تفسير سورة الإنسان

المصحف المفسّر

تفسير سورة سورة الإنسان من كتاب المصحف المفسّر
لمؤلفه فريد وجدي . المتوفي سنة 1373 هـ
سورة الإنسان مدنية وآياتها إحدى وثلاثون

تفسير الألفاظ :
﴿ هل أتى على الإنسان إلخ ﴾ استفهام تقرير وتقريب.
تفسير المعاني :
لقد أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن فيه شيئا يمكن ذكره، أي كان عدما محضا.
تفسير الألفاظ :
﴿ نطفة ﴾ النطفة هي الماء القليل، والمراد بها هنا ماء الرجل. ﴿ أمشاج ﴾ أي أخلاط جمع مشيج. يقال مشجه يمشجه مشجا خلطه. ﴿ نبتليه ﴾ أي نختبره
تفسير المعاني :
ثم خلقنا آدم وأخرجنا منه ذريته، خلق كل منهم ماء قليل مجموع من عناصر مختلطة، فجعلناه بالنمو سميعا بصيرا.
تفسير المعاني :
وقد هديناه سبيل الحق بنصب الدلائل وله الخيار، فإما أن يشكر وإما أن يكفر.
تفسير الألفاظ :
﴿ أعتدنا ﴾ أي هيأنا، مشتق من العتاد وهو الأداة. ﴿ وأغلالا ﴾ أي وقيودا للعنق جمع غل. ﴿ وسعيرا ﴾ أي ونارا متسعرة. يقال سعرت النار أسعرها فتسعرت أي أوقدتها فتوقدت.
تفسير المعاني :
ولقد هيأنا له سلاسل وقيودا للأعناق ونارا متأججة
تفسير الألفاظ :
﴿ الأبرار ﴾ جمع بر وهو الإنسان المحب للخير. ﴿ مزاجها ﴾ أي ما يمزج بها. ﴿ كافورا ﴾ هو نبات مشهور.
تفسير المعاني :
أما الأبرار الناجون فيشربون من كأس مزاجها من كافور
تفسير المعاني :
من عين في الجنة، يشرب منها عباد الله يفجرونها.
تفسير الألفاظ :
﴿ مستطيرا ﴾ أي فاشيا منتشرا، من استطار الحريق وانفجر.
تفسير المعاني :
ويوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره منتشرا.
تفسير المعاني :
ويطعمون الطعام على حب الطعام أو على حب الله، مسكينا ويتيما وأسيرا.
تفسير الألفاظ :
﴿ ولا شكورا ﴾ أي ولا شكرا، وهو مصدر.
تفسير المعاني :
قائلين : إنما نطعمكم لوجه الله، لا نريد منكم مكافأة على ذلك، ولا نريد شكرا أيضا.
تفسير الألفاظ :
﴿ قمطريرا ﴾ شديد العبوس. من اقمطرت الناقة إذا رفعت ذنبها وجمعت قطريها.
تفسير المعاني :
إنا نخاف من ربنا يوما مكفهرا الوجه شديد الكلوح.
تفسير الألفاظ :
﴿ ولقاهم ﴾ أي وجعلهم يلقون. ﴿ نضرة ﴾ أي حسنا وبهجة. يقال نضره الله ينضره نضرا جعله ناضرا أي حسنا بهيا.
تفسير المعاني :
فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم بهجة وسرورا.
تفسير المعاني :
وجزاهم بسبب ما صبروا جنة وألبسهم فيها ثيابا من الحرير.
تفسير الألفاظ :
﴿ الأرائك ﴾ الأسرة جمع أريكة. ﴿ زمهريرا ﴾ الزمهرير شدة البرد. والقمر في لغة طيئ.
تفسير المعاني :
متكئين فيها على الأسرة، لا يرون فيها شمسا تلفح الوجه، ولا شدة برد تجمد الأعضاء.
تفسير الألفاظ :
﴿ دانية ﴾ أي قريبة. ﴿ قطوفها ﴾ جمع قطف وهو ما يقطف من الثمر.
تفسير المعاني :
ظلالها قريبة منهم، وقطوفها مذللة، يقطفون منها كما يشاءون.
تفسير الألفاظ :
﴿ وأكواب ﴾ جمع كوب وهو الكوز، غير أن الكوز ذو عروة " يد " والكوب لا عروة له. ﴿ قوارير ﴾ جمع قارورة وهي عادة تصنع من الزجاج، ولكن الله يقول إن قوارير الجنة من الفضة.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:تفسير المعاني :
ويطوف عليهم السقاة بآنية من فضة، وبأكواب من قوارير فضية، قدروها في أنفسهم وتمنوها، فخلقت لهم كما قدروها.

تفسير الألفاظ :
﴿ قوارير ﴾ جمع قارورة وهي عادة تصنع من الزجاج، ولكن الله يقول إن قوارير الجنة من الفضة.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:تفسير المعاني :
ويطوف عليهم السقاة بآنية من فضة، وبأكواب من قوارير فضية، قدروها في أنفسهم وتمنوها، فخلقت لهم كما قدروها.

تفسير الألفاظ :
﴿ مزاجها ﴾ مزاج الخمر ما تمزج به.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:تفسير المعاني :
ويسقون فيها خمرا ممزوجة بالزنجبيل، وهو آت من عين هنالك تسمى سلسبيلا.

جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:تفسير المعاني :
ويسقون فيها خمرا ممزوجة بالزنجبيل، وهو آت من عين هنالك تسمى سلسبيلا.

تفسير المعاني :
ويطوف عليهم غلمان مخلدون إذا رأيتهم خيل إليك أنهم لآلئ منثورة، لوسامة وجوههم، وصفاء ألوانهم.
تفسير الألفاظ :
﴿ ثم ﴾ أي هناك.
تفسير المعاني :
وإذا اطلعت على ما هنالك رأيت نعيما وملكا كبيرا.
تفسير الألفاظ :
﴿ سندس ﴾ هو ما رق من الحرير. ﴿ وإستبرق ﴾ هو ما غلظ من الحرير.
تفسير المعاني :
يعلو أهل الجنة ثياب مما رق من الحرير وما غلظ منه، وتتحلى معاصمهم بأساور من فضة، ويسقيهم ربهم شرابا طهورا من شراب الجنة.
تفسير المعاني :
ويقال لهم : إن هذا جزاء لكم على ما عملتم من جميل الأعمال، وقد شكر الله لكم سعيكم في مرضاته.
تفسير المعاني :
إنا نحن يا محمد أنزلنا عليك القرآن تنزيلا، مفرقا منجما ليكون منطبقا على الحوادث الاجتماعية.
تفسير الألفاظ :
﴿ فاصبر لحكم لربك ﴾ بتأخير نصرك على كفار مكة وغيرهم. ﴿ آثما ﴾ أي مذنبا. يقال أثم يأثم أثما، أي أذنب.
تفسير المعاني :
فاصبر لحكم ربك بتأخير نصرك، ولا تطع منهم مذنبا ولا جحودا.
تفسير الألفاظ :
﴿ بكرة وأصيلا ﴾ البكرة هي أول ساعات النهار، والأصيل هو الوقت الذي قبل غروب الشمس.
تفسير المعاني :
واذكر اسم ربك في الساعات الأولى من النهار، وفي الساعات الأخيرة منه.
تفسير الألفاظ :
﴿ وسبحه ﴾ أي ونزهه عن النقائص.
تفسير المعاني :
وصل له بعض الليل " المراد بذلك المغرب والعشاء "، ثم تهجد له طائفة طويلة من الليل.
تفسير الألفاظ :
﴿ العاجلة ﴾ أي الفائدة العاجلة. ﴿ ويذرون ﴾ أي ويتركون. هذا الفعل لا يستعمل إلا في المضارع والأمر.
تفسير المعاني :
إن هؤلاء الكافرين يحبون الفائدة العاجلة ويهتمون بها ويتركون وراءهم يوما ثقيلا، لا تنفعهم فيه شفاعة، ولا تؤخذ منهم فدية، ولا يجدون لهم نصيرا.
تفسير الألفاظ :
﴿ وشددنا أسرهم ﴾ أي وأحكمنا ربط مفاصلهم. يقال شد الله أسره أي قوى إحكام خلقه.
تفسير المعاني :
نحن خلقناهم وقوينا إحكام خلقهم وإذا شئنا أهلكناهم وبدلنا أمثالهم تبديلا.
تفسير المعاني :
إن هذه الآيات تذكرة لمن شاء أن يتذكر. فمن أراد فله أن يتخذ إلى ربه طريقا.
تفسير المعاني :
ولكنكم لا تشاءون ولا تتحرك همتكم لتحقيق غرض من الأغراض إلا إذا أراد الله ذلك، إنه كان عليما بما يستحقه كل أحد. حكيما فيما يفعله
تفسير المعاني :
يدخل من يشاء من عباده في بحبوحة رحمته، وقد هيأ للظالمين عذابا أليما.
سورة الإنسان
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (الإنسان) من السُّوَر المكية، نزلت بعد سورة (الرحمن)، وقد ذكَّرتِ الإنسانَ بأصل خِلْقته، وقدرة الله عليه؛ ليتواضعَ لأمر الله ويستجيب له؛ فاللهُ هو الذي جعل هذا الإنسانَ سميعًا بصيرًا؛ فالواجب المتحتم عليه أن تُجعَلَ هذه الجوارحُ كما أراد لها خالقها وبارئها؛ ليكونَ بذلك حسَنَ الجزاء يوم القيامة، ومَن كفر فمشيئة الله نافذةٌ في عذابه إياه، وقد كان صلى الله عليه وسلم يَقرؤها في فجرِ الجمعة.

ترتيبها المصحفي
76
نوعها
مكية
ألفاظها
243
ترتيب نزولها
98
العد المدني الأول
31
العد المدني الأخير
31
العد البصري
31
العد الكوفي
31
العد الشامي
31

* سورة (الإنسان):

سُمِّيت سورة (الإنسان) بهذا الاسم؛ لافتتاحها بذكرِ الإنسان وخَلْقِه من عدمٍ.

* سورة {هَلْ أَتَىٰ} أو {هَلْ أَتَىٰ عَلَى اْلْإِنسَٰنِ}:

سُمِّيت بذلك؛ لافتتاحها به.

كان صلى الله عليه وسلم يقرأ سورة (الإنسان) في فجرِ الجمعة:

عن عبدِ اللهِ بن عباسٍ رضي الله عنهما: «أنَّ رسولَ اللهِ ﷺ قرَأَ في صلاةِ الغداةِ يومَ الجمعةِ: {الٓمٓ ١ تَنزِيلُ} السَّجْدةَ، و{هَلْ أَتَىٰ عَلَى اْلْإِنسَٰنِ}». أخرجه مسلم (٨٧٩).

1. نعمة الخَلْق والهداية (١-٣).

2. مصير الكفار (٤).

3. جزاء الأبرار (٥-٢٢).

4. توجيهٌ للنبي عليه السلام (٢٣-٢٦).

5. وعيدٌ للمشركين (٢٧-٢٨).

6. مشيئة الله تعالى نافذة (٢٩-٣١).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (8 /511).

مقصود السورة الأعظمُ تذكيرُ الناس بأصل خِلْقَتِهم، وأنَّ الله أوجَدهم من عدم، وبَعْثُهم بعد أن أوجَدهم أسهَلُ من إيجادهم؛ ففي ذلك أكبَرُ دلالةٍ على قدرة الله على إحياء الناس وحسابهم.
وفي ذلك يقول ابن عاشور رحمه الله: «محورها التذكيرُ بأنَّ كل إنسان كُوِّنَ بعد أن لم يكُنْ، فكيف يَقضي باستحالة إعادة تكوينه بعد عدمه؟

وإثبات أن الإنسان محقوقٌ بإفراد الله بالعبادة؛ شكرًا لخالقه، ومُحذَّرٌ من الإشراك به.

وإثبات الجزاء على الحالينِ، مع شيءٍ من وصفِ ذلك الجزاء بحالتيه، والإطنابِ في وصفِ جزاء الشاكرين». "التحرير والتنوير" لابن عاشور (29 /371).