تفسير سورة الإنسان

إيجاز البيان

تفسير سورة سورة الإنسان من كتاب إيجاز البيان عن معاني القرآن المعروف بـإيجاز البيان.
لمؤلفه بيان الحق النيسابوري . المتوفي سنة 553 هـ
سورة الإنسان١
١ في ب سورة الدهر..

﴿ أمشاج ﴾ المشج : الخلط، وهو ماء الرجل والمرأة١ قال عليه السلام :" أي الماءين سبق فمنه الشبه " ٢.
١ قاله ابن عباس وعكرمة، والربيع، والحسن، ومجاهد. جامع البيان ج ٢٩ ص ٢٠٣-٢٠٤..
٢ الحديث أخرجه مسلم في صحيحه ج١ ص ٢٥٠ في كتاب الحيض، باب وجوب الغسل على المرأة بخروج المني منها. وأحمد في مسنده ج٣ ص١٢١، ٢٨٢. عن أنس بن مالك. وأخرجه البخاري في صحيحه ج٤ ص ١٠٢، ٣٠٣ في كتاب الأنبياء، باب قول الله تعالى: ﴿ وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة ﴾ جوابا لأحد أسئلة عبد الله بن سلام النبي صلى الله عليه وسلم ولفظه :" وأما الشبه في الولد فإن الرجل إذا غشي المرأة فسبقها ماؤه، كان الشبه له، وإذا سبق ماؤها كان الشبه لها "..
٣ إِمَّا شاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً: ال «فعول» للمبالغة والكثرة «١»، وشكر الإنسان قليل وكفرانه كثير.
٤ سلاسلا: بالتنوين «٢» لتشاكل أَغْلالًا وَسَعِيراً أو أجرى «السّلاسل» مجرى الواحد «٣» والجمع «السّلاسلات»، وفي الحديث «٤» :
«إنكنّ صواحبات يوسف».
٥ كانَ مِزاجُها كافُوراً: مزج بالكافور وختم بالمسك «٥».
٦ يُفَجِّرُونَها: يجرونها كيف شاؤوا «٦».
٧ مُسْتَطِيراً: منتشرا «٧».
١٠ قَمْطَرِيراً: شديدا طويلا «٨».
(١) تفسير الماوردي: ٤/ ٣٦٨، والبحر المحيط: ٨/ ٣٩٤.
(٢) قراءة نافع، والكسائي، وشعبة بن عاصم.
السبعة لابن مجاهد: ٦٦٣، والتبصرة لمكي: ٣٦٦، والتيسير للداني: ٢١٧.
(٣) ينظر معاني القرآن للزجاج: ٥/ ٢٥٨، والكشف لمكي: ٢/ ٣٥٢، والبحر المحيط:
٨/ ٣٩٤.
(٤) أخرجه الإمام البخاري في صحيحه: ٤/ ١٢٢، كتاب الأنبياء، باب قول الله تعالى: لَقَدْ كانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آياتٌ لِلسَّائِلِينَ عن عائشة رضي الله عنها مرفوعا. وأخرجه- أيضا- الإمام مسلم في صحيحه: ١/ ٣١٣ حديث رقم (٤١٨) كتاب الصلاة، باب «استخلاف الإمام إذا عرض له عذر من مرض وسفر... ».
(٥) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: ٢٩/ ٢٠٧ عن قتادة.
وأورده السيوطي في الدر المنثور: ٨/ ٣٦٩، وعزا إخراجه إلى ابن المنذر، وعبد بن حميد عن قتادة. [.....]
(٦) ينظر تفسير الطبري: (٢٩/ ٢٠٧، ٢٠٨)، وتفسير الماوردي: ٤/ ٣٦٩، وتفسير البغوي:
٤/ ٤٢٨، وتفسير ابن كثير: ٨/ ٣١٢.
(٧) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ٥٠٢، وتفسير الطبري: ٢٩/ ٢٠٩، واللسان: ٤/ ٥١٣ (طير).
(٨) معاني القرآن للفراء: ٣/ ٢١٦، وتفسير الطبري: ٢٩/ ٢١١، والمفردات للراغب: ٤١٣، واللسان: ٥/ ١١٦ (قمطر).
١٦ قَوارِيرَا مِنْ فِضَّةٍ: أي: كأنها في بياضها من فضة على التشبيه من غير أداة أراد به.
قال ابن عبّاس «١» :«قوارير كلّ أرض من تربتها وأرض الجنة فضة».
١٧ مِزاجُها زَنْجَبِيلًا: أي: في لذاذة المقاطع، والزّنجبيل يحذى اللّسان، وهو عند العرب من أجود أوصاف الخمر «٢».
٢١ عالِيَهُمْ: نصبه على أنه صفة جعلت ظرفا «٣»، كقوله»
: وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ.
٢٨ أَسْرَهُمْ: خلقهم «٥». قال المبرد «٦» : الأسر القوى كلها، وأصله القدّ يشدّ به الأقتاب. وقيل: أسير لأنّه مشدود بالقدّ.
ومن سورة المرسلات
١ وَالْمُرْسَلاتِ عُرْفاً: الملائكة ترسل بالمعروف «٧».
(١) أورده الماوردي في تفسيره: ٤/ ٣٧٢.
(٢) قال ابن دحية في تنبيه البصائر: ٥٣/ ب: العرب تضرب المثل بالخمر إذا مزجت بالزنجبيل، وكانوا يستطيبون ذلك، فخاطبهم الله- تعالى- على ما يعرفون.
وانظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ٥٠٣، واللسان: ١١/ ٣١٢ (زنجبيل).
(٣) معاني القرآن للفراء: ٣/ ٢١٨، ومعاني الزجاج: ٥/ ٢٦٢، وإعراب القرآن للنحاس:
٥/ ١٠٤، والبحر المحيط: ٨/ ٣٩٩.
(٤) سورة الأنفال: آية: ٤٢.
(٥) معاني الفراء: ٣/ ٢٢٠، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ٥٠٤، وتفسير الطبري:
٢٩/ ٢٢٦، ومعاني الزجاج: ٥/ ٢٦٣، والمفردات للراغب: ١٨.
(٦) الكامل: (٩٦٤، ٩٦٥).
(٧) هذا قول الفراء في معانيه: ٣/ ٢٢١، وأخرجه الطبري في تفسيره: ٢٩/ ٢٢٩ عن مسروق.
وأخرجه الحاكم في المستدرك: ٢/ ٥١١ عن أبي هريرة رضي الله عنه موقوفا، وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ووافقه الذهبي.
وأورده السيوطي في الدر المنثور: ٨/ ٣٨١، وزاد نسبته إلى ابن أبي حاتم عن أبي هريرة رضي الله عنه.
سورة الإنسان
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (الإنسان) من السُّوَر المكية، نزلت بعد سورة (الرحمن)، وقد ذكَّرتِ الإنسانَ بأصل خِلْقته، وقدرة الله عليه؛ ليتواضعَ لأمر الله ويستجيب له؛ فاللهُ هو الذي جعل هذا الإنسانَ سميعًا بصيرًا؛ فالواجب المتحتم عليه أن تُجعَلَ هذه الجوارحُ كما أراد لها خالقها وبارئها؛ ليكونَ بذلك حسَنَ الجزاء يوم القيامة، ومَن كفر فمشيئة الله نافذةٌ في عذابه إياه، وقد كان صلى الله عليه وسلم يَقرؤها في فجرِ الجمعة.

ترتيبها المصحفي
76
نوعها
مكية
ألفاظها
243
ترتيب نزولها
98
العد المدني الأول
31
العد المدني الأخير
31
العد البصري
31
العد الكوفي
31
العد الشامي
31

* سورة (الإنسان):

سُمِّيت سورة (الإنسان) بهذا الاسم؛ لافتتاحها بذكرِ الإنسان وخَلْقِه من عدمٍ.

* سورة {هَلْ أَتَىٰ} أو {هَلْ أَتَىٰ عَلَى اْلْإِنسَٰنِ}:

سُمِّيت بذلك؛ لافتتاحها به.

كان صلى الله عليه وسلم يقرأ سورة (الإنسان) في فجرِ الجمعة:

عن عبدِ اللهِ بن عباسٍ رضي الله عنهما: «أنَّ رسولَ اللهِ ﷺ قرَأَ في صلاةِ الغداةِ يومَ الجمعةِ: {الٓمٓ ١ تَنزِيلُ} السَّجْدةَ، و{هَلْ أَتَىٰ عَلَى اْلْإِنسَٰنِ}». أخرجه مسلم (٨٧٩).

1. نعمة الخَلْق والهداية (١-٣).

2. مصير الكفار (٤).

3. جزاء الأبرار (٥-٢٢).

4. توجيهٌ للنبي عليه السلام (٢٣-٢٦).

5. وعيدٌ للمشركين (٢٧-٢٨).

6. مشيئة الله تعالى نافذة (٢٩-٣١).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (8 /511).

مقصود السورة الأعظمُ تذكيرُ الناس بأصل خِلْقَتِهم، وأنَّ الله أوجَدهم من عدم، وبَعْثُهم بعد أن أوجَدهم أسهَلُ من إيجادهم؛ ففي ذلك أكبَرُ دلالةٍ على قدرة الله على إحياء الناس وحسابهم.
وفي ذلك يقول ابن عاشور رحمه الله: «محورها التذكيرُ بأنَّ كل إنسان كُوِّنَ بعد أن لم يكُنْ، فكيف يَقضي باستحالة إعادة تكوينه بعد عدمه؟

وإثبات أن الإنسان محقوقٌ بإفراد الله بالعبادة؛ شكرًا لخالقه، ومُحذَّرٌ من الإشراك به.

وإثبات الجزاء على الحالينِ، مع شيءٍ من وصفِ ذلك الجزاء بحالتيه، والإطنابِ في وصفِ جزاء الشاكرين». "التحرير والتنوير" لابن عاشور (29 /371).