تفسير سورة الإنسان

مجاز القرآن

تفسير سورة سورة الإنسان من كتاب مجاز القرآن المعروف بـمجاز القرآن.
لمؤلفه أبو عبيدة معمر بن المثنى . المتوفي سنة 209 هـ

«سورة هل أتى على الإنسان» (٧٦)

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

«هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ» (١) مجازها: قد أتى على الإنسان، ليس باستفهام ويحقّق ذلك قول أبى بكر: ليتها كانت تمّت فلم نبتل «١»..
«أَمْشاجٍ» (٢) خلطين قال رؤبة:
من دم أمشاج
«٢» [٩٢٣] وقال أبو ذؤيب:
كأن الرّيش والفوقين منه... خلاف النّصل سيط به مشيج
«٣» [٩٢٤].
«شَرُّهُ مُسْتَطِيراً» (٧) فاشيا..
«عَبُوساً» العبوس (١٠) والقمطرير (١٠) والقماطر والعصيب والعصيب أشد ما يكون من الأيام وطوله فى البلاء «٤».
(١). - ٤ «ليتها... نبتل» : قال القرطبي (١٩/ ١١٨: وقال أبو بكر رضى الله عنه لما قرأ هذه الآية: ليتها... نبتلى. أي ليت المدة التي أتت على آدم لم تكن شيئا مذكورا أتت على ذلك فلا يلد ولا يبتلى أولاده.
(٢). - ٩٢٣: تمام الشطر: لم يكس جلدا من دم أمشاج، فى ديوانه ص ٣٢ والطبري ٢٩/ ١٠٩ والقرطبي ١٩/ ١١٨.
(٣). - ٩٢٤: البيت ليس لأبى ذؤيب كما زعم أبو عبيدة وتبعه الطبري ٢٩/ ١٠٩ بل هو لعمرو بن الداخل الهذلي من قصيدته فى ديوان الهذليين ٣/ ١٠٤ وانظر الطبري والقرطبي ١٩/ ١١٨ واللسان (مشج).
(٤). - ١٠- ١١ «والقمطرير... البلاء» : هذا الكلام فى البخاري وقال ابن حجر هو كلام أبى عبيدة بتمامه (فتح الباري ٨/ ٥٢٦).
«وَذُلِّلَتْ قُطُوفُها» (١٤) ثمارها..
«سَعْيُكُمْ مَشْكُوراً» (٢٢) عملكم..
«لا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِماً أَوْ كَفُوراً» (٢٤) ليس هاهنا تخيير أراد آثما وكفورا..
«وَراءَهُمْ يَوْماً ثَقِيلًا» (٢٧) أي قدّامهم قال مساور «١» بن حمئان من بنى ربيعة ابن كعب:
أترجو بنو مروان سمعى وطاعتى... وقومى تميم والفلاة ورائيا
(٣٨٧) أي قدامى.
«أَسْرَهُمْ» (٢٨) شدة الخلق، يقال للفرس: شديد الأسر شديد الخلق وكل شىء شددته من قتب أو من غبيط فهو مأسور «٢»..
«يُدْخِلُ مَنْ يَشاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً» (٣١) انتصب بالجوار ولا يدخل الظالمين فى رحمته.
(١). - ٤ «مساور» : وقد ورد اسمه فى إحدى الروايات لأبى عبيدة سوار ابن المضرب وهو من بنى ربيعة بن كعب أيضا غير أن البيت معزو فى المجاز إلى الشعراء المختلفين فانظر رقم ٣٨٧ من الجزء الأول.
(٢). - ٨- ٩ «أسرهم... مأسور» : نقله البخاري عن معمر وقال ابن حجر هو أبو عبيدة معمر بن المثنى وظن بعضهم هو معمر بن راشد... (فتح الباري ٨/ ٥٢٦).
سورة الإنسان
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (الإنسان) من السُّوَر المكية، نزلت بعد سورة (الرحمن)، وقد ذكَّرتِ الإنسانَ بأصل خِلْقته، وقدرة الله عليه؛ ليتواضعَ لأمر الله ويستجيب له؛ فاللهُ هو الذي جعل هذا الإنسانَ سميعًا بصيرًا؛ فالواجب المتحتم عليه أن تُجعَلَ هذه الجوارحُ كما أراد لها خالقها وبارئها؛ ليكونَ بذلك حسَنَ الجزاء يوم القيامة، ومَن كفر فمشيئة الله نافذةٌ في عذابه إياه، وقد كان صلى الله عليه وسلم يَقرؤها في فجرِ الجمعة.

ترتيبها المصحفي
76
نوعها
مكية
ألفاظها
243
ترتيب نزولها
98
العد المدني الأول
31
العد المدني الأخير
31
العد البصري
31
العد الكوفي
31
العد الشامي
31

* سورة (الإنسان):

سُمِّيت سورة (الإنسان) بهذا الاسم؛ لافتتاحها بذكرِ الإنسان وخَلْقِه من عدمٍ.

* سورة {هَلْ أَتَىٰ} أو {هَلْ أَتَىٰ عَلَى اْلْإِنسَٰنِ}:

سُمِّيت بذلك؛ لافتتاحها به.

كان صلى الله عليه وسلم يقرأ سورة (الإنسان) في فجرِ الجمعة:

عن عبدِ اللهِ بن عباسٍ رضي الله عنهما: «أنَّ رسولَ اللهِ ﷺ قرَأَ في صلاةِ الغداةِ يومَ الجمعةِ: {الٓمٓ ١ تَنزِيلُ} السَّجْدةَ، و{هَلْ أَتَىٰ عَلَى اْلْإِنسَٰنِ}». أخرجه مسلم (٨٧٩).

1. نعمة الخَلْق والهداية (١-٣).

2. مصير الكفار (٤).

3. جزاء الأبرار (٥-٢٢).

4. توجيهٌ للنبي عليه السلام (٢٣-٢٦).

5. وعيدٌ للمشركين (٢٧-٢٨).

6. مشيئة الله تعالى نافذة (٢٩-٣١).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (8 /511).

مقصود السورة الأعظمُ تذكيرُ الناس بأصل خِلْقَتِهم، وأنَّ الله أوجَدهم من عدم، وبَعْثُهم بعد أن أوجَدهم أسهَلُ من إيجادهم؛ ففي ذلك أكبَرُ دلالةٍ على قدرة الله على إحياء الناس وحسابهم.
وفي ذلك يقول ابن عاشور رحمه الله: «محورها التذكيرُ بأنَّ كل إنسان كُوِّنَ بعد أن لم يكُنْ، فكيف يَقضي باستحالة إعادة تكوينه بعد عدمه؟

وإثبات أن الإنسان محقوقٌ بإفراد الله بالعبادة؛ شكرًا لخالقه، ومُحذَّرٌ من الإشراك به.

وإثبات الجزاء على الحالينِ، مع شيءٍ من وصفِ ذلك الجزاء بحالتيه، والإطنابِ في وصفِ جزاء الشاكرين». "التحرير والتنوير" لابن عاشور (29 /371).