تفسير سورة الرعد

جهود الإمام الغزالي في التفسير

تفسير سورة سورة الرعد من كتاب جهود الإمام الغزالي في التفسير
لمؤلفه أبو حامد الغزالي . المتوفي سنة 505 هـ

﴿ وإن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم ﴾ ( ٧ ).
٥٥٣- يقال : إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يزل يسأل في أمته حتى قيل له : أما ترضى وقد أنزلت عليك هذه الآية :[ وإن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم }١ [ الإحياء : ٤/١٥٤ ].
١ - قال العراقي: لم أجده بهذا اللفظ. روى ابن أبي حاتم والثعلبي في تفسيرهما من رواية علي بن زيد بن جدعان عن سعيد بن المسيب قال: لما نزلت هذه الآية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [[لولا عفو الله وتجاوزه ما هنأ أحدا العيش...]] الحديث. ن. المغني بهامش الإحياء: ٤/١٥٤..
﴿ ولله يسجد من في السماوات والأرض طوعا وكرها وظلالهم بالغدو والآصال ﴾ ( ١٦ ).
٥٥٤- سجود عالم الأمر١ طوع لله، وسجود الظلال كره. [ كتاب الأربعين في أصول الدين : ٤٣ ].
١ - قال الإمام الغزالي: "أعني بعالم الأمر: ما لا يتطرق إليه التقدير" ن كتاب الأربعين: ٤٣..
﴿ أنزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها فاحتمل السيل زبدا رابيا ومما توقدون عليه في النار ابتغاء حلية أو متاع زبد مثله كذلك يضرب الله الحق والباطل فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض كذلك يضرب الله الأمثال ﴾ ( ١٩ ).
٥٥٥- معنى الماء هاهنا هو القرآن، ومعنى الأودية : هي القلوب، وأن بعضها احتملت شيئا كثيرا وبعضها قليلا لم يحتمل.
والزبد : مثل الكفر والنفاق فإنه وإن ظهر وطفا على رأس الماء، فإنه لا يثب، والهداية التي تنفع الناس تمكث١. [ الإحياء : ١/١٢٢ ].
٥٥٦-﴿ أنزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها ﴾، ورد في التفسير أن الماء هو المعرفة والأودية : القلوب. [ مشكاة الأنوار ضمن مجموعة الرسائل رقم : ٤ ص ٣١ ]
٥٥٧- انظر إلى تفسير قوله تعالى كما قال المفسرون :﴿ وأنزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها فاحتمل السيل زبدا رابيا ومما توقدون عليه في النار ابتغاء حلية أو متاع زبد مثله ﴾ وأنه كيف مثل العلم بالماء، والقلوب بالأودية والينابيع، والضلال بالزبد، ثم نبهك على آخرها فقال :﴿ كذلك يضرب الله الأمثال ﴾ [ جواهر القرآن ودرره : ٣٦ ]
٥٥٨- ﴿ أنزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها فاحتمل السيل زبدا رابيا ﴾ ذكر ذلك تمثيلا للقرآن. [ المضنون به على غير أهله ضمن مجموعة رسائل الإمام الغزالي رقم ٤ ص : ١٢٧ ].
١ - يرى الإمام الغزالي أن هذه الآية أريد بها غير الظاهر، وزاد قائلا: "وفي هذا القسم- أي الإجراء على غير الظاهر- تعمق جماعة فأولوا ما ورد في الآخرة من الميزان والصراط وغيرهما، وهو بدعة، إذ لم ينقل ذلك بطريقة الرواية، وإجراؤه على الظاهر غير محال، فيجب إجراؤه على الظاهر. الإحياء ١/١٢٢.
.

﴿ وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية ويدرءون بالحسنة السيئة ﴾ ( ٢٤ ).
٥٥٩-﴿ وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية ﴾ ندب إلى العلانية أيضا لما فيها من فائدة الترغيب. [ الإحياء : ٢/٢٥٦ ].
٥٦٠- قال ابن عباس في معنى قوله :﴿ ويدرءون بالحسنة السيئة ﴾ أي الفحش والأذى بالسلام والمداراة [ نفسه : ٢/٢٢٦ ].
﴿ الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب ﴾ ( ٢٩ ).
٥٦١- قال قتادة في قوله تعالى :﴿ الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب ﴾ قال : هشت إليه واستأنست به. [ نفسه : ٤/٣٥١ ].
﴿ يمحو الله ما يشاء ويثبت ﴾ ( ٤٠ ).
٥٦٢- معناه : أنه يمحو الحكم المنسوخ ويثبت الناسخ، أو يمحو السيئات بالتوبة كما قال تعالى :﴿ إن الحسنات يذهبن السيئات ﴾١ ويمحو الحسنات بالكفر أو الردة، أو يمحو ما ترفع إليه الحفظة من المباحات ويثبت الطاعات. [ المستصفى : ١/١١٠ ].
١ - هود: ١١٤..
سورة الرعد
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

اهتمَّتْ سورةُ (الرَّعْدِ) ببيان أصول الاعتقاد؛ من الإيمان بالله، وملائكته، وكتبِه، كما دلَّتْ على عظيم قدرة الله تعالى، وتحكُّمِه في هذا الكون، وتدبيرِه؛ فهو الخالق، المالك، المُدبِّر، المستحِقُّ للعبادة، وجاءت السورةُ على ذكرِ آية عظيمة من آيات الله في الكون؛ وهي الرعدُ الذي يُخوِّف اللهُ به عباده، كما أن باطنَ هذا الرعد خيرٌ وغَيْثٌ ورحمة، يُصرِّفه الخالقُ كيف شاء؛ فالله خالقُ كل شيء، وبيدِه مقاليدُ كل شيء.

ترتيبها المصحفي
13
نوعها
مكية
ألفاظها
853
ترتيب نزولها
96
العد المدني الأول
44
العد المدني الأخير
44
العد البصري
45
العد الكوفي
43
العد الشامي
47

* سورة (الرَّعْدِ):

سُمِّيتْ سورة (الرَّعد) بذلك؛ لأنَّ فيها ذِكْرَ الرَّعد.

اشتمَلتْ سورةُ (الرَّعد) على الموضوعات الآتية:

1. عظمةُ القرآن الكريم (١-٢).

2. أدلة على قدرة الله، وعظيم سلطانه (٣-٤).

3. إنكار المشركين للبعث، وإحاطةُ علم الله تعالى (٥-١١).

4. بيان قدرة الله الكونية (١٢- ١٣).

5. لله دعوةُ الحق (١٤-٢٩).

6. مقارَعة المشركين بالحُجة (١٤-٢٩).

7. مثال عن الحق والباطل (١٤-٢٩).

8. صفات المؤمنين /الكافرين (١٤-٢٩).

9. الرد على الكفار، والجزاء (٣٠-٤٣).

10. وصف الجنة (٣٠-٤٣).

11. إثبات النَّسخ (٣٠-٤٣).

12. تثبيت قلب النبي صلى الله عليه وسلم (٣٠-٤٣).

ينظر: "التفسير الموضوعي للقرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (3 /563).

دلَّ اسم السُّورة على مقصدِها العظيم، وقد ذكَره البقاعيُّ فقال:

«وصفُ الكتاب بأنه الحقُّ في نفسه، وتارةً يتأثر عنه، مع أن له صوتًا وصِيتًا، وإرغابًا وإرهابًا، يَهدي بالفعل وتراه لا يتأثر؛ بل يكون سببًا للضَّلال والعمى.

وأنسَبُ ما فيها لهذا المقصدِ: الرَّعدُ؛ فإنه مع كونه حقًّا في نفسه يَسمَعه الأعمى والبصير، والبارز والمستتِرُ، وتارة يتأثر عنه البَرْقُ والمطر، وتارة لا، وإذا نزَل المطر: فتارة يَنفَع إذا أصاب الأراضيَ الطيِّبة، وتارة يَخِيبُ إذا نزَل على السِّباخ الخوَّارة، وتارة يضرُّ بالإغراق، أو الصواعق، أو البَرَد، وغيرها». "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" للبقاعي (2 /193).