تفسير سورة الحشر

جهود الإمام الغزالي في التفسير

تفسير سورة سورة الحشر من كتاب جهود الإمام الغزالي في التفسير
لمؤلفه أبو حامد الغزالي . المتوفي سنة 505 هـ

﴿ يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين فاعتبروا يا أولي الأبصار ﴾( ٢ ).
١١٢٠- ﴿ يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين ﴾ ثم قال :﴿ ذلك بأنهم شاقوا الله ورسوله ﴾١.
وليس كل من يشاقق الله يخرب بيته، فتكون العلة منقوضة، ولا يمكن أن يقال إنه علة في حقهم خاصة، لأن هذا يعد تهافتا في الكلام، بل نقول تبين بآخر الكلام أن الحكم المعلل ليس هو نفس الخراب بل استحقاق الخراب، خرب أم لم يخرب، أو نقول ليس الخراب معلولا بهذه العلة لكونه خرابا، بل لكونه عذابا، وكل من شاق الله ورسوله فهو معذب، إما بخراب البيت أو غيره، فإن لم يتكلف مثل هذا كان الكلام منتقضا. ( المستصفى من علم الأصول : ٢/٣٣٧-٣٣٨ ).
١١٢١- ﴿ فاعتبروا يا أولي الأبصار ﴾ إذ معنى الاعتبار : العبور من الشيء إلى نظيره إذا شاركه في المعنى، كما قال ابن عباس : " هلا اعتبروا بالأصابع ؟ ' ( نفسه : ٢/٢٥٤ ).
١ - الحشر: ٤..
﴿ ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل كي لا يكون دولة بين الأغنياء منكم وما ءاتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ﴾( ٧ ).
١١٢٢- الفيء : هو كل مال فاء إلى المسلمين من الكفار بغير إجاف خيل وركاب كما إذا انجلوا عنه خوفا أو بذلوه لنكف عن قتالهم فهو مخمس، وكذا ما أخذ بغير تخويف كالجزية والخراج والعشر، ومال المرتد، ومال من مات ولا وارث له.
فخمس هذا المال مقسوم بخمسة( ح ) أسهم بحكم نص الكتاب.
السهم الأول : المضاف إلى الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم مصروف إلى مصالح المسلمين( و ) إذ كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم في حياته، والأنبياء لا يورثون، ومصالح المسلمين : سد الثغور وعمارة القناطر وأرزاق القضاة وأمثاله.
السهم الثاني : لذوي القربى، وهم أقارب رسول الله صلى الله عليه وسلم، كبني هاشم وبني عبد المطلب، دون غيرهم من بني عبد شمس وبني نوفل، ويشترك في استحقاقه الغني والفقير والصغير والكبير والرجل والمرأة والغائب والحاضر، بعد أن يكون انتساب لجهة الآباء، ولا يفضل أحد على أحد إلا بالذكورة فإنه يضعف به الحق كما في الميراث.
السهم الثالث : اليتامى : وهو كل طفل لا كافل له، وشرط كونه فقيرا على أظهر الوجهين لأن لفظ اليتيم ينبئ عنه.
السهم الرابع : للمساكين.
السهم الخامس : لأبناء السبيل.
وبيانها في تفريق الصدقات، والمستحقون بالحاجة تتفاوت حقوقهم بتفاوت الحاجة.
أما الأخماس الأربعة فقد كانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم في حياته، وبعده فيها ثلاثة أقوال :
أحدها : أنها للمصالح كخمس الخمس، والثاني : يقسم كما يقسم الخمس، فيكون جملة الفيء مقسوما بخمسة أقسام كما دل ظاهر الكتاب عليه، والثالث : وهو الأظهر أنه للمرتزقة المقاتلين كأربعة أخماس الغنيمة. ( الوجيز : ٢/١٨٨-٢٨٩ ).
١١٢٣- ﴿ كي لا تكون دولة بين الأغنياء منكم ﴾ هذا صريح في التعليل. ( شفاء الغليل : ٢٤ ).
١١٢٤- ألزم الخلق تصديقه في جميع ما أخبر به عنه في أمر الدنيا والآخرة، وألزمهم إتباعه والإقتداء به، فقال :﴿ وما ءاتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ﴾ ( كتاب الأربعين في أصول الدين : ٢٠ ).
﴿ ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم... ( ٩ ) ﴾.
١١٢٥- وصف الله تعالى المحبين في الله فقال :﴿ ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ﴾ ووجود الحاجة هو الحسد. ( الإحياء : ٣/٢٠٤ ).
١١٢٦- ﴿ ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ﴾ أي لا تضيق صدورهم به ولا يغنمون فأثنى عليهم بعدم الحسد. ( نفسه : ٢/٢٠٢ ).
﴿ لأنتم أشد رهبة في صدورهم من الله ذلك بأنهم قوم لا يفقهون ﴾( ١٣ ).
١١٢٧- أحال قلة خوفهم من الله واستعظامهم سطوة الخلق على قلة الفقه١. ( نفسه : ١/٤٤ ).
١ - قال الإمام الغزالي: (ما يحصل به الإندار والتخويف هو هذا الفقه دون تفريعات الطلاق والعتاق واللعان والسلم والإجازة، فذلك لا يحصل به إنذار ولا تخويفـ، بل التجرد على الدوام يقسي القلب وينزع الخشية منه كما نشاهد الآن من المتجردين له) الإحياء: ١/٤٤..
﴿ كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر فلما كفر قال إني بريء منك إني أخاف الله رب العالمين( ١٦ ) ﴾.
١١٢٨- روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :( كان راهب في بني إسرائيل فعمد الشيطان إلى جارية فخنقها، وألقى في قلوب أهلها أن دواءها عند الراهب، فاتوا بها إليه فأبى أن يقبلها فلم يزالوا به حتى قبلها، فلما كانت عنده ليعالجها أتاه الشيطان فزين له مقاربتها ولم يزل به حتى واقعها فحملت منه، فوسوس إليه وقال : الآن تفتضح يأتيك أهلها فاقتلها فإن سألوك قل ماتت، فقتلها ودفنها، فأتى الشيطان أهلها فوسوس إليهم وألقى في قلوبهم أنه أحبلها ثم قتلها ودفنها، فأتاه أهلها فسألوه عنها فقال : ماتت فأخذوه ليقتلوه بها فأتاه الشيطان فقال : أنا الذي خنقتها وأنا الذي ألقيت في قلوب أهلها، فاطعني تنج وأخلصك منهم قال : بماذا ؟ قال : اسجد لي سجدتين، فسجد له سجدتين، فقال له الشيطان : إني بريء منك، فهو الذي قال الله تعالى فيه :﴿ كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر فلما كفر قال إني بريء منك ﴾١. ( نفسه : ٣/٣٤ ).
١ - قال الحافظ العراقي: رواه ابن أبي الدنيا في مكائد الشيطان، وابن مردويه في التفسير من حديث عبيد بن أبي رفاعة مرسلا، وللحاكم نحوه موقوفا على علي بن أبي طالب، وقال صحيح الإسناد ووصله بطين في مسنده من حديث علي. ن المغني بهامش الإحياء: ٣/٣٤ وتفسير ابن كثير: ٤/٤٠٩..
﴿ يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد ﴾ ( ١٨ ).
١١٢٩- هذه إشارة إلى المحاسبة على ما مضى من الأعمال. ( الإحياء : ٤٢٨ ).
﴿ ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأناسهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون( ١٩ ) ﴾.
١١٣٠- تنبيها على تلازم الأمرين، وأن نسيان أحدهما مع نسيان الآخر. ( ميزان العمل : ٢٠٠ ).
١١٣١- ﴿ أولئك هم الفاسقون ﴾ أي الخارجون عن مقتضى طبعهم ومظنة استحقاقهم، يقال فسقت الرطبة عن كمامها إذا خرجت عن معدنها الفطري. ( الإحياء : ٣/٤٠٣ ).
﴿ الملك القدوس السلام ﴾( ٢٣ ) ز
١١٣٢- القدوس : هو المسلوب عنه كل ما يخطر بالبال ويدخل في الوهم.
السلام : هو المسلوب عنه كل عيب ونقص. ( روضة الطالبين وعمدة السالكين ضمن المجموعة رقم ٢ ص : ٦٥ ).
سورة الحشر
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (الحشر) من السُّوَر المدنية، من (المسبِّحات)، وهي التي تبدأ بـ {سَبَّحَ}، نزلت بعد سورة (البيِّنة)، وقد نزلت في إجلاء يهودِ (بني النَّضير)، وأشارت إلى تاريخِ اليهود المليء بالخيانات، وعدم الالتزام بالمواثيق والعهود، وتعرَّضت لحُكْمِ (الفَيْء)، وقد افتُتحت بمقصدٍ عظيم؛ وهو تنزيهُ الله عزَّ وجلَّ عن كل نقص، وإثبات كلِّ كمال له سبحانه؛ فهو المستحِقُّ لصفات الألوهيَّة والربوبيَّة.

ترتيبها المصحفي
59
نوعها
مدنية
ألفاظها
447
ترتيب نزولها
101
العد المدني الأول
24
العد المدني الأخير
24
العد البصري
24
العد الكوفي
24
العد الشامي
24

* نزَلتْ سورة (الحشر) في يهودِ (بني النَّضير):

عن سعيدِ بن جُبَيرٍ رحمه الله، قال: «قلتُ لابنِ عباسٍ: سورةُ التَّوْبةِ؟ قال: التَّوْبةُ هي الفاضحةُ، ما زالت تَنزِلُ: {وَمِنْهُمْ} {وَمِنْهُمْ} حتى ظَنُّوا أنَّها لن تُبقِيَ أحدًا منهم إلا ذُكِرَ فيها، قال: قلتُ: سورةُ الأنفالِ؟ قال: نزَلتْ في بَدْرٍ، قال: قلتُ: سورةُ الحَشْرِ؟ قال: نزَلتْ في بني النَّضِيرِ». أخرجه البخاري (٤٨٨٢).

* قوله تعالى: {سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي اْلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي اْلْأَرْضِۖ وَهُوَ اْلْعَزِيزُ اْلْحَكِيمُ ١ هُوَ اْلَّذِيٓ أَخْرَجَ اْلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ اْلْكِتَٰبِ مِن دِيَٰرِهِمْ لِأَوَّلِ اْلْحَشْرِۚ مَا ظَنَنتُمْ أَن يَخْرُجُواْۖ وَظَنُّوٓاْ أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ اْللَّهِ فَأَتَىٰهُمُ اْللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُواْۖ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ اْلرُّعْبَۚ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي اْلْمُؤْمِنِينَ فَاْعْتَبِرُواْ يَٰٓأُوْلِي اْلْأَبْصَٰرِ} [الحشر: 1-2]:

عن عائشةَ رضي الله عنها، قالت: «كانت غَزْوةُ بني النَّضِيرِ - وهم طائفةٌ مِن اليهودِ - على رأسِ ستَّةِ أشهُرٍ مِن وَقْعةِ بَدْرٍ، وكان مَنزِلُهم ونَخْلُهم بناحيةِ المدينةِ، فحاصَرَهم رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حتى نزَلوا على الجَلاءِ، وعلى أنَّ لهم ما أقَلَّتِ الإبلُ مِن الأمتعةِ والأموالِ، إلا الحَلَقةَ؛ يَعني: السِّلاحَ؛ فأنزَلَ اللهُ فيهم: {سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي اْلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي اْلْأَرْضِۖ} [الحشر: 1] إلى قولِه: {لِأَوَّلِ اْلْحَشْرِۚ مَا ظَنَنتُمْ أَن يَخْرُجُواْۖ} [الحشر: 2]، فقاتَلَهم النبيُّ صلى الله عليه وسلم حتى صالَحَهم على الجَلاءِ، فأَجْلاهم إلى الشَّامِ، وكانوا مِن سِبْطٍ لم يُصِبْهم جَلاءٌ فيما خلا، وكان اللهُ قد كتَبَ عليهم ذلك، ولولا ذلك لعذَّبَهم في الدُّنيا بالقتلِ والسَّبْيِ، وأمَّا قولُه: {لِأَوَّلِ اْلْحَشْرِۚ} [الحشر: 2]، فكان جَلاؤُهم ذلك أوَّلَ حَشْرٍ في الدُّنيا إلى الشَّامِ». أخرجه الحاكم (3850).

* قوله تعالى: {مَا قَطَعْتُم مِّن لِّينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَآئِمَةً عَلَىٰٓ أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اْللَّهِ وَلِيُخْزِيَ اْلْفَٰسِقِينَ} [الحشر: 5]:

عن عبدِ اللهِ بن عُمَرَ رضي الله عنهما، قال: «حرَّقَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَخْلَ بني النَّضِيرِ وقطَعَ، وهي البُوَيرةُ؛ فنزَلتْ: {مَا قَطَعْتُم مِّن لِّينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَآئِمَةً عَلَىٰٓ أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اْللَّهِ} [الحشر: 5]». أخرجه البخاري (٤٠٣١).

* قوله تعالى: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٞۚ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِۦ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ اْلْمُفْلِحُونَ} [الحشر: 9]:

عن أبي هُرَيرةَ رضي الله عنه: «أنَّ رجُلًا أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فبعَثَ إلى نسائِه، فقُلْنَ: ما معنا إلا الماءُ، فقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَن يضُمُّ أو يُضِيفُ هذا؟»، فقال رجُلٌ مِن الأنصارِ: أنا، فانطلَقَ به إلى امرأتِه، فقال: أكرِمي ضيفَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فقالت: ما عندنا إلا قُوتُ صِبْياني، فقال: هَيِّئي طعامَكِ، وأصبِحي سِراجَكِ، ونَوِّمي صِبْيانَكِ إذا أرادوا عَشاءً، فهيَّأتْ طعامَها، وأصبَحتْ سِراجَها، ونوَّمتْ صِبْيانَها، ثم قامت كأنَّها تُصلِحُ سِراجَها فأطفأته، فجعَلَا يُرِيانِه أنَّهما يأكُلانِ، فبَاتَا طاوِيَينِ، فلمَّا أصبَحَ غَدَا إلى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فقال: «ضَحِكَ اللهُ اللَّيلةَ - أو عَجِبَ - مِن فَعالِكما»؛ فأنزَلَ اللهُ: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٞۚ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِۦ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ اْلْمُفْلِحُونَ} [الحشر: 9]». أخرجه البخاري (٣٧٩٨).

* سورةُ (الحَشْر):

سُمِّيت سورةُ (الحَشْر) بذلك؛ لوقوع لفظِ (الحشر) فيها؛ قال تعالى: {هُوَ اْلَّذِيٓ أَخْرَجَ اْلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ اْلْكِتَٰبِ مِن دِيَٰرِهِمْ لِأَوَّلِ اْلْحَشْرِۚ} [الحشر: 2].

والمراد بـ(الحَشْر) هنا: إخراجُ (بني النَّضِير)، لا يومُ القيامة.

* سورة (بني النَّضِير):

وسُمِّيت بذلك؛ لاشتمالها على قِصَّة إجلاء يهودِ (بني النَّضير).

1. إجلاء بني النَّضير (١-٥).

2. حُكْمُ الفَيء (٦-١٧).

3. التقوى، قوة القرآن، أسماء الله الحسنى (١٨-٢٤).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (8 /60).

مقصودُ سورة (الحشر) تنزيهُ الله عز وجل عن كلِّ النقائص، وإثباتُ الكمال المطلق له؛ فهو الإله المستحِقُّ للعبادة؛ لكمال اتصافه بالقدرة الشاملة والحِكْمة البالغة، وهذه دعوةٌ لتوحيد الرُّبوبية والألوهية له سبحانه.

ويذكُرُ ابنُ عاشور أنَّ السورة جاءت لبيان: «حُكْم أموال بني النَّضير بعد الانتصار عليهم»، ثم يقول في بيان مقاصدها: «وقد اشتملت على أن ما في السموات وما في الأرض دالٌّ على تنزيه الله، وكونِ ما في السموات والأرض مِلْكَه، وأنه الغالب المدبِّر.

وعلى ذِكْرِ نعمة الله على ما يسَّر من إجلاء بني النَّضير مع ما كانوا عليه من المَنَعةِ والحصون والعُدَّة؛ وتلك آيةٌ من آيات تأييد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وغَلَبَتِه على أعدائه.

وذِكْرِ ما أجراه المسلمون من إتلافِ أموال بني النَّضير، وأحكام ذلك في أموالهم، وتعيين مستحِقِّيه من المسلمين». "التحرير والتنوير" لابن عاشور (28 /63).

وينظر: "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" للبقاعي (3 /72).