ ﴾ معناه ثمانيةٌ مِن المَلائكةِ عَلَى صُورةِ الأَوعالِ. ويقال : ثمانيةُ صُفوفٍ لا يَعلمُ عَددهُمْ إلاّ الله تعالى.
وقوله تعالى :﴿ إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلاَقٍ حِسَابِيَهْ ﴾ معناه أيقنتُ.
وقوله تعالى :﴿ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ ﴾ معناه مَرضيةٌ.
وقوله تعالى :﴿ قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ ﴾ معناه عَناقيدُها قَريبةٌ يتناولُونَها قياماً وقعوداً عَلَى أيّ حَالٍ شَاءوا.
وقوله تعالى :﴿ ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ ﴾ معناه ألقوهُ فيها.
وقوله تعالى :﴿ ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً ﴾ والذراع : سبعون باعاً. والبَاعُ ما بَينكَ وبينَ مَكة.
وقوله تعالى :﴿ فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَا هُنَا حَمِيمٌ وَلاَ طَعَامٌ إِلاَّ مِنْ غِسْلِينٍ ﴾ معناه ما غُسِلَ من الجِراحِ والدّبرِ.
وقوله تعالى :﴿ لأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ ﴾ معناه بالقُوةِ والقُدرةِ.
﴿ ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ ﴾ معناه نياطُ القَلبِ.
وقوله تعالى :﴿ فَمَا مِنكُمْ مِّنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ ﴾ معناه مانِعينَ.
سورة الحاقة
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (الحاقَّة) من السُّوَر المكية، وقد أثبتت هولَ يومِ القيامة، وتحقُّقَ وقوعه؛ ليرجعَ الكفار عن كفرهم وعنادهم، وليخافوا من هذا اليوم، لا سيما بعد أن ذكَّرهم اللهُ بما أوقَعَ من العذاب على الأُمم السابقة التي خالفت أمره فدمَّرهم تدميرًا، وأهلكهم في الدنيا قبل الآخرة، وفي ذلك تسليةٌ للنبي صلى الله عليه وسلم وتثبيتٌ له، وتأييدٌ من الله وحفظ له وللمؤمنين.

ترتيبها المصحفي
69
نوعها
مكية
ألفاظها
261
ترتيب نزولها
87
العد المدني الأول
52
العد المدني الأخير
52
العد البصري
51
العد الكوفي
52
العد الشامي
51

* سورة (الحاقَّة):

سُمِّيت سورة (الحاقة) بهذا الاسم؛ لافتتاحها بهذا اللفظ، و(الحاقَّة): اسمٌ من أسماء يوم القيامة.

1. تعظيم يوم القيامة، وإهلاك المكذِّبين به (١-١٢).

2. أهوال يوم القيامة (١٣-١٨).

3. جزاء الأبرار وتكريمهم (١٩-٢٤).

4. حال الأشقياء يوم القيامة (٢٥-٣٧).

5. تعظيم القرآن، وتأكيد نزوله من عند الله (٣٨-٥٢).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (8 /320).

مقصدها تهويلُ يوم القيامة، وتهديد الكفار به؛ ليَرجعوا إلى الحقِّ، وتذكيرُهم بما حلَّ بالأمم السابقة التي عاندت وخالفت أمرَ الله من قبلِهم، وأُدمِجَ في ذلك أن اللهَ نجَّى المؤمنين من العذاب، وفي ذلك تذكيرٌ بنعمة الله على البشر؛ إذ أبقى نوعَهم بالإنجاء من الطُّوفان.

ينظر: "التحرير والتنوير" لابن عاشور (29 /111).