تفسير سورة الحشر

معاني القرآن

تفسير سورة سورة الحشر من كتاب معاني القرآن
لمؤلفه الفراء . المتوفي سنة 207 هـ

قوله عز وجل :﴿ هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن دِيَارِهِمْ ﴾.
هؤلاء بنو النضير : كانوا قد عاقدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم على ألا يكونوا معه ولا عليه، فلما نُكب المسلمون يوم أُحد غدروا، وركب حُيّى بن أخطب إلى أبي سفيان وَأصحابِه من أهل مكة، فتعاقدوا على النبي صلى الله عليه وسلم، وأتاه الوحي بذلك، فقال للمسلمين : أُمرت بقتل حيي، فانتدب له طائفة من المسلمين فقتلوه، وغدا عليهم النبي صلى الله عليه وسلم، فتحصنوا في دورهم، وجعلوا ينقبون الدار إلى التي هي أحصن منها، ويرمون النبي صلى الله عليه وسلم بالحجارة التي يخرجون منها، وجعل المسلمون يهدمون دورهم ليتسع موضع القتال، فذلك قوله [ عز وَجل ] :﴿ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ ﴾، واجتمع القراء على ( يُخْرِبون ) إِلا عبد الرحمن السلمي، فإنه قرأ ( يخرّبون )، كأنَّ يخرّبون : يهدّمون، ويُخْرِبون بالتخفيف : يخرجون منها يتركونها، ألا ترى أنهم كانوا ينقبون الدار فيعطلونها ؟ فهذا معنى :( يُخْرِبون ) والذين قالوا ( يخرّبون ) ذهبوا إلى التهديم الذي كان المسلمون يفعلونه، وكل صواب. والاجتماع من قراءة القراء أحب إليّ.
[ وقوله تبارك وتعالى :﴿ فَاعْتَبِرُواْ يا أُوْلِي الأَبْصَارِ ﴾ : يا أولي العقول، ويقال : يا أولي الأبصار : يا من عاين ذلك بعينه ].
وقوله :﴿ لأَوَّلِ الْحَشْرِ ﴾.
[ هم ] أول من أجلى عن جزيرة العرب، وهي الحجاز.
وقوله :﴿ ما قَطَعْتُمْ مِّن لِّينَةٍ ﴾.
حدثنا الفراء قال : حدثني حِبَّان عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال : أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقطع النخل كله ذلك اليوم، يعني : يوم بني النضير إلاّ العجوة. قال ابن عباس : فكل شيء من النخل سوى العجوة، هو اللين.
قال الفراء : واحدته : لِينة، وفي قراءة عبد الله :«ما قطعتم من لِينَةٍ ولا تركتم قُوَّمًا على أصوله إلا بإذن الله »، يقول : إلا بأمر الله.
وقوله :﴿ أُصوله ﴾.
ذهب إلى الجمع في اللين كله، ومن قال : أُصُولها ذهب إلى تأنيث النخل ؛ لأنه يذكر ويؤنث.
وقوله :﴿ فَما أَوْجَفْتُمْ [ ١٩٦/ا ] عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلاَ رِكَابٍ ﴾.
كان النبي صلى الله عليه وسلم قد أحرز غنيمة بني النَّضِير وقُريظة وفَدَك، فقال له الرؤساء : خذ صفَّيك من هذه، وأفردنا بالربع، فجاء التفسير : إن هذه قُرًى لم يقاتلوا عليها بخيل، ولم يسيروا إليها على الإبل ؛ إنما مشيتم إليها على أرجلكم، وكان بينها وبين المدينة ميلان، فجعلها النبي صلى الله عليه وسلم لقوم من المهاجرين، كانوا محتاجين وشهدوا بدراً.
ثم قال :﴿ ما أَفَاء اللَّهُ على رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى ﴾، هذه الثلاث، فهو لله وللرسول خالص.
ثم قال :﴿ وَلِذِي الْقُرْبَى ﴾ لقرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ﴿ وَالْيَتَامَى ﴾ يتامى المسلمين عامة، وفيها يتامى بني عبد المطلب، ﴿ وَالْمَسَاكِينِ ﴾ مساكين المسلمين ليس فيها مساكين بني عبد المطلب.
ثم قال :﴿ كَي لا يَكُونَ ﴾ذلك الفيء دُولة بين الأغنياء الرؤساء يُعمل به كما كان يعمل في الجاهلية، ونزل في الرؤساء :﴿ وَما آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُواْ ﴾ فرضُوا، ﴿ والدُّولة ﴾ : قرأها الناس برفع الدال إلا السُّلَميّ فيما أعلم فإنه قرأ : دَولة : بالفتح، وليس هذا للدَّولة بموضع إنما الدُّولة في الجيشين يَهزم هذا هذا، ثم يُهزَم الهازم، فتقول : قد رجعت الدولة على هؤلاء، كأنها المرة، وَالدُّولة في المِلْك والسنن التي تغيَّر وتبدّل على الدهر، فتلك الدُّولة.
وقد قرأ بعض العرب :( دولةٌ )، وأكثرهم نصبها وبعضهم : يكون، وبعضهم : تكون.
وقوله :﴿ وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمانَ مِن قَبْلِهِمْ ﴾.
يعني : الأنصار، يحبون من هاجر إليهم لما أُعطىَ المهاجرون ما قسم لهم النبي صلى الله عليه وسلم من فيء بني النضير لم يأمن على غيرهم أن يحسدهم إذا لم يقسمْ لهم. فقال النبي صلى الله عليه وسلم للأنصار : إن شئتم قسمتم لهم من دوركم وأموالكم، وقسمت لكم كما قسمت لهم، وإما أن يكون لهم القِسم، ولكم دياركم وأموالكم، فقالوا : لا، بل تقسم لهم من ديارنا وأموالنا ولا نشاركهم في القَسم، فأنزل الله جل وعز هذه الآيات ثناء على الأنصار، فقال :﴿ يُحِبُّونَ مَنْ هاجَرَ إِلَيْهِمْ ﴾ يعني المهاجرين :﴿ وَلاَ يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ ﴾ الآية.
وفي قراءة عبد الله ﴿ وَالَّذِينَ جَاءوا مِن بَعْدِهِمْ ﴾ يعني المهاجرين : يقولون ربَّنا اغفِرْ لنا ولإخواننا الذين تبوءوا الإيمان من قبل، وألّف بين قلوبنا، ولا تجعل فيها غَمَرا للذين آمنوا.
وقوله :﴿ لأَنتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ ﴾.
يقول : أنتم يا معشر المسلمين أهيب في صدورهم [ يعني بني النضير ] من عذاب الله عندهم، وذلك أن بني النضير كانوا ذوى بأس، فقذف الله في قلوبهم الرعب من المسلمين.
ونزل في ذلك :﴿ تَحْسَبُهُمْ ﴾ يعني : بني النضير جميعاً، وقلوبهم مختلفة، وهي في قراءة عبد الله : وقلوبهم أشت، أي : أشد اختلافاً.
وقوله :﴿ أَوْ مِن وَرَاء جُدُرٍ ﴾.
قرأ ابن عباس : جدار، وسائر القراء : جدر على الجمع.
وقوله :﴿ فَكَانَ عَاقِبَتَهُما أَنَّهُما فِي النارِ خَالِدِينَ ﴾.
وهي في قراءة عبد الله : فكان عاقبتهُما أنهما خالدان في النار، وفي [ ١٩٦/ب ] قراءتنا ﴿ خَالِدِينَ فِيها ﴾ نصب، ولا أشتهي الرفع، وإن كان يجوز ؛ وذلك أن الصفة قد عادت على النار مرتين، والمعنى للخلود، فإذا رأيت الفعل بين صفتين قد عادت إحداهما على موضع الأخرى نصبت الفعل، فهذا من ذلك، ومثله في الكلام قولك : مررت برجل على بابه متحملا به، ومثله قول الشاعر :
والزعفرانُ على ترائبُها شَرِقاً به اللباتُ والنحْرُ
لأن الترائب هي اللبات ها هنا، فعادت الصفة باسمها الذي وقعت عليه أولا، فإذا اختلفت الصفتان : جاز الرفع والنصب على حسن. من ذلك قولك : عبد الله في الدار راغبٌ فيك. ألا ترى أن ( في ) التي في الدار مخالفة ( لفي ) التي تكون في الرغبة ؛ والحجة ما يعرف به النصب من الرفع، ألا ترى الصفة الآخرة تتقدم قبل الأولى، إلاّ أنك تقول : هذا أخوك في يده درهم قابضا عليه، فلو قلت : هذا أخوك قابضاً عليه في يده درهم لم يجز. وأنت تقول : هذا رجل في يده درهم قائمٌ إلى زيد. ألا ترى أنك تقول : هذا رجل قائم إلى زيد في يده درهم، فهذا يدل على المنصوب إذا امتنع تقديم الآخر، ويدل على الرفع إذا سهل تقديم الآخر.
وقوله :﴿ لاَ يَسْتَوِي أَصْحابُ النارِ وَأَصْحابُ الْجَنَّةِ ﴾.
وفي قراءة عبد الله : ولا أصحاب النار، ولا صلةٌ إذا كان في أول الكلام جحد، ووصل بلا من آخره. وأنشد في بعض بني كلاب.
إرادة ألاّ يجمع الله بيننا ولا بينها أخرى الليالي الغوابر
معناه : إرادة ألا يجمع الله بيننا وبينها، فوصل بلا.
سورة الحشر
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (الحشر) من السُّوَر المدنية، من (المسبِّحات)، وهي التي تبدأ بـ {سَبَّحَ}، نزلت بعد سورة (البيِّنة)، وقد نزلت في إجلاء يهودِ (بني النَّضير)، وأشارت إلى تاريخِ اليهود المليء بالخيانات، وعدم الالتزام بالمواثيق والعهود، وتعرَّضت لحُكْمِ (الفَيْء)، وقد افتُتحت بمقصدٍ عظيم؛ وهو تنزيهُ الله عزَّ وجلَّ عن كل نقص، وإثبات كلِّ كمال له سبحانه؛ فهو المستحِقُّ لصفات الألوهيَّة والربوبيَّة.

ترتيبها المصحفي
59
نوعها
مدنية
ألفاظها
447
ترتيب نزولها
101
العد المدني الأول
24
العد المدني الأخير
24
العد البصري
24
العد الكوفي
24
العد الشامي
24

* نزَلتْ سورة (الحشر) في يهودِ (بني النَّضير):

عن سعيدِ بن جُبَيرٍ رحمه الله، قال: «قلتُ لابنِ عباسٍ: سورةُ التَّوْبةِ؟ قال: التَّوْبةُ هي الفاضحةُ، ما زالت تَنزِلُ: {وَمِنْهُمْ} {وَمِنْهُمْ} حتى ظَنُّوا أنَّها لن تُبقِيَ أحدًا منهم إلا ذُكِرَ فيها، قال: قلتُ: سورةُ الأنفالِ؟ قال: نزَلتْ في بَدْرٍ، قال: قلتُ: سورةُ الحَشْرِ؟ قال: نزَلتْ في بني النَّضِيرِ». أخرجه البخاري (٤٨٨٢).

* قوله تعالى: {سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي اْلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي اْلْأَرْضِۖ وَهُوَ اْلْعَزِيزُ اْلْحَكِيمُ ١ هُوَ اْلَّذِيٓ أَخْرَجَ اْلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ اْلْكِتَٰبِ مِن دِيَٰرِهِمْ لِأَوَّلِ اْلْحَشْرِۚ مَا ظَنَنتُمْ أَن يَخْرُجُواْۖ وَظَنُّوٓاْ أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ اْللَّهِ فَأَتَىٰهُمُ اْللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُواْۖ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ اْلرُّعْبَۚ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي اْلْمُؤْمِنِينَ فَاْعْتَبِرُواْ يَٰٓأُوْلِي اْلْأَبْصَٰرِ} [الحشر: 1-2]:

عن عائشةَ رضي الله عنها، قالت: «كانت غَزْوةُ بني النَّضِيرِ - وهم طائفةٌ مِن اليهودِ - على رأسِ ستَّةِ أشهُرٍ مِن وَقْعةِ بَدْرٍ، وكان مَنزِلُهم ونَخْلُهم بناحيةِ المدينةِ، فحاصَرَهم رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حتى نزَلوا على الجَلاءِ، وعلى أنَّ لهم ما أقَلَّتِ الإبلُ مِن الأمتعةِ والأموالِ، إلا الحَلَقةَ؛ يَعني: السِّلاحَ؛ فأنزَلَ اللهُ فيهم: {سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي اْلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي اْلْأَرْضِۖ} [الحشر: 1] إلى قولِه: {لِأَوَّلِ اْلْحَشْرِۚ مَا ظَنَنتُمْ أَن يَخْرُجُواْۖ} [الحشر: 2]، فقاتَلَهم النبيُّ صلى الله عليه وسلم حتى صالَحَهم على الجَلاءِ، فأَجْلاهم إلى الشَّامِ، وكانوا مِن سِبْطٍ لم يُصِبْهم جَلاءٌ فيما خلا، وكان اللهُ قد كتَبَ عليهم ذلك، ولولا ذلك لعذَّبَهم في الدُّنيا بالقتلِ والسَّبْيِ، وأمَّا قولُه: {لِأَوَّلِ اْلْحَشْرِۚ} [الحشر: 2]، فكان جَلاؤُهم ذلك أوَّلَ حَشْرٍ في الدُّنيا إلى الشَّامِ». أخرجه الحاكم (3850).

* قوله تعالى: {مَا قَطَعْتُم مِّن لِّينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَآئِمَةً عَلَىٰٓ أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اْللَّهِ وَلِيُخْزِيَ اْلْفَٰسِقِينَ} [الحشر: 5]:

عن عبدِ اللهِ بن عُمَرَ رضي الله عنهما، قال: «حرَّقَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَخْلَ بني النَّضِيرِ وقطَعَ، وهي البُوَيرةُ؛ فنزَلتْ: {مَا قَطَعْتُم مِّن لِّينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَآئِمَةً عَلَىٰٓ أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اْللَّهِ} [الحشر: 5]». أخرجه البخاري (٤٠٣١).

* قوله تعالى: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٞۚ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِۦ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ اْلْمُفْلِحُونَ} [الحشر: 9]:

عن أبي هُرَيرةَ رضي الله عنه: «أنَّ رجُلًا أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فبعَثَ إلى نسائِه، فقُلْنَ: ما معنا إلا الماءُ، فقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَن يضُمُّ أو يُضِيفُ هذا؟»، فقال رجُلٌ مِن الأنصارِ: أنا، فانطلَقَ به إلى امرأتِه، فقال: أكرِمي ضيفَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فقالت: ما عندنا إلا قُوتُ صِبْياني، فقال: هَيِّئي طعامَكِ، وأصبِحي سِراجَكِ، ونَوِّمي صِبْيانَكِ إذا أرادوا عَشاءً، فهيَّأتْ طعامَها، وأصبَحتْ سِراجَها، ونوَّمتْ صِبْيانَها، ثم قامت كأنَّها تُصلِحُ سِراجَها فأطفأته، فجعَلَا يُرِيانِه أنَّهما يأكُلانِ، فبَاتَا طاوِيَينِ، فلمَّا أصبَحَ غَدَا إلى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فقال: «ضَحِكَ اللهُ اللَّيلةَ - أو عَجِبَ - مِن فَعالِكما»؛ فأنزَلَ اللهُ: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٞۚ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِۦ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ اْلْمُفْلِحُونَ} [الحشر: 9]». أخرجه البخاري (٣٧٩٨).

* سورةُ (الحَشْر):

سُمِّيت سورةُ (الحَشْر) بذلك؛ لوقوع لفظِ (الحشر) فيها؛ قال تعالى: {هُوَ اْلَّذِيٓ أَخْرَجَ اْلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ اْلْكِتَٰبِ مِن دِيَٰرِهِمْ لِأَوَّلِ اْلْحَشْرِۚ} [الحشر: 2].

والمراد بـ(الحَشْر) هنا: إخراجُ (بني النَّضِير)، لا يومُ القيامة.

* سورة (بني النَّضِير):

وسُمِّيت بذلك؛ لاشتمالها على قِصَّة إجلاء يهودِ (بني النَّضير).

1. إجلاء بني النَّضير (١-٥).

2. حُكْمُ الفَيء (٦-١٧).

3. التقوى، قوة القرآن، أسماء الله الحسنى (١٨-٢٤).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (8 /60).

مقصودُ سورة (الحشر) تنزيهُ الله عز وجل عن كلِّ النقائص، وإثباتُ الكمال المطلق له؛ فهو الإله المستحِقُّ للعبادة؛ لكمال اتصافه بالقدرة الشاملة والحِكْمة البالغة، وهذه دعوةٌ لتوحيد الرُّبوبية والألوهية له سبحانه.

ويذكُرُ ابنُ عاشور أنَّ السورة جاءت لبيان: «حُكْم أموال بني النَّضير بعد الانتصار عليهم»، ثم يقول في بيان مقاصدها: «وقد اشتملت على أن ما في السموات وما في الأرض دالٌّ على تنزيه الله، وكونِ ما في السموات والأرض مِلْكَه، وأنه الغالب المدبِّر.

وعلى ذِكْرِ نعمة الله على ما يسَّر من إجلاء بني النَّضير مع ما كانوا عليه من المَنَعةِ والحصون والعُدَّة؛ وتلك آيةٌ من آيات تأييد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وغَلَبَتِه على أعدائه.

وذِكْرِ ما أجراه المسلمون من إتلافِ أموال بني النَّضير، وأحكام ذلك في أموالهم، وتعيين مستحِقِّيه من المسلمين». "التحرير والتنوير" لابن عاشور (28 /63).

وينظر: "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" للبقاعي (3 /72).