تفسير سورة الرعد

تفسير الإمام مالك

تفسير سورة سورة الرعد من كتاب تفسير الإمام مالك
لمؤلفه مالك بن أنس . المتوفي سنة 179 هـ

الآية الأولى : قوله تعالى :﴿ ولكل قوم هاد ﴾ [ الرعد : ٧ ].
٥٤٣- ابن العربي : قال المخزومي : سمعت مالكا يقول : ولكل قوم هاد، يعني داعيا يدعوهم إلى الله عز وجل. ١
١ - القبس: ٣/١٠٦٩، كتاب التفسير، ونقله ابن كثير في تفسيره: ٢/٥٠٢ وزاد ابن العربي قائلا: "قال قوم: لكل قوم داع من المؤمنين يدعوهم، وهذا إشارة إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهذا عام في جميع المؤمنين، على. وأشرف الدعاة والهداة الأنبياء، وتترتب بعدهم المنازل": ٢/١٦٨..
الآية الثانية : قوله تعالى :﴿ وما تغيض الأرحام وما تزداد ﴾ [ الرعد : ٨ ].
٥٤٤- ابن العربي : قال مالك : ما تزداد إلى أربع سنين. ١
- وقال مالك في مشهور قوله : إلى خمس سنين.
- وقال مالك في الرواية الثالثة : لا حد له، ولو زاد على العشرة الأعوام، وأكثر منها.
٥٤٥- القرطبي : روى الدارقطني عن الوليد بن مسلم قال : قلت لمالك بن أنس : إني حدثت عن عائشة أنها قالت : لا تزيد المرأة في حملها على سنتين قدر ظل المغزل، فقال : سبحان الله ! من يقول هذا ؟ هذه جارتنا امرأة محمد بن عجلان، تحمل وتضع في أربع سنين، امرأة صدق، وزوجها رجل صدق : حملت ثلاثة أبطن في اثنتي عشرة سنة، تحمل كل بطن أربع سنين. ٢
١ - أحكام القرآن لابن العربي: ٣/١١٠٩. وينظر: الهداية: ١١٤م خ. ع رقم ق ٥٨ والمحرر: ١٠/١٧، والجامع: ٩/٢٨٧، ولباب التأويل: ٤/٦، وروح المعاني: م٥ ج١٣/١٠٩..
٢ - الجامع لأحكام القرآن: ٩/٢٨٧ وزاد قائلا: "وذكره المبارك ابن مجاهد قال: مشهور عندنا كانت امرأة محمد بن عجلان تحمل وتضع في أربع سنين، وكانت تسمى حاملة الفيل". وقال ابن الجوزي في صفة الصفوة: عن محمد بن عمر قال: سمعت مالكا يقول: قد يكون الحمل ثلاث سنين. وقد حمل ببعض الناس ثلاث سنين، يعني نفسه. قال: وسمعت غير واحد يقول: حمل بمالك ثلاث سنين": ٢/١٧٧..
الآية الثالثة : قوله تعالى :﴿ ويسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته ﴾ [ الرعد : ١٣ ].
٥٤٦- يحيى : مالك عن عامر بن عبد الله بن الزبير، أنه كان إذا سمع الرعد ترك الحديث وقال : سبحان الذي يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته. ثم يقول : إن هذا لوعيد، لأهل الأرض شديد. ١
١ - الموطأ: ٢/٩٩٢ كتاب الكلام، باب القول إذا سمعت الرعد. وأخرجه القرطبي في الجامع: ٩/ ٢٩٦ والسيوطي في الدر: ٤/٦٢٤..
الآية الرابعة : قوله تعالى :﴿ له دعوة الحق ﴾ [ الرعد : ١٤ ].
٥٤٧- ابن كثير : قال مالك، عن محمد بن المنكدر١ ﴿ له دعوة الحق ﴾، لا إله إلا الله. ٢
١ - محمد بن المنكدر: بن عبد الله بن عبد العربي أحد الأئمة الأعلام عن عائشة وأبي هريرة وأبي قتادة وجابر وعن زيد بن أسلم والزهري وثقة ابن معين وأبو حاتم قال الواقدي ومات سنة ثلاثين ومائة. الخلاصة: ٣٠٨. وينظر: أسماء شيوخ مالك بن أنس: ١٢٠، وتذكرة الحفاظ: ١/١٢٧، وتهذيب التهذيب: ٩/٤٧٣..
٢ - تفسير القرآن العظيم: ٢/٥٠٨..
الآية الخامسة : قوله تعالى :﴿ أكلها دائم ﴾ [ الرعد : ٣٥ ].
٥٤٨- ابن العربي : قال إبراهيم بن نوح : سمعت مالك بن أنس يقول : ليس في الدنيا من ثمار ما يشبه ثمار الجنة إلا الموز. لأن الله يقول :﴿ أكلها دائم ﴾ وأنت تجد الموز في الصيف والشتاء. ١
١ -أحكام القرآن لابن العربي: ٣/١١٢ وزاد قائلا: "وكذلك زمان بغداد، شاهدت المحول قرية من قرى نهر عيسى وفي شجر الرمان حب العامين يجتمع، تقطع منه متى شئت صيفا أو شتاء، وقيظا وخريفا، إلا أن التي بقيت في الشجرة عاما لا تفلقها إلا بالقدوم من شدة القشر، فإذا انفلقت ظهر تحته حب الرمان أجمل ما كان وأينعه": ٣/١١٣. وقال القاضي عياض في ترتيب المدارك: وكان مالك يعجبه الموز ويقول: لم يمسه ذباب ولا يد أسود، وليس شيء أشبه بثمر الجنة منه، لا تطلبه في شتاء ولا صيف، إلا وجدته، قال الله تعالى:﴿أكلها دائم وطلها﴾. ١٠/١٢٥. وينظر: الدر: ٤/٦٥٧..
الآية السادسة : قوله تعالى :﴿ ومن عنده علم الكتاب ﴾ [ الرعد : ٤٣ ].
٥٤٩- ابن العربي : قال ابن وهب : سمعت مالكا يقول : هو عبد الله بن سلام١. ٢
١ - عبد الله بن سلام: "ابن الحرث الإسرائيلي اليوسفي أبو يوسف حليف القوافل الخرزمي أسلم مقدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وشهد فتح بيت المقدس مع شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة ونزل فيه وشهد شاهد من بني إسرائيل وقوله تعالى: ﴿ومن عنده علم الكتاب﴾ اتفقوا على أنه مات سنة ثلاث وأربعين بالمدينة رضي الله عنه" الخلاصة: ١٧٠..
٢ - القبس: ٣/١٠٦٩ كتاب التفسير. وزاد ابن العربي قائلا: "المراد به: عبد الله بن سلام وغيره ممن بشر بالنبي صلى الله عليه وسلم، وأنذر به وأقر في التوراة بصفته"..
سورة الرعد
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

اهتمَّتْ سورةُ (الرَّعْدِ) ببيان أصول الاعتقاد؛ من الإيمان بالله، وملائكته، وكتبِه، كما دلَّتْ على عظيم قدرة الله تعالى، وتحكُّمِه في هذا الكون، وتدبيرِه؛ فهو الخالق، المالك، المُدبِّر، المستحِقُّ للعبادة، وجاءت السورةُ على ذكرِ آية عظيمة من آيات الله في الكون؛ وهي الرعدُ الذي يُخوِّف اللهُ به عباده، كما أن باطنَ هذا الرعد خيرٌ وغَيْثٌ ورحمة، يُصرِّفه الخالقُ كيف شاء؛ فالله خالقُ كل شيء، وبيدِه مقاليدُ كل شيء.

ترتيبها المصحفي
13
نوعها
مكية
ألفاظها
853
ترتيب نزولها
96
العد المدني الأول
44
العد المدني الأخير
44
العد البصري
45
العد الكوفي
43
العد الشامي
47

* سورة (الرَّعْدِ):

سُمِّيتْ سورة (الرَّعد) بذلك؛ لأنَّ فيها ذِكْرَ الرَّعد.

اشتمَلتْ سورةُ (الرَّعد) على الموضوعات الآتية:

1. عظمةُ القرآن الكريم (١-٢).

2. أدلة على قدرة الله، وعظيم سلطانه (٣-٤).

3. إنكار المشركين للبعث، وإحاطةُ علم الله تعالى (٥-١١).

4. بيان قدرة الله الكونية (١٢- ١٣).

5. لله دعوةُ الحق (١٤-٢٩).

6. مقارَعة المشركين بالحُجة (١٤-٢٩).

7. مثال عن الحق والباطل (١٤-٢٩).

8. صفات المؤمنين /الكافرين (١٤-٢٩).

9. الرد على الكفار، والجزاء (٣٠-٤٣).

10. وصف الجنة (٣٠-٤٣).

11. إثبات النَّسخ (٣٠-٤٣).

12. تثبيت قلب النبي صلى الله عليه وسلم (٣٠-٤٣).

ينظر: "التفسير الموضوعي للقرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (3 /563).

دلَّ اسم السُّورة على مقصدِها العظيم، وقد ذكَره البقاعيُّ فقال:

«وصفُ الكتاب بأنه الحقُّ في نفسه، وتارةً يتأثر عنه، مع أن له صوتًا وصِيتًا، وإرغابًا وإرهابًا، يَهدي بالفعل وتراه لا يتأثر؛ بل يكون سببًا للضَّلال والعمى.

وأنسَبُ ما فيها لهذا المقصدِ: الرَّعدُ؛ فإنه مع كونه حقًّا في نفسه يَسمَعه الأعمى والبصير، والبارز والمستتِرُ، وتارة يتأثر عنه البَرْقُ والمطر، وتارة لا، وإذا نزَل المطر: فتارة يَنفَع إذا أصاب الأراضيَ الطيِّبة، وتارة يَخِيبُ إذا نزَل على السِّباخ الخوَّارة، وتارة يضرُّ بالإغراق، أو الصواعق، أو البَرَد، وغيرها». "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" للبقاعي (2 /193).