تفسير سورة الزلزلة

المصحف المفسّر

تفسير سورة سورة الزلزلة من كتاب المصحف المفسّر
لمؤلفه فريد وجدي . المتوفي سنة 1373 هـ

تفسير الألفاظ :
﴿ إذا زلزلت الأرض زلزالها ﴾ أي إذ اضطربت الأرض اضطرابها المقدر لها.
تفسير المعاني :
إذا حملنا الأرض على أن تضطرب اضطرابها الذي قدرناه لها.
تفسير الألفاظ :
﴿ أثقالها ﴾ أي ما في جوفها من الدفائن والأموات، جمع ثقل وهو متاع البيت.
تفسير المعاني :
وأخرجت من باطنها دفائنها من أموات وكنوز.
تفسير المعاني :
وتساءل الإنسان فقال : ماذا أصاب الأرض حتى تضطرب هذا الاضطراب الهائل ؟
تفسير الألفاظ :
﴿ يومئذ تحدث أخبارها ﴾ أي تحدث الناس بلسان الحال عن الأسباب التي دعت إلى زلزلة الأرض وإخراج ما في جوفها من الدفائن.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:تفسير المعاني :
في ذلك اليوم تحدث الأرض بأخبارها، فتقول بلسان حالها ﴿ بأن ربك أوحى لها ﴾ بأن تدخل في تلك الأحوال.

تفسير الألفاظ :
﴿ بأن ربك أوحى لها ﴾ أي تحدث بأن ربك أوحى لها أن تحدث تلك الأحدث من الزلزال وإخراج ما في بطنها.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:تفسير المعاني :
في ذلك اليوم تحدث الأرض بأخبارها، فتقول بلسان حالها ﴿ بأن ربك أوحى لها ﴾ بأن تدخل في تلك الأحوال.

تفسير الألفاظ :
﴿ يومئذ يصدر الناس ﴾ صدر عن المكان وعن الماء يصدر، ويصدر رجع عنه وانصرف، وصدر الأمر صدورا حدث وحصل، وصدر إلى المكان صار إليه، ومعنى يومئذ يصدر الناس، أي ينصرفون من قبورهم إلى الموقف. ﴿ أشتاتا ﴾ أي متفرقين، مفرده شت. يقال : هذا أمر شت أي متفرق.
تفسير المعاني :
يومئذ يخرج الناس من قبورهم متفرقين ليروا أعمالهم.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:تفسير الألفاظ :
﴿ مثقال ذرة ﴾ المثقال ما يوزن به، ومثقال الشيء ميزانه من مثله. ومعنى ﴿ فمن يعمل مثقال ذرة ﴾ زنة ذرة، جمعه مثاقيل. والذرة واحدة الذر وهو صغار النمل، والهباء المنبث في الهواء ويرى طائرا في أشعة الشمس المنبعثة من النوافذ.


تفسير المعاني :
فمن يعمل زنة هباءة من خير يره مدخرا له عند ربه، فيثيبه عليه.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:تفسير الألفاظ :
﴿ مثقال ذرة ﴾ المثقال ما يوزن به، ومثقال الشيء ميزانه من مثله. ومعنى ﴿ فمن يعمل مثقال ذرة ﴾ زنة ذرة، جمعه مثاقيل. والذرة واحدة الذر وهو صغار النمل، والهباء المنبث في الهواء ويرى طائرا في أشعة الشمس المنبعثة من النوافذ.


تفسير المعاني :
ومن يعمل زنة هباءة من شر يره مسجلا عليه، فيلقى جزاءه عند ربه.
سورة الزلزلة
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (الزَّلْزلة) من السُّوَر المدنية، نزلت بعد سورة (النساء)، ولها فضلٌ عظيم؛ فهي تَعدِل رُبُعَ القرآن؛ كما صح في الحديث، وقد تحدثت عن أهوالِ يوم القيامة، وحالِ الناس يوم البعث، وما يعتريهم من الفزعِ والخوف، وأُثِر عن النبي صلى الله عليه وسلم قراءتُه لها في صلاة الفجر.

ترتيبها المصحفي
99
نوعها
مدنية
ألفاظها
35
ترتيب نزولها
93
العد المدني الأول
8
العد المدني الأخير
9
العد البصري
9
العد الكوفي
8
العد الشامي
9

* سورة (الزَّلْزلة):

سُمِّيت سورة (الزَّلْزلة) بهذا الاسم؛ لافتتاحها بقوله تعالى: {إِذَا زُلْزِلَتِ اْلْأَرْضُ زِلْزَالَهَا} [الزلزلة: 1].

* سورة (الزَّلْزلة) تَعدِل رُبُعَ القرآن:

عن أنسِ بن مالكٍ رضي الله عنه: «أنَّ رسولَ اللهِ ﷺ قال لرجُلٍ مِن أصحابِه: «هل تزوَّجْتَ يا فلانُ؟»، قال: لا واللهِ يا رسولَ اللهِ، ولا عندي ما أتزوَّجُ به، قال: «أليس معك {قُلْ هُوَ اْللَّهُ أَحَدٌ}؟»، قال: بلى، قال: «ثُلُثُ القرآنِ»، قال: «أليس معك {إِذَا جَآءَ نَصْرُ اْللَّهِ وَاْلْفَتْحُ}؟»، قال: بلى، قال: «رُبُعُ القرآنِ»، قال: «أليس معك {قُلْ يَٰٓأَيُّهَا اْلْكَٰفِرُونَ}؟»، قال: بلى، قال: «رُبُعُ القرآنِ»، قال: «أليس معك {إِذَا زُلْزِلَتِ اْلْأَرْضُ زِلْزَالَهَا}؟»، قال: بلى، قال: «رُبُعُ القرآنِ»، قال: تزوَّجْ، تزوَّجْ»». أخرجه الترمذي (٢٨٩٥).

* أوصى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم رجُلًا بقراءة سورة (الزَّلْزلة):

عن عبدِ اللهِ بن عمرٍو رضي الله عنه، قال: «أتى رجُلٌ رسولَ اللهِ ﷺ، فقال: أقرِئْني يا رسولَ اللهِ، فقال: «اقرَأْ ثلاثًا مِن ذواتِ {الٓر}»، فقال: كَبِرتْ سِنِّي، واشتَدَّ قلبي، وغلُظَ لساني، قال: «فاقرَأْ ثلاثًا مِن ذواتِ {حمٓ}»، فقال مِثْلَ مقالتِه، فقال: اقرَأْ ثلاثًا مِن (المُسبِّحاتِ)»، فقال مِثْلَ مقالتِه، فقال الرجُلُ: يا رسولَ اللهِ، أقرِئْني سورةً جامعةً، فأقرَأَه النبيُّ ﷺ: {إِذَا زُلْزِلَتِ اْلْأَرْضُ} حتى فرَغَ منها، فقال الرجُلُ: والذي بعَثَك بالحقِّ، لا أَزيدُ عليها أبدًا، ثم أدبَرَ الرجُلُ، فقال النبيُّ ﷺ: «أفلَحَ الرُّوَيجِلُ» مرَّتَينِ». أخرجه أبو داود (١٣٩٩).

* ثبَت عن النبي صلى الله عليه وسلم قراءتُه لسورة (الزَّلْزلة) في صلاة الفجر:

عن مُعاذِ بن عبدِ اللهِ الجُهَنيِّ: «أنَّ رجُلًا مِن جُهَينةَ أخبَرَه أنَّه سَمِعَ النبيَّ ﷺ يَقرأُ في الصُّبْحِ: {إِذَا زُلْزِلَتِ اْلْأَرْضُ زِلْزَالَهَا} في الرَّكعتَينِ كلتَيْهما، فلا أدري أنَسِيَ رسولُ اللهِ ﷺ أم قرَأَ ذلك عمدًا؟». أخرجه أبو داود (٨١٦).

* كان صلى الله عليه وسلم يصلي ركعتَينِ بعد الوترِ يقرأ فيهما (الزلزلة) و(الكافرون):

عن سعدِ بن هشامٍ: «أنَّه سأَلَ عائشةَ عن صلاةِ النبيِّ ﷺ باللَّيلِ، فقالت: كان رسولُ اللهِ ﷺ إذا صلَّى العِشاءَ تجوَّزَ بركعتَينِ، ثم ينامُ وعند رأسِه طَهُورُه وسِواكُه، فيقُومُ فيَتسوَّكُ ويَتوضَّأُ ويُصلِّي، ويَتجوَّزُ بركعتَينِ، ثم يقُومُ فيُصلِّي ثمانَ ركَعاتٍ يُسوِّي بَيْنهنَّ في القراءةِ، ثم يُوتِرُ بالتاسعةِ، ويُصلِّي ركعتَينِ وهو جالسٌ، فلمَّا أسَنَّ رسولُ اللهِ ﷺ وأخَذَ اللَّحْمَ، جعَلَ الثَّمانَ سِتًّا، ويُوتِرُ بالسابعةِ، ويُصلِّي ركعتَينِ وهو جالسٌ، يَقرأُ فيهما: {قُلْ يَٰٓأَيُّهَا اْلْكَٰفِرُونَ}، و{إِذَا زُلْزِلَتِ}». أخرجه ابن حبان (٢٦٣٥).

1. أهوال القيامة وشدائدها (١-٥).

2. مآل الخلائقِ يوم الحساب (٦-٨).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (9 /287).

إثباتُ البعثِ ووقوعِ القيامةِ وما يعتري الناسَ من الأهوال؛ وبذلك تنكشفُ الأمور، وينقسمُ الناس إلى أشقياءَ وسعداءَ.

ينظر: "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" للبقاعي (3 /231).