تفسير سورة الملك

حومد

تفسير سورة سورة الملك من كتاب أيسر التفاسير المعروف بـحومد.
لمؤلفه أسعد محمود حومد .

﴿تَبَارَكَ﴾
(١) - يُمَجِّدُ اللهُ تَعَالَى نَفْسَهُ الكَرِيمَةَ، وَيُخْبِرُ عِبَادَهُ بِأنَّهُ المَالِكُ المُتَصَرِّفُ فِي جَمِيعِ المَخْلُوقَاتِ بِمَا يَشَاءُ، لاَ مُعَقِّبَ عَلَى حُكْمِهِ، وَلاَ يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ، وَهُوَ ذُو قُدْرَةٍ عَلَى فِعْلِ كُلِّ شَيءٍ، لاَ يَمْنَعُهُ مِنْ ذَلِكَ مَانِعٌ.
تَبَارََكَ - تَعَالَى - وَتَمَجَّدَ، أَوْ تَكَاثَرَ خَيْرُهُ.
بِيَدِهِ المُلْكُ - بِيَدِهِ الأَمْرُ، وَهُوَ صَاحِبُ النَّهْيِ والسُّلْطَانِ.
﴿الحياة﴾
(٢) - وَهُوَ الذِي أَوْجَدَ الخَلاَئِقَ مِنَ العَدَمِ، ثُمَّ خَلَقَ المَوْتَ الذِي تَنْعَدِمُ بِهِ الحَيَاةُ، لِيَقْهَرَ عِبَادَهُ، وَجَعَلَ لِكُلٍ مِنَ المَوْتِ وَالحَيَاةِ مَوَاقِيتَ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ. وَقَدْ خَلَقَ اللهُ المَوْتَ وَالحَيَاةَ لِيَخْتَبِرَكُمْ، وَلِيَعْلَمَ أَيُّكُمْ يَكُونُ أَحْسَنَ عَمَلاً، وَأَكْثَرَ وَرعاً عَنْ مَحَارِمِ اللهِ، وَأَسْرَعَ فِي طَاعَتِهِ عَزَّ وَجَلَّ. وَاللهُ هُوَ القَوِيُّ العَزِيزُ الشَّدِيدُ الانْتِقَامِ مِمَّنْ عَصَاهُ، وَهُوَ الغَفُورُ لِذُنُوبِ مَنْ أَنَابَ إِليهِ.
خَلَقَ المَوْتَ - أَوْجَدَهُ أَوْ قَدَّرَهُ أَزَلاً.
لَيَبْلُوَكُمْ - لِيَخْتَبِرَكمْ فِيمَا بَينَ المَوْتِ وَالحَيَاةِ.
أَحْسَنُ عَمَلاً - أَصْوَبُهُ أَوْ أَكثَرُهُ إِخْلاَصاً.
﴿سَمَاوَاتٍ﴾ ﴿تَفَاوُتٍ﴾
(٣) - وَاللهُ تَعَالَى هُوَ الذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ (طِبَاقاً)، تَقُومُ كُلُّهَا وَفْقَ نِظَامٍ بَدِيعٍ، فَلاَ عَمَدَ، وَلاَ أَرْبِطَةَ تَشُدُّهَا وَتَرْبِطُ بَيْنَهَا، وَلاَ يَرَى النَّاظِرُ فِي خَلْقِ هَذِهِ السَّمَاوَاتِ تَفَاوُتاً، وَلاَ خَلَلاً.
وَإِذَا كَانَ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ فِي شَكِّ وَرَيْبٍ مِنْ ذَلِكَ فَلْيَرْجِعْ بِبَصَرِهِ إِلَى السَّمَاوَاتِ لِيَرَى حَقِيقَةَ التَّنَاسُقِ وَالانْسِجَامِ القَائِمَيْنِ فِي خَلْقِهَا، فَإِنَّهُ لَنْ يَرَى فِيهَا خَلَلاً وَلاَ تَنَافُراً وَلاَ تَشَقُّقاً.
طِبَاقاً - كُلُّ سَمَاءٍ تَلُفُّ الأُخْرَى.
الفُطُورُ - الخَلَلُ أَوِ التَّشَقُّقُ.
التَفَاوُتُ - الاخْتِلاَفُ وَعَدَمُ التَّنَاسُبِ.
(٤) - وَإِنَّ الإِنْسَانِ إِذَا كَرَّرَ النَّظَرَ إِلَى هَذِهِ السَّمَاوَاتِ فَوْقَهُ، وَهُوَ يَبْحَثُ فِيهَا عَنْ خَلَلٍ أَوْ تَشَقُّقٍ أَوْ عَدَمِ انْسِجَامٍ وَاتِّسَاقٍ، فَإِنَّهُ لَنْ يَرْجِعَ إِليهِ بَصَرُهُ بِمَا يَبْحَثُ عَنْهُ مِنْ خَلَلٍ وَتَفَاوَتٍ، وَعَيْبٍ فِي خَلْقِهِنَّ، وَإِنَّمَا يَرْجِعُ إِليهِ بَصَرُهُ ذَلِيلاً صَاغِراً، عَنْ أَنْ يَرَى عَيْباً أَوْ خَلَلاً، كَلِيلاً قَدْ أَعْيَاهُ طُولُ البَحْثِ وَالمُرَاجَعَةِ.
كَرَّتَينِ - رَجْعَتينِ الوَاحِدَةَ بَعْدَ الأُخْرَى.
الحَسِيرُ - الدَّابَّةُ التِي تَتَوَقَّفُ كَلَلاً وَعَجْزا عَنِ المَسِيرِ وَحَسُرَ البَصَرُ كلَّ فَهُوَ حَسِيرٌ.
الخَاسِيءُ - الصَّاغِرُ الذَّلِيلُ.
﴿بِمَصَابِيحَ﴾ ﴿جَعَلْنَاهَا﴾ ﴿لِّلشَّيَاطِينِ﴾
(٥) - وَلَقَدْ زَيَّنَ اللهُ تَعَالَى السَّمَاءَ الدُّنْيَا القَرِيبَةَ مِنَ الأَرْضِ بِكَوَاكِبَ مُضِيئَةٍ وَكَأَنَّهَا المَصَابِيحُ فِي اللَّيْلِ، كَمَا يُزَيِّنُ النَّاسُ بُيُوتَهُمْ وَمَسَاجِدَهُمْ بِالمَصَابِيِحُ، وَجَعَلَ اللهُ تَعَالَى هَذِهِ الكَواكِبَ مَصَادِرَ شُهُبٍ تُرْجَمُ بِهَا الشَّيَاطِينُ، وَقَدْ أَعَدَّ اللهُ لِلشَّيَاطِينِ خِزْيَ الرَّجْمِ بِالشُّهُبِ فِي الدُّنْيَا، وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ فِي الآخِرَةِ.
المَصَابِيحُ - الكَوَاكِبُ العَظِيمَةُ المُضِيئَةُ.
السَّعِيرُ - النَّارُ المُلْتَهِبَةُ المُتَلَظِّيَةُ.
رُجُوماً - تَنْقَضُّ عَلَيْهِمْ قِطَعٌ مِنْهَا.
(٦) - وَلَقَدْ أَعَدَّ اللهُ تَعَالَى لِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ، وَأَشْرُكُوا بِعِبَادَتِهِ، عَذَاباً أَلِيماً فِي نَارِ جَهَنَّمَ، وَبِئِسَتْ نَارُ جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ مُسْتَقرّاً وَمَصِيراً.
(٧) - وَإِذَا أُلْقِيَ الكَفَرَةُ المُجْرِمُونَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ سَمِعُوا لَهَا صِيَاحاً وَصَوْتاً كَصَوْتِ المُتَغَيِّظِ مِنْ شِدَّةِ الغَضَبِ (شَهِيقاً)، وَهِيَ تَفُورُ بِمَا فِيهَا، وَتَغْلِي كَمَا يَغْلِي المِرْجَلُ بِمَا فِيهِ.
شهيقاً - صَوْتاً مُنْكَراً.
تَفُورُ - تَغْلي غَلَيَانَ القِدْرِ بِمَا فِيهَا.
(٨) - وَهِيَ تَكَادُ يَنْفَصِلُ بَعْضُهَا عَنْ بَعْضٍ مِنْ شِدَّةِ الغَضَبِ والغَيْطِ مِنْ هَؤُلاَءِ الكَفَرَةِ، وَكُلَّمَا طُرِحَ فِيهَا فَوْجٌ مِنَ الكَفَرَةِ سَأَلَهُمْ حُرَّاسُ النَّارِ مُقَرِّعِينَ مُوَبِّخِينَ: أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبِيٌّ مِنْ رَبِّكُمْ يُنْذِرُكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا؟
فَوْجٌ - جَمَاعَةٌ مِنَ الكُفَّارِ.
﴿ضَلاَلٍ﴾
(٩) - وَيَرُدُّ هَؤُلاَءِ المُجْرِمُونَ عَلَى خَزَنَةِ جَهَنَّمَ قَائِلِينَ: بَلَى لَقَدْ جَاءَنَا رَسُولٌ مِنْ رَبِّنَا يَدْعُونَا إِلَى اللهِ، وَيُنْذِرُنَا مِنْ عَذَابِهِ، فَكَذَّبْنَاهُ وَقُلْنَا لَهُ: إِنَّ اللهَ لَمْ يُنَزِّلْ شَيْئاً، وَلَمْ يُرْسِلْ إِلينَا رَسُولاً، وَمَا أَنْتَ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُنَا، فَمَا أَنْتَ، فِيمَا تَدَّعِيهِ مِنَ الرِّسَالَةِ مِنْ اللهِ، إِلاَّ مُجَانِبٌ لِلْحَقِّ، بَعِيدٌ عَنْ جَادَّةِ الصَّوَابِ.
﴿أَصْحَابِ﴾
(١٠) - وَقَالُوا مُبْدِينَ أَسَفَهُمْ وَنَدَمَهُمْ عَلَى مَا كَانَ مِنْهُمْ، فِي وَقْتٍ لاَ يَنْفَعُ فِيهِ النَّدَمُ: لَوْ كَانَتْ لَنَا آذَانٌ تَسْمَعُ، أَوْ عُقُولٌ تُدْرِكُ، وَنَعِي بِهَا مَا أَنْزَلَ اللهُ، لَمَا كُنَّا أَقْمْنَا عَلَى الكُفْرِ بِاللهِ، وَالاغْتِرَارِ بِالدُّنْيَا وَلَذَّاتِهَا، وَلَمَا صِرْنَا إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ اليَوْمَ مِنَ الخَزْيِ والعَذَابِ الأَلِيمِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ.
﴿لأَصْحَابِ﴾
(١١) - فَاعْتَرَفُوا بِمَا كَانَ مِنْهُمْ مِنْ كُفْرِ وَتَكْذِيبٍ لِلرُّسُلِ، وَمِنْ انْهِمَاكٍ فِي مَلَذَّاتِ الدُّنْيَا، وَلَكِنَّ هَذَا الاعْتِرَافَ لَنْ يُفِيدَهُمْ شَيئاً فِي ذَلِكَ اليَوْمِ، فَسُحْقاً وَبُعداً مِنْ رَحْمَةِ اللهِ لِلَّذِينَ يَكُونُونَ مِنْ أَهْلِ نَارِ جَهَنَّمَ المُسْتَعِرَةِ.
(وَجَاءَ فِي الحَدِيثِ الشَّرِيفِ: " لَنْ يَهْلِكَ النَّاسُ حَتَّى يُعْذَرُوا مِنْ أَنْفُسِهِمْ " (رَوَاهُ أَحْمَدُ).
وَجَاءَ فِي حَدِيثٍ آخَرَ: " لاَ يَدْخُلُ أَحَدٌ النَّارَ إِلاَّ وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّ النَّارَ أَوْلَى بِهِ مِنَ الجَنَّةِ "
(١٢) - إِنَّ الذِينَ يَخَافُونَ مَقَامَ رَبِّهِمْ فَيَكُفُّونَ أَنْفُسَهُمْ عَنِ المَعَاصِي، وَيَقُومُونَ بِالطَّاعَاتِ وَهُمْ بَعِيدُونَ عَنْ أَعْيُنِ النَّاسِ إِذْ لاَ تَرَاهُمْ عَيْنٌ غَيْرُ عَيْنِ اللهِ تَعَالَى، فَإِنَّ اللهَ تَعَالَى يَعِدُهُمْ بِأَنْ يُجْزِلَ لَهُمْ الثَّوَابَ عَلَى حَسَنَاتهِمْ، وَيُدْخِلَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ.
(١٣) - يُنَبِّهُ اللهُ تَعَالَى عِبَادَهُ إِلَى أَنَّهُ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَعَلاَنِيتَهُمْ، وَسَوَاءٌ أَأَضْمَرُوا شَيئاً فِي أَنْفُسِهِمْ أَو أًَعْلَنُوهُ فَإِنَّ اللهَ يَعْلَمُهُ، فَعَلَيهِمْ أَنْ يَكُونُوا عَلَى حَذَرٍ مِنْ أَمْرِهِمْ، فَإِنَّهُمْ لاَ تَخْفَى مِنْهُمْ خَافِيَةٌ عَلَى رَبِّهِمْ.
(١٤) - وَكَيْفَ لاَ يَعْلَمُ اللهُ تَعَالَى السِّرَّ وَالجَهْرَ مِنَ النَّاسِ وَهُوَ الذِي أَوْجَدَ، بِحِكْمَتِهِ وَوَاسِعِ عِلْمِهِ، وَعَظِيمِ قُدْرَتِهِ، جَمِيعَ الأَشْيَاءِ فِي هَذَا الوُجُودِ، وَهُوَ النَّافِذُ عِلْمُهُ إِلَى مَا ظَهَرَ وَمَا بَطَنَ؟
(١٥) - وَاللهُ تَعَالَى هُوَ الذِي سَخَّرَ الأَرْضَ لِلْعِبَادِ، وَجَعَلَهَا مُذَلَّلَةً سَاكِنَةً، وَأَرْسَاهَا بِالجِبَالِ لِكَيْلاَ تَضْطَرِبِ وَتَمِيدَ بِمَنْ عَلَيهَا مِنَ الخَلاَئِقِ، وَأَخْرَجَ مِنْهَا المِيَاهَ، وَسَلَكَهَا فِي الأَرْضِ جَدَاوِلَ وَأَنْهَاراً، لِيَنْتَفِعَ بِهَا الخَلْقُ فِي الشُّرْبِ، وَفِي رَيِّ زُرُوعِهِمْ وَأَنْعَامِهِمْ، وَجَعَلَ فِي الأَرْضِ سُبُلاً، فَسَافِرُوا يَا أَيُّهَا النَّاسُ فِي أَرْجَائِهَا حَيْثُ شِئْتُمُ، وَتَرَدَّدُوا فِي أَرْجَائِهَا وَأَقَالِيمِهَا طَلَباً لِلرِّزْقِ وَالتِّجَارَةِ، وَكُلُوا مِمَّا أَخْرَجَهُ لَكُمْ مِنْهَا مِنَ الرِّزْقِ، وَإِلَى اللهِ مَرْجِعُ الأَمْرِ، وَإِليهِ يَصِيرُ الخَلْقُ يَوْمَ القِيَامَةِ لِيُحَاسِبَهُمْ عَلَى أَعْمَالِهِمْ جَمِيعاً.
والمَخْلُوقَاتُ تَسْعَى فِي الرِّزْقِ وَفْقَ الأَسْبَابِ اللاَزِمَةِ لَهً وَلَكِنَّ سَعْيَهَا وَحْدَهُ لاَ يَكْفِي، وَلاَ يُجْدِي عَلَيْهَا نفعاً إِلاَّ أَنْ يُيَسِّرَهُ اللهُ لَهَا، فَالسَّعْيُ فِي السَّببِ لاَ يُنَافِي التَّوَكُلَ.
المَنَاكِبُ - الأَطَرَافُ وَالفِجَاجُ.
ذَلُولاً - مُذَلَّلَةً لَيِّنَةً، لِيَسْتَقِرَّ عَلَيْهَا النَّاسُ.
إِليهِ النُّشُورُ - تُبَعَثُونَ إِليهِ مِنَ القُبُورِ.
﴿أَأَمِنتُمْ﴾
(١٦) - أَأَمِنْتُمْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَن يَخْسِفَ رَبُّكُمْ بِكُم الأَرْضَ، كَمَا خَسَفَهَا بِقَارُونَ، فَإِذَا هِيَ تَتَحَرَّكُ، وَتَضْطَرِبُ وَتَذْهَبُ وَتَجِيءُ.
يَخْسِفُ بِكُمْ - يَغُوِّرَ بِكُمْ.
تَمُورُ - تَضْطَرِبُ وَتَتَحَرَّكُ حَرَكَةً دَائِرَيَّةً وَهِيَ فِي مَكَانِهَا كَمَا تَدُورُ الرَّحَى.
(١٧) - أَمْ أَمِنْتُمْ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ رَبُّكُمْ رِيحاً تَحْمِلُ الحَصْبَاءَ لِيُهْلِكَكُمْ بِهَا، كَمَا أَهْلَكَ قَوْمَ لُوطٍ، وَحِينَئِذٍ تَعْلَمُونَ كَيْفَ يَكُونُ عِقَابُهُ الذِي أَنْذَرَكُمْ بِهِ، وَلَكِنَّ هَذَا العِلْمَ لَنْ ينْفَعَكُمْ فِي ذَلِكَ اليَوْمِ.
حَاصِباً - رِيحاً فِيهَا حَصْبَاءُ.
كَيْفَ نَذِيرِ - كَيْفَ إِنْكَارِي وَقُدْرَتِي عَلَيْهِمْ بِالعِقَابِ.
(١٨) - وَلَقَدْ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمُ الأُمَمُ السَّالِفَةُ الرُّسُلَ الذِينَ بَعَثَهُمُ اللهُ إِليهَا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ، فَكَيْفَ كَانَ إِنْكَارُ اللهِ عَليْهِمْ، وَكَيْفَ كَانَتْ مُعَاقَبَتُهُ لَهُمْ؟
كَيْفَ كَانَ نَكِيرِ - كَيْفَ كَانَ إِنْكَارِي عَلَيْهِمْ كُفْرَهُمْ.
﴿صَافَّاتٍ﴾
(١٩) - أَغَفلَ هَؤُلاَءِ المُكَذِّبُونَ عَنْ قدْرَةِ اللهِ عَلَى الخَلْقِ وَالبَعْثِ، وَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ تَطِيرُ فِي جَوِّ السَّمَاءِ، وَهِيَ بَاسِطَةٌ أَجْنحَتَهَا تَارَةً حِينَ طَيَرَانِهَا، وَتَارَةً قَابِضَتُهَا، وَمَا يُمْسِكُنَّ عَنِ السُّقُوطِ عَلَى الأَرْضِ، فِي حَالَتَي القَبْضِ وَالبَسْطِ، إِلاَّ اللهُ خَالِقُهُنَّ وَبَارِئُهُنَّ الذِي أَلْهَمَهُنَّ طَرِيقَةَ الطَّيَرَانِ، فَإِنَّ اللهَ تَعَالَ بَصِيرٌ بِمَا يُصْلِحُ حَالَ كُلِّ مَخْلُوقٍ مِنْ مَخْلُوقَاتِهِ فَيُيَسِّرُهُ لِلقَّيَامِ بِهِ.
صَافَّاتٍ - بَاسِطَاتٍ أَجْنَحَتَهَا عِنْدَ الطَّيَرَانِ.
وَيَقْبِضْنَ - وَيَضْمُمْنَهَا إِذَا ضَرَبْنَ بِهَا جُنُوبَهُنَّ.
﴿أَمَّنْ﴾ ﴿الكافرون﴾
(٢٠) - أَمْ مَنْ هَذَا الذِي يُعِينُكُمْ فِي دَفْعِ العَذَابِ وَالضُّرِّ عَنْكُمْ، إِنْ أَرَادَ اللهُ بِكُمْ سُوءاً؟.. إِنَّ الكَافِرِينَ الذِينَ يَعْتَقِدُونَ أَنَّ الأَصْنَامَ وَالأَوْثَانَ وَالأَنْدَادَ، التِي يَعْبُدُونَهَا مِنْ دُونِ اللهِ، هِيَ قَادِرَةٌ عَلَى حِفْظِهِمْ مِنَ المَصَائِبِ وَالنَّوَائِبِ، هُمْ ضَالُّونَ مَغْرُورُونَ، وَقَدْ أَغْوَاهُمُ الشَّيْطَانُ وَغَرَّهُمْ بِالأَمَاني البَّاطِلَةِ، فَإِنَّ اللهَ وَحْدَهُ هُوَ الذِي يَحْفَظُهُمْ وَيَكْلَؤُهُمْ بِعِنَايَتِهِ وَرَحْمَتِهِ، وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ لَمَا أَبْقَى عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ.
أَمْ مَنْ هَذَا - بَلْ مَنْ هَذَا.
جُنْدٌ لَكُمْ - أَعْوَانٌ لَكُمْ وَمَنَعَةٌ.
غُرُورٍ - خَدِيعَةٍ مِنَ الشَّيْطَانِ وَجْنْدِهِ.
﴿أَمَّنْ﴾
(٢١) - وَمَنْ هَذَا الذِي يَسْتَطِيعُ أَنْ يَرْزُقَكُمْ إِنْ مَنَعَ اللهُ عَنْكُمْ أَسْبَابَ الرِّزْقِ: كَإِمْسَاكِ المَطَرِ، وَغَوْرِ العُيُونِ وَالجَدَاوِلِ وَالأَنْهِارِ.. إِنَّ الكَافِرِينَ يَعْلَمُونَ هَذِهِ الحَقِيقَةِ، وَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ لاَ يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ رِزْقَ العِبَادِ غَيْرُ اللهِ تَعَالَى، وَلَكِنَّهُمْ مَعَ ذَلِكَ يَعْبُدُونَ غَيْرَهُ، وَلَيْسَ هَذَا إِلاَّ عُتُوّاً مِنْهُمْ، وَعِنَاداً، وَنُفُوراً عَنْ قَبُولِ الحَقِّ، وَالإِذْعَانِ لَهُ.
لَجُّوا فِي عُتُوٍّ - تَمَادَوْا فِي اسْتِكْبَارٍ وَعِنَادٍ.
نُفُورٍ - تَبَاعُدٍ عَنِ الحَقِّ وَشُرُودٍ.
﴿صِرَاطٍ﴾ ﴿أَمَّن﴾
(٢٢) - وَهَذَا مَثَلٌ يَضْرِبُهُ اللهُ تَعَالَى لِلْمُؤْمِنِ وَالكَافِرِ، فَالكَافِرُ مَثَلُهُ فِيمَا هُوَ فِيهِ كَمَثَلِ مَنْ يَمْشِي مُنْحَنِياً يَتَعَثَّرُ فِي طَرِيقِهِ، وَيَخِرُّ عَلَى وَجْهِهِ فِي كُلِّ خُطْوَةٍ لِتَوْعُّرِ طَرِيقِهِ، لاَ يَعْرِفُ أَيْنَ يَسْلُكُ، وَلاَ كَيْفَ يَذْهَبُ، وَالمُؤْمِنُ مَثَلُهُ كَمَثَلِ مَنْ يَمْشِي مُنْتَصِبَ القَامَةِ، مُسْتَوِياً، فَهُوَ عَلَى بَصِيرَةٍ مِنْ مَسْلَكِهِ، وَعَلَى هُدًى مِنْ طَرِيقِهِ، فَكَمَا أَنَّهُ لاَ يَسْتَوِي الذِي يَسِيرُ مُكِبّاً عَلَى وَجْهِهِ، مَعَ مَنْ يَسِيرُ مُنْتَصِبَ القَامَةِ، كَذَلِكَ لاَ يَسْتَوِي المُؤْمِنُ، الذِي يَكُونُ عَلَى هُدًى وَبَصِيرَةٍ وَبَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ، مَعَ الكَافِرِ، الذِي ضَلَّ طَرِيقَ الهُدَى وَالرَّشَادِ.
مُكِبّاً عَلَى وَجْهِهِ - سَاقِطاً عَلَى وَجْهِهِ لاَ يَأْمَنُ العُثُورَ.
يَمْشِي سَوِيّاً - مُسْتِوياً مُنْتَصِبَ القَامَةِ سَالماً مِنَ العُثُورِ.
﴿الأبصار﴾
(٢٣) - وَقُلْ لَهُمْ: إِنَّ رَبَّكُمْ هُوَ الذِي أَوْجَدَكُمْ مِنْ عَدَمٍ، وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ لِتَسْتَمِعُوا بِهِ إِلَى المَوَاعِظِ، وَجَعَلَ لَكُم الأَبْصَارَ لِتَنْظُرُوا بِهَا بَدِيعَ صُنْعِ اللهِ، وَجَعَلَ لَكُمُ الأَفْئِدَةَ لِتَتَفَكَّرُوا فِيمَا خَلَقَ رَبُّكُمْ فِي هَذَا الكَوْنِ، وَلَكِنَّكُمْ قَلَّمَا تَسْتَعْمِلُونَ هَذِهِ القُوَى فِيمَا خَلَقَهَا اللهُ لَهُ، وَلِذَلِكَ فَإِنَّكُمْ لاَ تَعْرِفُونَ قَدْرَهَا، وَمَبْلَغَ نَفْعِهَا فَلَمْ تَشْكُرُوا اللهَ عَلَيهَا حَقَّ الشُّكْرِ.
(٢٤) - وَقُلْ لَهُمْ مُنَبِّهاً إِلَى خَطَئِهِمْ: إِنَّ رَبَّكُمْ هُوَ الذِي أَنْشَأَكُمْ مِنَ الأَرْضِ، وَبَثَّكُمْ فِي أَرْجَائِهَا، وَجَعَلَكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ، ثُمَّ إِذَا حَانَتْ آجَالُكُمْ أمَاتَكُمْ، ثُمَّ يَعُودُ فَيَحْشُرُكُمْ إِليهِ يَوْمَ القِيَامَةِ لِلحِسَابِ وَالجَزَاءِ.
ذَرَأَكُمْ - خَلَقَكُمْ وَبَثَّكُمْ وَفَرَّقَكُمْ.
﴿صَادِقِينَ﴾
(٢٥) - وَيَسْأَلُ هَؤُلاَءِ الكَفَرَةُ المُجْرِمُونَ مُسْتَهْزِئينَ مُتَهَكِّمِينَ: مَتَى يَقَعُ مَا تَعِدُنَا بِهِ مِنَ الخَسْفِ وَالحَصْبِ، فِي الدُّنْيَا، وَالحَشْرِ وَالحِسَابِ وَالعَذَابِ فِي الآخِرَةِ، إِنْ كُنْتَ صَادِقاً فِيمَا تَقُولُ؟
(٢٦) - فَقُلْ لَهُمْ مُجِيباً: إِنَّهُ لاَ يَعْلَمُ وَقْتَ ذَلِكَ عَلَى التَّحْدِيدِ وَالتَّعْيِينِ إِلاَّ اللهُ تَعَالَى وَحْدَهُ، وَلَكِنَّهُ أَمَرَنِي بِأَنْ أَقُولَ لَكُمْ: إِنَّهُ كَائِنٌ وَوَاقِعٌ لاَ مَحَالَةَ، فَاحْذَرُوهُ، وَأَنَا مَهمَّتِي هِيَ إِبْلاَغُكُمْ ذَلِكَ، وَإِنْذَارُكُمْ بِوُقُوعِهِ، وَقَدْ قُمْتُ بِمَا كُلِّفْتُ بِهِ.
(٢٧) - وَحِينَمَا تَقُومُ السَّاعَةُ، وَيَبْعَثُ اللهُ الخَلاَئِقَ لِلْحِسَابِ وَالجَزَاءِ، يُشَاهِدُ الكَفَرَةُ العَذَابَ، وَيَرَوْنَ أَنَّ أَجَلَهُ كَانَ قَرِيباً (زُلْفَةً)، لأَنَّ كُلَّ آتٍ قَرِيبٌ، فَيَسُوؤُهُمْ ذَلِكَ، وَتَعْلُوا وُجُوهَهُم الكَآبَةُ وَالقَتَرَةُ، إِذْ جَاءَهُمْ مِنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ مَا لَمْ يَحْتَسِبُوا، وَيُقَالُ لَهُمْ عََلَى سَبِيلِ التَّقْرِيعِ وَالتَّوْبِيخِ: هَذَا هُوَ العَذَابُ الذِي كُنْتُمْ تَسْتَعْجِلُونَ وَقُوعَهُ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا، وَهَا هُوَ قَدْ جَاءَكُمْ بِأَهْوَالِه.
رَأَوْهُ زُلْفَةً - رَأَوا العَذَابَ قَرِيباً مِنْهُمْ.
سِيئَتْ - كَئِبَتْ وَاسوَدَّتْ غَمّاً.
بِهِ تَدَّعُونَ - تَطْلُبُونَ أَنْ يُعَجَّلَ لَكُمُ اسْتِهْزَاءً.
﴿أَرَأَيْتُمْ﴾ ﴿الكافرين﴾
(٢٨) - فَقُلْ يَا مُحَمَّدُ لِهَؤُلاَءِ المُشْرِكِينَ بِاللهِ، الجَاحِدِينَ نِعَمَهُ وَآلاءَهُ: أَخْبِرُونِي عَنِ الفَائِدَةِ التِي تَحْبُونَهَا مِنْ مَوْتِي، سَوَاءٌ أَمَاتَنِي اللهُ أَنَا وَمَنْ مَعِي، أَوْ أَخَّرَ أَجَلَنَا، فَأَيُّ نَفْعٍ لَكُمْ فِي ذَلِكَ؟ وَمَنْ ذَا الذِي يُجيرُكُمْ مِنْ بَأْسِ اللهِ وَعَذَابِهِ إِذَا نَزَلَ بِكُمْ؟ أَتَظُنُّونَ أَنَّ أَصْنَامَكُم، التِي اتَّخَذْتُمُوهَا آلِهَةً، هِيَ قَادِرَةٌ عَلَى نَصْرِكُمْ، وَإِنْقَاذِكُمْ مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ الأَلِيمِ؟ إِنَّ تِلْكَ الأَصْنَامَ لَنْ تَنْفَعَكُمْ شَيئاً، وَالقَادِرُ عَلَى إِنْجائِكُمْ وَإِنْقَاذِكُمْ هُوَ اللهُ وَحْدَهُ، لاَ شَرِيكَ لَهُ فِي ذَلِكَ، فَأَخْلِصُوا العِبَادَةَ لَهُ، وَآمِنُوا بِكُتُبِهِ وَرُسلِهِ وَالبَعْثِ وَالحِسَابِ.
يُجِيرُ الكَافِرِينَ - يُنَجِّيهِمْ وَيَمْنَعُهُمْ.
﴿آمَنَّا﴾ ﴿ضَلاَلٍ﴾
(٢٩) - وَقُلْ لَهُمْ: إِنَّنِي وَمَنْ مَعِي آمَنَّا بِرَبِّنَا الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا فِي جَمِيعِ أُمُورِنَا، وَسَيَتَبَيِّنُ لَكُمْ مَنْ سَيَكُونُ الضَّالَّ - مِنّا وَمِنْكُمْ - وَمَنْ يَكُونُ المُهْتَدِيَ، وَسَتَعْلَمُونَ مَنْ يَكُونُ الهَالِكَ غَداً إِذَا قَامَتِ السَّاعَةُ، وَمَنْ يَكُونُ النَّاجِي.
﴿أَرَأَيْتُمْ﴾
(٣٠) - وَقُلَ لَهُمْ: أَخْبِرُونِي إِذَا ذَهَبَ مَاؤُكُمْ فِي الأَرْضِ، وَلَمْ تَعُودُوا تَسْتَطِيعُونَ الوُصُولَ إِليهِ، فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ جَارٍ عَذَبٍ تَشْرَبُونَ مِنْهُ؟ وَبِمَا أَنَّ أَحَداً غَيْرَ اللهِ لاَ يَسْتَطِيعُ ذَلِكَ فَعَلِيكُمُ الإِيمَانَ بِاللهِ وَحْدَهُ، لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَبِإِخْلاَصِ العِبَادَةِ لَهُ، وَتَرْكِ عِبَادَةِ مَا تَعْبُدُونَ مِنَ الأَنْدَادِ والشُّرَكَاءِ.
غَوْراً - غَائِراً ذَاهباً فِي الأَرْضِ.
بِمَاءٍ مَعَينٍ - جَارٍ أَوْ ظَاهِرٍ سَهْلِ التَّنَاوُلِ.
سورة الملك
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (المُلْكِ) من السُّوَر المكية، وتسمى أيضًا سورة {تَبَٰرَكَ}، وسورة (المُنْجِية)، وقد جاءت للدلالة على عظيمِ قدرة الله وجلال قَدْره، وتنزيهِه عن النقائص؛ فهو المستحِقُّ للعبادة، واشتملت على تخويفٍ من عذاب الله، وتهديد من مخالَفة أمره، وأنه لا نجاةَ إلا بالرجوع إليه، والالتجاء إليه، وسورة (المُلْكِ) تَشفَع لصاحبها، وتُنجِي مَن قرأها من عذاب القبر.

ترتيبها المصحفي
67
نوعها
مكية
ألفاظها
333
ترتيب نزولها
77
العد المدني الأول
30
العد المدني الأخير
30
العد البصري
30
العد الكوفي
30
العد الشامي
30

* سورة (المُلْكِ):

سُمِّيت سورةُ (المُلْكِ) بذلك؛ لافتتاحها بتعظيمِ الله نفسَه بأنَّ بيدِه المُلْكَ؛ قال تعالى: {تَبَٰرَكَ اْلَّذِي بِيَدِهِ اْلْمُلْكُ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٖ قَدِيرٌ} [الملك: 1].

* سورة {تَبَٰرَكَ}:

وسُمِّيت بهذا الاسمِ {تَبَٰرَكَ}؛ لافتتاحِها به.

* سورة (المُنْجِية):

وسُمِّيت بهذا الاسمِ؛ لحديثِ عبدِ اللهِ بن عباسٍ رضي الله عنهما، قال: «ضرَبَ بعضُ أصحابِ النبيِّ ﷺ خِباءَه على قَبْرٍ، وهو لا يَحسَبُ أنَّه قَبْرٌ، فإذا فيه إنسانٌ يَقرأُ سورةَ {تَبَٰرَكَ اْلَّذِي بِيَدِهِ اْلْمُلْكُ} حتى ختَمَها، فأتى النبيَّ ﷺ، فقال: يا رسولَ اللهِ، إنِّي ضرَبْتُ خِبائي على قَبْرٍ، وأنا لا أحسَبُ أنَّه قَبْرٌ، فإذا فيه إنسانٌ يَقرأُ سورةَ المُلْكِ حتى ختَمَها، فقال النبيُّ ﷺ: «هي المانعةُ، هي المُنْجِيةُ؛ تُنجِيه مِن عذابِ القَبْرِ»». أخرجه الترمذي (٢٨٩٠).

وهذا الاسمُ أقرَبُ  إلى أن يكونَ وصفًا من كونِه اسمًا.

* سورة (المُلْكِ) تَشفَع لصاحبها حتى يغفرَ اللهُ له:

عن أبي هُرَيرةَ رضي الله عنه، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إنَّ سورةً مِن القرآنِ ثلاثون آيةً شفَعتْ لِرَجُلٍ حتى غُفِرَ له؛ وهي: {تَبَٰرَكَ اْلَّذِي بِيَدِهِ اْلْمُلْكُ}». أخرجه الترمذي (٢٨٩١).

* سورة (المُلْكِ) تُنجِي مَن قرأها من عذاب القبر:

عن عبدِ اللهِ بن عباسٍ رضي الله عنهما، قال: «ضرَبَ بعضُ أصحابِ النبيِّ ﷺ خِباءَه على قَبْرٍ، وهو لا يَحسَبُ أنَّه قَبْرٌ، فإذا فيه إنسانٌ يَقرأُ سورةَ {تَبَٰرَكَ اْلَّذِي بِيَدِهِ اْلْمُلْكُ} حتى ختَمَها، فأتى النبيَّ ﷺ، فقال: يا رسولَ اللهِ، إنِّي ضرَبْتُ خِبائي على قَبْرٍ، وأنا لا أحسَبُ أنَّه قَبْرٌ، فإذا فيه إنسانٌ يَقرأُ سورةَ المُلْكِ حتى ختَمَها، فقال النبيُّ ﷺ: «هي المانعةُ، هي المُنْجِيةُ؛ تُنجِيه مِن عذابِ القَبْرِ»». أخرجه الترمذي (٢٨٩٠).

* كان صلى الله عليه وسلم يقرأ سورة (المُلْكِ) قبل نومه:

عن جابرِ بن عبدِ اللهِ رضي الله عنهما: «أنَّه صلى الله عليه وسلم كان لا يَنامُ حتى يَقرأَ: {الٓمٓ * تَنزِيلُ} السَّجْدةَ، و{تَبَٰرَكَ اْلَّذِي بِيَدِهِ اْلْمُلْكُ}». أخرجه الترمذي (٣٤٠٤).

1. عظيم قدرة الله، وجلال قَدْره (١-٥).

2. قُدْرته تعالى على العقاب (٦-١١).

3. قدرته تعالى على الثواب (١٢-١٥).

4. تخويفٌ وتهديد (١٦-١٩).

5. قدرته تعالى على الحَشْرِ والخَلْق (٢٠-٢٤).

6. النجاة بالتوكل على الله (٢٥-٣٠).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (8 /270).