تفسير سورة الإنسان

الموسوعة القرآنية

تفسير سورة سورة الإنسان من كتاب الموسوعة القرآنية المعروف بـالموسوعة القرآنية.
لمؤلفه إبراهيم الإبياري . المتوفي سنة 1414 هـ

٧٦ سورة الإنسان

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

[سورة الإنسان (٧٦) : الآيات ١ الى ٤]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً (١) إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْناهُ سَمِيعاً بَصِيراً (٢) إِنَّا هَدَيْناهُ السَّبِيلَ إِمَّا شاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً (٣) إِنَّا أَعْتَدْنا لِلْكافِرِينَ سَلاسِلَ وَأَغْلالاً وَسَعِيراً (٤)
١- هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً:
هَلْ بمعنى: قد.
أَتى عَلَى الْإِنْسانِ مضى على الإنسان.
حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ حين من الزمان قبل أن ينفخ فيه الروح.
لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً لم يكن شيئا يذكر باسمه.
٢- إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْناهُ سَمِيعاً بَصِيراً:
أَمْشاجٍ ذات عناصر شتى.
نَبْتَلِيهِ مختبرين له بالتكاليف فيما بعد.
سَمِيعاً ذا سمع يسمع الآيات.
بَصِيراً ذا بصر ليرى الدلائل.
٣- إِنَّا هَدَيْناهُ السَّبِيلَ إِمَّا شاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً:
إِنَّا هَدَيْناهُ السَّبِيلَ بينا له طريق الهدى.
إِمَّا شاكِراً إما مؤمنا.
وَإِمَّا كَفُوراً وإما كافرا.
٤- إِنَّا أَعْتَدْنا لِلْكافِرِينَ سَلاسِلَ وَأَغْلالًا وَسَعِيراً:
إِنَّا أَعْتَدْنا إنا أعددنا.
سَلاسِلَ لأرجلهم.
وَأَغْلالًا لأعناقهم.
وَسَعِيراً ونارا موقدة.
[سورة الإنسان (٧٦) : الآيات ٥ الى ٩]
إِنَّ الْأَبْرارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كانَ مِزاجُها كافُوراً (٥) عَيْناً يَشْرَبُ بِها عِبادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَها تَفْجِيراً (٦) يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخافُونَ يَوْماً كانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً (٧) وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً (٨) إِنَّما نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزاءً وَلا شُكُوراً (٩)
٥- إِنَّ الْأَبْرارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كانَ مِزاجُها كافُوراً:
إِنَّ الْأَبْرارَ إن الصادقين فى إيمانهم.
مِنْ كَأْسٍ من خمر.
كانَ مِزاجُها كافُوراً كان ما تمزج به ماء كافور.
٦- عَيْناً يَشْرَبُ بِها عِبادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَها تَفْجِيراً:
يَشْرَبُ بِها يشرب منها.
يُفَجِّرُونَها يجرونها حيث شاءوا.
تَفْجِيراً إجراء سهلا.
٧- يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخافُونَ يَوْماً كانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً:
يُوفُونَ بِالنَّذْرِ يوفون بما أوجبوا على أنفسهم.
كانَ شَرُّهُ كان ضرره.
مُسْتَطِيراً فاشيا منتشرا كل الانتشار.
٨- وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً:
عَلى حُبِّهِ مع حبهم له وحاجتهم إليه.
مِسْكِيناً فقيرا عاجزا عن الكسب.
وَيَتِيماً وصغيرا فقد أباه.
وَأَسِيراً ومأسورا لا يملك شيئا.
٩- إِنَّما نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزاءً وَلا شُكُوراً:
إِنَّما نُطْعِمُكُمْ قائلين فى أنفسكم إنما نطعمكم.
لِوَجْهِ اللَّهِ لطلب ثواب الله.
جَزاءً عوضا.
وَلا شُكُوراً ولا ثناء.

[سورة الإنسان (٧٦) : الآيات ١٠ الى ١٥]

إِنَّا نَخافُ مِنْ رَبِّنا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً (١٠) فَوَقاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً (١١) وَجَزاهُمْ بِما صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً (١٢) مُتَّكِئِينَ فِيها عَلَى الْأَرائِكِ لا يَرَوْنَ فِيها شَمْساً وَلا زَمْهَرِيراً (١٣) وَدانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلالُها وَذُلِّلَتْ قُطُوفُها تَذْلِيلاً (١٤)
وَيُطافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوابٍ كانَتْ قَوارِيرَا (١٥)
١٠- إِنَّا نَخافُ مِنْ رَبِّنا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً:
عَبُوساً اشتد عبوس من فيه.
قَمْطَرِيراً قد قطبوا وجوههم وجباههم.
١١- فَوَقاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً:
فَوَقاهُمُ اللَّهُ فصانهم الله.
شَرَّ ذلِكَ الْيَوْمِ من شدائد ذلك اليوم.
وَلَقَّاهُمْ وأعطاهم بدل عبوس الفجار.
نَضْرَةً حسنا فى وجوههم.
وَسُرُوراً وبهجة وفرحا فى قلوبهم.
١٢- وَجَزاهُمْ بِما صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً:
بِما صَبَرُوا بصبرهم.
جَنَّةً ملكها هنىء.
وَحَرِيراً وملبسها حرير ناعم الملمس.
١٣- مُتَّكِئِينَ فِيها عَلَى الْأَرائِكِ لا يَرَوْنَ فِيها شَمْساً وَلا زَمْهَرِيراً:
فِيها فى الجنة.
عَلَى الْأَرائِكِ على السرر.
لا يَرَوْنَ فِيها شَمْساً لا يجدون فيها حرا لشمس.
وَلا زَمْهَرِيراً ولا شدة برد.
١٤- وَدانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلالُها وَذُلِّلَتْ قُطُوفُها تَذْلِيلًا:
وَدانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلالُها ووارفة عليهم ظلال أشجارها.
وَذُلِّلَتْ قُطُوفُها تَذْلِيلًا وسهل لهم أخذ ثمارها تسهيلا.
١٥- وَيُطافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوابٍ كانَتْ قَوارِيرَا:
بِآنِيَةٍ بأوعية.
كانَتْ قَوارِيرَا أي فى صفاء القوارير.
[سورة الإنسان (٧٦) : الآيات ١٦ الى ٢٠]
قَوارِيرَا مِنْ فِضَّةٍ قَدَّرُوها تَقْدِيراً (١٦) وَيُسْقَوْنَ فِيها كَأْساً كانَ مِزاجُها زَنْجَبِيلاً (١٧) عَيْناً فِيها تُسَمَّى سَلْسَبِيلاً (١٨) وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدانٌ مُخَلَّدُونَ إِذا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤاً مَنْثُوراً (١٩) وَإِذا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً وَمُلْكاً كَبِيراً (٢٠)
١٦- قَوارِيرَا مِنْ فِضَّةٍ قَدَّرُوها تَقْدِيراً:
قَدَّرُوها قدرها الساقون على وفاق ما يشتهى الشاربون.
١٧- وَيُسْقَوْنَ فِيها كَأْساً كانَ مِزاجُها زَنْجَبِيلًا:
وَيُسْقَوْنَ أي الأبرار.
فِيها أي فى الجنة.
كَأْساً خمرا.
كانَ مِزاجُها كان ما تمزج به.
زَنْجَبِيلًا ما يشبه الزنجبيل فى الطعم.
١٨- عَيْناً فِيها تُسَمَّى سَلْسَبِيلًا:
فِيها أي فى الجنة.
سَلْسَبِيلًا لسلامة شرابها وسهولة مساغه وطعمه.
١٩- وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدانٌ مُخَلَّدُونَ إِذا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤاً مَنْثُوراً:
وِلْدانٌ غلمان.
مُخَلَّدُونَ دائمون على حالهم.
لُؤْلُؤاً مَنْثُوراً لحسنهم وصفاء ألوانهم.
٢٠- وَإِذا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً وَمُلْكاً كَبِيراً:
وَإِذا رَأَيْتَ وإذا أبصرت.
ثَمَّ فى أي مكان فى الجنة.
رَأَيْتَ أبصرت.
نَعِيماً عظيما.
وَمُلْكاً واسعا.

[سورة الإنسان (٧٦) : الآيات ٢١ الى ٢٥]

عالِيَهُمْ ثِيابُ سُندُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَساوِرَ مِنْ فِضَّةٍ وَسَقاهُمْ رَبُّهُمْ شَراباً طَهُوراً (٢١) إِنَّ هذا كانَ لَكُمْ جَزاءً وَكانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُوراً (٢٢) إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنْزِيلاً (٢٣) فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِماً أَوْ كَفُوراً (٢٤) وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلاً (٢٥)
٢١- عالِيَهُمْ ثِيابُ سُندُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَساوِرَ مِنْ فِضَّةٍ وَسَقاهُمْ رَبُّهُمْ شَراباً طَهُوراً:
ثِيابُ سُندُسٍ ثياب من حرير رقيق.
وَإِسْتَبْرَقٌ وثياب من حرير غليظ.
وَحُلُّوا وجعلت حليهم التي فى أيديهم.
طَهُوراً لا رجس فيه ولا دنس.
٢٢- إِنَّ هذا كانَ لَكُمْ جَزاءً وَكانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُوراً:
إِنَّ هذا النعيم.
كانَ لَكُمْ أعد لكم.
جَزاءً لأعمالكم.
وَكانَ سَعْيُكُمْ فى الدنيا.
مَشْكُوراً محمودا عند الله مرضيا ومقبولا.
٢٣- إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنْزِيلًا:
أي ما افتريته ولا جئت به من عندك ولا من تلقاء نفسك.
٢٤- فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِماً أَوْ كَفُوراً:
لِحُكْمِ رَبِّكَ بتأخير نصرتك على أعدائك وابتلائك بأذاهم.
وَلا تُطِعْ مِنْهُمْ أي من المشركين.
آثِماً من هو ذا إثم.
أَوْ كَفُوراً أو مستغرقا فى الكفر.
٢٥- وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا:
وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ ودم على ذكر ربك.
بُكْرَةً فصل الفجر بكرة.
وَأَصِيلًا والظهر والعصر أصيلا.

[سورة الإنسان (٧٦) : الآيات ٢٦ الى ٣١]

وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلاً طَوِيلاً (٢٦) إِنَّ هؤُلاءِ يُحِبُّونَ الْعاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَراءَهُمْ يَوْماً ثَقِيلاً (٢٧) نَحْنُ خَلَقْناهُمْ وَشَدَدْنا أَسْرَهُمْ وَإِذا شِئْنا بَدَّلْنا أَمْثالَهُمْ تَبْدِيلاً (٢٨) إِنَّ هذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شاءَ اتَّخَذَ إِلى رَبِّهِ سَبِيلاً (٢٩) وَما تَشاؤُنَ إِلاَّ أَنْ يَشاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلِيماً حَكِيماً (٣٠)
يُدْخِلُ مَنْ يَشاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً (٣١)
٢٦- وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا:
وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ ومن الليل فصل له المغرب والعشاء.
وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا وتهجد زمنا طويلا من الليل.
٢٧- إِنَّ هؤُلاءِ يُحِبُّونَ الْعاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَراءَهُمْ يَوْماً ثَقِيلًا:
إِنَّ هؤُلاءِ الكفرة.
يُحِبُّونَ الْعاجِلَةَ الدنيا ويؤثرونها على الآخرة.
وَيَذَرُونَ وَراءَهُمْ ويتركون خلف ظهورهم.
يَوْماً ثَقِيلًا شديدا هوله، فلم يعلموا ما ينجيهم منه.
٢٨- نَحْنُ خَلَقْناهُمْ وَشَدَدْنا أَسْرَهُمْ وَإِذا شِئْنا بَدَّلْنا أَمْثالَهُمْ تَبْدِيلًا:
وَشَدَدْنا أَسْرَهُمْ وأحكمنا خلقهم.
بَدَّلْنا أَمْثالَهُمْ ممن يطيع الله.
٢٩- إِنَّ هذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شاءَ اتَّخَذَ إِلى رَبِّهِ سَبِيلًا:
إِنَّ هذِهِ السورة.
تَذْكِرَةٌ عظة للعالمين.
اتَّخَذَ بالإيمان والتقوى.
سَبِيلًا طريقا يوصله إلى مغفرته وجنته.
٣٠- وَما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلِيماً حَكِيماً:
عَلِيماً بأحوالكم.
حَكِيماً فيما يشاء ويختار.
٣١- يُدْخِلُ مَنْ يَشاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً:
فِي رَحْمَتِهِ فى جنته، فدخولها بفضله ورحمته.
سورة الإنسان
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (الإنسان) من السُّوَر المكية، نزلت بعد سورة (الرحمن)، وقد ذكَّرتِ الإنسانَ بأصل خِلْقته، وقدرة الله عليه؛ ليتواضعَ لأمر الله ويستجيب له؛ فاللهُ هو الذي جعل هذا الإنسانَ سميعًا بصيرًا؛ فالواجب المتحتم عليه أن تُجعَلَ هذه الجوارحُ كما أراد لها خالقها وبارئها؛ ليكونَ بذلك حسَنَ الجزاء يوم القيامة، ومَن كفر فمشيئة الله نافذةٌ في عذابه إياه، وقد كان صلى الله عليه وسلم يَقرؤها في فجرِ الجمعة.

ترتيبها المصحفي
76
نوعها
مكية
ألفاظها
243
ترتيب نزولها
98
العد المدني الأول
31
العد المدني الأخير
31
العد البصري
31
العد الكوفي
31
العد الشامي
31

* سورة (الإنسان):

سُمِّيت سورة (الإنسان) بهذا الاسم؛ لافتتاحها بذكرِ الإنسان وخَلْقِه من عدمٍ.

* سورة {هَلْ أَتَىٰ} أو {هَلْ أَتَىٰ عَلَى اْلْإِنسَٰنِ}:

سُمِّيت بذلك؛ لافتتاحها به.

كان صلى الله عليه وسلم يقرأ سورة (الإنسان) في فجرِ الجمعة:

عن عبدِ اللهِ بن عباسٍ رضي الله عنهما: «أنَّ رسولَ اللهِ ﷺ قرَأَ في صلاةِ الغداةِ يومَ الجمعةِ: {الٓمٓ ١ تَنزِيلُ} السَّجْدةَ، و{هَلْ أَتَىٰ عَلَى اْلْإِنسَٰنِ}». أخرجه مسلم (٨٧٩).

1. نعمة الخَلْق والهداية (١-٣).

2. مصير الكفار (٤).

3. جزاء الأبرار (٥-٢٢).

4. توجيهٌ للنبي عليه السلام (٢٣-٢٦).

5. وعيدٌ للمشركين (٢٧-٢٨).

6. مشيئة الله تعالى نافذة (٢٩-٣١).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (8 /511).

مقصود السورة الأعظمُ تذكيرُ الناس بأصل خِلْقَتِهم، وأنَّ الله أوجَدهم من عدم، وبَعْثُهم بعد أن أوجَدهم أسهَلُ من إيجادهم؛ ففي ذلك أكبَرُ دلالةٍ على قدرة الله على إحياء الناس وحسابهم.
وفي ذلك يقول ابن عاشور رحمه الله: «محورها التذكيرُ بأنَّ كل إنسان كُوِّنَ بعد أن لم يكُنْ، فكيف يَقضي باستحالة إعادة تكوينه بعد عدمه؟

وإثبات أن الإنسان محقوقٌ بإفراد الله بالعبادة؛ شكرًا لخالقه، ومُحذَّرٌ من الإشراك به.

وإثبات الجزاء على الحالينِ، مع شيءٍ من وصفِ ذلك الجزاء بحالتيه، والإطنابِ في وصفِ جزاء الشاكرين». "التحرير والتنوير" لابن عاشور (29 /371).