تفسير سورة الطلاق

المجتبى من مشكل إعراب القرآن

تفسير سورة سورة الطلاق من كتاب المجتبى من مشكل إعراب القرآن الكريم المعروف بـالمجتبى من مشكل إعراب القرآن.
لمؤلفه أحمد بن محمد الخراط .

سورة الطلاق
1331
١ - ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلا يَخْرُجْنَ إِلا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا﴾
جملة الشرط جواب النداء مستأنفة، الجار «لعدَّتهن» متعلق بحال من «هنَّ» في «طلِّقوهن». جملة «واتقوا» معطوفة على جملة «أحصوا»، «ربكم» بدل من الجلالة، جملة «لا تخرجوهنَّ» مستأنفة. المصدر «أن يأتين» مستثنى من عموم الأحوال أي: لا يخرجن في حال إلا حال إتيانهن بفاحشة، جملة الشرط مستأنفة، جملة «لا تدري» مستأنفة، وجملة «لعل الله يحدث» سدَّت مسدَّ مفعولَيْ (درى)، و «لعل» من المعلِّقات.
1331
٢ - ﴿فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا﴾
جملة الشرط معطوفة على جملة الشرط المتقدمة ﴿إِذَا طَلَّقْتُمُ﴾، الجار «بمعروف» متعلق بحال من فاعل «أمسكوهنَّ»، «ذوي» مفعول به منصوب بالياء؛ لأنه مثنى، الجار «منكم» متعلق بنعت لـ «ذوي عدل»، «من» اسم موصول نائب فاعل، الجار «له» متعلق بالمفعول الثاني لـ «جعل».
٣ - ﴿وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا﴾ -[١٣٣٢]-
«حيث» اسم ظرفي في محل جر متعلق بـ «يرزقه»، وجملة «يحتسب» مضاف إليه، وجملة «ومن يتوكل» معطوفة على جملة «من يتق»، جملة «قد جعل» مستأنفة، الجار «لكل شيء» متعلق بحال مِنْ «قدرا».
٤ - ﴿وَاللائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللائِي لَمْ يَحِضْنَ وَأُولاتُ الأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا﴾
جملة «واللائي يئسن..» مستأنفة، الجار «من نسائكم» متعلق بحال من النون في «يئسن»، وجملة «إن ارتبتم فعدَّتهن ثلاثة» خبر المبتدأ «اللائي»، وجملة «فعدَّتهن ثلاثة» جواب الشرط «إن». قوله «واللائي لم يحضن» : اسم موصول معطوف على «اللائي يئسن»، وقوله «وأولات» : مبتدأ، خبره الجملة الاسمية «أجلهن أن يضعن»، الجار «له» متعلق بالمفعول الثاني لـ «يجعل»، الجار «من أمره» متعلق بحال من «يسرا».
٥ - ﴿ذَلِكَ أَمْرُ اللَّهِ أَنْزَلَهُ إِلَيْكُمْ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا﴾
جملة «أنزله» حال مِنْ «أمر الله»، وجملة الشرط مستأنفة، الجار «له» متعلق بالفعل «يعظم».
٦ - ﴿أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ وَلا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ وَإِنْ كُنَّ أُولاتِ حَمْلٍ فَأَنْفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُمْ بِمَعْرُوفٍ وَإِنْ تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَى﴾ -[١٣٣٣]-
الجار «من وجدكم» بدل من «من حيث»، جملة «وإن كن» معطوفة على جملة «أسكنوهن»، «أولات» خبر كان منصوب بالكسرة؛ لأنه جمع مؤنث سالم، وجملة «فإن أرضعن» معطوفة على جملة «إن كن»، جملة «وأتمروا» معطوفة على جملة «فآتوهن»، الجار «بمعروف» متعلق بحال من فاعل «وأتمروا»، وجملة «وإن تعاسرتم» معطوفة على جملة «إن أرضعن».
٧ - ﴿لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلا مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا﴾
اللام في «لينفق» للأمر جازمة، وجملة الشرط معطوفة على جملة «ينفق»، الجار «مما» متعلق بـ «ينفق»، جملة «لا يكلف الله» مستأنفة، «إلا» للحصر، «ما» اسم موصول مفعول ثان، جملة «سيجعل» مستأنفة، «بعد» ظرف متعلق بالمفعول الثاني.
٨ - ﴿وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ فَحَاسَبْنَاهَا حِسَابًا شَدِيدًا وَعَذَّبْنَاهَا عَذَابًا نُكْرًا﴾
الواو مستأنفة، «كأين» اسم كناية عن عدد مبتدأ، الجار «من قرية» متعلق بنعت لـ «كأين»، وجملة «عتت» خبر «كأين»، وجملة «فحاسبناها» معطوفة على جملة «عتت»، «حسابا» مفعول مطلق.
٩ - ﴿فَذَاقَتْ وَبَالَ أَمْرِهَا وَكَانَ عَاقِبَةُ أَمْرِهَا خُسْرًا﴾
جملة «فذاقت» معطوفة على جملة ﴿عَذَّبْنَاهَا﴾، وجملة «وكان» حالية.
١٠ - ﴿فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الأَلْبَابِ الَّذِينَ آمَنُوا قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا﴾
جملة «فاتقوا» مستأنفة، «الذين» نعت، جملة «قد أنزل» مستأنفة.
١١ - ﴿رَسُولا يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقًا﴾
«رسولا» بدل، وجملة «يتلو» نعت «رسول»، «مبينات» حال من «آيات الله»، والمصدر المؤول «ليخرج» متعلق بـ «يتلو»، وجملة الشرط مستأنفة، جملة «قد أحسن» حالية من الهاء في «يدخله».
١٢ - ﴿اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا﴾
«الله الذي» مبتدأ وخبر، والجار «من الأرض» متعلق بحال من «مثلهن»، «مثلهن» اسم معطوف على «سبع»، جملة «يتنزل» نعت لـ «سبع سماوات»، والمصدر المجرور «لتعلموا» متعلق بـ «خلق»، المصدر المؤول «أن الله على..» سدَّ مسدَّ مفعولَيْ «علم»، والمصدر الثاني معطوف على الأول، الجار «بكل» متعلق بـ «أحاط»، «علما» تمييز.
سورة الطلاق
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (الطَّلاق) من السُّوَر المدنية، نزلت بعد سورة (الإنسان)، وقد تحدثت عن أحكامِ الطلاق، وعن الأحكام المترتِّبة عليه؛ من العِدَّة، والإرضاع، وغير ذلك، وخُتمت السورة بالعِبَر والعظات، وكانت تُسمَّى بسورة (النِّساء الصُّغْرى)؛ لِما فيها من أحكامٍ تتعلق بالمرأة، وسورة (النِّساء الكُبْرى): هي سورة (النِّساء).

ترتيبها المصحفي
65
نوعها
مدنية
ألفاظها
289
ترتيب نزولها
99
العد المدني الأول
12
العد المدني الأخير
12
العد البصري
11
العد الكوفي
12
العد الشامي
12

* سورة (الطَّلاق):

سُمِّيت سورة (الطَّلاق) بهذا الاسم؛ لأنَّها بيَّنتْ أحكامَ الطَّلاق والعِدَّة، ولأنه جاء في فاتحتِها؛ قال تعالى: {يَٰٓأَيُّهَا اْلنَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ اْلنِّسَآءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُواْ اْلْعِدَّةَۖ وَاْتَّقُواْ اْللَّهَ رَبَّكُمْۖ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنۢ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّآ أَن يَأْتِينَ بِفَٰحِشَةٖ مُّبَيِّنَةٖۚ وَتِلْكَ حُدُودُ اْللَّهِۚ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اْللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُۥۚ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اْللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَٰلِكَ أَمْرٗا} [الطلاق: 1].

* (النِّساء الصُّغْرى) أو (القُصْرى):

وسُمِّيت بذلك تمييزًا لها عن سورة (النساء الكبرى)، ولاشتمالها على بعضِ أحكام النساء، وقد ورَدتْ هذه التسميةُ عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال: «نزَلتْ سورةُ النِّساءِ القُصْرى بعد الطُّولى». أخرجه البخاري (4532).

1. من أحكام الطلاق (١-٣).

2. من الأحكام المترتِّبة على الطلاق (٤-٧).

3. عِبَرٌ وعِظَات (٨-١٢).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (8 /217).

مقصدُ هذه السورة هو بيانُ حُكْمٍ من الأحكام التي تتعلق بالعلاقات الزوجية.

يقول البقاعي: «مقصودها: تقديرُ حُسْنِ التدبير في المفارَقة والمهاجَرة بتهذيب الأخلاق بالتقوى، لا سيما إن كان ذلك عند الشِّقاق، لا سيما إن كان في أمر النساء، لا سيما عند الطلاق؛ ليكونَ الفِراق على نحوِ التواصل والتَّلاق.
واسمها (الطلاق): أجمَعُ ما يكون لذلك؛ فلذا سُمِّيت به.
وكذا سورة (النساء القُصْرى)؛ لأن العدلَ في الفِراق بعضُ مطلَقِ العدل، الذي هو محطُّ مقصود سورة (النساء)». "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" للبقاعي (3 /95).

وينظر: "التحرير والتنوير" لابن عاشور (28 /293).