تفسير سورة الإنسان

غريب القرآن لابن قتيبة

تفسير سورة سورة الإنسان من كتاب غريب القرآن المعروف بـغريب القرآن لابن قتيبة.
لمؤلفه ابن قتيبة الدِّينَوري . المتوفي سنة 276 هـ

سورة الدهر
«١»
١- هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ قال المفسرون: «أراد: قد أتي على الإنسان».
٢- أَمْشاجٍ: أخلاط، يقال: مشجته فهو مشيخ. يريد:
اختلاط ماء الرجل بماء المرأة، نَبْتَلِيهِ... :. أي إنا جعلناه سمعيا بصيرا، لنبتليه بذلك.
٧- كانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً أي فاشيا منتشرا. يقال: استطار الحريق، إذا انتشر. واستطار الفجر: إذا انتشر الضوء.
١٠- يَوْماً عَبُوساً أي يوما تعبس فيه الوجوه. فجعل عبوسا من صفة اليوم، كما قال:: فِي يَوْمٍ عاصِفٍ [سورة إبراهيم آية: ١٨]، أراد: عاصف الريح.
و (القمطرير) : الصعب الشديد. [يقال] : يوم قمطرير وقماطر، [إذا كان صعبا شديدا أشدّ ما يكون من الأيام، وأطوله في البلاء]. ويقال:
المعبس الوجه.
١٤- وَذُلِّلَتْ قُطُوفُها تَذْلِيلًا أي أدنيت منهم. ممن قولك: حائط
(١) هي مدنية. وتسمى سورة الإنسان.
ذليل، إذا كان قصير السّمك.
ونحوه قوله: قُطُوفُها دانِيَةٌ. و «القطوف» : الثمر، واحدها:
«قطف».
و (التذليل) أيضا: تسوية العذوق. يقول اهل المدينة: ذلّل النخل، اي سوي عذوقه.
١٥- و (الأكواب) : كيزان لا عري لها. واحدها: كوب.
١٦- قَوارِيرَا مِنْ فِضَّةٍ مفسر في كتاب «تأويل المشكل».
قَدَّرُوها تَقْدِيراً على قدر الرّيّ.
١٧- و ١٨- كانَ مِزاجُها زَنْجَبِيلًا يقال: هو اسم العين. وكذلك (السلسبيل) : اسم العين «١».
قال مجاهد: «السلسبيل: الشديد [ة] الجرية».
وقال غيره: «السلسبيل: السّلسة الليّنة».
وأمّا «الزنجبيل» : فإن العرب تضرب به المثل وبالخمر ممتزجين. قال المسيّب ابن علس يصف فم المرأة:
وكان طعم الزنجبيل به- إذ ذقته- وسلافة الخمر
٢١- و (السندس) و (الإستبرق) قد تقدم ذكرهما.
٢٨- وَشَدَدْنا أَسْرَهُمْ أي خلقهم. يقال: امرأة حسنة الأسر، أي حسنه الخلق: كأنها أسرت، أي شدّت.
وأصل هذا من «الإسار» وهو: القدّ [الذي يشدّ به الأقتاب].
يقال: ما احسن ما اسر قتبه! أي ما احسن ما شدّه [بالقد] ! وكذلك امرأة حسنة العصب، إذا كانت مدمجة الخلق: كأنها عصّبت، أي شدت.
(١) قاله الزجاج.
سورة الإنسان
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (الإنسان) من السُّوَر المكية، نزلت بعد سورة (الرحمن)، وقد ذكَّرتِ الإنسانَ بأصل خِلْقته، وقدرة الله عليه؛ ليتواضعَ لأمر الله ويستجيب له؛ فاللهُ هو الذي جعل هذا الإنسانَ سميعًا بصيرًا؛ فالواجب المتحتم عليه أن تُجعَلَ هذه الجوارحُ كما أراد لها خالقها وبارئها؛ ليكونَ بذلك حسَنَ الجزاء يوم القيامة، ومَن كفر فمشيئة الله نافذةٌ في عذابه إياه، وقد كان صلى الله عليه وسلم يَقرؤها في فجرِ الجمعة.

ترتيبها المصحفي
76
نوعها
مكية
ألفاظها
243
ترتيب نزولها
98
العد المدني الأول
31
العد المدني الأخير
31
العد البصري
31
العد الكوفي
31
العد الشامي
31

* سورة (الإنسان):

سُمِّيت سورة (الإنسان) بهذا الاسم؛ لافتتاحها بذكرِ الإنسان وخَلْقِه من عدمٍ.

* سورة {هَلْ أَتَىٰ} أو {هَلْ أَتَىٰ عَلَى اْلْإِنسَٰنِ}:

سُمِّيت بذلك؛ لافتتاحها به.

كان صلى الله عليه وسلم يقرأ سورة (الإنسان) في فجرِ الجمعة:

عن عبدِ اللهِ بن عباسٍ رضي الله عنهما: «أنَّ رسولَ اللهِ ﷺ قرَأَ في صلاةِ الغداةِ يومَ الجمعةِ: {الٓمٓ ١ تَنزِيلُ} السَّجْدةَ، و{هَلْ أَتَىٰ عَلَى اْلْإِنسَٰنِ}». أخرجه مسلم (٨٧٩).

1. نعمة الخَلْق والهداية (١-٣).

2. مصير الكفار (٤).

3. جزاء الأبرار (٥-٢٢).

4. توجيهٌ للنبي عليه السلام (٢٣-٢٦).

5. وعيدٌ للمشركين (٢٧-٢٨).

6. مشيئة الله تعالى نافذة (٢٩-٣١).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (8 /511).

مقصود السورة الأعظمُ تذكيرُ الناس بأصل خِلْقَتِهم، وأنَّ الله أوجَدهم من عدم، وبَعْثُهم بعد أن أوجَدهم أسهَلُ من إيجادهم؛ ففي ذلك أكبَرُ دلالةٍ على قدرة الله على إحياء الناس وحسابهم.
وفي ذلك يقول ابن عاشور رحمه الله: «محورها التذكيرُ بأنَّ كل إنسان كُوِّنَ بعد أن لم يكُنْ، فكيف يَقضي باستحالة إعادة تكوينه بعد عدمه؟

وإثبات أن الإنسان محقوقٌ بإفراد الله بالعبادة؛ شكرًا لخالقه، ومُحذَّرٌ من الإشراك به.

وإثبات الجزاء على الحالينِ، مع شيءٍ من وصفِ ذلك الجزاء بحالتيه، والإطنابِ في وصفِ جزاء الشاكرين». "التحرير والتنوير" لابن عاشور (29 /371).