تفسير سورة الشورى

أسباب نزول القرآن - الواحدي

تفسير سورة سورة الشورى من كتاب أسباب نزول القرآن - الواحدي
لمؤلفه .

قوله تعالى: ﴿قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ ٱلْمَوَدَّةَ فِي ٱلْقُرْبَىٰ...﴾ الآية. [٢٣].
قال ابن عباس: لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة كانت تَنُوبُه نوائب وحقوق، وليس في يده لذلك سعة، فقال الأنصار: إن هذا الرجل قد هداكم الله تعالى به، وهو ابن أختكم، تنوبه نوائب وحقوق، وليس في يده لذلك سعة، فاجمعوا له من أموالكم ما لا يضركم، فأْتوهُ به ليعينه على ما ينوبه. ففعلوا ثم أتوه به فقالوا: يا رسول الله، إنك ابن أختنا وقد هدانا الله تعالى على يديك، وتنوبك نوائب وحقوق وليس لك عندها سعة، فرأينا أن نجمع لك من أموالنا [شيئاً] فنأتيك به فتستعين [به] على ما ينوبك، وها هو ذا. فنزلت هذه الآية.
وقال قتادة: اجتمع المشركون في مجمع لهم فقال بعضهم لبعض: أترون محمداً يسأل على ما يتعاطاه أجراً؟ فأنزل الله تعالى هذه الآية.
قوله تعالى: ﴿وَلَوْ بَسَطَ ٱللَّهُ ٱلرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْاْ فِي ٱلأَرْضِ...﴾ الآية. [٢٧].
نزلت في قوم من أهل الصفة تمنوا سعة الدنيا والغنى.
قال خَبَّاب بن الأَرَتّ: فينا نزلت هذه الآية، وذلك أنا نظرنا إلى أموال قُرَيْظَةَ والنَّضِير فتمنيناها، فأنزل الله تبارك وتعالى هذه الآية.
قال: أخبرني أبو عثمان المؤذن، قالك أخبرنا أبو علي الفقيه، قال: أخبرنا أبو محمد بن معاذ، قال: أخبرنا الحسين بن الحسن بن حرب، قال: أخبرنا ابن المبارك قال: حدَّثنا حَيْوَةُ، قال: أخبرنا أبو هانىء الخولاني، أنه سمع عمرو بن حُرَيث يقول:
إنما نزلت هذه الآية في أصحاب الصُّفَّة: ﴿وَلَوْ بَسَطَ ٱللَّهُ ٱلرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْاْ فِي ٱلأَرْضِ وَلَـٰكِن يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَّا يَشَآءُ﴾ وذلك أنهم قالوا: لو أن لنا الدنيا فتمنوا الدنيا.
قوله تعالى: ﴿وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ ٱللَّهُ إِلاَّ وَحْياً أَوْ مِن وَرَآءِ حِجَابٍ...﴾ الآية. [٥١].
وذلك أن اليهود قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: ألا تكلِّم الله وينظر إليه إن كنت نبياً كما كلمه موسى ونظر إليه؟ فإنا لن نؤمن لك حتى تفعل ذلك. فقال: لم ينظر موسى إلى الله عز وجل، فأنزل الله تعالى هذه الآية.
سورة الشورى
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورةُ (الشُّورى) من السُّوَر المدنية، وقد دعَتِ السورةُ الكريمة إلى الوَحْدة، والاجتماع، والاعتصام، ونَبْذِ الفُرْقة والاختلاف، ولا يكون اجتماعٌ ووَحْدة دون الاجتماع على الكتاب والسُّنة، والاعتصام بهما؛ فالجماعة للأفهام قبل أن تكونَ للأبدان، كما أبانت السورةُ عن مقاصدِ الوحي والرسالة، وآياتِ الله عز وجل في هذا الكون، وصفات المؤمنين التي ينبغي أن تكون.

ترتيبها المصحفي
42
نوعها
مكية
ألفاظها
860
ترتيب نزولها
62
العد المدني الأول
50
العد المدني الأخير
50
العد البصري
50
العد الكوفي
53
العد الشامي
50

* سورة (الشُّورى):

سُمِّيت سورة (الشُّورى) بهذا الاسم؛ لوصفِ المؤمنين فيها بالتشاور في أمورهم؛ كما في قوله تعالى: {وَاْلَّذِينَ اْسْتَجَابُواْ لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُواْ اْلصَّلَوٰةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَىٰ بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَٰهُمْ يُنفِقُونَ} [الشورى: 38].

مقصودُ السُّورة هو الاجتماعُ على هذا الدِّين القائم على الإيمان بأركانه، ورُوحُه الأُلْفة والتشاوُرُ وتقارُبُ القلوب، الداعي إلى التواضعِ وعدم التكبُّر، والاجتماع والوَحْدة وعدم التفرُّق، ولا سيما الاجتماع على أمر هذا الدِّين العظيم.

وأمرُ المؤمنين بالشُّورى، وتسمية السورة بـ(الشورى): واضحُ الدَّلالة على ذلك.

ينظر: "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" للبقاعي (2 /451).