ﰡ
بسم الله الرّحمن الرّحيم
سورة الرّعد (١٣)«بِغَيْرِ عَمَدٍ» (٢) متحرك الحروف بالفتحة، وبعضهم يحركها بالضمة لأنها جميع عمود وهو القياس لأن كل كلمة هجاؤها أربعة أحرف الثالث منها ألف أو ياء أو واو فجميعه متحرك مضموم نحو رسول والجميع رسل، وصليب والجميع صلب، وحمار والجميع حمر، غير أنه جاءت أسامى منه استعملوا جميعه بالحركة بالفتحة نحو عمود وأديم وإهاب قالوا: أدم وأهب ومعنى عمد أي سوارى «١» ودعائم وما يعمد البناء، قال النّابغة [الذّبيانىّ] :
وخيّس الجنّ أنّى قد أذنت بهم | يبنون تدمر بالصّفّاح والعمد «٢» |
(٢) : ديوانه من الستة ٧ وشرح العشر ١٥٥ والطبري ١٣/ ٥٤ والقرطبي ٩/ ٢٧٩ ومعجم البلدان ١/ ٨٢٨. وتدمر: بالفتح ثم بالسكون وضم الميم مدينة قديمة مشهورة فى برية الشام (معجم البلدان).
«وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ» (٣) أي بسطها فى الطول والعرض، «وَجَعَلَ فِيها رَواسِيَ» أي جبالا ثابتات يقال: أرسيت الوتد، قال:
به خالدات ما ير من وهامد | وأشعث أرسته الوليدة بالفهر «١» |
«وَمِنْ كُلِّ [الثَّمَراتِ جَعَلَ فِيها] زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ» (٣) مجازه: من كل ذكر وكل أنثى اثنين، فكأنه أربعة منهما: من هذا اثنين ومن هذا اثنين، وللزوج موضعان: أحدهما أن يكون واحدا ذكرا، والثاني أن يكون واحدة أنثى زوج للذكر وبعضهم يقول الأنثى زوجة ويكون الزوج اثنين أيضا.
«وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجاوِراتٌ» (٤) أي متدانيات متقاربات غير جنات «و» منهن «جَنَّاتٌ» (٤).
«وَنَخِيلٌ صِنْوانٌ وَغَيْرُ صِنْوانٍ» (٤) أي يكون أصله واحدا وفرعه متفرق، وواحده صنو والاثنان صنوان النون مجرورة فى موضع الرفع والنصب والجر كنون الاثنين، فإذا جمعته قلت: صنوان كثير، والإعراب فى نونه: يدخله النصب والرفع والجرّ ولم نجد جمعا يجرى مجراه غير قنو وقنوان [والجميع قنوان]، «وَغَيْرُ صِنْوانٍ» مجازه: أن يكون الأصل والفرع واحدا، لا يتشعب من أعلاه آخر يحمل:
«يُسْقى «١» بِماءٍ واحِدٍ» (٤) لأنه يشرب من أسفله فيصل الماء إلى فروعه المتشعبة من أعلاه.
«وَنُفَضِّلُ بَعْضَها عَلى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ» (٤) فى الثمرة والأكل.
«الْأَغْلالُ» (٥) واحدها غلّ لا يكون إلّا فى العنق. «٢»
(٢) «الأغلال... العنق» كذا فى البخاري. قال ابن حجر: هو قول أبى عبيدة أيضا (فتح الباري ٨/ ٢٨٢).
«وَما تَغِيضُ الْأَرْحامُ» «١» (٨) أي ما تخرج من الأولاد ومما كان فيها.
«وَما تَزْدادُ» (٨) أي ما تحدث وتحدث.
«وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدارٍ» (٨) أي مقدر وهو مفعال من القدر. «٢»
«وَسارِبٌ بِالنَّهارِ» (١٠) مجازه: سالك فى سربه، أي مذاهبه «٣» ووجوهه، ومنه قولهم: أصبح فلان آمنا فى سربه، أي فى مذاهبه وأينما توجه، ومنه:
انسرب فلان.
(٢) «بمقدار... القدر» كذا رواه ابن حجر فى فتح الباري ٨/ ٢٨١: أثناء شرح قول البخاري «بمقدار بقدر» وقال هو كلام أبى عبيدة.
(٣) «سالك... مذهبه» : أنظر اختلاف أهل العلم بكلام العرب فى «السرب» فى الطبري ١٣/ ٦٧.
«يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ» (١١) أي بأمر الله يحفظونه من أمره. «١»
«وَإِذا أَرادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوْءاً» (١١) مضموم الأول، ومجازه: هلكة وكل جذام وبرص وعمّى، وكل بلاء عظيم فهو سوء مضموم الأول، وإذا فتحت أوله فهو مصدر سؤت القوم، ومنه قولهم: رجل سوء [قال الزّبرقان بن بدر:
قد علمت قيس وخندق إنّني | وقيت إذا ما فارس السّوء أحجما |
(٢) : الزبرقان: اسمه حصين بن بدر بن امرئ القيس سيد فى الجاهلية عظيم القدر فى الإسلام، شاعر محسن له ترجمة فى المؤتلف ١٢٨، وأخباره فى الأغانى ٢/ ٤٩. - ولم أجد البيت فيما رجعت إليه.
«وَيُنْشِئُ السَّحابَ» (١٢) أي يبدأ السحاب، ويقال: إذا بدأ «نشأ».
«وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ» (١٣) إما أن يكون اسم ملك قد وكلّ بالرّعد وإما أن يكون صوت سحاب واحتجّوا بآخر الكلام: «وَالْمَلائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ» (١٣) يقال: ألا ترى أن العرب تقول:
جون هزيم رعده أجشّ «١»
ولا يكون هكذا إلّا الصوت.
«شَدِيدُ الْمِحالِ» (١٣) أي العقوبة «٢» والمكر والنكال، قال الأعشى:
فرع تبع يهتزّ فى غصن المجد غزير النّدى شديد المحال «٣» إن يعاقب يكن غراما وإن يعط جزيلا فإنه لا يبالى
(٢) «المحال العقوبة» : كذا فى البخاري، قال ابن حجر هو قول أبى عبيدة أيضا (فتح الباري ٨/ ٢٨١).
(٣) : البيت الأول هو ٣٨، والثاني هو ٤٦ من القصيدة الأولى فى ديوانه، قال الطبري (١٣/ ٧٥) : هكذا كان ينشده معمر بن المثنى فيما حدثت عن ابن المغيرة عنه، وأما الرواة بعده فإنهم ينشدونه:
فرع فرع يهتز فى غصن المجد كثير الندى عظيم المحال وفسر ذلك معمر بن المثنى، وزعم أنه عنى به العقوبة | والنكال، وهو فى السمط ٩٠٧، والقرطبي ٩/ ٢٩٩، واللسان والتاج (محل). |
[أبرّ على الخصوم فليس خصم | ولا خصمان يغلبه جدالا |
] «١» ولبس بين أقوام فكل | أعدّ له الشّغازب والمحالا |
«وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ» (١٤) مجازه: والذين يدعون غيره من دونه، أي يقصرون عنه. و «يَدْعُونَ» من الدعاء، ومجاز «دُونِهِ» مجاز «عنه» قال:
أتوعدني وراء بنى رياح | كذبت لتقصرنّ يداك دونى |
«لا يَسْتَجِيبُونَ» (١٤) مجازه: لا يجيبون، وقال كعب: «٣»
وداع دعا يا من يجيب إلى النّدى | فلم يستجبه عند ذاك مجيب (٨٣) |
والأول فى الأغانى ١٦/ ٢٥، واللسان والتاج (خصم). والثاني فى الطبري ١٣/ ٧٥، والقرطبي ٩/ ٣٠٠، واللسان والتاج (شغزب) والشغازب: قال الأصمعى:
الشغزبة: ضرب من الصراع، وهو أن يدخل الرجل رجله بين رجلى صاحبه فيصرعه، وقال بعضهم: الشغازب القول الشديد (شرح الديوان).
(٢) : البيت لجرير فى ديوانه (نشر الصاوى) ص ٥٧٧، والطبري ١٣/ ٧٨، ١١٤.
(٣) «كعب» : هو كعب بن سعد الغنوي، وقد مضت ترجمته.
فإنى وإيّاكم وشوقا إليكم... كقابض ماء لم تسقه أنامله «٢»
يقول: ليس فى يدى من ذلك شىء كما أنه ليس فى يد القابض على الماء شىء. «٣» وقال:
فأصبحت مما كان بينى وبينها... من الودّ مثل القابض الماء باليد «٤»
(٢) : فى الطبري ١٣/ ٧٦، واللسان (وسق) وفتح الباري، وهو من سبعة أبيات فى الخزانة ٤/ ٨٠. [.....]
(٣) «يقول... الماء شىء» هذا الكلام فى اللسان (وسق).
(٤) : فى الطبري ١٣/ ٧٦، والقرطبي ٩/ ٣٠١.
لعمرى لأنت البيت أكرم أهله | وأقعد فى أفيائه بالأصائل (٢٧١) |
وقفت فيها أصيلا لا أسائلها | عيّت جوابا وما بالرّبع من أحد «٢» |
«فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَداً رابِياً» (١٧) مجازه: فاعل من ربا يربو.
أي ينتفخ.
«أَوْ مَتاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ» (١٧)، وهو ما تمتعت به، قال [المشعث] :
تمتع يا مشعّث إنّ شيئا | سبقت به الممات هو المتاع «٣» |
(٢) : ديوانه من الستة. - واللسان (أصل).
(٣) : للمشعث العامري: يخاطب نفسه، والبيت من كلمة فى معجم المرزباني ٤٧٥، واللسان والتاج (متع).
قد أجفأت القدر، وذلك إذا غلت فانصبّ زبدها أو سكنت فلا يبقى منه شىء.»
«لِلَّذِينَ اسْتَجابُوا لِرَبِّهِمُ الْحُسْنى» (١٨) استجبت لك واستجبتك سواء وهو أجبت، و «الحسنى» هى كل خير من الجنة فما دونها، أي لهم الحسنى.
«الْمِهادُ» (١٨) الفراش «٢» والبساط.
«أُولُوا الْأَلْبابِ» (١٩) أي ذوو العقول، واحدها لبّ [وأولو: واحدها ذو.]
«وَيَدْرَؤُنَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ» (٢٣) أي يدفعون السيئة بالحسنة،
وأما الجفاء فإنى حدثت عن أبى عبيدة... قال: قال أبو عمرو بن العلاء... إلخ.
وقال القرطبي (٩/ ٣٠٥) : قال أبو عبيدة قال أبو عمرو... إلخ، وقال: وحكى أبو عبيدة أنه سمع رؤبة يقرأها جفالا، قال أبو عبيدة يقال: أجفلت القدر إذا قذفت بزبدها، وأجفلت الريح السحاب إذا قطعته. وتفسير أبى عبيدة هذا فى البخاري بتصرف. وروى ابن حجر كلامه بلفظه، ونبه على أن ما عند البخاري منقول عن أبى عبيدة (فتح الباري ٨/ ٢٨٢).
(٢) «المهاد الفراش» : كذا فى البخاري، قال ابن حجر: هو قول أبى عبيدة أيضا (فتح الباري ٨/ ٢٨٢).
«عُقْبَى الدَّارِ» (٢٤) عاقبة الدار.
«سَلامٌ عَلَيْكُمْ» (٢٤) مجازه مجاز المختصر الذي فيه ضمير كقولك:
يقولون سلام عليكم.
«وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا مَتاعٌ» (٢٦) إلّا متعة وشىء طفيف حقير.
«مَنْ أَنابَ» (٢٧) من تاب.
«طُوبى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ» (٢٩) أي منقلب.
«خَلَتْ مِنْ قَبْلِها أُمَمٌ» (٣٠) أي مضت قرون من قبلها وملل.
«وَإِلَيْهِ مَتابِ» (٣٠) مصدر تبت إليه، وتوبتى إليه سواء.
هو قول أبى عبيدة أيضا (فتح الباري ٨/ ٢٩٢).
خلا أنّ حيّا من قريش تفضلوا | على الناس أو أنّ الأكارم نهشلا «١» |
[الطّعن شغشغة والضّرب هيقعة | ضرب المعوّل تحت الأيّمة العضدا |
وللقسىّ أزاميل وغمغمة | حس الجنوب تسوق الماء والبردا] |
حتى إذا اسلكوهم فى قتائدة | شلّا كما تطرد الجمّالة الشردا (٤٦) |
«أَفَلَمْ يَيْأَسِ «١» الَّذِينَ آمَنُوا» (٣١) مجازه: ألم يعلم ويتبين، قال سحيم بن وئيل اليربوعىّ:
أقول لهم بالشّعب إذ يأسروننى | «٢» ألم تيئسوا أنّى ابن فارس زهدم «٣» |
(٢) «ألم يعلم... يأسروننى» : قال الطبري (١٣/ ٩٠) : كان بعض أهل البصرة يزعم أن معناه: ألم يعلم ويتبين، ويستشهد لفيله ذلك ببيت سحيم... ويروى:
ييسروننى، فمن رواه ييسروننى فإنه أراد يقتسموننى.
(٣) : فى الطبري ١٣/ ٩٠، والقرطبي ٩/ ٣٢٠، واللسان والتاج (يئس)، وشواهد الكشاف ٢٦٨. وانظر الاختلاف فى عزو البيت فى اللسان والتاج «يئس» و «زهدم» زهدم: فرس لعوف جد سحيم وانظر تاج العروس «يئس».
ألا يا ديار الحىّ بالسّبعان | ألحّ عليها بالبلى الملوان (١٢٩) |
حلا لا تخطّاه العيون رغيب «٣»
وقال:
أمضى الملا بالشاحب المتبدّل «٤»
«أَفَمَنْ هُوَ قائِمٌ عَلى كُلِّ نَفْسٍ» (٣٣) أي دائم قوام عدل.
«وَلَعَذابُ الْآخِرَةِ أَشَقُّ»
(٣٦) أي أشدّ.
«لِلَّذِينَ اسْتَجابُوا لِرَبِّهِمُ الْحُسْنى» (١٨)
ثم قال: «مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ أُكُلُها دائِمٌ وَظِلُّها تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَوْا وَعُقْبَى الْكافِرِينَ النَّارُ» (٣٥) مجازه مجاز المكفوف عن خبره،
(٢) «ملا مقصور» : قال فى التاج: غير مهموز، يكتب بالألف عند البصريين، وغيرهم يكتبه بالياء (ملا). [.....]
(٣) : فى فتح الباري ٨/ ٢٨٢.
(٤) : هذا عجز بيت للشاعر الملقب بتأبط شرا، وهو فى اللسان والتاج (ملا) وصدره:
ولكننى أروى من الخمر هامتى
«حُكْماً عَرَبِيًّا» (٣٧) «١» أي دينا عربياّ أنزل على رجل عربى.
«يَمْحُوا اللَّهُ ما يَشاءُ» (٣٩) محوت تمحو، وتمحى: لغة.
«وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ» (٤٠) ألف «إما» مكسورة لأنه فى موضع أحد الأمرين.
«نَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها» (٤١) مجازه: ننقص من فى الأرض ومن فى نواحيها من العلماء والعباد، وفى آية أخرى: «وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ» (١٢/ ٨٢) مجازه:
وسل من فى القرية.
«لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ» (٤١) أي لا رادّ له ولا مغيّر له عن الحق.
سورة الرعد
اهتمَّتْ سورةُ (الرَّعْدِ) ببيان أصول الاعتقاد؛ من الإيمان بالله، وملائكته، وكتبِه، كما دلَّتْ على عظيم قدرة الله تعالى، وتحكُّمِه في هذا الكون، وتدبيرِه؛ فهو الخالق، المالك، المُدبِّر، المستحِقُّ للعبادة، وجاءت السورةُ على ذكرِ آية عظيمة من آيات الله في الكون؛ وهي الرعدُ الذي يُخوِّف اللهُ به عباده، كما أن باطنَ هذا الرعد خيرٌ وغَيْثٌ ورحمة، يُصرِّفه الخالقُ كيف شاء؛ فالله خالقُ كل شيء، وبيدِه مقاليدُ كل شيء.
ترتيبها المصحفي
13نوعها
مكيةألفاظها
853ترتيب نزولها
96العد المدني الأول
44العد المدني الأخير
44العد البصري
45العد الكوفي
43العد الشامي
47
* سورة (الرَّعْدِ):
سُمِّيتْ سورة (الرَّعد) بذلك؛ لأنَّ فيها ذِكْرَ الرَّعد.
اشتمَلتْ سورةُ (الرَّعد) على الموضوعات الآتية:
1. عظمةُ القرآن الكريم (١-٢).
2. أدلة على قدرة الله، وعظيم سلطانه (٣-٤).
3. إنكار المشركين للبعث، وإحاطةُ علم الله تعالى (٥-١١).
4. بيان قدرة الله الكونية (١٢- ١٣).
5. لله دعوةُ الحق (١٤-٢٩).
6. مقارَعة المشركين بالحُجة (١٤-٢٩).
7. مثال عن الحق والباطل (١٤-٢٩).
8. صفات المؤمنين /الكافرين (١٤-٢٩).
9. الرد على الكفار، والجزاء (٣٠-٤٣).
10. وصف الجنة (٣٠-٤٣).
11. إثبات النَّسخ (٣٠-٤٣).
12. تثبيت قلب النبي صلى الله عليه وسلم (٣٠-٤٣).
ينظر: "التفسير الموضوعي للقرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (3 /563).
دلَّ اسم السُّورة على مقصدِها العظيم، وقد ذكَره البقاعيُّ فقال:
«وصفُ الكتاب بأنه الحقُّ في نفسه، وتارةً يتأثر عنه، مع أن له صوتًا وصِيتًا، وإرغابًا وإرهابًا، يَهدي بالفعل وتراه لا يتأثر؛ بل يكون سببًا للضَّلال والعمى.
وأنسَبُ ما فيها لهذا المقصدِ: الرَّعدُ؛ فإنه مع كونه حقًّا في نفسه يَسمَعه الأعمى والبصير، والبارز والمستتِرُ، وتارة يتأثر عنه البَرْقُ والمطر، وتارة لا، وإذا نزَل المطر: فتارة يَنفَع إذا أصاب الأراضيَ الطيِّبة، وتارة يَخِيبُ إذا نزَل على السِّباخ الخوَّارة، وتارة يضرُّ بالإغراق، أو الصواعق، أو البَرَد، وغيرها». "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" للبقاعي (2 /193).