تفسير سورة الكهف

تفسير الإمام مالك

تفسير سورة سورة الكهف من كتاب تفسير الإمام مالك
لمؤلفه مالك بن أنس . المتوفي سنة 179 هـ

الآية الأولى : قوله تعالى :﴿ تزاور عن كهفهم ﴾ [ الكهف : ١٧ ].
٥٩٩- ابن كثير : قال مالك عن زيد بن أسلم : تميل. ١
١ - تفسير القرآن العظيم: ٣/٧٦..
الآية الثانية : قوله تعالى :﴿ ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا* إلا أن يشاء الله ﴾ [ الكهف : ٢٣-٢٤ ].
٦٠٠- ابن العربي : قال ابن القاسم وأشهب، وابن عبد الحكم وأسامة بن أحمد بن محمد، عن أبيه، عن مالك : إن قول الله تعالى :﴿ ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا* إلا أن يشاء الله ﴾ : إنه إنما قصد بذلك ذكر الله عند السهو والغفلة، وليس باستثناء. ١
١ - أحكام القرآن لابن العربي: ٣/١٢٣٤. وقد عقب ابن العربي على تفسير الإمام مالك قائلا: "وهذا الذي قاله مالك رضي الله عنه لم أجد عليه دليلا، لأن الله ربط المشيئة، وذكرها قولا من العبد لفعل العبد، فقال لعبده: لا تقل إني فاعل شيئا فيما تستقبله إلا أن يشاء الله، تقديره عند قوم: إلا بمشيئة الله. وتقديره عند قوم: إلا بمشيئة الله. وتقديره عند آخرين: إلا أن تقول إن شاء الله. وإنما الذي قاله مالك من أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر أن يذكر الله عند السهو والغفلة يصح أن يكون تفسيرا لقوله: ﴿واذكر ربك إذا نسيت﴾ [الكهف: ٢٤]. ٣/١٢٣٥..
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢٣:الآية الثانية : قوله تعالى :﴿ ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا* إلا أن يشاء الله ﴾ [ الكهف : ٢٣-٢٤ ].

٦٠٠-
ابن العربي : قال ابن القاسم وأشهب، وابن عبد الحكم وأسامة بن أحمد بن محمد، عن أبيه، عن مالك : إن قول الله تعالى :﴿ ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا* إلا أن يشاء الله ﴾ : إنه إنما قصد بذلك ذكر الله عند السهو والغفلة، وليس باستثناء. ١
١ - أحكام القرآن لابن العربي: ٣/١٢٣٤. وقد عقب ابن العربي على تفسير الإمام مالك قائلا: "وهذا الذي قاله مالك رضي الله عنه لم أجد عليه دليلا، لأن الله ربط المشيئة، وذكرها قولا من العبد لفعل العبد، فقال لعبده: لا تقل إني فاعل شيئا فيما تستقبله إلا أن يشاء الله، تقديره عند قوم: إلا بمشيئة الله. وتقديره عند قوم: إلا بمشيئة الله. وتقديره عند آخرين: إلا أن تقول إن شاء الله. وإنما الذي قاله مالك من أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر أن يذكر الله عند السهو والغفلة يصح أن يكون تفسيرا لقوله: ﴿واذكر ربك إذا نسيت﴾ [الكهف: ٢٤]. ٣/١٢٣٥..

الآية الثالثة : قوله تعالى :﴿ ولبثوا في كهفهم ﴾ [ الكهف : ٢٥ ].
٦٠١- ابن العربي : قال مالك : الكهف من ناحية الروم. ١
١ -أحكام القرآن لابن العربي: ٣/١٢٣٨..
الآية الرابعة : قوله تعالى :﴿ ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله ﴾ [ الكهف : ٣٩ ].
٦٠٢- ابن العربي : قال أشهب : سمعت مالكا يقول : جنة الرجل منزله. ١
٦٠٣- القاضي عياض : قال مطرف : كان مالك إذا دخل بيته قال : ما شاء الله ولا حول ولا قوة إلا بالله. فسئل عن ذلك فقال : قال الله تعالى :﴿ ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله ﴾ وجنته بيته. ٢
٦٠٤- السيوطي : أخرج ابن أبي حاتم، عن مطرف قال : كان مالك إذا دخل بيته قال : ما شاء الله، قلت لمالك : لم تقول هذا ؟ قال : ألا تسمع الله يقول :﴿ ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله ﴾. ٣
١ -القبس: ٣/١٠٧٥، كتاب التفسير. وزاد ابن العربي معقبا على قول مالك: "لم يخف على مالك رحمه الله، أن المراد بقوله تعالى: الجنة، الحديقة حسب ما هو نص القرآن، وإنما أراد مالك أن من لم يكن معه حديقة فداره جنته، يدل على ذلك اللفظ والمعنى. أما اللفظ. فإن الدار جنة، فإنها تجن كما تجن الحديقة، وأما المعنى. فلأن المرء تقر بها عينه وتسكن إليها نفسه كما تسكن بالجنة، فنبه مالك على أن داخل الدار ينبغي له أن يقول في داره: ما شاء الله لا قوة إلا بالله"، كما يقولها ذو الجنة في جنته. انظر أحكام القرآن: ١٢٣٩ وجامع القرطبي: ١٠/١٠٦..
٢ - ترتيب المدارك: ١/١٣٠ وزاد عياض قائلا: "وقيل إن ذلك كان على باب مالك مكتوبا، يريد ليتذكر برؤيته قول ذلك متى دخل، وقال ابن العربي في أحكام القرآن: "قال ابن وهب: قال لي حفص بن مسيرة: رأيت على باب وهب بن منبه مكتوبا: ما شاء الله، لا قوة إلا بالله" ٣/١٢٤٠ وكذا في الجامع: ١٠/٤٠٦..
٣ - الدر: ٥/٢٩١. وأخرجه الألوسي في روح المعاني: م٥ ج١٥/٢٨٠..
الآية الخامسة : قوله تعالى :﴿ حسبانا من السماء ﴾ [ الكهف : ٤٠ ].
٦٠٥- ابن كثير : قال مالك، عن الزهري : أي عذابا من السماء. ١
١ - تفسير القرآن العظيم: ٣/٨٥..
الآية السادسة : قوله تعالى :﴿ والباقيات الصالحات ﴾ [ الكهف : ٤٦ ].
٦٠٦- يحيى : عن مالك، عن عمارة١ بن صياد، عن سعيد بن المسيب، أنه سمعه يقول في ﴿ والباقيات الصالحات ﴾ : إنها قول العبد : الله أكبر، وسبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله. ٢
١ - عمارة بن صياد: هو عمارة بن عبد الله بن صياد بفتح المهملة والتحتانية الأنصاري أبو أيوب المدني عن جابر وعنه الضحاك بن عثمان ومالك وثقه النسائي، قال ابن سعد مات في خلافة مروان بن محمد. الخلاصة: ١٣٧..
٢ -الموطأ: ١/٢١٠ كتاب القرآن، باب ما جاء في ذكر الله تبارك وتعالى. وأخرجه ابن جرير في جامع البيان م٩ ج ١٦ ٢٥٤-٢٥٥، والقعنبي في موطئه عن مالك: ١٠٣ باب ذكر الله عز وجل: وابن العربي في الأحكام: ٣/١٢٤١، وابن كثير في تفسيره: ٣/٨٦، والقرطبي في جامعه: ١٠/٤١٤، والباجي في منتقاه: ١/٣٥٥..
الآية السابعة : قوله تعالى :﴿ فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ﴾ [ الكهف : ٨٢ ].
٦٠٧- ابن رشد : سئل مالك عن قول الله عز وجل :﴿ فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ﴾ ما الأشد ؟ قال : الحلم، وقال مالك : قال الله تعالى :﴿ ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن حتى يبلغ أشده ﴾١ فالأشد هاهنا : الحلم. ٢
١ - سورة الإسراء، الآية: ٣٤.
٢ - البيان والتحصيل: ١٨/٣٥٨، وينظر: الهداية: ٤٤١ م. خ ع ق ٢١٩، والمحرر: ٦/١٨١ وكذا ١٠/٢٩٠، تفسير القرآن العظيم: ٢/١٩٠..
سورة الكهف
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورةُ (الكهف) من السُّوَر المكية العظيمة التي اهتمت بالعقيدةِ، والاعتصامِ بحبل الله المتين، وأنْ لا ملجأَ من اللهِ إلا إليه، وقد أصَّلتِ السورةُ لفكرة التمسك بالعقيدة والتوحيد من خلالِ ضربِ الأمثلة، وقَصِّ القَصص، واشتملت السورةُ على أربعِ قِصَصٍ: قصةِ (فِتْيةِ الكهف)، وقصةِ (صاحب الجنَّتَينِ)، وقصةِ (موسى والخَضِرِ عليهما السلام)، وقصةِ (ذي القَرْنَينِ)، وتدعو كلُّ هذه القِصص إلى الاعتصام بالكتاب والسُّنة وأمرِ الله عز وجل، وقد احتوت السورةُ على الكثير من العِبَر والعظات، وحاجةُ المسلم إليها في زمن الفِتَن كبيرة؛ لتُثبِّتَه على هذا الدِّين وتُصبِّرَه، وقد ثبَت فضلُها وفضل قراءتها في كلِّ جمعة، وكذا فإن مَن حَفِظ أوَّلَ عَشْرِ آياتٍ منها عُصِم من فتنة الدَّجَّال؛ كما صح في الخبر.

ترتيبها المصحفي
18
نوعها
مكية
ألفاظها
1584
ترتيب نزولها
69
العد المدني الأول
105
العد المدني الأخير
105
العد البصري
111
العد الكوفي
110
العد الشامي
106

* سورةُ (الكهف):

سُمِّيتْ سورةُ (الكهف) بذلك؛ لاحتوائها على قصَّةِ (أصحاب الكهف)، وهي أبرَزُ ما ورَد في هذه السورة.

مما جاء في فضلِ سورة (الكهف):

* نزولُ الملائكةِ مستمِعةً لها:

عن البَراءِ بن عازبٍ رضي الله عنهما، قال: «قرَأَ رجُلٌ الكهفَ وفي الدَّارِ الدَّابَّةُ، فجعَلتْ تَنفِرُ، فسلَّمَ، فإذا ضَبابةٌ أو سحابةٌ غَشِيَتْهُ، فذكَرَه للنبيِّ صلى الله عليه وسلم، فقال: «اقرَأْ فلانُ؛ فإنَّها السَّكينةُ نزَلتْ للقرآنِ، أو تنزَّلتْ للقرآنِ»». أخرجه البخاري (3614)، ومسلم (795).

* مَن حَفِظ أوَّلَ عَشْرِ آياتٍ منها عُصِم من فتنة الدَّجَّال:

عن النَّوَّاسِ بن سَمْعانَ الأنصاريِّ رضي الله عنه، قال: «ذكَرَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الدَّجَّالَ ذاتَ غَداةٍ، فخفَّضَ فيه ورفَّعَ، حتى ظنَنَّاه في طائفةِ النَّخلِ، فلمَّا رُحْنا إليه عرَفَ ذلك فينا، فقال: ما شأنُكم؟ قُلْنا: يا رسولَ اللهِ، ذكَرْتَ الدَّجَّالَ غَداةً، فخفَّضْتَ فيه ورفَّعْتَ، حتى ظنَنَّاه في طائفةِ النَّخلِ، فقال: غيرُ الدَّجَّالِ أخوَفُني عليكم، إن يخرُجْ وأنا فيكم فأنا حَجِيجُه دُونَكم، وإن يخرُجْ ولستُ فيكم فامرؤٌ حَجِيجُ نفسِه، واللهُ خليفتي على كلِّ مسلِمٍ، إنَّه شابٌّ قَطَطٌ، عَيْنُه طافئةٌ، كأنِّي أُشبِّهُه بعبدِ العُزَّى بنِ قَطَنٍ، فمَن أدرَكَه منكم فَلْيَقرأْ عليه فواتحَ سورةِ الكهفِ ...». أخرجه مسلم (٢٩٣٧).

وقريبٌ منه ما صحَّ عن أبي الدَّرْداءِ رضي الله عنه، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «مَن حَفِظَ عَشْرَ آياتٍ مِن أوَّلِ سورةِ الكهفِ، عُصِمَ مِن الدَّجَّالِ». أخرجه مسلم (٨٠٩).

* مَن قرَأها يوم الجمعة أضاءت له ما بين الجمعتَينِ:

عن أبي سعيدٍ الخُدْريِّ رضي الله عنه، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: «مَن قرَأَ سورةَ الكهفِ يومَ الجُمُعةِ، أضاءَ له مِن النُّورِ ما بين الجُمُعتَينِ». أخرجه البيهقي (6209).

جاءت موضوعاتُ سورة (الكهف) على الترتيب الآتي:

1. الحمد الله /التبشير والإنذار (١-٨).

2. قصة أصحاب الكهف (٩-٣١).

3. قصة صاحب الجنَّتَينِ (٣٢-٤٤).

4. تعقيب على صاحب القصة (٣٢-٤٤).

5. من مشاهد يوم القيامة (٤٥-٤٩).

6. فتنة إبليس (٥٠-٥٣).

7. الاعتصام بالكتاب والسُّنة (٥٤-٥٩).

8. رحلة موسى والخَضِر (٦٠-٨٢).

9. قصة ذي القَرْنَينِ (٨٣-٩٨).

10. جزاءُ مَن غَرِق في الفِتَن ومَن نجا منها (٩٩-١١٠).

ينظر: "التفسير الموضوعي للقرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (4 /289).

افتُتِحت السورة بمقصدٍ عظيم؛ وهو وصفُ الكتاب بأنه قيِّمٌ؛ لكونه زاجرًا عن الشريك الذي هو خلافُ ما قام عليه الدليلُ في سورةِ (سُبْحانَ).

ومِن المقاصد العظيمة لهذه السورةِ: الاعتصامُ بحبلِ الله المتين، وبالاعتقادِ الصحيح في زمنِ الفتن؛ وقد وصَّلتِ السورةُ هذا المقصدَ عن طريقِ قَصِّ مجموعةٍ من القِصَص، على رأسها قصةُ (فتية الكهف).

ينظر: "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" للبقاعي (2 /243).