تفسير سورة الشورى

معاني القرآن

تفسير سورة سورة الشورى من كتاب معاني القرآن
لمؤلفه الأخفش . المتوفي سنة 215 هـ

قال ﴿ أَنْ أَقِيمُواْ الدِّينَ وَلاَ [ تَتَفَرَّقُواْ فِيهِ ] ﴾ ( ١٣ ) على التفسير كأنه قال " هو أنْ أَقِيمُوا الدين [ ١٦٨ ب ] على البدل.
وقال ﴿ وَأُمِرْتُ لأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ ﴾ ( ١٥ ) أي : أُمِرْتُ كَيْ أَعدل.
وقال ﴿ إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ﴾ ( ٢٣ ) استثناء خارج. يريد - و الله أعلم - إلاَّ أَنْ أذكر مودة قرابتي.
وأما ﴿ يُبَشِّرُ ﴾ ( ٢٣ ) فتقول " بَشَّرْتُه " و " أبشَرْتُه " [ و ] قال بعضهم " أَبْشُرُهُ " خفيفة فذا من " بَشَرْتُ " وهو في الشعر. قال الشاعر :[ من البسيط وهو الشاهد السادس والستون بعد المئتين ] :
وَقَدْ أَرُوحُ إِلَى الحانوتِ أَبْشُرُهُ بالرَّحْلِ فَوْقَ ذُرَى العَيْرانَةِ الأُجُد
قال أبو الحسن : " انشدني يونس هذا البيت هكذا وجعل ﴿ الَّذِي يُبَشِّرُ ﴾ اسما للفعل كأنه " التَبْشِير " كما قال ﴿ اصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ ﴾ أي : اصدع بالأمر. ولا يكون أن تضمر فيها الباء وتحذفها لأنك لا تقول " كَلِّمْ الذِي مَرَرْتُ " وأنت تريد " بِهِ ".
وقوله ﴿ وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُواْ ﴾ ( ٢٦ ) أي : استجاب. فجعلهم هم الفاعلين.
وقال ﴿ وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الأُمُورِ ﴾ ( ٤٣ ) أما اللام التي في ﴿ وَلَمَن صَبَرَ ﴾ فلام الابتداء وأما ذلك فمعناه - و الله أعلم - إن ذلك منه لمن عزم الأمور. وقد تقول :" مَرَرْتُ بدارٍ الذراعُ بِدِرْهَمٍ " أي. الذراع مِنْهَا بِدِرْهَمٍ " و : " مررت بِبُرٍّ قفيزٌ بدرهم " أي : " قَفيزٌ منه " وأما ابتداء " إن " في هذا الموضوع فكمثل ﴿ قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاَقِيكُمْ ﴾ يجوز ابتداء مثل هذا إذا طال الكلام في مثل هذا الموضع.
[ ١٦٩ ء ] وقال ﴿ يَنظُرُونَ مِن طَرْفٍ خَفِيٍّ ﴾ ( ٤٥ ) جعل " الطَرْفَ " العين كأنه قال " ونظرهم من عين ضعيفة " - و الله أعلم - وقال يونس : " أن ﴿ مِن طَرْفٍ ﴾ مثل : " بِطَرْفٍ " كما تقول العرب : " ضربتُه في السَّيْف " و " بِالسَّيْفِ ".
وقال ﴿ أَلاَ إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الأُمُورُ ﴾ ( ٥٣ ) لأن الله تبارك وتعالى يتولى الأشياء دون خلقه يوم القيامة وهو في الدنيا قد جعل بعض الأمور إليهم من الفقهاء والسلطان وأشباه ذلك.
سورة الشورى
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورةُ (الشُّورى) من السُّوَر المدنية، وقد دعَتِ السورةُ الكريمة إلى الوَحْدة، والاجتماع، والاعتصام، ونَبْذِ الفُرْقة والاختلاف، ولا يكون اجتماعٌ ووَحْدة دون الاجتماع على الكتاب والسُّنة، والاعتصام بهما؛ فالجماعة للأفهام قبل أن تكونَ للأبدان، كما أبانت السورةُ عن مقاصدِ الوحي والرسالة، وآياتِ الله عز وجل في هذا الكون، وصفات المؤمنين التي ينبغي أن تكون.

ترتيبها المصحفي
42
نوعها
مكية
ألفاظها
860
ترتيب نزولها
62
العد المدني الأول
50
العد المدني الأخير
50
العد البصري
50
العد الكوفي
53
العد الشامي
50

* سورة (الشُّورى):

سُمِّيت سورة (الشُّورى) بهذا الاسم؛ لوصفِ المؤمنين فيها بالتشاور في أمورهم؛ كما في قوله تعالى: {وَاْلَّذِينَ اْسْتَجَابُواْ لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُواْ اْلصَّلَوٰةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَىٰ بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَٰهُمْ يُنفِقُونَ} [الشورى: 38].

مقصودُ السُّورة هو الاجتماعُ على هذا الدِّين القائم على الإيمان بأركانه، ورُوحُه الأُلْفة والتشاوُرُ وتقارُبُ القلوب، الداعي إلى التواضعِ وعدم التكبُّر، والاجتماع والوَحْدة وعدم التفرُّق، ولا سيما الاجتماع على أمر هذا الدِّين العظيم.

وأمرُ المؤمنين بالشُّورى، وتسمية السورة بـ(الشورى): واضحُ الدَّلالة على ذلك.

ينظر: "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" للبقاعي (2 /451).