تفسير سورة ق

إيجاز البيان

تفسير سورة سورة ق من كتاب إيجاز البيان عن معاني القرآن المعروف بـإيجاز البيان.
لمؤلفه بيان الحق النيسابوري . المتوفي سنة 553 هـ

﴿ علمنا ما تنقص الأرض منهم ﴾ علمنا الأجزاء التي تأكل الأرض منهم١.
١ قاله ابن عباس، وقتادة، و الضحاك. انظر جامع البيان ج٢٦ ص١٤٩..
﴿ مريج ﴾ مختلط مختلف، مرة يقولون : ساحر، و مرة شاعر، ومعلم مجنون.
﴿ من فروج ﴾ شقوق وفتوق يمكن فيها السلوك.
﴿ وحب الحصيد ﴾ كل ما يحصد من الحبوب.
١٠ باسِقاتٍ: طوال «١».
نَضِيدٌ: منضود متراكب «٢».
١١ كَذلِكَ الْخُرُوجُ: أي: من القبور «٣»، أو من بطون الأمّهات «٤».
١٥ أَفَعَيِينا: عجزنا عن إهلاك الخلق الأول، ألف تقرير»
، لأنّهم اعترفوا بأنه الخالق وأنكروا البعث.
عييّ بالأمر: لم يعرف وجهه، وأعيى: تعب «٦».
١٦ حَبْلِ الْوَرِيدِ: حبل العاتق «٧»، وهو الوتين ينشأ من القلب فينبثّ في البدن.
١٧ الْمُتَلَقِّيانِ: ملكان يتلقيان عمل العبد وهما الكاتبان.
قَعِيدٌ: رصد «٨».
١٨ رَقِيبٌ: خبر واحد عن اثنين كأنه عن اليمين قعيد، وعن الشّمال
(١) معاني القرآن للفراء: ٣/ ٧٦، وتفسير الطبري: ٢٦/ ١٥٢، والمفردات: ٤٦. [.....]
(٢) ينظر معاني الفراء: ٣/ ٧٦، ومجاز القرآن: ٢/ ٢٢٣، وتفسير غريب القرآن: ٤١٨.
(٣) هذا قول جمهور العلماء كما في تفسير الطبري: ٢٦/ ١٥٤، وتفسير البغوي: ٤/ ٢٢١، وزاد المسير: ٨/ ٨، وتفسير الفخر الرازي: ٢٨/ ١٦٠، وتفسير القرطبي: ١٧/ ٧.
(٤) لم أقف على هذا القول.
(٥) ذكره النحاس في إعراب القرآن: ٤/ ٢٢٣ وقال: «وهكذا الاستفهام الذي فيه معنى التقرير والتوبيخ يدخله معنى النفي، أي: لم يعي بالخلق الأول».
وانظر معاني القرآن للزجاج: ٥/ ٤٣، والمفردات للراغب: ٣٥٦، وتفسير البغوي:
٤/ ٢٢٢.
(٦) معاني القرآن للزجاج: ٥/ ٤٣، واللسان: ١٥/ ١١٣ (عيا).
(٧) قال الطبري في تفسيره: ٢٦/ ١٥٧: «والحبل هو الوريد، فأضيف إلى نفسه لاختلاف لفظ اسمه».
وقال القرطبي في تفسيره: ١٧/ ٩: «وهذا تمثيل للقرب، أي: نحن أقرب إليه من حبل وريده الذي هو منه وليس على وجه قرب المسافة».
(٨) ينظر تفسير الطبري: ٢٦/ ١٥٨، وتفسير الماوردي: ٤/ ٨٥، والمفردات: ٤٠٩.
قعيد «١»، أو كلاهما قعيد.
١٩ وَجاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ: الباء متعلقة ب جاءَتْ، كقولك:
جئت بزيد، أي: أحضرته وأجأته «٢».
٢١ مَعَها سائِقٌ وَشَهِيدٌ: سائِقٌ: من الملائكة يسوقها إلى المحشر.
وَشَهِيدٌ: من أنفسهم عليها بعملها «٣». وقيل «٤» : هو العمل نفسه.
وعن سعيد «٥» بن جبير: «السائق» «٦» الذي يقبض نفسه، و «الشّهيد» الذي يحفظ عمله.
٢٢ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ: علمك نافذ «٧».
٢٣ وَقالَ قَرِينُهُ: الملك الكاتب الشّهيد عليه «٨». وقيل «٩» : قرينه الذي قيّض له من الشّياطين.
(١) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ٤١٨، وتفسير الطبري: ٢٦/ ١٥٨، ومعاني الزجاج:
٥/ ٤٤، وإعراب القرآن للنحاس: ٤/ ٢٢٤، وتفسير القرطبي: ١٧/ ١٠.
(٢) ينظر معاني القرآن للزجاج: ٥/ ٤٥، وإعراب القرآن للنحاس: ٤/ ٢٢٥.
(٣) ورد هذا القول في أثر أخرجه الطبري في تفسيره: (٢٦/ ١٦١، ١٦٢) عن ابن عباس رضي الله عنهما، وعن الضحاك.
(٤) نص هذا القول في معاني القرآن للزجاج: ٥/ ٤٥، ونقله الماوردي في تفسيره: ٤/ ٨٧ عن أبي هريرة رضي الله عنه.
(٥) لم أقف على هذا القول المنسوب إلى سعيد بن جبير رضي الله عنه.
(٦) في «ج» : السائق من الملائكة...
(٧) قال الزجاج في معانيه: ٥/ ٤٥: «أي فعلمك بما أنت فيه نافذ، ليس يراد بهذا البصر- من بصر العين- كما تقول: فلان بصير بالنحو والفقه، تريد عالما بهما، ولم ترد بصر العين». [.....]
(٨) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: ٢٦/ ١٦٤ عن قتادة.
ونقله الماوردي في تفسيره: ٤/ ٨٨ عن قتادة، والحسن.
وأورده القرطبي في تفسيره: ١٧/ ١٦، وزاد نسبته إلى الضحاك.
(٩) نص هذا القول في تفسير الماوردي: ٤/ ٨٨ عن مجاهد، وعزاه القرطبي في تفسيره:
١٧/ ١٦ إلى مجاهد أيضا.
هذا ما لَدَيَّ عَتِيدٌ: عمله محصى عندي، وعلى القول الآخر المراد [٩٠/ ب] به العذاب، و «ما» في مذهب النكرة، أي: هذا شيء لديّ عتيد/ «١».
٢٤ أَلْقِيا: خطاب [لمالك] «٢» على مذهب العرب في تثنية خطاب الواحد «٣».
أو هو «القين» بالنون الخفيفة، فأجرى الوصل فيه مجرى الوقف «٤».
٢٧ قالَ قَرِينُهُ رَبَّنا ما أَطْغَيْتُهُ: يقول شيطانه: ما أغويته «٥»، وعلى الأول يقول الكافر: إن الملك زاد عليّ فيما كتب «٦».
٢٩ ما يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ: ما يكتب غير الحق ولا يكذب عندي.
٣٠ هَلِ امْتَلَأْتِ: سؤال توبيخ لمن فيها «٧».
وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ: هل بقي فيّ موضع لم يملأ «٨» ؟.....
(١) عن معاني القرآن للزجاج: ٥/ ٤٥.
(٢) في الأصل: «للمالك»، والمثبت في النص عن «ك» و «ج».
(٣) ينظر معاني القرآن للفراء: ٣/ ٧٨، وتفسير الطبري: ٢٦/ ١٦٥، ومعاني الزجاج:
(٥/ ٤٥، ٤٦)، ومشكل إعراب القرآن لمكي: ٢/ ٦٨٤.
(٤) هذه قراءة تنسب إلى الحسن رحمه الله تعالى، كما في المحتسب لابن جني: ٢/ ٢٨٤، والكشاف: ٤/ ٨، وتفسير القرطبي: ١٧/ ١٦، والبحر المحيط: ٨/ ١٢٦.
وقال أبو حيان: «وهي شاذة مخالفة لنقل التواتر بالألف».
وانظر التبيان للعكبري: ٣/ ١١٧٥.
(٥) ورد نحوه في أثر أخرجه الطبري في تفسيره: ٢٦/ ١٦٧ عن ابن عباس رضي الله عنهما.
وأخرجه- أيضا- عن مجاهد، وقتادة، والضحاك.
ونسبه ابن الجوزي في زاد المسير: ٨/ ١٧ إلى الجمهور.
(٦) ينظر تفسير البغوي: ٤/ ٢٢٤، وزاد المسير: ٨/ ١٨، وتفسير القرطبي: ١٧/ ١٧.
(٧) هذا قول الزجاج في معانيه: ٥/ ٤٧.
(٨) نص هذا القول في معاني القرآن للزجاج: ٥/ ٤٧، وجاء بعده عند الزجاج: «أي قد امتلأت».
ومعنى هذا القول أنه لا مزيد مكان في جهنم، وقيل في معنى هذه الآية أن قول جهنم هذا بمعنى الاستزادة أي: هل من شيء أزداده؟.
ورجحه الطبري في تفسيره: (٢٦/ ١٧٠، ١٧١) للحديث الذي أخرجه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: «اختصمت الجنة والنار.. وأما النار فيلقون فيها وتقول: هل من مزيد؟
ويلقون فيها وتقول: هل من مزيد؟ حتى يضع فيها قدمه، فهناك تملأ، ويزوى بعضها إلى بعض وتقول: قط قط»
.
الحديث أخرجه الإمام البخاري: ٦/ ٤٧، كتاب التفسير، تفسير سورة «ق» عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا.
كقوله- عليه السلام «١» -: «وهل ترك لنا عقيل من دار».
٣٢ حَفِيظٍ: في الخلوات، أو على الصّلوات.
٣٤ ادْخُلُوها بِسَلامٍ: سلامة من الزوال.
٣٥ وَلَدَيْنا مَزِيدٌ: مما لم يخطر ببالهم، أو على مقدار استحقاقهم «٢».
٣٦ فَنَقَّبُوا فِي الْبِلادِ: ساروا في طرقها وطوّفوا «٣».
والنّقب: الطريق في الجبل «٤».
٣٧ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ: ألقى سمعه نحو كتاب الله.
وَهُوَ شَهِيدٌ: حاضر قلبه.
٣٩ قَبْلَ الْغُرُوبِ: صلاة الظهر والعصر «٥».
٤٠ وَمِنَ اللَّيْلِ: العشاء والمغرب «٦».
(١) أخرج- نحوه- الإمام البخاري في صحيحه: ٥/ ٩٢، كتاب المغازي، باب «أين ركز النبي ﷺ الراية يوم الفتح». والإمام مسلم في صحيحه: ٢/ ٩٨٤، كتاب الحج، باب «النزول بمكة للحاج وتوريث دورها» عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما.
(٢) ينظر معاني القرآن للزجاج: ٥/ ٤٧، وتفسير البغوي: ٤/ ٢٢٦، وزاد المسير: ٨/ ٢١.
(٣) معاني القرآن للفراء: ٣/ ٧٩، ومجاز القرآن لأبي عبيدة: ٢/ ٢٢٤، وتفسير الطبري:
٢٦/ ١٧٦، ومعاني الزجاج: ٥/ ٤٨.
(٤) المفردات للراغب: ٥٠٣، واللسان: ١/ ٧٦٧ (نقب). [.....]
(٥) نقل ابن الجوزي هذا القول في زاد المسير: ٨/ ٢٣ عن ابن عباس رضي الله عنهما، وأورده البغوي في تفسيره: ٤/ ٢٢٦، وقال: «روى عن ابن عباس».
(٦) ذكره البغوي في تفسيره: ٤/ ٢٢٧، ونقله ابن الجوزي في زاد المسير: ٨/ ٢٣ عن مقاتل.
وأخرج الطبري في تفسيره: ٢٦/ ١٨٠ عن مجاهد قال: «من الليل كله»، ورجح الطبري قول مجاهد فقال: «والقول الذي قاله مجاهد في ذلك أقرب إلى الصواب، وذلك أن الله جل ثناؤه قال: وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ فلم يحد وقتا من الليل دون وقت. وإذا كان ذلك كذلك كان على جميع ساعات الليل... ».
وَأَدْبارَ السُّجُودِ: جمع «دبر» «١»، وبالكسر «٢» على المصدر، وفيه معنى الظرف والوقت، وهو ركعتان بعد المغرب «٣». و «إدبار النّجوم» «٤» :
ركعتان قبل الفجر «٥».
٤١ مَكانٍ قَرِيبٍ: صخرة بيت المقدس «٦».
(١) ينظر معاني القرآن للفراء: ٣/ ٨٠، ومعاني الزجاج: ٥/ ٤٩، وتفسير القرطبي: ١٧/ ٢٦، والبحر المحيط: ٨/ ١٣٠.
(٢) بكسر الهمزة قراءة نافع، وابن كثير، وحمزة كما في السبعة لابن مجاهد: ٦٠٧، والتبصرة لمكي: ٣٣٤.
وانظر توجيه هذه القراءة في الكشف لمكي: ٢/ ٢٨٥، وتفسير القرطبي: ١٧/ ٢٦، والبحر المحيط: ٨/ ١٣٠.
(٣) هذا قول أكثر المفسرين كما في تفسير البغوي: ٤/ ٢٢٧.
وأخرج الترمذي في سننه: ٥/ ٣٩٣، كتاب التفسير، باب «ومن سورة الطور» عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما عن النبي ﷺ قال: «إدبار النجوم: الركعتان قبل الفجر، وإدبار السجود: الركعتان بعد المغرب».
أخرجه الترمذي عن أبي هشام الرفاعي، عن محمد بن فضيل، به، وقال: غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه. اه-.
وأورده السيوطي في الدر المنثور: ٧/ ٦١٠، وزاد نسبته إلى ابن جرير، وابن أبي حاتم، وابن مردويه، والحاكم عن ابن عباس رضي الله عنهما.
كما أخرج الطبري هذا القول- الذي ذكره المؤلف- عن علي بن أبي طالب، وأبي هريرة، والحسن، ومجاهد، والشعبي، رضي الله تعالى عنهم.
ورجح الطبري- رحمه الله- هذا القول: «لإجماع الحجة من أهل التأويل على ذلك».
ينظر تفسيره: (٢٦/ ١٨٠- ١٨٢).
(٤) من الآية: ٤٩، من سورة الطور.
(٥) ينظر هذا القول في تفسير الطبري: ٢٧/ ٣٩، وتفسير القرطبي: ١٧/ ٢٥، وتفسير ابن كثير: ٧/ ٤١٦، والدر المنثور ٧/ ٦٣٨.
(٦) ذكره الفراء في معانيه: ٣/ ٨١، وابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: ٤١٩.
وأخرجه الطبري في تفسيره: ٢٦/ ١٨٣ عن كعب، وقتادة.
﴿ بجبار ﴾ مسلط يجبرهم١ على الإيمان٢.
١ في أ تجبرهم..
٢ قاله اليزيدي. انظر زاد المسير ج٨ ص٢٦..
سورة ق
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورةُ (ق) من السُّوَر المكية، نزلت بعد سورة (المُرسَلات)، وقد افتُتحت بالتنويه بهذا الكتابِ، وتذكيرِ الكفار بأصل خِلْقتهم، وقدرة الله عز وجل على الإحياء من عدمٍ؛ وذلك دليلٌ صريح على قُدْرته على بعثِهم وحسابهم بعد أن أوجَدهم، وفي ذلك دعوةٌ لهم إلى الإيمان بعد أن بيَّن اللهُ لهم مصيرَ من آمن ومصيرَ من كفر، وقد كان صلى الله عليه وسلم يقرؤها في صلاةِ الفجر.

ترتيبها المصحفي
50
نوعها
مكية
ألفاظها
373
ترتيب نزولها
34
العد المدني الأول
45
العد المدني الأخير
45
العد البصري
45
العد الكوفي
45
العد الشامي
45

* سورةُ (ق):

سُمِّيت سورةُ (ق) بهذا الاسمِ؛ لافتتاحها بهذا الحرفِ.

* كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يقرأُ سورة (ق) في صلاةِ الفجر:

عن جابرِ بن سَمُرةَ رضي الله عنه، قال: «إنَّ النبيَّ ﷺ كان يَقرأُ في الفجرِ بـ {قٓۚ وَاْلْقُرْءَانِ اْلْمَجِيدِ}، وكان صلاتُه بعدُ تخفيفًا». أخرجه مسلم (٤٥٨).

* وكذلك كان صلى الله عليه وسلم يقرأ سورة (ق) في عيدَيِ الفطرِ والأضحى:

عن عُبَيدِ اللهِ بن عبدِ اللهِ: «أنَّ عُمَرَ بنَ الخطَّابِ سألَ أبا واقدٍ اللَّيْثيَّ: ما كان رسولُ اللهِ ﷺ يَقرأُ في الفِطْرِ والأضحى؟ قال: كان النبيُّ ﷺ يَقرأُ بـ {قٓۚ وَاْلْقُرْءَانِ اْلْمَجِيدِ}، و{اْقْتَرَبَتِ اْلسَّاعَةُ وَاْنشَقَّ اْلْقَمَرُ}». أخرجه ابن حبان (٢٨٢٠).

1. إنكار المشركين للبعث (١-٥).

2. التأمُّل في الآيات (٦-١٥).

3. التأمل في الأنفس خَلْقًا ومآلًا (١٦-٣٨).

4. توجيهات للرسول، وتهديد للمشركين (٣٩-٤٥).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (7 /402).

مقصودُ السورة الدَّلالة على قدرة الله عز وجل أن يَبعَثَ الناسَ بعد موتهم، وأكبَرُ دليلٍ على ذلك خَلْقُهم من عدمٍ، وهو أصعب من بعثِهم من موجود، وفي ذلك يقول البِقاعيُّ رحمه الله: «مقصودها: الدلالةُ على إحاطة القدرة، التي هي نتيجة ما خُتمت به الحُجُرات من إحاطةِ العلم؛ لبيانِ أنه لا بد من البعث ليوم الوعيد؛ لتنكشفَ هذه الإحاطةُ بما يحصل من الفصل بين العباد بالعدل؛ لأن ذلك سِرُّ المُلك، الذي هو سرُّ الوجود.

والذي تكفَّلَ بالدلالة على هذا كلِّه: ما شُوهِد من إحاطة مجدِ القرآن بإعجازه في بلوغه - في كلٍّ من جمعِ المعاني وعلوِّ التراكيب، وجلالة المفرَدات وجزالةِ المقاصد، وتلاؤم الحروف وتناسُبِ النظم، ورشاقة الجمع وحلاوة التفصيل - إلى حدٍّ لا تُطيقه القُوَى من إحاطةِ أوصاف الرسل، الذي اختاره سبحانه لإبلاغِ هذا الكتاب، في الخَلْقِ والخُلُق، وما شُوهِد من إحاطة القدرة بما هدى إليه القرآنُ من آيات الإيجاد والإعدام». "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور " للبقاعي (3 /15).