ﰡ
(أُحبُّهُ والذي أرسى قواعده | حُبًّا إذا ظهرت آياتُه بطنا) |
أحدهما : أن المتجاورات المدن وما كان عامراً، وغير المتجاورات الصحارى وما كان غير عامر.
الثاني : أي متجاورات في المدى، مختلفات في التفاضل. وفيه وجهان :
أحدهما : أن يتصل ما يكون نباته مراً.
الثاني : أن تتصل المعذبة التي تنبت بالسبخة التي لا تنبت، قاله ابن عباس.
﴿ وجنات من أعناب وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان ﴾ فيه أربعة أوجه :
أحدها : أن الصنوان المجتمع، وغير الصنوان المفترق، قاله ابن جرير. قال الشاعر :
(العلم والحلم خُلّتا كرَمٍ | للمرءِ زين إذا هما اجتمعا) |
(صنوانٍ لا يستتم حسنها | إلا بجمع ذا وذاك معا) |
العلم والحلم خُلّتا كرَمٍ | للمرءِ زين إذا هما اجتمعا |
صنوانٍ لا يستتم حسنها | إلا بجمع ذا وذاك معا١ |
الثالث : أن الصنوان الأشكال، وغير الصنوان المختلف، قاله بعض المتأخرين.
الرابع : أن الصنوان الفسيل يقطع من أمهاته، وهو معروف، وغير الصنوان ما ينبت من النوى، وهو غير معروف حتى يعرف، وأصل النخل الغريب من هذا، قاله علي بن عيسى.
﴿ يسقى بماءٍ واحدٍ ونُفَضّلُ بعْضَها على بعضٍ في الأكل ﴾ فبعضه حلو، وبعضه حامض، وبعضه أصفر، وبعضه أحمر، وبعضه قليل، وبعضه كثير.
﴿ إن في ذلك لآياتٍ لقومٍ يعقلون ﴾ فيه وجهان :
أحدهما : أن في اختلاف ذلك اعتبار يدل ذوي العقول على عظيم القدرة، وهو معنى قول الضحاك.
الثاني : أنه مثل ضربه الله تعالى لبني آدم، أصلهم واحد وهم مختلفون في الخير والشر والإيمان والكفر كاختلاف الثمار التي تسقى بماء واحد، قاله الحسن.
(وليلٍ يقول الناسُ في ظلُماتِه | سَواءٌ صحيحات العُيون وعورها) |
(أنَّى سَرَبْتِ وكُنْتِ غير سروب | وتقرب الأحلام غير قريب) |
٨٩ (ما في السماء سوى الرحمن من والِ} ٩
أحدها : أنهم حراس الأمراء يتعاقبون الحرس، قاله ابن عباس وعكرمة.
الثاني : أنه ما يتعاقب من أوامر الله وقضائه في عباده، قاله عبد الرحمن بن زيد.
الثالث : أنهم الملائكة، إذا صعدت ملائكة النهار أعقبتها ملائكة الليل، وإذا صعدت ملائكة الليل أعقبتها ملائكة النهار، قاله مجاهد وقتادة. قال الحسن : وهم أربعة أملاك : اثنان بالنهار، واثنان بالليل، يجتمعون عند صلاة الفجر.
وفي قوله تعالى :﴿ من بين يديه ومن خلفه ﴾ ثلاثة أوجه :
أحدها : من أمامه وورائه، وهذا قول من زعم أن المعقبات حراس الأمراء١.
الثاني : الماضي والمستقبل، وهذا قول من زعم أن المعقبات ما يتعاقب من أمر الله تعالى وقضائه.
الثالث : من هُداه وضلالِه، وهذا قول من زعم أن المعقبات الملائكة. ﴿ يحفظونَه من أمر الله ﴾ تأويله يختلف بحسب اختلاف [ معنى ] المعقبات، فإن قيل بالقول الأول أنهم حراس الأمراء ففي قوله :﴿ يحفظونه ﴾ أي عند نفسه من أمر الله ولا راد لأمره ولا دافع لقضائه، قاله ابن عباس وعكرمة.
الثاني : أن في الكلام حرف نفي محذوفاً وتقديره : لا يحفظونه من أمر الله.
وإن قيل بالقول الثاني، إن المعقبات ما يتعاقب من أمر الله وقضائه، ففي تأويل قوله تعالى :﴿ يحفظونه من أمر الله ﴾ وجهان :
أحدهما : يحفظونه من الموت ما لم يأت أجله، قاله الضحاك.
الثاني : يحفظونه من الجن والهوام المؤذية ما لم يأت قدر، قاله أبو مالك وكعب الأحبار.
وإن قيل بالقول الثالث : وهو الأشبه : أن المعقبات الملائكة ففيما أريد بحفظهم له وجهان :
أحدهما : يحفظون حسناته وسيئاته بأمر الله.
الثاني : يحفظون نفسه.
فعلى هذا في تأويل قوله تعالى :﴿ يحفظونه من أمر الله ﴾ ثلاثة أوجه :
أحدها : يحفظونه بأمر الله، قاله مجاهد.
الثاني : يحفظونه من أمر الله حتى يأتي أمر الله، وهو محكي عن ابن عباس.
الثالث : أنه على التقديم والتأخير وتقديره : له معقبات من أمر الله تعالى يحفظونه من بين يديه ومن خلفه، قاله إبراهيم.
وفي هذه الآية قولان :
أحدهما : أنها عامة في جميع الخلق، وهو قول الجمهور.
الثاني : أنها خاصة نزلت في رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أزمع عامر بن الطفيل وأريد بن ربيعة٢ أخو لبيد على قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم فمنعه الله عز وجل منهما وأنزل هذه الآية فيه، قاله ابن زيد.
﴿ إنَّ الله لا يغيرُ ما بقومٍ حتى يغيِّرُوا ما بأنفسِهم ﴾ يحتمل وجهين :
أحدهما : أن الله لا يغير ما بقوم من نعمة حتى يغيروا ما بأنفسهم من معصية.
الثاني : لا يغير ما بهم من نعمة حتى يغيروا ما بأنفسهم من طاعة.
﴿ وإذا أراد الله بقومٍ سوءًا فلا مرد له ﴾ فيه وجهان :
أحدهما : إذا أراد الله بهم عذاباً فلا مرد لعذابه.
الثاني : إذا أراد بهم بلاء من أمراض وأسقام فلا مرد لبلائه.
﴿ وما لهم مِن دونه من وال ﴾ فيه وجهان :
أحدهما : من ملجأ وهو معنى قول السدي.
الثاني : يعني من ناصر، ومنه قول الشاعر :
*** ما في السماء سوى الرحمن من والِ٣
٢ أربد بن ربيعة: هكذا ورد في الأصول، ومثله في تفسير القرطبي، والذي في سيرة ابن هشام أنه أربد بن قيس بن جزء بن خالد بن جعفر. فهو أخو لبيد لأمه. سيرة ابن هشام ٤/٢١٣، ٢١٥..
٣ لم أعثر تمام البيت..
(أخشى على أربد الحتوف ولا | أرهب نوء السِّماك والأسد) |
(فجّعني البرق والصواعق بالفا | رسِ يوم الكريمة النَّجُدِ) |
أحدهما : أنه الصوت المسموع، وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال " الرعد وعيد من الله فإذا سمعتموه فأمسكوا عن الذنوب ".
الثاني : أن الرعد ملك، والصوت المسموع تسبيحه، قاله عكرمة. ﴿ والملائكة مِن خيفته ﴾ فيه وجهان :
أحدهما : وتسبح الملائكة من خيفة الله تعالى، قاله ابن جرير.
الثاني : من خيفة الرعد، ولعله قول مجاهد.
﴿ ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء ﴾ اختلف فيمن نزل ذلك فيه على ثلاثة أقاويل :
أحدها : أنها نزلت في رجل أنكر القرآن وكذب النبي صلى الله عليه وسلم فأخذته صاعقة، قاله قتادة.
الثاني : في أربد بن ربيعة وقد كان همّ بقتل النبي صلى الله عليه وسلم مع عامر بن الطفيل فتيبست يده على سيفه، وعصمه الله تعالى منهما، ثم انصرف فأرسل الله تعالى عليه صاعقة أحرقته. قال ابن جرير : وفي ذلك يقول أخوه لبيد :
(فرع نبع يهتز في غصن المج | د كريم الندى عظيم المحال) |
أخشى على أربد الحتوف ولا | أرهب نوء السِّماك والأسد |
الثالث : أنها نزلت في يهودي جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : أخبرني عن ربك من أي شيء، من لؤلؤ أو ياقوت ؟ فجاءت صاعقة فأخذته، قال علي وابن عباس ومجاهد.
روى أبان عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا تأخذ الصاعقة ذاكراً لله عز وجل ٢ ".
﴿ وهم يجادلون في الله ﴾ فيه وجهان :
أحدهما : يعني جدال اليهودي حين سأل عن الله : من أي شيء هو ؟ قاله مجاهد.
الثاني : جدال أربد فيما همّ به من قتل النبي صلى الله عليه وسلم، قاله ابن جريج.
﴿ وهو شديد المِحالِ ﴾ فيه تسعة تأويلات :
أحدها : يعني شديد العداوة، قاله ابن عباس.
الثاني : شديد الحقد، قاله الحسن.
الثالث : شديد القوة، قاله مجاهد.
الرابع : شديد الغضب، قاله وهب بن منبه.
الخامس : شديد الحيلة، قاله قتادة والسدي.
السادس : شديد الحول، قاله ابن عباس أيضاً.
السابع : شديد الإهلاك بالمحل وهو القحط، قاله الحسن أيضاً.
الثامن : شديد الأخذ، قاله علي بن أبي طالب رضي الله عنه. التاسع : شديد الانتقام والعقوبة، قاله أبو عبيدة وأنشد لأعشى بني ثعلبة.
فرع نبع يهتز في غصن المج | د كريم الندى عظيم المحال |
٢ لم أجده في الصحاح السنة، وأورده القرطبي بهذه الألفاظ وبنفس السند..
(فأصبحتُ مما كان بيني وبينها | مِن الود مثل القابض الماء باليد) |
(فإن الماء ماءُ أبي وجدي | وبئري ذو حَفَرْتُ وذو طويت) |
أحدها : أنها الرحم التي أمرهم الله تعالى بوصلها.
﴿ ويخشون ربهم ﴾ في قطعها ﴿ ويخافون سُوءَ الحساب ﴾ في المعاقبة عليها، قاله قتادة.
الثاني : صلة محمد صلى الله عليه وسلم، قاله الحسن.
الثالث : الإيمان بالنبيين والكتب كلها، قاله سعيد بن جبير.
ويحتمل رابعاً : أن يصلوا الإيمان بالعمل١.
﴿ ويخشون ربهم ﴾ فيما أمرهم بوصله.
﴿ ويخافون سوءَ الحساب ﴾ في تركه.
أحدها : يدفعون المنكر بالمعروف، قاله سعيد بن جبير.
الثاني : يدفعون الشر بالخير، قاله ابن زيد.
الثالث : يدفعون الفحش بالسلام، قاله الضحاك.
الرابع : يدفعون الظلم بالعفو، قاله جويبر.
الخامس : يدفعون سفه الجاهل١ بالحلم، حكاه ابن عيسى.
السادس : يدفعون الذنب بالتوبة، حكاه ابن شجرة.
السابع : يدفعون المعصية بالطاعة.
أحدها : معناه بما صبرتم على أمر الله تعالى، قاله سعيد بن جبير.
الثاني : بما صبرتم على الفقر في الدنيا، قاله أبو عمران الجوني.
الثالث : بما صبرتم على الجهاد في سبيل الله، وهو مأثور عن عبد الله بن عمر.
الرابع : بما صبرتم عن فضول الدنيا، قاله الحسن، وهو معنى قول الفضيل بن عياض.
السادس : بما صبرتم عما تحبونه حين فقدتموه، قاله ابن زيد.
ويحتمل سابعاً : بما صبرتم على [ عدم ] اتباع الشهوات.
﴿ فنعم عقبى الدار ﴾ فيه وجهان :
أحدهما : فنعم عقبى الجنة عن الدنيا، قاله أبو عمران الجوني.
الثاني : فنعم عقبى الجنة من النار، وهو مأثور.
أحدهما : أي قليل ذاهب، قاله مجاهد.
الثاني : زاد الراعي، قاله ابن مسعود. ويحتمل ( ثالثاً ) وما جعلت الحياة الدنيا إلا متاعاً يتزود منها إلى الآخرة من التقوى والعمل الصالح.
أحدها : أن طوبى اسم من أسماء الجنة، قاله مجاهد.
الثالث : معنى طوبى لهم حسنى لهم، قاله قتادة.
الرابع : معناه نِعَم مالهم، قاله عكرمة.
الخامس : معناه خير لهم، قاله إبراهيم.
السادس : معناه غبطة لهم، قاله الضحاك.
السابع : معناه فرح لهم وقرة عين، قاله ابن عباس.
الثامن : العيش الطيب لهم، قاله الزجاج.
التاسع : أن طوبى فُعلى من الطيب كما قيل أفضل وفضلى، ذكره ابن عيسى.
وهذه معان أكثرها متقاربة.
وفيها ثلاثة أقاويل :
أحدها : أنها كلمة حبشية، قاله ابن عباس.
الثاني : كلمة هندية، قاله عبد الله بن مسعود.
الثالث : عربية، قاله الجمهور.
(لعمري لأنت البيت أكرم أهله | وأقعد في أفيائِه بالأصائل) |
(ألم ييأس الأقوام أنِّي أنا ابْنُهُ | وإن كنتُ عن أرض العشيرة نائيا) |
(فلولا رجالٌ من قريش أعزةٌ | سرقتم ثياب البيت والله قائم) |
أحدها : أنهم الملائكة الذين وكلوا ببني آدم، قاله الضحاك.
الثاني : هو الله القائم على كل نفس بما كسبت، قاله قتادة.
الثالث : أنها نفسه.
وفي قوله تعالى :﴿ قائم ﴾ وجهان :
أحدهما : يعني والياً، كما قال تعالى :﴿ قائماً بالقسط ﴾ أي والياً بالعدل.
الثاني : يعني عالماً بما كسبت، قال الشاعر :
(أعَيّرتنا ألبانها ولحومها | وذلك عارٌ يا ابن ريطة ظاهر) |
فلولا رجالٌ من قريش أعزةٌ | سرقتم ثياب البيت والله قائم |
أحدهما : ما كسبت من رزق تفضلاً عليها فيكون خارجاً مخرج الامتنان.
الثاني : ما كسبت من عمل حفظاً عليها، فيكون خارجاً مخرج الوعد والوعيد
﴿ وجعلوا لله شركاء ﴾ يعني أصناماً جعلوها آلهة.
﴿ قل سموهم ﴾ يحتمل وجهين :
أحدهما : قل سموهم آلهة على وجه التهديد.
الثاني : يعني قل صفوهم ليعلموا أنهم لا يجوز أن يكونوا آلهة.
﴿ أم تنبئونه بما لا يعلم في الأرض ﴾ أي تخبرونه بما لا يعلم أن في الأرض إلهاً غيره.
﴿ أم بظاهر مِن القول ﴾ فيها أربعة تأويلات :
أحدها : معناه بباطل من القول، قاله قتادة، ومنه قول الشاعر :
أعَيّرتنا ألبانها ولحومها | وذلك عارٌ يا ابن ريطة ظاهر١ |
الثاني : بظن من القول، وهو قول مجاهد.
الثالث : بكذب من القول، قاله الضحاك.
الرابع : أن الظاهر من القول هو القرآن، قاله السدي.
ويحتمل تأويلاً خامساً : أن يكون الظاهر من القول حجة يظهرونها بقولهم، ويكون معنى الكلام : أتخبرونه بذلك مشاهدين أم تقولون محتجّين.
أحدهما : يشبه الجنة، قاله علي بن عيسى.
الثاني : نعت الجنة لأنه ليس للجنة مثل، قاله عكرمة.
﴿ تجري من تحتها الأنهار أكُلُها دائم ﴾ فيه وجهان :
أحدهما : ثمرها غير منقطع، قاله القاسم بن يحيى.
الثاني : لذتها في الأفواه باقية، قاله إبراهيم التيمي.
ويحتمل ثالثاً : لا تمل من شبع ولا مرباد لمجاعة١.
﴿ وظلها ﴾٢ يحتمل وجهين :
أحدهما : دائم البقاء.
الثاني : دائم اللذة٣.
٢ أي وظلها دائم كذلك فالخبر محذوف..
٣ في هذا رد على الجهمية الذين قالوا أن نعيم الجنة يغني. وهذه الآية دليل قاطع على عدم فنائه..
أحدها : يمحو الله ما يشاء من أمور عباده فيغيره إلا الشقاء والسعادة فإنهما لا يغيران، قاله ابن عباس.
الثاني : يمحو الله ما يشاء ويثبت ما يشاء في كتاب سوى أُم الكتاب، وهما كتابان أحدهما : أم الكتاب لا يغيره ولا يمحو منه شيئاً كما أراد، قاله عكرمة.
الثالث : أن الله عز وجل ينسخ ما يشاء من أحكام كتابه، ويثبت ما يشاء منها فلا ينسخه، قاله قتادة وابن زيد.
الرابع : أنه يمحو مَنْ قد جاء أجلُه ويثبت من لم يأت أجلُه، قاله الحسن.
الخامس : يغفر ما يشاء من ذنوب عباده، ويترك ما يشاء فلا يغفره، قاله سعيد بن جبير.
السادس : أنه الرجل يقدم الطاعة ثم يختمها بالمعصية فتمحو ما قد سلف، والرجل يقدم المعصية ثم يختمها بالطاعة فتمحو ما قد سلف، وهذا القول مأثور عن ابن عباس أيضاً.
السابع : أن الحفظة من الملائكة يرفعون جميع أقواله وأفعاله، فيمحو الله عز وجل منها ما ليس فيه ثواب ولا عقاب، ويثبت ما فيه الثواب والعقاب، قاله الضحاك.
﴿ وعنده أم الكتاب ﴾ فيه ستة تأويلات :
أحدها : الحلال والحرام، قاله الحسن.
الثاني : جملة الكتاب، قاله الضحاك.
الثالث : هو علم الله تعالى بما خلق وما هو خالق، قاله كعب الأحبار.
الرابع : هو الذكر، قاله ابن عباس.
الخامس : أنه الكتاب الذي لا يبدل، قاله السدي.
السادس : أنه أصل الكتاب في اللوح المحفوظ، قاله عكرمة.
أحدها : بالفتوح على المسلمين من بلاد المشركين، قاله قتادة.
الثاني : بخراجها بعد العمارة، قاله مجاهد.
الثالث : بنقصان بركتها وتمحيق ثمرتها، قاله الكلبي والشعبي.
الرابع : بموت فقهائها وخيارها، قاله ابن عباس.
ويحتمل خامساً : أنه بجور ولاتها.
مكية كلها في قول الحسن وعكرمة وجابر. وقال ابن عباس وقتادة: إلا آيتين منها مدينة وهي ﴿ألم تر بدّلوا نعمة الله كفراً﴾ والتي بعدها. بسم الله الرحمن الرحيم
﴿ قلْ كفى بالله شهيداً بيني وبينكم ﴾ أي يشهد بصدقي وكذبكم.
﴿ ومن عنده علم الكتاب ﴾ فيه ثلاثة أقاويل :
أحدها : أنهم عبد الله بن سلام وسلمان وتميم الداري، قاله قتادة.
الثاني : أنه جبريل، قاله سعيد بن جبير.
الثالث : هو الله تعالى، قاله الحسن ومجاهد والضحاك.
وكانوا يقرأون ﴿ ومِن عنده١ علم الكتاب ﴾ أي من عِنْد الله علم الكتاب، وينكرون على من قال هو عبد الله بن سلام وسلمان لأنهم يرون السورة مكية، وهؤلاء أسلموا بالمدينة، والله تعالى أعلم بالصواب.