تفسير سورة الطلاق

جهود الإمام الغزالي في التفسير

تفسير سورة سورة الطلاق من كتاب جهود الإمام الغزالي في التفسير
لمؤلفه أبو حامد الغزالي . المتوفي سنة 505 هـ

﴿ يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن وأحصوا العدة واتقوا الله ربكم لا تخرجوهن من بيوتهن ولا يخرجن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة ﴾( ١ )
١١٥١- ﴿ يا أيها النبي إذا طلقتم النساء ﴾ عام، لأن ذكر النبي جرى في صدر الكلام تشريفا، وإلا فقوله :﴿ طلقتم ﴾ عام في صيغته. ( المستصفى : ٢/٦٥ )
١١٥٢- قال ابن مسعود في قوله تعالى :﴿ ولا يخرجن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة ﴾ مهما بذت على أهله وآذت زوجها فهو فاحشة، وهذا أريد به في العدة ولكنه تنبيه على المقصود. ( الإحياء : ٢/٦٢ )
١١٥٣- ﴿ ومن يتق الله يجعل له مخرجا ﴾ من الإشكالات والشبه
﴿ ويرزقه من حيث لا يحتسب ﴾ يعلمه علما من غير تعلم ويفطنه من غير تجربة. ( نفسه : ٣/٢٦ )
١١٥٤- معناه : ومن يتق الله بالصبر يجعل له مخرجا من الشدائد. ( منهاج العابدين : ٢٢ )
﴿ وأن كن أولات حمل فأنفقوا عليهن حتى يضعن حملهن ﴾( ٦ )
١١٥٥- ﴿ وإن كن أولات حمل فأنفقوا عليهن ﴾ أنكر أبو حنيفة مفهومه لما ذكرناه١ ويجوز أن نوافق الشافعي في هذه المسألة وإن خالفناه في المفهوم من حيث إن انقطاع ملك النكاح يوجب سقوط النفقة، إلا ما استثنى والحمل هي المستثنى، فيبقى الحائل على أصل النفي، وانتفت نفقتها لا بالشرط لكن انتفاء النكاح الذي كان علة النفقة. ( المستصفى : ٢/٢٠٦ )
١١٥٦- الصحيح أنه يجب تعجيل النفقة قبل الوضع بنفس الحمل لظاهر الآية. ( الوجيز في الفقه : ٢/١١٤ )
١ - ذكر الإمام الغزالي مراتب ودرجات توهم النفي من الإثبات من بينها: الشرط، وذلك أن يقول إن كان كذا فافعل كذا، وإن جاءكم كريم قوم فأكرموه ﴿وإن كن أولات حمل فأنفقوا عليهن﴾ وقد ذهب ابن شريح وجماعة من المنكرين للمفهوم إلى أن هذا يدل على النفي. ن المستصفى: ٢/٢٠٥..
﴿ ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما ءاتاه الله ﴾( ٧ )
١١٥٧- قيل معناه : لبيع أحد ثوبيه، وقيل معناه : فليستقرض بجاهه، فذلك مما آتاه الله. ( الإحياء : ٤/٢٢٢ )
﴿ الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن يتنزل الأمر بينهن لتعلموا أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علما ﴾( ١٢ )
١١٥٨- قال ابن عباس رضي الله عنهم في قوله عز وجل :﴿ الله الذي خلق سبع سماوات والأرض مثلهن يتنزل الأمر بينهن ﴾ لو ذكرت تفسيره لرجمتموني، وفي لفظ آخر : لقلتم إنه كافر. ( نفسه : ١/١١٩ )
١١٥٩- عبر ابن عباس رضي الله عنهما عن اختصاص الراسخين في العلم بعلوم لا تحتملها أفهام الخلق، حيث قرأ قوله تعالى :﴿ يتنزل الأمر بينهن ﴾ فقال : لو ذكرت ما أعرفه عن معنى هذه الآية لرجمتموني، وفي لفظ آخر : لقلتم إنه كافر. ( نفسه : ٤/١٠٣ )
١١٦٠- اعلم : أن العلم والعمل لأجلهما خلقت السماوات والأرض، وما بينهما قال الله تعالى :﴿ الله الذي خلق سبع سماوات والأرض مثلهن يتنزل الأمر بينهن لتعلموا أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علما ﴾ وكفى بهذه الآية دليلا على شرف العلم ووجوب طلبه، لاسيما على التوحيد. ( روضة الطالبين وعمدة السالكين ضمن المجموعة رقم ٢ ص : ٦٨ ومنهاج العابدين : ٥٩ )
١١٦١- كأن الله سبحانه وتعالى يقول : إني خلقت السماوات والأرض وما بينهما في كل هذه الصنائع والبدائع، واكتفيت بنظرك لتعلم أني عالم، وأنت تصلي ركعتين مع ما فيهما من المعايب والتقصير، فلا تكتفي بنظري إليك، وبعلمي بك، وثنائي عليك، وشكري لك، حتى تحب أن يعلم الخلق ليمدحوك بذلك، أيكون ذلك وفاء ؟ أيكون ذلك عقلا يرضاه أحد لنفسه ؟ ويحك أفلا تعقل ؟ ( منهاج العابدين : ٢٩٢ )
سورة الطلاق
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (الطَّلاق) من السُّوَر المدنية، نزلت بعد سورة (الإنسان)، وقد تحدثت عن أحكامِ الطلاق، وعن الأحكام المترتِّبة عليه؛ من العِدَّة، والإرضاع، وغير ذلك، وخُتمت السورة بالعِبَر والعظات، وكانت تُسمَّى بسورة (النِّساء الصُّغْرى)؛ لِما فيها من أحكامٍ تتعلق بالمرأة، وسورة (النِّساء الكُبْرى): هي سورة (النِّساء).

ترتيبها المصحفي
65
نوعها
مدنية
ألفاظها
289
ترتيب نزولها
99
العد المدني الأول
12
العد المدني الأخير
12
العد البصري
11
العد الكوفي
12
العد الشامي
12

* سورة (الطَّلاق):

سُمِّيت سورة (الطَّلاق) بهذا الاسم؛ لأنَّها بيَّنتْ أحكامَ الطَّلاق والعِدَّة، ولأنه جاء في فاتحتِها؛ قال تعالى: {يَٰٓأَيُّهَا اْلنَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ اْلنِّسَآءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُواْ اْلْعِدَّةَۖ وَاْتَّقُواْ اْللَّهَ رَبَّكُمْۖ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنۢ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّآ أَن يَأْتِينَ بِفَٰحِشَةٖ مُّبَيِّنَةٖۚ وَتِلْكَ حُدُودُ اْللَّهِۚ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اْللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُۥۚ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اْللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَٰلِكَ أَمْرٗا} [الطلاق: 1].

* (النِّساء الصُّغْرى) أو (القُصْرى):

وسُمِّيت بذلك تمييزًا لها عن سورة (النساء الكبرى)، ولاشتمالها على بعضِ أحكام النساء، وقد ورَدتْ هذه التسميةُ عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال: «نزَلتْ سورةُ النِّساءِ القُصْرى بعد الطُّولى». أخرجه البخاري (4532).

1. من أحكام الطلاق (١-٣).

2. من الأحكام المترتِّبة على الطلاق (٤-٧).

3. عِبَرٌ وعِظَات (٨-١٢).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (8 /217).

مقصدُ هذه السورة هو بيانُ حُكْمٍ من الأحكام التي تتعلق بالعلاقات الزوجية.

يقول البقاعي: «مقصودها: تقديرُ حُسْنِ التدبير في المفارَقة والمهاجَرة بتهذيب الأخلاق بالتقوى، لا سيما إن كان ذلك عند الشِّقاق، لا سيما إن كان في أمر النساء، لا سيما عند الطلاق؛ ليكونَ الفِراق على نحوِ التواصل والتَّلاق.
واسمها (الطلاق): أجمَعُ ما يكون لذلك؛ فلذا سُمِّيت به.
وكذا سورة (النساء القُصْرى)؛ لأن العدلَ في الفِراق بعضُ مطلَقِ العدل، الذي هو محطُّ مقصود سورة (النساء)». "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" للبقاعي (3 /95).

وينظر: "التحرير والتنوير" لابن عاشور (28 /293).