تفسير سورة الرعد

جهود ابن عبد البر في التفسير

تفسير سورة سورة الرعد من كتاب جهود ابن عبد البر في التفسير
لمؤلفه ابن عبد البر . المتوفي سنة 463 هـ

٢٧١- اختلف أهل التأويل في معنى قوله تعالى :﴿ وما تغيض الأرحام وما تزداد ﴾، فقالت جماعة منهم : ما تغيض الأرحام : ما تنقص من التسعة الأشهر، وما تزداد عليها. وممن روي ذلك عنه : ابن عباس، والحسن، ومجاهد، وسعيد بن جبير، والضحاك ابن مزاحم، وعطية العوفي، فهؤلاء ومن تابعهم قالوا : معنى الآية : نقصان الحمل عن التسعة الأشهر، وزيادته على التسعة الأشهر.
وقال آخرون : بل هو خروج الدم وظهوره من الحائل واستمساكه، روي ذلك أيضا عن جماعة منهم : عكرمة، ومجاهد، وسعيد بن جبير، والشعبي. ( س : ٣/٢٠٠ )
٢٧٢- أخبرنا عبد الوارث بن سفيان قال : حدثنا قاسم بن أصبغ، قال : حدثنا محمد بن وضاح قال : حدثنا موسى بن معاوية قال : حدثنا وكيع، عن طلحة بن عمرو، عن عطاء بن أبي رباح في قول الله- عز وجل- :﴿ أولم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها ﴾، قال : ذهاب فقهائها وخيار أهلها، وذكره سنيد عن وكيع بإسناد مثله.
وقال عكرمة، والشعبي : هو النفاق، وقبض الأنفس، قالا جميعا : ولو كانت الأرض تنقص، قال أحدهما : لضاق عليك حشك١، وقال آخر : لضاق عليك حش تتبرز فيه.
وقال مجاهد : نقصانها : خرابها وموت أهلها. ( جامع بيان العلم وفضله : ١/١٨٧ )
وقال الحسن : هو ظهور المسلمين على المشركين، وذكر قتادة في تفسيره قول عكرمة، والحسن عنهما : على ما ذكرناه ولم يزد من رأيه شيئا.
وقول عطاء في تأويل الآية حسن جدا يلقاه٢ أهل العلم بالقبول، وقول الحسن أيضا حسن المعنى جدا٣.
١ الحش: جماعة النخل، ويطلق على البستان، وعلى المتوضأ، سمي به أنهم كانوا يذهبون عند قضاء الحاجة إلى البساتين، انظر اللسان، مادة "حشش": ٦/٢٨٦..
٢ عند القرطبي في الجامع: "تلقاه": ٩/٣٣٤..
٣ نقله القرطبي في الجامع انظر: ٩/٣٣٤..
سورة الرعد
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

اهتمَّتْ سورةُ (الرَّعْدِ) ببيان أصول الاعتقاد؛ من الإيمان بالله، وملائكته، وكتبِه، كما دلَّتْ على عظيم قدرة الله تعالى، وتحكُّمِه في هذا الكون، وتدبيرِه؛ فهو الخالق، المالك، المُدبِّر، المستحِقُّ للعبادة، وجاءت السورةُ على ذكرِ آية عظيمة من آيات الله في الكون؛ وهي الرعدُ الذي يُخوِّف اللهُ به عباده، كما أن باطنَ هذا الرعد خيرٌ وغَيْثٌ ورحمة، يُصرِّفه الخالقُ كيف شاء؛ فالله خالقُ كل شيء، وبيدِه مقاليدُ كل شيء.

ترتيبها المصحفي
13
نوعها
مكية
ألفاظها
853
ترتيب نزولها
96
العد المدني الأول
44
العد المدني الأخير
44
العد البصري
45
العد الكوفي
43
العد الشامي
47

* سورة (الرَّعْدِ):

سُمِّيتْ سورة (الرَّعد) بذلك؛ لأنَّ فيها ذِكْرَ الرَّعد.

اشتمَلتْ سورةُ (الرَّعد) على الموضوعات الآتية:

1. عظمةُ القرآن الكريم (١-٢).

2. أدلة على قدرة الله، وعظيم سلطانه (٣-٤).

3. إنكار المشركين للبعث، وإحاطةُ علم الله تعالى (٥-١١).

4. بيان قدرة الله الكونية (١٢- ١٣).

5. لله دعوةُ الحق (١٤-٢٩).

6. مقارَعة المشركين بالحُجة (١٤-٢٩).

7. مثال عن الحق والباطل (١٤-٢٩).

8. صفات المؤمنين /الكافرين (١٤-٢٩).

9. الرد على الكفار، والجزاء (٣٠-٤٣).

10. وصف الجنة (٣٠-٤٣).

11. إثبات النَّسخ (٣٠-٤٣).

12. تثبيت قلب النبي صلى الله عليه وسلم (٣٠-٤٣).

ينظر: "التفسير الموضوعي للقرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (3 /563).

دلَّ اسم السُّورة على مقصدِها العظيم، وقد ذكَره البقاعيُّ فقال:

«وصفُ الكتاب بأنه الحقُّ في نفسه، وتارةً يتأثر عنه، مع أن له صوتًا وصِيتًا، وإرغابًا وإرهابًا، يَهدي بالفعل وتراه لا يتأثر؛ بل يكون سببًا للضَّلال والعمى.

وأنسَبُ ما فيها لهذا المقصدِ: الرَّعدُ؛ فإنه مع كونه حقًّا في نفسه يَسمَعه الأعمى والبصير، والبارز والمستتِرُ، وتارة يتأثر عنه البَرْقُ والمطر، وتارة لا، وإذا نزَل المطر: فتارة يَنفَع إذا أصاب الأراضيَ الطيِّبة، وتارة يَخِيبُ إذا نزَل على السِّباخ الخوَّارة، وتارة يضرُّ بالإغراق، أو الصواعق، أو البَرَد، وغيرها». "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" للبقاعي (2 /193).