تفسير سورة ق

تفسير النسائي

تفسير سورة سورة ق من كتاب تفسير النسائي
لمؤلفه النسائي . المتوفي سنة 303 هـ

٥٤٠- أخبرنا عمرانُ بن يزيد، حدَّثنا ابن أبي الرِّجالِ، عن يحيى بن سعيدٍ، عن عمرة، عن أُم هشام بنت حارثة بن النُّعمان، قالت: ما أخذتُ ﴿ قۤ وَٱلْقُرْآنِ ٱلْمَجِيدِ ﴾ [١] إلا من وراءِ (رسولِ اللهِ) صلى الله عليه وسلم كان يصلي بها الصبحَ. ٥٤١- أخبرنا محمدُ بن عبد الأعلى، قال: حدَّثنا خالدٌ، عن شعبة، عن زياد بن علاقة، قال: سمعتُ عمي يقول: صليتُ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الصُّبح، فقرأ في إحدى الركعتين ﴿ وَٱلنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ ﴾ [ق: ١٠] قال شعبةُ: فلقيتهُ في السوق في الزحامِ فقال: قۤ.
قوله تعالى: ﴿ يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ ٱمْتَلأَتِ وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيدٍ ﴾ [٣٠]٥٤٢- أخبرنا محمد بن عبد الأعلى، قال حدثنا محمدٌ - يعني ابن ثورٍ عن معمرٍ، عن أيوب، عن ابن سيرين. عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" احتَجَّتِ الجنةُ والنارُ، فقالت الجنةُ: يا رب ما لي لا يدخلني إلا فقراء الناسِ ومساكينهم وسقاطهم، وقالت النار: يا رب ما لي لا يدخلني إلا الجبَّارون والمتكبرون، فقال للنار: أنت عذابي أُصيبُ بك من أشاء، وقال للجنة: أنت رحمتي (أُصيبُ بك من أشاء) ولكلِّ واحدةٍ منكم ملؤها، فأما أهلُ الجنةِ، فإن الله (عزَّ وجلَّ) يُنشىءُ (لها) ما شاء، وأهلُ النار فيلقون فيها ﴿ وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيدٍ ﴾ حتى يضع قدمهُ فيها، فهناك تمتلىءُ وينزوي بعضها إلى بعضٍ وتقولُ: قَطِ قَطِ قَطِِ ".
قوله تعالى: ﴿ [وَ]سَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ ٱلشَّمْسِ وَقَبْلَ ٱلْغُرُوبِ ﴾ [٣٩]٥٤٣- أخبرنا قُتيبة بن سعيدٍ، قال: حدثنا أبو الأحوصِ، عن أبي إسحاق، عن عُمارة - هو ابنُ رُويبة - قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" من صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها، لم يلج النارَ، فقال له رجلٌ: أنت سمعتهُ من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم سَمِعتهُ أذُناي ووعاهُ/ قلبي من رسول الله صلى الله عليه وسلم ". ٥٤٤- أخبرنا يحيى بن محمدٍ، قال: حدثنا يحيى بن كثيرٍ، قال: حدثنا عبد الله بن عُثمان، عن إسماعيل، عن قيسٍ، عن جرير، قال:" كُنَّا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعلنا ننظرُ إلى القمر ليلة البدر، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: " أما إنكم تنظرون إلى ربكم (تبارك وتعالى) كما تنظرون إلى القمر، لا تُضامون في رُؤيتهِ، فإن استطعتم أن لا تُغلبوا على صلاتين، صلاةٍ قبل طلوعِ الشمسِ، وصلاةٍ قبل غُروبها، وتلا ﴿ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ ﴾ [٣٩] " ".
سورة ق
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورةُ (ق) من السُّوَر المكية، نزلت بعد سورة (المُرسَلات)، وقد افتُتحت بالتنويه بهذا الكتابِ، وتذكيرِ الكفار بأصل خِلْقتهم، وقدرة الله عز وجل على الإحياء من عدمٍ؛ وذلك دليلٌ صريح على قُدْرته على بعثِهم وحسابهم بعد أن أوجَدهم، وفي ذلك دعوةٌ لهم إلى الإيمان بعد أن بيَّن اللهُ لهم مصيرَ من آمن ومصيرَ من كفر، وقد كان صلى الله عليه وسلم يقرؤها في صلاةِ الفجر.

ترتيبها المصحفي
50
نوعها
مكية
ألفاظها
373
ترتيب نزولها
34
العد المدني الأول
45
العد المدني الأخير
45
العد البصري
45
العد الكوفي
45
العد الشامي
45

* سورةُ (ق):

سُمِّيت سورةُ (ق) بهذا الاسمِ؛ لافتتاحها بهذا الحرفِ.

* كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يقرأُ سورة (ق) في صلاةِ الفجر:

عن جابرِ بن سَمُرةَ رضي الله عنه، قال: «إنَّ النبيَّ ﷺ كان يَقرأُ في الفجرِ بـ {قٓۚ وَاْلْقُرْءَانِ اْلْمَجِيدِ}، وكان صلاتُه بعدُ تخفيفًا». أخرجه مسلم (٤٥٨).

* وكذلك كان صلى الله عليه وسلم يقرأ سورة (ق) في عيدَيِ الفطرِ والأضحى:

عن عُبَيدِ اللهِ بن عبدِ اللهِ: «أنَّ عُمَرَ بنَ الخطَّابِ سألَ أبا واقدٍ اللَّيْثيَّ: ما كان رسولُ اللهِ ﷺ يَقرأُ في الفِطْرِ والأضحى؟ قال: كان النبيُّ ﷺ يَقرأُ بـ {قٓۚ وَاْلْقُرْءَانِ اْلْمَجِيدِ}، و{اْقْتَرَبَتِ اْلسَّاعَةُ وَاْنشَقَّ اْلْقَمَرُ}». أخرجه ابن حبان (٢٨٢٠).

1. إنكار المشركين للبعث (١-٥).

2. التأمُّل في الآيات (٦-١٥).

3. التأمل في الأنفس خَلْقًا ومآلًا (١٦-٣٨).

4. توجيهات للرسول، وتهديد للمشركين (٣٩-٤٥).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (7 /402).

مقصودُ السورة الدَّلالة على قدرة الله عز وجل أن يَبعَثَ الناسَ بعد موتهم، وأكبَرُ دليلٍ على ذلك خَلْقُهم من عدمٍ، وهو أصعب من بعثِهم من موجود، وفي ذلك يقول البِقاعيُّ رحمه الله: «مقصودها: الدلالةُ على إحاطة القدرة، التي هي نتيجة ما خُتمت به الحُجُرات من إحاطةِ العلم؛ لبيانِ أنه لا بد من البعث ليوم الوعيد؛ لتنكشفَ هذه الإحاطةُ بما يحصل من الفصل بين العباد بالعدل؛ لأن ذلك سِرُّ المُلك، الذي هو سرُّ الوجود.

والذي تكفَّلَ بالدلالة على هذا كلِّه: ما شُوهِد من إحاطة مجدِ القرآن بإعجازه في بلوغه - في كلٍّ من جمعِ المعاني وعلوِّ التراكيب، وجلالة المفرَدات وجزالةِ المقاصد، وتلاؤم الحروف وتناسُبِ النظم، ورشاقة الجمع وحلاوة التفصيل - إلى حدٍّ لا تُطيقه القُوَى من إحاطةِ أوصاف الرسل، الذي اختاره سبحانه لإبلاغِ هذا الكتاب، في الخَلْقِ والخُلُق، وما شُوهِد من إحاطة القدرة بما هدى إليه القرآنُ من آيات الإيجاد والإعدام». "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور " للبقاعي (3 /15).