تفسير سورة الكهف

غريب القرآن

تفسير سورة سورة الكهف من كتاب غريب القرآن
لمؤلفه زيد بن علي . المتوفي سنة 120 هـ

أخبرنا أبو جعفر. قال حدّثنا علي بن أحمد. قالَ حدّثنا عطاءُ بن السائب عن أبي خالد عن زيد بن علي عليهما السّلامُ في قوله تعالى :﴿ مِّن لَّدُنْهُ ﴾ من عِندَهُ.
وقوله تعالى :﴿ فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ ﴾ معناه قَاتلُ نَفْسِكَ ومهُلِكِهَا.
وقوله تعالى :﴿ بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً ﴾ معناهُ نَدِمٌ.
وقوله تعالى :﴿ صَعِيداً جُرُزاً ﴾ الصَّعِيدُ : وُجهُ الأَرضِ. والجُرزُ : البَلقعُ. ويقالُ الغَليظُ الذِي لاَ يُنبِتُ شيئاً، والجَمعُ أَجرازٌ.
وقوله تعالى :﴿ أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ ﴾ الرَّقيمُ : الوادي. وقال : القَريةُ. وقال : اللّوحُ المَكتوبُ فيهِ أَسماءُ أَصحابِ أهلِ الكهفِ.
وقوله تعالى :﴿ فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ ﴾ معناهُ بِالنَّومِ.
وقوله تعالى :﴿ أَحْصَى لِمَا لَبِثُواْ أَمَداً ﴾ يعني غَايةً.
وقوله تعالى :﴿ وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ ﴾ معناه أَلْهمنَاهُم الصَّبرَ.
وقوله تعالى :﴿ لَّقَدْ قُلْنَا إِذاً شَطَطاً ﴾ معناهُ جَورٌ.
وقوله تعالى :﴿ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِّنْ أَمْرِكُمْ مِّرْفَقاً ﴾ [ معناه ] ما ارتُفِقَ بهِ.
وقوله تعالى :﴿ تَّقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ ﴾ معناه تَقْطَعُهُم وتُجَاوِزَهُم.
وقوله تعالى :﴿ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِّنْهُ ﴾ معناهُ فِي نَاحيةٍ مِن الكَهفِ. وقال : هو المَكانُ المُتَطاطِئ. ويقالُ : فِي مُتسعٍ. والجَمعُ فَجَواتٌ وفِجاءٌ.
وقوله تعالى :﴿ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ اليَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ ﴾ معناهُ أيمانُهم وشَمائِلُهم.
وقوله تعالى :﴿ وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالوَصِيدِ ﴾ الوَصِيدُ : الفِناءُ والوَصيد : البَابُ.
وقوله تعالى :﴿ أَيُّهَآ أَزْكَى طَعَاماً ﴾ معناه أَحَدُّ، وذَلِكَ أَنَّ قَومَهُ كَانوا يَذبَحُونَ للطَّواغيتَ. ويقالُ : أَطيبُ. ويقالُ أَكثرُ.
وقوله تعالى :﴿ وَلاَ يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَداً ﴾ يعني لاَ يَعلَمنَّ.
وقوله تعالى :﴿ وَكَذلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ ﴾ معناهُ أطلَعنا وأظهرَنا.
وقوله تعالى :﴿ رَجْماً بِالْغَيْبِ ﴾ معناه ظَنٌّ.
وقوله تعالى :﴿ فَلاَ تُمَارِ فِيهِمْ إِلاَّ مِرَآءً ظَاهِراً ﴾ معناه إلاّ أن تُحدِّثَهم بهِ حديثاً.
وقوله تعالى :﴿ وَاذْكُر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ ﴾ معناه عَصيتَ.
وقوله تعالى :﴿ وَلَن تَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَداً ﴾ معناه مَلجأٌ.
وقوله تعالى :﴿ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ ﴾ يريدُ بِهِ الصَّلاةَ المكتوبةَ وقال : قِراءةُ القُرآنِ.
وقوله تعالى :﴿ وَلاَ تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ ﴾ معناه لا تُجَاوِزنَ.
وقوله تعالى :﴿ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً ﴾ يعني سَرفاً وقالَ : نَدمٌ.
وقوله تعالى :﴿ عْتَدْنَا [ لِلظَّالِمِينَ ] ﴾ معناه مِن العُدَّةِ.
وقوله تعالى :﴿ أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا ﴾ قالَ الإِمامُ زيد بن علي عليهما السَّلامُ : السُّرادِقُ : حُجرةٌ تَطيفُ بالفُسْطَاطِ. وهي سُرادقُ مِن نَارٍ. ويقال : لَها أَربعةُ جُدُرٍ كِثافٍ، كُلُّ جدارٍ مَسيرةُ أربعينَ سَنةً.
وقوله تعالى :﴿ يُغَاثُواْ بِمَآءٍ كَالْمُهْلِ ﴾ وهو الذِي قَدْ انتهَى حَرُّهُ. ويقال كدُرْدِي الزَيتِ سَواداً. والمُهْلُ : كُلُّ شَيْءٍ أَذَبْتَهُ مِنْ نُحاسٍ أَو رَصاصٍ.
وقوله تعالى :﴿ وَسَآءَتْ مُرْتَفَقاً ﴾ معناه مُتَّكأٌ.
وقوله تعالى :﴿ مُّتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الأَرَآئِكِ ﴾ قالَ الإِمامُ زيد بن علي عليهما السَّلامُ : هي السُّررُ فِي الحِجَالِ. واحدُها أريكَةٌ.
وقوله تعالى :﴿ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ ﴾ يعني غَطَّيناهُما، وحَجرنَاهُمَا من جَوانِبِهمَا.
وقوله تعالى :﴿ وَلَمْ تَظْلِم مِّنْهُ شَيْئاً ﴾ معناهُ لَمْ تَنقُصْ مِنهُ.
وقوله تعالى :﴿ وَفَجَّرْنَا خِلالَهُمَا نَهَراً ﴾ معناهُ وسَطَهُمَا.
وقوله تعالى :﴿ وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ ﴾ وهو جمعُ ثَمرٍ.
وقوله تعالى :﴿ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ ﴾ معناه يُكَلمُهُ.
وقوله تعالى :﴿ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَاناً مِّنَ السَّمَآءِ ﴾ معناه مَرامِي.
وقوله تعالى :﴿ صَعِيداً زَلَقاً ﴾ قالَ الإِمامُ زيد بن علي عليهما السلام : الصَّعيدُ : وَجهُ الأَرضِ. والزَّلقُ : الذي لاَ يَثْبتُ فِيهِ قَدمٌ.
وقوله تعالى :﴿ أَوْ يُصْبِحَ مَآؤُهَا غَوْراً ﴾ يعني غائراً ذَاهِباً مُنقطعاً.
وقوله تعالى :﴿ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَآ أَنْفَقَ ﴾ معناهُ أَصبحَ نادماً.
وقوله تعالى :﴿ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا ﴾ يعني خَالية خَراب وعُروشُها، بِيوتُها وأَبنيتُها.
وقوله تعالى :﴿ وَلَمْ تَكُن لَّهُ فِئَةٌ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ ﴾ معناه جَماعةٌ.
وقوله تعالى :﴿ هُوَ خَيْرٌ ثَوَاباً وَخَيْرٌ عُقْباً ﴾ معناه عَاقبةٌ.
وقوله تعالى :﴿ فَأَصْبَحَ هَشِيماً تَذْرُوهُ الرِّياحُ ﴾ معناه يَابسٌ مُتفتِتٌ تُطيرهُ الرِّياحُ وتُفرقَهُ.
وقوله تعالى :﴿ الْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ ﴾ قال : هي الصَّلواتُ الخَمسُ. وقال : سُبحانَ الله والحَمدُ لله ولاَ إِله إِلاَّ الله والله أَكبرُ. وَلاَ حَولَ وَلاَ قُوةَ إِلاَّ بالله.
وقوله تعالى :﴿ وَتَرَى الأَرْضَ بَارِزَةً ﴾ يعني ظاهرةٌ.
وقوله تعالى :﴿ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ ﴾ معناهُ خَرجَ عَنهُ.
وقوله تعالى :﴿ وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُداً ﴾ يعني أنصاراً وأعواناً.
وقوله تعالى :﴿ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُم مَّوْبِقاً ﴾ معناه مَهلكٌ والمَّوبقُ : المَوعدُ. قال الإِمامُ زيد بن علي عليهما السَّلامُ : المَّوبقُ : وادٍ بينَ أَهلِ الضّلالةِ وأَهلِ الإِيمَانِ.
وقوله تعالى :﴿ وَلَمْ يَجِدُواْ عَنْهَا مَصْرِفاً ﴾ يعني مَعْدِلاً.
وقوله تعالى :﴿ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ قُبُلاً ﴾ معناه مُقابَلَةٌ. وقُبُلاً يعني أَولاً. وقبلةٌ معناه مُعاينةٌ.
وقوله تعالى :﴿ لِيُدْحِضُواْ ﴾ يعني يُزيلوا بِهِ الحَقَّ.
وقوله تعالى :﴿ لَّن يَجِدُواْ مِن دُونِهِ مَوْئِلاً ﴾ يعني مَلجأً.
وقوله تعالى :﴿ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ ﴾ قال الإِمامُ زيد بن علي عليهما السَّلامُ : وهو بَحرُ فَارس وبَحر الرّوم. وقالَ الخِضرُ واليَاسُ هما بَحران فِي العِلمِ.
وقوله تعالى :﴿ أَوْ أَمْضِيَ حُقُباً ﴾ معناه دهرٌ وجَمعهُما أَحقابٌ. والحِقَبُ : السّنونُ. واحدُها حِقْبَةٌ. وقال : حَولاً.
﴿ فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَباً ﴾ يعني مَسلَكاً وَمذْهباً.
وقوله تعالى :﴿ فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا ﴾ قال : هو أَفرِيقيا.
وقوله تعالى :﴿ فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصاً ﴾ معناه يَقُصَّانُ الأَثرَ.
وقوله تعالى :﴿ وَلاَ تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْراً ﴾ معناه لا تُغْشِني.
وقوله تعالى :﴿ لَّقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نُّكْراً ﴾ معناه دَواهِي عُظمى.
وقوله تعالى :﴿ زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ ﴾ معناه مُطهّرةٌ.
وقوله تعالى :﴿ فَأَبَوْاْ أَن يُضَيِّفُوهُمَا ﴾ معناه أَن يُنزلُوهما مَنزِلَ الأَضيافِ.
وقوله تعالى :﴿ يُرِيدُ أَن يَنقَضَّ ﴾ معناهُ أَن يَسقُطَ قال الإِمامُ زيد بن علي عليهما السَّلامُ : ولَيسَ للجِدارِ إِرادةٌ، وإِنَّما هو حَائطٌ مواتٌ.
وقوله تعالى :﴿ وَكَانَ وَرَآءَهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْباً ﴾ يعني كان أَمامَهُم. قالَ الإِمامُ زيد بن علي عليهما السّلامُ : كَان المَلكُ يأخذ كُلَّ سَفينةٍ صَالحةٍ غَصباً.
وقوله تعالى :﴿ فَخَشِينَآ ﴾ أي فَعَلِمنا.
وقوله تعالى :﴿ خَيْراً مِّنْهُ زَكَاةً ﴾ يعني ديناً ﴿ وَأَقْرَبَ رُحْماً ﴾ [ أي ] مَودةٌ.
وقوله تعالى :﴿ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا ﴾ يعني عِلمٌ. وقال مَالٌ.
وقوله تعالى :﴿ فَأَتْبَعَ سَبَباً ﴾ معناه علمٌ. ويقال طريقٌ.
وقوله تعالى :﴿ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ ﴾ معناه سَوداءٌ.
وقوله تعالى :﴿ بَيْنَ السَّدَّيْنِ ﴾ قال الإِمام زيد بن علي عليهما السَّلامُ : هو سُدٌّ إِذا كَان مَخلوقاً، وإنْ كَان مَعمولاً مِن فِعلِ بني آدم فهو سَدٌّ.
وقوله تعالى :﴿ آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ ﴾ معناه قِطعُ الحَدِيد.
وقوله تعالى :﴿ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ ﴾ يعني بين الجَبلينِ ويقال : الصُدُفَينِ.
وقوله تعالى :﴿ أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً ﴾ معناه صبُ عليهِ صفراً. ويقال حَديدٌ ذَائبٌ. ويقال هو الرَّصاصُ.
وقوله تعالى :﴿ فَمَا اسْطَاعُواْ أَن يَظْهَرُوهُ ﴾ معناه أن يُصِيرُوا فَوقهُ.
وقوله تعالى :﴿ جَعَلَهُ دَكَّآءَ ﴾ يعني مَدكُوكاً مُلزقاً بالأَرضِ.
وقوله تعالى :﴿ وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِّلْكَافِرِينَ عَرْضاً ﴾ يعني أُبرِزَتْ حتَّى رَأوهَا.
وقوله تعالى :﴿ يُحْسِنُونَ صُنْعاً ﴾ يعني عَملاً.
وقوله تعالى :﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً ﴾. قالَ الأَمام زيد بن علي عليهما السَّلامُ الفِرْدَوسُ : البُستانُ بالروميةِ. ويقال الفِردوسُ : سُرَّة الجَنةِ. ويقال الفِردوسُ : أَعلى الجَنةِ وأوسَطِها.
وقوله تعالى :﴿ لاَ يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلاً ﴾ معناه تحويلٌ.
وقوله تعالى :﴿ فَمَن كَانَ يَرْجُواْ لِقَآءَ رَبِّهِ ﴾ معناه ثَوابُ رَبِّهِ.
وقوله تعالى :﴿ وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدَاً ﴾ معناه رَبٌّ !.
سورة الكهف
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورةُ (الكهف) من السُّوَر المكية العظيمة التي اهتمت بالعقيدةِ، والاعتصامِ بحبل الله المتين، وأنْ لا ملجأَ من اللهِ إلا إليه، وقد أصَّلتِ السورةُ لفكرة التمسك بالعقيدة والتوحيد من خلالِ ضربِ الأمثلة، وقَصِّ القَصص، واشتملت السورةُ على أربعِ قِصَصٍ: قصةِ (فِتْيةِ الكهف)، وقصةِ (صاحب الجنَّتَينِ)، وقصةِ (موسى والخَضِرِ عليهما السلام)، وقصةِ (ذي القَرْنَينِ)، وتدعو كلُّ هذه القِصص إلى الاعتصام بالكتاب والسُّنة وأمرِ الله عز وجل، وقد احتوت السورةُ على الكثير من العِبَر والعظات، وحاجةُ المسلم إليها في زمن الفِتَن كبيرة؛ لتُثبِّتَه على هذا الدِّين وتُصبِّرَه، وقد ثبَت فضلُها وفضل قراءتها في كلِّ جمعة، وكذا فإن مَن حَفِظ أوَّلَ عَشْرِ آياتٍ منها عُصِم من فتنة الدَّجَّال؛ كما صح في الخبر.

ترتيبها المصحفي
18
نوعها
مكية
ألفاظها
1584
ترتيب نزولها
69
العد المدني الأول
105
العد المدني الأخير
105
العد البصري
111
العد الكوفي
110
العد الشامي
106

* سورةُ (الكهف):

سُمِّيتْ سورةُ (الكهف) بذلك؛ لاحتوائها على قصَّةِ (أصحاب الكهف)، وهي أبرَزُ ما ورَد في هذه السورة.

مما جاء في فضلِ سورة (الكهف):

* نزولُ الملائكةِ مستمِعةً لها:

عن البَراءِ بن عازبٍ رضي الله عنهما، قال: «قرَأَ رجُلٌ الكهفَ وفي الدَّارِ الدَّابَّةُ، فجعَلتْ تَنفِرُ، فسلَّمَ، فإذا ضَبابةٌ أو سحابةٌ غَشِيَتْهُ، فذكَرَه للنبيِّ صلى الله عليه وسلم، فقال: «اقرَأْ فلانُ؛ فإنَّها السَّكينةُ نزَلتْ للقرآنِ، أو تنزَّلتْ للقرآنِ»». أخرجه البخاري (3614)، ومسلم (795).

* مَن حَفِظ أوَّلَ عَشْرِ آياتٍ منها عُصِم من فتنة الدَّجَّال:

عن النَّوَّاسِ بن سَمْعانَ الأنصاريِّ رضي الله عنه، قال: «ذكَرَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الدَّجَّالَ ذاتَ غَداةٍ، فخفَّضَ فيه ورفَّعَ، حتى ظنَنَّاه في طائفةِ النَّخلِ، فلمَّا رُحْنا إليه عرَفَ ذلك فينا، فقال: ما شأنُكم؟ قُلْنا: يا رسولَ اللهِ، ذكَرْتَ الدَّجَّالَ غَداةً، فخفَّضْتَ فيه ورفَّعْتَ، حتى ظنَنَّاه في طائفةِ النَّخلِ، فقال: غيرُ الدَّجَّالِ أخوَفُني عليكم، إن يخرُجْ وأنا فيكم فأنا حَجِيجُه دُونَكم، وإن يخرُجْ ولستُ فيكم فامرؤٌ حَجِيجُ نفسِه، واللهُ خليفتي على كلِّ مسلِمٍ، إنَّه شابٌّ قَطَطٌ، عَيْنُه طافئةٌ، كأنِّي أُشبِّهُه بعبدِ العُزَّى بنِ قَطَنٍ، فمَن أدرَكَه منكم فَلْيَقرأْ عليه فواتحَ سورةِ الكهفِ ...». أخرجه مسلم (٢٩٣٧).

وقريبٌ منه ما صحَّ عن أبي الدَّرْداءِ رضي الله عنه، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «مَن حَفِظَ عَشْرَ آياتٍ مِن أوَّلِ سورةِ الكهفِ، عُصِمَ مِن الدَّجَّالِ». أخرجه مسلم (٨٠٩).

* مَن قرَأها يوم الجمعة أضاءت له ما بين الجمعتَينِ:

عن أبي سعيدٍ الخُدْريِّ رضي الله عنه، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: «مَن قرَأَ سورةَ الكهفِ يومَ الجُمُعةِ، أضاءَ له مِن النُّورِ ما بين الجُمُعتَينِ». أخرجه البيهقي (6209).

جاءت موضوعاتُ سورة (الكهف) على الترتيب الآتي:

1. الحمد الله /التبشير والإنذار (١-٨).

2. قصة أصحاب الكهف (٩-٣١).

3. قصة صاحب الجنَّتَينِ (٣٢-٤٤).

4. تعقيب على صاحب القصة (٣٢-٤٤).

5. من مشاهد يوم القيامة (٤٥-٤٩).

6. فتنة إبليس (٥٠-٥٣).

7. الاعتصام بالكتاب والسُّنة (٥٤-٥٩).

8. رحلة موسى والخَضِر (٦٠-٨٢).

9. قصة ذي القَرْنَينِ (٨٣-٩٨).

10. جزاءُ مَن غَرِق في الفِتَن ومَن نجا منها (٩٩-١١٠).

ينظر: "التفسير الموضوعي للقرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (4 /289).

افتُتِحت السورة بمقصدٍ عظيم؛ وهو وصفُ الكتاب بأنه قيِّمٌ؛ لكونه زاجرًا عن الشريك الذي هو خلافُ ما قام عليه الدليلُ في سورةِ (سُبْحانَ).

ومِن المقاصد العظيمة لهذه السورةِ: الاعتصامُ بحبلِ الله المتين، وبالاعتقادِ الصحيح في زمنِ الفتن؛ وقد وصَّلتِ السورةُ هذا المقصدَ عن طريقِ قَصِّ مجموعةٍ من القِصَص، على رأسها قصةُ (فتية الكهف).

ينظر: "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" للبقاعي (2 /243).