تفسير سورة الطلاق

إيجاز البيان

تفسير سورة سورة الطلاق من كتاب إيجاز البيان عن معاني القرآن المعروف بـإيجاز البيان.
لمؤلفه بيان الحق النيسابوري . المتوفي سنة 553 هـ

﴿ فطلقوهن لعدتهن ﴾ عند عدتهن أي : بحسابها وفي وقت أقرائها، كقوله :﴿ لا يجليها لوقتها ﴾١ أي : عند وقتها، ويؤيده القراءة المروية عن النبي صلى الله عليه وسلم، وابن عباس، وعثمان، وأبي٢، وجابر بن عبد الله٣، ومجاهد٤، وعلي بن الحسين٥، وزيد بن علي٦، وجعفر بن محمد٧ :" لقبل عدتهن " ٨.
﴿ بفاحشة مبينة ﴾ بزنا، فيخرجن لإقامة الحد٩. وقيل : الفاحشة أن تبذؤ على أحمائها١٠ وتفحش في القول١١.
١ سورة الأعراف: الآية ١٨٧..
٢ هو: أبي بن كعب الأنصاري، سيد القراء، شهد بدرا والمشاهد كلها، وأحد كتاب الوحي. مات سنة ٣٠ هـ. الإصابة ج ١ ص ٢٦..
٣ في النسختين: وخالد بن عبد الله، وهو تصحيف.
وجابر بن عبد الله بن عمرو بن سلمة الأنصاري، أحد المكثرين عن النبي صلى الله عليه وسلم، وكان مع من شهد العقبة، ويقول: إنه غزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم تسع عشرة غزوة قيل إنه مات سنة ٧٨ هـ. الإصابة ج ٢ ص ٤٥..

٤ هو: مجاهد بن جبر، وأبو الحجاج المكي، أحد الأعلام من التابعين، والأئمة المفسرين مات سنة ١٠٣ غاية النهاية ج ٢ ص ٤١..
٥ في النسختين: علي بن الحسن، وهو تصحيف. وعلي: هو علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، وأبو الحسن الملقب بـ " زين العابدين " عرض على أبيه الحسين، وعرض عليه ابنه الحسين، مات سنة ٩٤ هـ. غاية النهاية ج ١ ص ٥٣٤..
٦ هو: زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، كان ذا علم وجلالة وإصلاح، وهو الذي انتسب إليه الزيدية وقالت بقوله. قتل سنة ١٢٢ هـ سير أعلام النبلاء ج ٥ ص ٣٨٩..
٧ هو: جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، أبو عبد الله المدني المعروف ب " جعفر الصادق " قرأ على آبائه رضي الله عنهم وقرأ عليه حمزة مات سنة ١٤٨ هـ. غاية النهاية ج ١ ص ١٩٦، وسير أعلام النبلاء ج ٦ ص ٢٥٥..
٨ انظر هذه القراءة في: المحتسب ج ٢ ص ٣٢٣، والمحرر الوجيز ج ١٤ ص ٤٨٩. وهي قراءة شاذة..
٩ قاله الحسن، ومجاهد، وابن زيد. جامع البيان ج ٢٨ ص ١٣٣..
١٠ أي: أن تفحش في القول على أقارب زوجها..
١١ قاله ابن عباس. جامع البيان ج ٢٨ ص ١٣٤..
٢ فَإِذا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ: قاربن انقضاء العدة.
وَأَشْهِدُوا أي: على الرجعة.
٤ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ لمّا نزلت عدّة ذوات الأقراء في «البقرة» «١» ارتابوا في غيرهن.
٦ وَإِنْ تَعاسَرْتُمْ: تضايقتم «٢»، وهو إذا امتنعت من الإرضاع يستأجر الزّوج أخرى.
١٠، ١١ قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْراً، رَسُولًا أي: رسولا ذكركم به وهداكم/ [٩٩/ ب] على لسانه.
١٢ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ أي: [سبعة] «٣» أقاليم، وهي قطع من الأرض بخطوط متوازية لبلدان كثيرة تمرّ على بسيط الأرض طولا وعرضا، ويزداد النّهار الأطول الصيفيّ في الخط المجتاز بالطول على وسط كل واحد منها على مقداره في خط وسط الذي هو عنه أجنب بنصف ساعة «٤».
يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ: تنزلت «٥» القضاء والقدر بينهن منازل من شتاء وصيف ونهار وليل، ومطر ونبات، ومحيا وممات، ومحبوب ومحذور، واختلاف وائتلاف.
سورة التحريم
١ لِمَ تُحَرِّمُ: أصاب النّبيّ- عليه السّلام- من مارية في بيت حفصة
(١) في قوله تعالى: وَالْمُطَلَّقاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ... [آية: ٢٢٨].
(٢) هذا قول ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: ٤٧١، ونقله الماوردي في تفسيره: ٤/ ٢٥٦ عن ابن قتيبة، وانظر تفسير القرطبي: ١٨/ ١٦٩.
(٣) في الأصل: «مسبعة»، والمثبت في النص عن «ك» و «ج».
(٤) ينظر تفسير الفخر الرازي: ٣٠/ ٤٠.
(٥) في «ج» : يترتب.
سورة الطلاق
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (الطَّلاق) من السُّوَر المدنية، نزلت بعد سورة (الإنسان)، وقد تحدثت عن أحكامِ الطلاق، وعن الأحكام المترتِّبة عليه؛ من العِدَّة، والإرضاع، وغير ذلك، وخُتمت السورة بالعِبَر والعظات، وكانت تُسمَّى بسورة (النِّساء الصُّغْرى)؛ لِما فيها من أحكامٍ تتعلق بالمرأة، وسورة (النِّساء الكُبْرى): هي سورة (النِّساء).

ترتيبها المصحفي
65
نوعها
مدنية
ألفاظها
289
ترتيب نزولها
99
العد المدني الأول
12
العد المدني الأخير
12
العد البصري
11
العد الكوفي
12
العد الشامي
12

* سورة (الطَّلاق):

سُمِّيت سورة (الطَّلاق) بهذا الاسم؛ لأنَّها بيَّنتْ أحكامَ الطَّلاق والعِدَّة، ولأنه جاء في فاتحتِها؛ قال تعالى: {يَٰٓأَيُّهَا اْلنَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ اْلنِّسَآءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُواْ اْلْعِدَّةَۖ وَاْتَّقُواْ اْللَّهَ رَبَّكُمْۖ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنۢ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّآ أَن يَأْتِينَ بِفَٰحِشَةٖ مُّبَيِّنَةٖۚ وَتِلْكَ حُدُودُ اْللَّهِۚ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اْللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُۥۚ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اْللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَٰلِكَ أَمْرٗا} [الطلاق: 1].

* (النِّساء الصُّغْرى) أو (القُصْرى):

وسُمِّيت بذلك تمييزًا لها عن سورة (النساء الكبرى)، ولاشتمالها على بعضِ أحكام النساء، وقد ورَدتْ هذه التسميةُ عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال: «نزَلتْ سورةُ النِّساءِ القُصْرى بعد الطُّولى». أخرجه البخاري (4532).

1. من أحكام الطلاق (١-٣).

2. من الأحكام المترتِّبة على الطلاق (٤-٧).

3. عِبَرٌ وعِظَات (٨-١٢).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (8 /217).

مقصدُ هذه السورة هو بيانُ حُكْمٍ من الأحكام التي تتعلق بالعلاقات الزوجية.

يقول البقاعي: «مقصودها: تقديرُ حُسْنِ التدبير في المفارَقة والمهاجَرة بتهذيب الأخلاق بالتقوى، لا سيما إن كان ذلك عند الشِّقاق، لا سيما إن كان في أمر النساء، لا سيما عند الطلاق؛ ليكونَ الفِراق على نحوِ التواصل والتَّلاق.
واسمها (الطلاق): أجمَعُ ما يكون لذلك؛ فلذا سُمِّيت به.
وكذا سورة (النساء القُصْرى)؛ لأن العدلَ في الفِراق بعضُ مطلَقِ العدل، الذي هو محطُّ مقصود سورة (النساء)». "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" للبقاعي (3 /95).

وينظر: "التحرير والتنوير" لابن عاشور (28 /293).