تفسير سورة الحاقة

مجاز القرآن

تفسير سورة سورة الحاقة من كتاب مجاز القرآن المعروف بـمجاز القرآن.
لمؤلفه أبو عبيدة معمر بن المثنى . المتوفي سنة 209 هـ

«سورة الحاقّة» (٦٩)

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

«فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ» (٥) بطغيانهم «١» وكفرهم..
«سَخَّرَها عَلَيْهِمْ» (٧) أدامها عليهم ليس فيها فتور. «حُسُوماً» (٧) متتابعة «٢»..
«أَعْجازُ نَخْلٍ خاوِيَةٍ» (٧) أصولها، مجازها لغة من أنّث النخل..
«فَهَلْ تَرى لَهُمْ مِنْ باقِيَةٍ» (٨) من بقية ومجازها مجاز الطاغية مصدر «٣».
وقلّما ما جاء المصدر فى تقدير فاعل إلّا أربعة أحرف وكذلك جاءت مصادر فى مفعول أيضا فى حروف منها: اقبل ميسوره، ودع معسوره، ومعقوله..
«أَخْذَةً رابِيَةً» (١٠) نامية زائدة شديدة من الرباء..
«وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ»
(١٢) من وعيت..
«فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ واحِدَةٌ» (١٣) لما جاءت المصادر صفة جرى على مجرى الاسم الذي لم يذكر فاعله ولو جاء بغير صفة لقلت: ضرب ضربا.
(١). - ٣ «فاهلكوا... بطغيانهم» : هذا الكلام فى البخاري وأشار إليه ابن حجر بقوله:
هو قول أبى عبيدة وزاد وكفرهم (فتح الباري ٨/ ٥٠٩).
(٢). - ٤ «حسوما متتابعة» : كما فى البخاري وقال ابن حجر هو قول أبى عبيدة (فتح الباري ٨/ ٥٠٩).
(٣). - ٧ «فهل... مصدر» : رواه الطبري (٣٩/ ٢٩) عن بعض أهل المعرفة بكلام العرب من البصريين لا بد من أنه أبو عبيدة.
«أَرْجائِها» (١٧) الأرجاء الجوانب والحروف يقال: رمى بفلان الرجوان، فهذا من الجوانب أي لا يستطيع أن يستمسك «١»..
«فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ» (٢١) مجاز مرضية فخرج مخرج لفظ صفتها، والعرب تفعل ذلك إذا كان من السبب فى شىء يقال: نام «٢» ليله وإنما ينام هو فيه..
«مِنْ غِسْلِينٍ» (٣٦) كل جرح غسلته فخرج منه شىء فهو غسلين، فعلين من الغسل من الجراح والوبر «٣»..
«الْوَتِينَ» (٤٦) نياط القلب «٤» قال الشّمّاخ:
إذا بلّغتنى وحملت رحلى عرابة فاشرقى بدم الوتين
«٥» [٩١٢].
«مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حاجِزِينَ» (٤٧) خرج صفته على صفة الجميع لأن أحدا يقع على الواحد وعلى الاثنين والجميع من الذكر والأنثى «٦»..
«وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ» (٤٨) الهاء من «أنه» كناية القرآن وتذكرة
مصدر وصفه «لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكافِرِينَ» (٥٠).
(١). - ١- ٢ «يقال... يستمسك» : هذا الكلام فى اللسان (رجا).
(٢). - ٣- ٤ «معناه... نام» الذي فى الفروق: رواه ابن حجر عن أبى عبيدة (فتح الباري ٥/ ٥٠٩).
(٣). - ٥- ٦ «كل... والدبر» : رواه الطبري (٢٩/ ٣٦) عن بعض أهل العربية من أهل البصرة.
(٤). - ٧ «نياط القلب» : كما فى الطبري (٢٩/ ٣٦) ورواه البخاري عن ابن عباس وأشار إليه ابن حجر (فتح الباري ٨/ ٥٠٩).
(٥). - ٩١٢: ديوانه ص ٩٢، والسمط ص ٢١٩ والخزانة ٢/ ٢٢٢.
(٦). - ٩- ١٠ «من أحد... والأنثى» : رواه ابن حجر عن أبى عبيدة فى فتح الباري ٨/ ٥٠٩.
سورة الحاقة
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (الحاقَّة) من السُّوَر المكية، وقد أثبتت هولَ يومِ القيامة، وتحقُّقَ وقوعه؛ ليرجعَ الكفار عن كفرهم وعنادهم، وليخافوا من هذا اليوم، لا سيما بعد أن ذكَّرهم اللهُ بما أوقَعَ من العذاب على الأُمم السابقة التي خالفت أمره فدمَّرهم تدميرًا، وأهلكهم في الدنيا قبل الآخرة، وفي ذلك تسليةٌ للنبي صلى الله عليه وسلم وتثبيتٌ له، وتأييدٌ من الله وحفظ له وللمؤمنين.

ترتيبها المصحفي
69
نوعها
مكية
ألفاظها
261
ترتيب نزولها
87
العد المدني الأول
52
العد المدني الأخير
52
العد البصري
51
العد الكوفي
52
العد الشامي
51

* سورة (الحاقَّة):

سُمِّيت سورة (الحاقة) بهذا الاسم؛ لافتتاحها بهذا اللفظ، و(الحاقَّة): اسمٌ من أسماء يوم القيامة.

1. تعظيم يوم القيامة، وإهلاك المكذِّبين به (١-١٢).

2. أهوال يوم القيامة (١٣-١٨).

3. جزاء الأبرار وتكريمهم (١٩-٢٤).

4. حال الأشقياء يوم القيامة (٢٥-٣٧).

5. تعظيم القرآن، وتأكيد نزوله من عند الله (٣٨-٥٢).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (8 /320).

مقصدها تهويلُ يوم القيامة، وتهديد الكفار به؛ ليَرجعوا إلى الحقِّ، وتذكيرُهم بما حلَّ بالأمم السابقة التي عاندت وخالفت أمرَ الله من قبلِهم، وأُدمِجَ في ذلك أن اللهَ نجَّى المؤمنين من العذاب، وفي ذلك تذكيرٌ بنعمة الله على البشر؛ إذ أبقى نوعَهم بالإنجاء من الطُّوفان.

ينظر: "التحرير والتنوير" لابن عاشور (29 /111).