تفسير سورة الطلاق

تفسير النسائي

تفسير سورة سورة الطلاق من كتاب تفسير النسائي
لمؤلفه النسائي . المتوفي سنة 303 هـ

٦٢١- أنا محمدُ بن إسماعيل بن إبراهيم، وعبدُ الله بن محمد بن تميمٍ، عن حجَّاجٍ، قال: قال ابن جُريجٍ: أخبرني أبو الزُّبير، أن ابن عمر قال: قرأ النبيُّ صلى الله عليه وسلم" يا أيها النبيُّ إذا طلقتم النساء فطلقوهنَّ في قُبلِ عِدَّتِهِنَّ ". ٦٢٢- أنا أحمدُ بنُ ناصحٍ، نا إسماعيل، أنا أيُّوبُ، عن عبد اللهِ بن كثيرٍ، عن مُجاهدٍ، قال ابنُ عبَّاسٍ:" قال اللهُ تبارك وتعالى يا أيُّها النبيُّ إذا طلقتم النِّساءَ فطلقوهن في قُبُلِ عِدَّتِهِنَّ "
قوله تعالى: ﴿ وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً ﴾ [٢]٣٦٣- أنا محمد بن عبد الأعلى، نا المُعتمر، قال: سمعتُ كهمساً يُحدث عن أبي السَّلِيلِ. عن أبي ذرٍّ قال:" جعل نبيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم يتلو هذه الآية ﴿ وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً ﴾ حتى ختم الآية ثم قال: " يا أبا ذرٍّ، لو أن الناس كُلهم أخذوا بها لكفتهم " ".
قولهُ: ﴿ وَأُوْلاَتُ ٱلأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَن يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ ﴾ [٤]٦٢٤- أنا أبو داود سُليمان بن سيفٍ، نا الحسن - يعني ابن محمد بن أعين، [قال: حدثنا زُهيرٌ] نا أبو إسحاق، عن الأسودِ ومسروقٍ وعبيدة، عن عبد اللهِ، أن سورة النساء القصرى نزلت بعد البقرة. ٦٢٥- أنا أحمد بن سليمان، نا عمرو بن عونٍ، أنا شريكٌ، عن أبي إسحاق، عن عبد الرحمن بن يزيد أن ابن مسعودٍ قال: القصرى نزلت بعد سورة البقرة ﴿ وَأُوْلاَتُ ٱلأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَن يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ ﴾.
٦٣٦- أنا محمد بن عبد الله بن بزيعٍ، نا يزيد يعني: ابن زُريعٍ - حدثنا حجاجٌ - وهو: الصَّوَّافُ نا يحيى بن أبي كثيرٍ، نا أبو سلمة بن عبد الرحمن، قال: قيل لابن عباسٍ في امرأةٍ وضعت بعد وفاة زوجها بعشرين ليلةً، أيصلحُ لها أن تتزوج؟ قال: [لا، إلا آخر الأجلين: قال: قلتُ] قال الله تبارك وتعالى: ﴿ وَأُوْلاَتُ ٱلأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَن يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ ﴾ قال: إنما ذلك في الطلاقِ، قال أبو هريرة، أنا مع ابن أخي - يعني: أبا سلمة - فأرسل غُلامهُ كُريباً فقال: ائت أم سلمة فسلها: هل كان هذا سُنةً من رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ فجاءهُ فقال: قالت: نعم، سُبيعةُ الأسلميةُ وضعت بعد وفاة زوجها بعشرين ليلةً، فأمرها رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تزوج وكان أبو السنابلِ فيمن خطبها.
سورة الطلاق
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (الطَّلاق) من السُّوَر المدنية، نزلت بعد سورة (الإنسان)، وقد تحدثت عن أحكامِ الطلاق، وعن الأحكام المترتِّبة عليه؛ من العِدَّة، والإرضاع، وغير ذلك، وخُتمت السورة بالعِبَر والعظات، وكانت تُسمَّى بسورة (النِّساء الصُّغْرى)؛ لِما فيها من أحكامٍ تتعلق بالمرأة، وسورة (النِّساء الكُبْرى): هي سورة (النِّساء).

ترتيبها المصحفي
65
نوعها
مدنية
ألفاظها
289
ترتيب نزولها
99
العد المدني الأول
12
العد المدني الأخير
12
العد البصري
11
العد الكوفي
12
العد الشامي
12

* سورة (الطَّلاق):

سُمِّيت سورة (الطَّلاق) بهذا الاسم؛ لأنَّها بيَّنتْ أحكامَ الطَّلاق والعِدَّة، ولأنه جاء في فاتحتِها؛ قال تعالى: {يَٰٓأَيُّهَا اْلنَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ اْلنِّسَآءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُواْ اْلْعِدَّةَۖ وَاْتَّقُواْ اْللَّهَ رَبَّكُمْۖ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنۢ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّآ أَن يَأْتِينَ بِفَٰحِشَةٖ مُّبَيِّنَةٖۚ وَتِلْكَ حُدُودُ اْللَّهِۚ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اْللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُۥۚ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اْللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَٰلِكَ أَمْرٗا} [الطلاق: 1].

* (النِّساء الصُّغْرى) أو (القُصْرى):

وسُمِّيت بذلك تمييزًا لها عن سورة (النساء الكبرى)، ولاشتمالها على بعضِ أحكام النساء، وقد ورَدتْ هذه التسميةُ عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال: «نزَلتْ سورةُ النِّساءِ القُصْرى بعد الطُّولى». أخرجه البخاري (4532).

1. من أحكام الطلاق (١-٣).

2. من الأحكام المترتِّبة على الطلاق (٤-٧).

3. عِبَرٌ وعِظَات (٨-١٢).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (8 /217).

مقصدُ هذه السورة هو بيانُ حُكْمٍ من الأحكام التي تتعلق بالعلاقات الزوجية.

يقول البقاعي: «مقصودها: تقديرُ حُسْنِ التدبير في المفارَقة والمهاجَرة بتهذيب الأخلاق بالتقوى، لا سيما إن كان ذلك عند الشِّقاق، لا سيما إن كان في أمر النساء، لا سيما عند الطلاق؛ ليكونَ الفِراق على نحوِ التواصل والتَّلاق.
واسمها (الطلاق): أجمَعُ ما يكون لذلك؛ فلذا سُمِّيت به.
وكذا سورة (النساء القُصْرى)؛ لأن العدلَ في الفِراق بعضُ مطلَقِ العدل، الذي هو محطُّ مقصود سورة (النساء)». "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" للبقاعي (3 /95).

وينظر: "التحرير والتنوير" لابن عاشور (28 /293).