تفسير سورة الأحزاب

المجتبى من مشكل إعراب القرآن

تفسير سورة سورة الأحزاب من كتاب المجتبى من مشكل إعراب القرآن الكريم المعروف بـالمجتبى من مشكل إعراب القرآن.
لمؤلفه أحمد بن محمد الخراط .

سورة الأحزاب
960
١ - ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا﴾
«النبي» عطف بيان، «حكيما» خبر ثان، وجملة «إن الله كان» معترضة بين المتعاطفين.
960
٢ - ﴿وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا﴾
جملة «واتبع» معطوفة على جملة «لا تطع»، الجارَّان: «إليك مِنْ» متعلقان بـ «يوحى»، الجار «بما» متعلق بـ «خبيرا».
٣ - ﴿وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلا﴾
الجار «بالله» فاعل «كفى»، والباء زائدة، و «وكيلا» تمييز، والجملة مستأنفة.
٤ - ﴿مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ وَمَا جَعَلَ أَزْوَاجَكُمُ اللائِي تُظَاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهَاتِكُمْ وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ ذَلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْوَاهِكُمْ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ﴾
الجار «لرجل» متعلق بـ «جعل»، «من قلبين» مفعول «جعل»، و «مِنْ» زائدة، «في جوفه» متعلق بنعت لقلبين، «اللائي» نعت، الجار «منهن» متعلق بـ «تظاهرون»، الجار «بأفواهكم» متعلق بالمصدر (قولكم)، وجملة «والله يقول» معطوفة على جملة «ذلكم قولكم». جملة «وهو يهدي» معطوفة على -[٩٦١]- جملة «والله يقول».
٥ - ﴿هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا﴾
جملة «هو أقسط» مستأنفة، الظرف «عند» متعلق بـ «أقسط»، وجملة «فإن لم تعلموا» معطوفة على «ادعوهم». وقوله «فإخوانكم» : الفاء رابطة، وخبر لمبتدأ محذوف تقديره: هم، الجار «في الدين» متعلق بإخوانكم؛ لأنه في معنى المشتق، أي: موافقوكم فيه، وجملة «وليس عليكم جناح» مستأنفة، وجملة «ولكن ما تعمدت» معطوفة على جملة «ليس عليكم جناح»، والجار «فيما» متعلق بنعت لجناح، و «لكن» للاستدراك، «ما» موصول مبتدأ، وخبره محذوف تقديره: مؤاخذون به.
٦ - ﴿النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَأُولُو الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ إِلا أَنْ تَفْعَلُوا إِلَى أَوْلِيَائِكُمْ مَعْرُوفًا كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا﴾
الجار «بالمؤمنين» متعلق بـ «أولى»، وكذا «من أنفسهم»، وجملة «وأزواجه أُمهاتهم» معطوفة على جملة «النبي أولى»، «بعضهم» مبتدأ ثان، وجملة «بعضهم أولى» خبر «أولو»، والجارَّان «ببعض في كتاب» متعلقان بأولى، وكذا «من المؤمنين»، والمصدر المؤول «أن تفعلوا» مستثنى منقطع، الجار «في الكتاب» متعلق بـ «مسطورا».
٧ - ﴿وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا﴾
قوله «وإذ» : الواو مستأنفة، «إذ» اسم ظرفي مفعول لـ «اذكر» مقدرا. وجملة «وأخذنا» معطوفة على جملة «أخذنا» المتقدمة.
٨ - ﴿لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ وَأَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا أَلِيمًا﴾
المصدر المؤول «ليسأل» متعلق بـ ﴿أَخَذْنَا﴾، وجملة «وأعدَّ» مستأنفة.
٩ - ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا﴾
جملة «اذكروا» مستأنفة، الجار «عليكم» متعلق بحال «من نعمة»، «إذ» اسم ظرفي بدل اشتمال من «نعمة»، وجملة «لم تروها» صفة، وجملة «وكان الله... » معترضة بين البدل والمبدل منه، الجار «بما» متعلق بـ «بصيرا».
١٠ - ﴿إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا﴾
«إذ» اسم ظرفي بدل من «إذ جاءتكم»، والجار «من فوقكم» متعلق بـ «جاءوكم»، والجار (منكم) متعلق بأسفل. وقوله «وإذ زاغت» : معطوف على «إذ جاءوكم»، وجملة «زاغت» مضاف إليه، وجملة «وتظنون» معطوفة على جملة «بلغت»، «والظنون» مفعول مطلق.
١١ - ﴿هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ﴾ -[٩٦٣]-
«هنالك» اسم إشارة ظرف مكان متعلق بـ «ابتلي».
١٢ - ﴿وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلا غُرُورًا﴾
الواو عاطفة، «إذ» اسم ظرفي معطوف على ﴿وَإِذْ زَاغَتِ﴾، وجملة «يقول» مضاف إليه. وجملة «في قلوبهم مرض» صلة، «غرورا» نائب مفعول مطلق أي: وَعْدَ الغرور، والمفعول الثاني محذوف أي: النصر.
١٣ - ﴿وَإِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلا فِرَارًا﴾
«إذ» : ظرف معطوف على «إذ يقول»، الجار «منهم» متعلق بنعت لطائفة، ، الجار «لكم» متعلق بخبر «لا»، وجملة «فارجعوا» معطوفة على جملة «لا مقام لكم»، وجملة «ويستأذن» مستأنفة، وجملة «يقولون» حال من الفريق المختص بالوصف، وجملة «وما هي بعورة» حالية، و «ما» تعمل عمل ليس، والباء زائدة في الخبر، وجملة «إن يريدون إلا فرارًا» معترضة، و «فرارًا» مفعول به.
١٤ - ﴿وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِمْ مِنْ أَقْطَارِهَا ثُمَّ سُئِلُوا الْفِتْنَةَ لآتَوْهَا وَمَا تَلَبَّثُوا بِهَا إِلا يَسِيرًا﴾
جملة الشرط معطوفة على جملة «يستأذن»، وجملة «وما تلبَّثُوا» معطوفة على جملة «آتوها»، «إلا» للحصر، «يسيرا» نائب مفعول مطلق، أي: إلا تلبثًا يسيرا.
١٥ - ﴿وَلَقَدْ كَانُوا عَاهَدُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ لا يُوَلُّونَ الأَدْبَارَ وَكَانَ عَهْدُ اللَّهِ مَسْئُولا﴾ -[٩٦٤]-
جملة «ولقد كانوا عاهدوا» معطوفة على جملة ﴿وَلَوْ دُخِلَتْ﴾، وجملة «لقد كانوا» جواب قسم مقدر، وجملة «لا يُوَلُّون» جواب القسم المفهوم من «عاهدوا»، و «الأدبار» مفعول به.
١٦ - ﴿قُلْ لَنْ يَنْفَعَكُمُ الْفِرَارُ إِنْ فَرَرْتُمْ مِنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ وَإِذًا لا تُمَتَّعُونَ إِلا قَلِيلا﴾
جملة «إن فررتم» معترضة، وجواب الشرط محذوف دلَّ عليه ما قبله، «إذًا» حرف جواب مهمل، «إلا» للحصر، «قليلا» نائب مفعول مطلق، وجملة «لا تمتعون» جواب شرط مقدر أي: ولو فعلتم ذلك لا تمتعون إلا قليلا إذًا.
١٧ - ﴿قُلْ مَنْ ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُمْ مِنَ اللَّهِ إِنْ أَرَادَ بِكُمْ سُوءًا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ رَحْمَةً وَلا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلا نَصِيرًا﴾
«مَنْ» اسم استفهام مبتدأ، خبره «ذا»، «الذي» اسم موصول بدل من «ذا»، وجملة «إن أراد» مستأنفة، وجواب الشرط محذوف دل عليه ما قبله، وجملة «ولا يجدون» مستأنفة، الجار «لهم» متعلق بالمفعول الثاني، الجار «من دون» متعلق بحال من «وليا».
١٨ - ﴿قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ وَالْقَائِلِينَ لإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا وَلا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلا قَلِيلا﴾
«قد» للتحقيق، الجار «منكم» متعلق بحال من «المعوقين»، الجار «لإخوانهم» متعلق بالقائلين، «هلم» اسم فعل أمر بمعنى -[٩٦٥]- أَقْبِلوا، والفاعل ضمير المخاطبين، الجار «إلينا» متعلق بـ «هَلُمَّ»، وجملة «ولا يأتون» حالية من المتقدمين، «قليلا» نائب مفعول مطلق أي: إلا إتيانًا قليلا.
١٩ - ﴿أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ فَإِذَا جَاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ أُولَئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا﴾
«أشحة» حال من فاعل ﴿يَأْتُونَ﴾، الجار «عليكم» متعلق بأشحة، وجملة الشرط معطوفة على جملة «لا يأتون»، وجملة «ينظرون» حال من الهاء، وجملة «تدور أعينهم» حال من فاعل «ينظرون». وقوله «كالذي» : الكاف نائب مفعول مطلق أي: دورانا مثل دوران عين الذي، والجارَّان: «عليه من الموت» متعلقان بـ «يغشى»، وجملة «فإذا ذهب الخوف» معطوفة على جملة «فإذا جاء الخوف»، وقوله «أشحة» : حال من فاعل «سلقوكم»، والجار «على الخير» متعلق بـ «أشحة»، وجملة «أولئك لم يؤمنوا» مستأنفة، وجملة «فأحبط» معطوفة على جملة «لم يؤمنوا»، الجار «على الله» متعلق بـ «يسيرا».
٢٠ - ﴿يَحْسَبُونَ الأَحْزَابَ لَمْ يَذْهَبُوا وَإِنْ يَأْتِ الأَحْزَابُ يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُمْ بَادُونَ فِي الأَعْرَابِ يَسْأَلُونَ عَنْ أَنْبَائِكُمْ وَلَوْ كَانُوا فِيكُمْ مَا قَاتَلُوا إِلا قَلِيلا﴾
جملة «يحسبون» حال من الضمير في ﴿يُؤْمِنُوا﴾، وجملة «لم يذهبوا» مفعول ثان، وجملة «وإن يأت» معطوفة على جملة «يحسبون»، «لو» مصدرية، والمصدر المؤول مفعول «يودُّوا»، والمصدر المؤول «أنهم بادون» فاعل -[٩٦٦]- بثبت مقدرًا، وجملة «يسألون» حال من الضمير في «يحسبون»، وجملة الشرط «ولو كانوا» معطوفة على جملة «يحسبون»، «قليلا» نائب مفعول مطلق، أي: إلا قتالا قليلا.
٢١ - ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا﴾
الجار «في رسول» متعلق بحال من «أسوة»، وقوله «لمن» : بدل من «لكم» متعلق بما تعلق به، «كثيرا» نائب مفعول مطلق أي: ذكرًا كثيرًا.
٢٢ - ﴿وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا﴾
جملة الشرط مستأنفة، «ما» اسم موصول خبر «هذا»، وجملة «وصدق الله» معطوفة على مقول القول، وفاعل «زاد» ضمير الوعد، «إيمانًا» مفعول ثان. وجملة «وما زادهم» معطوفة على جملة الشرط.
٢٣ - ﴿مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلا﴾
جملة «صدقوا» نعت «رجال»، «ما» اسم موصول مفعول به، وجملة «فمنهم من قضى» معطوفة على المستأنفة «من المؤمنين رجال»، وجملة «وما بدَّلوا» معطوفة على جملة «منهم من ينتظر».
٢٤ - ﴿لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِنْ شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ -[٩٦٧]-﴾
المصدر المؤول «ليجزي» مجرور متعلق بـ «ما بدَّلوا». وجملة «إن شاء» معترضة، وجواب الشرط محذوف دلَّ عليه ما قبله، وجملة «أو يتوب» معطوفة على جملة «يعذب».
٢٥ - ﴿وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا﴾
جملة «وردَّ» مستأنفة، الجار «بغيظهم» متعلق بحال من الموصول أي: متلبسين بغيظهم، وجملة «لم ينالوا» حال ثانية من الموصول، وجملة «وكفى الله» معطوفة على جملة «ردَّ»، وجملة «وكان الله» معترضة بين المتعاطفين.
٢٦ - ﴿وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا﴾
جملة «وأنزل» معطوفة على جملة «ردَّ»، الجار «من أهل» متعلق بحال من فاعل «ظاهروهم»، الجار «من صياصيهم» متعلق بأنزل، وجملة «وقذف» معطوفة على جملة «أنزل»، «فريقًا» مفعول مقدم لـ «تقتلون»، وجملة «تقتلون» حال من الضمير في «قلوبهم»، والرابط مقدر أي: منهم.
٢٧ - ﴿وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَمْ تَطَئُوهَا﴾
جملة «أورثكم» معطوفة على جملة ﴿وَقَذَفَ﴾، وجملة «لم تطئوها» نعت -[٩٦٨]- «أرضا».
٢٨ - ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلا﴾
جملة «قل» جواب النداء مستأنفة، وجملة «فَتَعَالَيْنَ» جواب الشرط، وقوله «أمتعكن» : مضارع مجزوم؛ لأنه جواب شرط مقدر، و «سراحا» نائب مفعول مطلق، والمصدر تسريح.
٢٩ - ﴿أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا﴾
الجارّ «منكن» متعلق بحال من «المحسنات».
٣٠ - ﴿يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا﴾
الجار «منكن» متعلق بحال من الضمير في «يأت»، الجار «بفاحشة» متعلق بـ «يأت»، «ضعفين» مفعول مطلق، الجار «على الله» متعلق بـ «يسيرا»، وجملة «وكان ذلك» معترضة.
٣١ - ﴿وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ﴾
جملة «ومن يقنت» معطوفة على جملة «من يأت»، الجار «منكن» متعلق بحال من الضمير في «يقنت»، الجار «لله» متعلق بالفعل، «مرتين» : نائب -[٩٦٩]- مفعول مطلق.
٣٢ - ﴿يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ﴾
جملة «لستن» جواب النداء مستأنفة، جملة «فلا تخضعن» جواب الشرط، والفاء في «فيطمع» سببية، والفعل منصوب بأن مضمرة بعد فاء السببية، والمصدر المؤول معطوف على مصدر متصيّد من الكلام السابق أي: لا يكن خضوع فطمع. وجملة «في قلبه مرض» صلة.
٣٣ - ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾
مفعول «يريد» مقدر أي: يريد هذه الوصية ليُذهب، والمصدر المؤول المجرور متعلق بـ «يريد»، «أهل» منادى مضاف منصوب، وجملة النداء معترضة.
٣٤ - ﴿وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا﴾
«ما» موصول مفعول به، والجارَّان متعلقان بـ «يتلى»، «خبيرا» خبر ثان.
٣٥ - ﴿وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا﴾ -[٩٧٠]-
«فروجهم» مفعول لاسم الفاعل، «كثيرا» نائب مفعول مطلق، وجملة «أعدَّ» خبر ﴿إِنَّ﴾ أول الآية.
٣٦ - ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا مُبِينًا﴾
جملة «ما كان» مستأنفة و «إذا» ظرف محض متعلق بالاستقرار الذي تعلق به خبر كان، والمصدر المؤول «أن يكون» اسم كان، الجار «لِمُؤْمِنٍ» متعلق بخبر كان، الجار «من أمرهم» متعلق بحال من «الخيرة»، وجملة الشرط مستأنفة، و «مَنْ» شرطية مبتدأ.
٣٧ - ﴿وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا﴾
الواو مستأنفة، «إذ» اسم ظرفي مفعول به لـ «اذكر» مقدرا، الجار «عليك» متعلق بأعني مقدرا، ولا يتعدى بـ «أمسك» ؛ لأنه لا يتعدَّى فعل المضمر المتصل إلى ضميره المتصل في هذا الباب. جملة «تخفي» معطوفة على جملة «تقول». جملة «الله مبديه» صلة الموصول الاسمي، و «ما» مفعول «تخفي»، وجملة «والله أحق» حالية من فاعل «تخشى». والمصدر «أن تخشاه»
970
منصوب على نزع الخافض الباء، وجملة «فلمَّا قضى» معطوفة على جملة «تقول»، والضميران في «زوَّجناكها» مفعولا الفعل، واللام في «لكي» جارّة للتعليل، و «كي» حرف مصدري ونصب، والمصدر المؤول مجرور باللام متعلق بالفعل «زوَّجْناكها»، والجار «في أزواج» متعلق بنعت لـ «حرج». «إذا» ظرفية شرطية متعلقة بالجواب المقدر دلَّ عليه ما قبله، أي: إذا قضوا منهن وطرًا، فليس عليهم حرج، والعامل في «إذا» مقدر أي: انتفى الحرج إذا. وجملة الشرط مستأنفة، وجملة «قضوا» مضاف إليه.
971
٣٨ - ﴿مَا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا﴾
«حرج» اسم كان، و «من» زائدة، الجار «على النبي» متعلق بخبر كان، والجار «فيما فرض» متعلق بنعت لـ «حرج»، «سُنة» مفعول مطلق لفعل مقدر، الجار «في الذين» متعلق بحال من «سنة الله»، وجملة (سنَّ الله سنة) معترضة، وجملة «وكان أمر الله» مستأنفة.
٣٩ - ﴿الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا﴾
«الذين» خبر «هم» مقدرة، جملة «ولا يخشون» معطوفة على جملة «يخشونه»، والجلالة بدل من «أحدا»، وجملة «وكفى بالله» مستأنفة، والباء زائدة، و «حسيبا» تمييز.
٤٠ - ﴿مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا﴾ -[٩٧٢]-
الجار «من رجالكم» متعلق بنعت لأحد. قوله «ولكن رسول» : الواو عاطفة «لكن» حرف استدراك، «رسول» خبر كان مقدرة، وجملة «ولكن رسول الله» معطوفة على جملة «ما كان»، وجملة «وكان الله عليما» مستأنفة، الجار «بكل» متعلق بـ «عليما».
٤١ - ﴿اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا﴾
«كثيرا» نعت.
٤٢ - ﴿وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلا﴾
«بكرة» ظرف زمان متعلق بالفعل.
٤٣ - ﴿هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا﴾
المصدر المؤول المجرور «ليخرجكم» متعلق بـ «يصلِّي»، وجملة «وكان» معطوفة على جملة «يصلي».
٤٤ - ﴿تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا﴾
«تحيتهم» مبتدأ، خبره «سلام»، «يوم» ظرف متعلق بحال من «تحيتهم»، وجملة «يلقونه» مضاف إليه، وجملة «وأعدَّ» معطوفة على جملة «تحيتهم سلام».
٤٥ - ﴿إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا﴾
«شاهدا» حال.
٤٦ - ﴿وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا﴾
الجار «إلى الله» متعلق بـ «داعيا»، والجار «بإذنه» متعلق بـ «داعيًا».
٤٧ - ﴿وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ فَضْلا كَبِيرًا﴾
جملة «وبشِّر» مستأنفة في حيز جواب النداء، والمصدر المؤول من «أن» وما بعدها مجرور بالباء متعلق بـ «بشّر».
٤٨ - ﴿وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلا﴾
الباء زائدة في فاعل «كفى»، و «وكيلا» تمييز.
٤٩ - ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحًا جَمِيلا﴾
جملة الشرط جواب النداء مستأنفة، والمصدر «أن تمسوهن» مضاف إليه، وجملة «تمسُّوهن» صلة الموصول الحرفي، وجملة «فما لكم عليهن... » جواب الشرط، و «عدة» مبتدأ، و «مِنْ» زائدة، الجار «لكم» متعلق بخبر المبتدأ، الجار «عليهن» متعلق بحال من «عدَّة»، وجملة «تعتدُّونها» نعت لـ «عدَّة»، وجملة «فمتِّعوهن» مستأنفة، «سراحا» نائب مفعول مطلق، والمصدر تسريح.
٥٠ - ﴿إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالاتِكَ اللاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَهَا خَالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ -[٩٧٤]- قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ لِكَيْلا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا﴾
«اللاتي» نعت أزواجك، «ما» موصول معطوف على أزواجك، الجار «مما» متعلق بحال من «ما»، المصدر «أن يستنكحها» مفعول أراد، «خالصة» حال من الهاء في «يستنكحها»، الجار «لك» متعلق بخالصة، الجار «من دون» متعلق بحال من الضمير في «خالصة». جملة «وهبت» نعت ثان لامرأة، وجواب الشرط محذوف أي: فهي حِلٌّ له. وجملة «إن أراد النبي» حال من الضمير في «وهبت»، وجملة «قد علمنا» اعتراضية بين الجارّ ومتعلَّقه، والمصدر المؤول «لكيلا يكون» مجرور متعلق بـ «خالصة»، الجار «عليك» متعلق بخبر «يكون»، وجملة «وكان الله غفورا» مستأنفة.
٥١ - ﴿تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْكَ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَّ وَلا يَحْزَنَّ وَيَرْضَيْنَ بِمَا آتَيْتَهُنَّ كُلُّهُنَّ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَلِيمًا﴾
الجار «منهن» متعلق بحال من «مَن». وقوله «ومَن ابتغيت» :«مَن» شرطية مفعول به مقدم، وجملة «ابتغيت» معطوفة على جملة «تؤوي»، وجملة «فلا جناح عليك» جواب الشرط، جملة «ذلك أدنى» مستأنفة، والمصدر «أن تقرَّ» منصوب على نزع الخافض (إلى)، «كلهن» توكيد للفاعل في «يرضين»، وجملة «والله يعلم» مستأنفة. والجار «في قلوبكم» متعلق بالصلة المقدرة، وجملة «وكان الله عليما» معطوفة على جملة «الله يعلم»، و «حليما» خبر ثان.
٥٢ - ﴿لا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ وَلا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيبًا﴾
المصدر «أن تبدل» معطوف على «النساء»، و «أزواج» مفعول به، و «من» زائدة، والواو في «ولو» حالية، «لو» حرف شرط غير جازم، وجواب «لو» محذوف أي: لا يحل لك التبديل، وهذه الواو عطفت على حال مقدرة للاستقصاء، أي: لا يحلُّ لك في كل حال، ولو في هذه الحال، وجملة «ولو أعجبك» حالية من فاعل «تبدَّل»، «إلا» أداة حصر، «ما» موصول بدل من «النساء»، وجملة «وكان الله رقيبا» مستأنفة، والجار «على كل» متعلق بـ «رقيبا».
٥٣ - ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا﴾
جملة «لا تدخلوا» جواب النداء مستأنفة، «إلا» للحصر، والمصدر المؤول «أن يؤذن» منصوب على نزع الخافض (الباء) متعلقة بحال مقدرة بمصحوبين بالإذن، الجار «إلى طعام» متعلق بـ «يؤذن»، «غير» حال من الضمير في «لكم»، «إناه» : مفعول به لاسم الفاعل «ناظرين»، وجملة «ولكن إذا دعيتم فادخلوا» معطوفة على جواب النداء. وجملة
975
«فإذا طعمتم فانتشروا» معطوفة على جملة الشرط المتقدمة، وجملة «طعمتم» مضاف إليه. قوله «مستأنسين» : اسم معطوف على «غير»، والجار متعلق بـ «مستأنسين» أي: لا تدخلوها غير ناظرين، ولا مستأنسين، وجملة «إن ذلكم... » معترضة، جملة «والله لا يستحيي» معطوفة على جملة «إن ذلكم كان»، جملة «وإذا سألتموهن فاسألوهنَّ» معطوفة على جملة الشرط المتقدمة، و «متاعا» مفعول ثان، وجملة «ذلكم أطهر» مستأنفة، والجار «لقلوبكم» متعلق بأطهر. جملة «وما كان لكم أن تؤذوا» معطوفة على جملة «لا تدخلوا» جواب النداء، الجار «لكم» متعلق بخبر كان، والمصدر «أن تؤذوا» اسم كان، والمصدر الثاني المؤول «أن تنكحوا» معطوف على المصدر المتقدم، وجملة «إن ذلكم كان» مستأنفة.
976
٥٤ - ﴿كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا﴾
الجار «بكل» متعلق بـ «عليما».
٥٥ - ﴿لا جُنَاحَ عَلَيْهِنَّ فِي آبَائِهِنَّ وَلا أَبْنَائِهِنَّ وَلا إِخْوَانِهِنَّ وَلا أَبْنَاءِ إِخْوَانِهِنَّ وَلا أَبْنَاءِ أَخَوَاتِهِنَّ وَلا نِسَائِهِنَّ وَلا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ وَاتَّقِينَ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدًا﴾
الجار «في آبائهن» متعلق بالاستقرار الذي تعلق به الخبر، والجار «على كل» متعلق بـ «شهيدا».
٥٦ - ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾
جملة «صَلُّوا» جواب النداء مستأنفة.
٥٧ - ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ﴾
جملة «لعنهم الله» خبر.
٥٨ - ﴿وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا﴾
الجار «بغير» متعلق بـ «يُؤذون»، الفاء في «فقد» زائدة، وجملة «فقد احتملوا» خبر الذين.
٥٩ - ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ﴾
جملة «يدنين» مقول القول، وجملة «ذلك أدنى» مستأنفة، والمصدر المؤول «أن يعرفن» منصوب على نزع الخافض (إلى)، وجملة «فلا يؤذين» معطوفة على جملة «يعرفن».
٦٠ - ﴿لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلا قَلِيلا﴾
جملة «في قلوبهم مرض» صلة الموصول، وجملة «لنغرينَّك» جواب القسم، وجملة «ثم لا يجاورونك» معطوفة على جواب القسم، و «قليلا» نائب مفعول مطلق.
٦١ - ﴿مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلا﴾ -[٩٧٨]-
«ملعونين» مفعول به لـ (أَذمُّ) مقدرًا، و «أينما» : اسم شرط جازم ظرف مكان متعلق بالجواب، و «ما» زائدة، وجملة (أذمُّ ملعونين) مستأنفة، وجملة الشرط مستأنفة.
٦٢ - ﴿سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلا﴾
«سنة» مفعول مطلق لفعل مقدر أي: سَنَّ الله ذلك سنة. الجار «في الذين» متعلق بحال من «سنة»، وجملة «سنَّ الله سنة» مستأنفة، وجملة «ولن تجد» مستأنفة.
٦٣ - ﴿يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا﴾
جملة «وما يدريك» معطوفة على المستأنفة «قل» وجملة «لعل الساعة تكون» مفعول به ثان لـ «يدريك» المعلَّق بـ «لعل».
٦٥ - ﴿خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلا نَصِيرًا﴾
«خالدين» حال من الضمير في ﴿لَهُمْ﴾، وجملة «لا يجدون» حال ثانية من الضمير في ﴿لَهُمْ﴾.
٦٦ - ﴿يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولا﴾
«يوم» متعلق بـ «يقولون» التالي، وجملة «يقولون» حال من الواو في ﴿يَجِدُونَ﴾.
٦٧ - ﴿وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا﴾ -[٩٧٩]-
جملة «وقالوا» معطوفة على جملة ﴿يَقُولُونَ﴾.
٦٨ - ﴿رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ﴾
«ضعفين» مفعول ثان، الجار «من العذاب» متعلق بنعت لـ «ضعفين».
٦٩ - ﴿وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهًا﴾
جملة «وكان عند الله وجيها» مستأنفة، والظرف «عند» متعلق بـ «وجيها».
٧٠ - ﴿وَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا﴾
«قولا» مفعول مطلق.
٧١ - ﴿يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾
جملة «يصلح» جواب شرط مقدر، وجملة الشرط مستأنفة، وجملة «يطع» خبر.
٧٢ - ﴿فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا﴾
المصدر «أن يحملنها» مفعول «أبين».
٧٣ - ﴿لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا﴾ -[٩٨٠]-
المصدر المؤول «ليعذب» مجرور متعلق بـ «حملها» في الآية السابقة. جملة «وكان الله غفورا» مستأنفة، «رحيما» خبر ثان لـ «كان».
سورة الأحزاب
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورةُ (الأحزاب) من السُّوَر المدنيَّة، وقد تعرَّضتْ لذِكْرِ كثيرٍ من الأحداث والأحكام؛ على رأسِ تلك الأحداثِ قصةُ غزوة (الأحزاب)، وما تعلق بها مِن عِبَرٍ وعِظات؛ كحُسْنِ الظن بالله، والاعتماد عليه، مشيرةً إلى غَدْرِ اليهود، وأخلاقهم الشائنة، كما اشتملت السورةُ على ذكرِ آية الحِجاب، وذكرِ آداب الاستئذان، والدخول على النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وخُتِمت السورةُ بكثيرٍ من التوجيهات والعِظات للمؤمنين.

ترتيبها المصحفي
33
نوعها
مدنية
ألفاظها
1303
ترتيب نزولها
90
العد المدني الأول
73
العد المدني الأخير
73
العد البصري
73
العد الكوفي
73
العد الشامي
73

* قوله تعالى: {اْدْعُوهُمْ لِأٓبَآئِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اْللَّهِۚ فَإِن لَّمْ تَعْلَمُوٓاْ ءَابَآءَهُمْ فَإِخْوَٰنُكُمْ فِي اْلدِّينِ وَمَوَٰلِيكُمْۚ} [الأحزاب: 5]:

عن عائشةَ أمِّ المؤمنين رضي الله عنها: «أنَّ أبا حُذَيفةَ بنَ عُتْبةَ بنِ ربيعةَ بنِ عبدِ شمسٍ - وكان ممَّن شَهِدَ بَدْرًا مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم - تَبنَّى سالمًا، وأنكَحَه بنتَ أخيه هندَ بنتَ الوليدِ بنِ عُتْبةَ بنِ ربيعةَ، وهو مولًى لامرأةٍ مِن الأنصارِ؛ كما تَبنَّى النبيُّ صلى الله عليه وسلم زيدًا، وكان مَن تَبنَّى رجُلًا في الجاهليَّةِ، دعَاه الناسُ إليه، ووَرِثَ مِن ميراثِه، حتى أنزَلَ اللهُ: {اْدْعُوهُمْ لِأٓبَآئِهِمْ} إلى قولِه: {وَمَوَٰلِيكُمْۚ} [الأحزاب: 5]؛ فرُدُّوا إلى آبائِهم؛ فمَن لم يُعلَمْ له أبٌ، كان مولًى وأخًا في الدِّينِ، فجاءت سَهْلةُ بنتُ سُهَيلِ بنِ عمرٍو القُرَشيِّ ثم العامريِّ - وهي امرأةُ أبي حُذَيفةَ بنِ عُتْبةَ - النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فقالت: يا رسولَ اللهِ، إنَّا كنَّا نرى سالمًا ولدًا، وقد أنزَلَ اللهُ فيه ما قد عَلِمْتَ...» فذكَر الحديثَ. أخرجه البخاري (5088).

* قوله تعالى: {مِّنَ اْلْمُؤْمِنِينَ رِجَالٞ صَدَقُواْ مَا عَٰهَدُواْ اْللَّهَ عَلَيْهِۖ} [الأحزاب: 23]:

عن حُمَيدٍ الطَّويلِ، عن أنسِ بن مالكٍ رضي الله عنه، قال: «غابَ عَمِّي أنسُ بنُ النَّضْرِ عن قتالِ بَدْرٍ، فقال: يا رسولَ اللهِ، غِبْتُ عن أوَّلِ قتالٍ قاتَلْتَ المشرِكين، لَئِنِ اللهُ أشهَدَني قتالَ المشرِكين لَيَرَيَنَّ اللهُ ما أصنَعُ، فلمَّا كان يومُ أُحُدٍ، وانكشَفَ المسلمون، قال: اللهمَّ إنِّي أعتذِرُ إليك ممَّا صنَعَ هؤلاء - يعني أصحابَه -، وأبرَأُ إليك ممَّا صنَعَ هؤلاء - يعني المشرِكين -، ثم تقدَّمَ، فاستقبَلَه سعدُ بنُ مُعاذٍ، فقال: يا سعدُ بنَ مُعاذٍ، الجَنَّةَ ورَبِّ النَّضْرِ! إنِّي أجدُ رِيحَها مِن دُونِ أُحُدٍ، قال سعدٌ: فما استطَعْتُ يا رسولَ اللهِ ما صنَعَ». قال أنسٌ: «فوجَدْنا به بِضْعًا وثمانينَ ضَرْبةً بالسَّيفِ، أو طَعْنةً برُمْحٍ، أو رَمْيةً بسَهْمٍ، ووجَدْناه قد قُتِلَ، وقد مثَّلَ به المشرِكون، فما عرَفَه أحدٌ إلا أختُه ببنانِه». قال أنسٌ: كنَّا نُرى أو نظُنُّ أنَّ هذه الآيةَ نزَلتْ فيه وفي أشباهِه: {مِّنَ اْلْمُؤْمِنِينَ رِجَالٞ صَدَقُواْ مَا عَٰهَدُواْ اْللَّهَ عَلَيْهِۖ} [الأحزاب: 23] إلى آخرِ الآيةِ». وقال: «إنَّ أختَه - وهي تُسمَّى الرُّبَيِّعَ - كسَرتْ ثَنِيَّةَ امرأةٍ، فأمَرَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بالقِصاصِ، فقال أنسٌ: يا رسولَ اللهِ، والذي بعَثَك بالحقِّ، لا تُكسَرُ ثَنِيَّتُها، فرَضُوا بالأَرْشِ، وترَكوا القِصاصَ، فقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إنَّ مِن عبادِ اللهِ مَن لو أقسَمَ على اللهِ لَأبَرَّه»». أخرجه البخاري (٢٨٠٥).

* قوله تعالى: {وَكَفَى اْللَّهُ اْلْمُؤْمِنِينَ اْلْقِتَالَۚ} [الأحزاب: 25]:

عن أبي سعيدٍ الخُدْريِّ رضي الله عنه، قال: «شغَلَنا المشرِكون يومَ الخَنْدقِ عن صلاةِ الظُّهْرِ حتى غرَبتِ الشَّمْسُ، وذلك قبل أن يَنزِلَ في القتالِ ما نزَلَ؛ فأنزَلَ اللهُ عز وجل: {وَكَفَى اْللَّهُ اْلْمُؤْمِنِينَ اْلْقِتَالَۚ} [الأحزاب: 25]، فأمَرَ بِلالًا فأذَّنَ وأقامَ فصلَّى الظُّهْرَ، ثمَّ أمَرَه فأقامَ فصلَّى العصرَ، ثمَّ أمَرَه فأقامَ فصلَّى المغربَ، ثمَّ أمَرَه فأقامَ فصلَّى العِشاءَ». أخرجه النسائي (٦٦١).

* قوله تعالى: {يَٰٓأَيُّهَا اْلنَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَٰجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ اْلْحَيَوٰةَ اْلدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحٗا جَمِيلٗا ٢٨ وَإِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ اْللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَاْلدَّارَ اْلْأٓخِرَةَ فَإِنَّ اْللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَٰتِ مِنكُنَّ أَجْرًا عَظِيمٗا} [الأحزاب: 28-29]:

عن عبدِ اللهِ بن عباسٍ رضي الله عنهما، قال: «لم أزَلْ حريصًا على أن أسألَ عُمَرَ رضي الله عنه عن المرأتَينِ مِن أزواجِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم اللَّتَينِ قال اللهُ لهما: {إِن ‌تَتُوبَآ إِلَى اْللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَاۖ} [التحريم: 4]، فحجَجْتُ معه، فعدَلَ وعدَلْتُ معه بالإداوةِ، فتبرَّزَ حتى جاءَ، فسكَبْتُ على يدَيهِ مِن الإداوةِ فتوضَّأَ، فقلتُ: يا أميرَ المؤمنين، مَن المرأتانِ مِن أزواجِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم اللَّتانِ قال اللهُ عز وجل لهما: {إِن ‌تَتُوبَآ إِلَى اْللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَاۖ} [التحريم: 4]؟ فقال: واعجبي لك يا بنَ عبَّاسٍ! عائشةُ وحَفْصةُ، ثمَّ استقبَلَ عُمَرُ الحديثَ يسُوقُه، فقال:

إنِّي كنتُ وجارٌ لي مِن الأنصارِ في بني أُمَيَّةَ بنِ زيدٍ، وهي مِن عوالي المدينةِ، وكنَّا نتناوَبُ النُّزولَ على النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فيَنزِلُ يومًا وأنزِلُ يومًا، فإذا نزَلْتُ جِئْتُه مِن خَبَرِ ذلك اليومِ مِن الأمرِ وغيرِه، وإذا نزَلَ فعَلَ مِثْلَه، وكنَّا مَعشَرَ قُرَيشٍ نَغلِبُ النِّساءَ، فلمَّا قَدِمْنا على الأنصارِ إذا هم قومٌ تَغلِبُهم نساؤُهم، فطَفِقَ نساؤُنا يأخُذْنَ مِن أدبِ نساءِ الأنصارِ، فصِحْتُ على امرأتي، فراجَعتْني، فأنكَرْتُ أن تُراجِعَني، فقالت: ولِمَ تُنكِرُ أن أُراجِعَك؟! فواللهِ، إنَّ أزواجَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم لَيُراجِعْنُه، وإنَّ إحداهنَّ لَتهجُرُه اليومَ حتى اللَّيلِ، فأفزَعَني، فقلتُ: خابَتْ مَن فعَلَ منهنَّ بعظيمٍ، ثم جمَعْتُ عليَّ ثيابي، فدخَلْتُ على حَفْصةَ، فقلتُ: أيْ حَفْصةُ، أتُغاضِبُ إحداكنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم اليومَ حتى اللَّيلِ؟ فقالت: نَعم، فقلت: خابَتْ وخَسِرتْ! أفتأمَنُ أن يَغضَبَ اللهُ لغضَبِ رسولِه صلى الله عليه وسلم فتَهلِكِينَ؟! لا تَستكثري على رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ولا تُراجِعيه في شيءٍ، ولا تهجُريه، واسأليني ما بدا لكِ، ولا يغُرَّنَّكِ أن كانت جارتُك هي أوضأَ منك، وأحَبَّ إلى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم - يريدُ عائشةَ -.

وكنَّا تحدَّثْنا أنَّ غسَّانَ تُنعِلُ النِّعالَ لغَزْوِنا، فنزَلَ صاحبي يومَ نَوْبتِه، فرجَعَ عِشاءً، فضرَبَ بابي ضربًا شديدًا، وقال: أنائمٌ هو؟! ففَزِعْتُ، فخرَجْتُ إليه، وقال: حدَثَ أمرٌ عظيمٌ، قلتُ: ما هو؟ أجاءت غسَّانُ؟ قال: لا، بل أعظَمُ منه وأطوَلُ، طلَّقَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم نساءَه، قال: قد خابَتْ حَفْصةُ وخَسِرتْ، كنتُ أظُنُّ أنَّ هذا يُوشِكُ أن يكونَ، فجمَعْتُ عليَّ ثيابي، فصلَّيْتُ صلاةَ الفجرِ مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فدخَلَ مَشرُبةً له، فاعتزَلَ فيها، فدخَلْتُ على حَفْصةَ فإذا هي تَبكِي، قلتُ: ما يُبكِيكِ؟ أوَلَمْ أكُنْ حذَّرْتُكِ؟! أطلَّقَكنَّ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟! قالت: لا أدري! هو ذا في المَشرُبةِ، فخرَجْتُ، فجِئْتُ المِنبَرَ، فإذا حَوْلَه رَهْطٌ يَبكِي بعضُهم، فجلَسْتُ معهم قليلًا، ثم غلَبَني ما أجدُ، فجِئْتُ المَشرُبةَ التي هو فيها، فقلتُ لغلامٍ له أسوَدَ: استأذِنْ لِعُمَرَ، فدخَلَ، فكلَّمَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، ثم خرَجَ، فقال: ذكَرْتُك له فصمَتَ، فانصرَفْتُ حتى جلَسْتُ مع الرَّهْطِ الذين عند المِنبَرِ، ثمَّ غلَبَني ما أجدُ، فجِئْتُ، فذكَرَ مِثْلَه، فجلَسْتُ مع الرَّهْطِ الذين عند المِنبَرِ، ثمَّ غلَبَني ما أجدُ، فجِئْتُ الغلامَ، فقلتُ: استأذِنْ لِعُمَرَ، فذكَرَ مِثْلَه، فلمَّا ولَّيْتُ منصرِفًا، فإذا الغلامُ يَدْعوني، قال: أَذِنَ لك رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فدخَلْتُ عليه، فإذا هو مضطجِعٌ على رمالِ حصيرٍ ليس بَيْنه وبَيْنه فِراشٌ قد أثَّرَ الرِّمالُ بجَنْبِه، متَّكِئٌ على وسادةٍ مِن أَدَمٍ حَشْوُها لِيفٌ، فسلَّمْتُ عليه، ثم قلتُ وأنا قائمٌ: طلَّقْتَ نساءَك؟ فرفَعَ بصَرَه إليَّ، فقال: «لا»، ثم قلتُ وأنا قائمٌ أستأنِسُ: يا رسولَ اللهِ، لو رأَيْتَني وكنَّا مَعشَرَ قُرَيشٍ نَغلِبُ النِّساءَ، فلمَّا قَدِمْنا على قومٍ تَغلِبُهم نساؤُهم، فذكَرَه، فتبسَّمَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم، ثم قلتُ: لو رأَيْتَني، ودخَلْتُ على حَفْصةَ، فقلتُ: لا يغُرَّنَّكِ أنْ كانت جارتُكِ هي أوضأَ منكِ وأحَبَّ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم - يريدُ عائشةَ -، فتبسَّمَ أخرى، فجلَسْتُ حينَ رأَيْتُه تبسَّمَ، ثم رفَعْتُ بصَري في بيتِه، فواللهِ ما رأَيْتُ فيه شيئًا يرُدُّ البصَرَ غيرَ أَهَبَةٍ ثلاثةٍ، فقلتُ: ادعُ اللهَ فَلْيُوسِّعْ على أُمَّتِك؛ فإنَّ فارسَ والرُّومَ وُسِّعَ عليهم، وأُعطُوا الدُّنيا وهم لا يعبُدون اللهَ، وكان متَّكِئًا، فقال: «أوَفِي شكٍّ أنتَ يا بنَ الخطَّابِ؟! أولئك قومٌ عُجِّلتْ لهم طيِّباتُهم في الحياةِ الدنيا»، فقلتُ: يا رسولَ اللهِ، استغفِرْ لي، فاعتزَلَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم مِن أجلِ ذلك الحديثِ حينَ أفشَتْهُ حَفْصةُ إلى عائشةَ، وكان قد قال: «ما أنا بداخلٍ عليهنَّ شهرًا»؛ مِن شِدَّةِ مَوْجِدتِه عليهنَّ حينَ عاتَبَه اللهُ، فلمَّا مضَتْ تِسْعٌ وعشرون، دخَلَ على عائشةَ، فبدَأَ بها، فقالت له عائشةُ: إنَّك أقسَمْتَ ألَّا تدخُلَ علينا شهرًا، وإنَّا أصبَحْنا لِتِسْعٍ وعِشْرينَ ليلةً أعُدُّها عدًّا؟! فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «الشَّهْرُ تِسْعٌ وعِشْرون»، وكان ذلك الشَّهْرُ تِسْعًا وعِشْرينَ، قالت عائشةُ: فأُنزِلتْ آيةُ التَّخييرِ، فبدَأَ بي أوَّلَ امرأةٍ، فقال: «إنِّي ذاكرٌ لكِ أمرًا، ولا عليكِ ألَّا تَعجَلي حتى تَستأمري أبوَيكِ»، قالت: قد أعلَمُ أنَّ أبوَيَّ لم يكُونا يأمُرانِي بفِراقك، ثم قال: «إنَّ اللهَ قال: {يَٰٓأَيُّهَا اْلنَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَٰجِكَ} [الأحزاب: 28] إلى قولِه: {عَظِيمٗا} [الأحزاب: 29]»، قلتُ: أفي هذا أستأمِرُ أبوَيَّ؟! فإنِّي أريدُ اللهَ ورسولَه والدارَ الآخرةَ، ثم خيَّرَ نساءَه، فقُلْنَ مِثْلَ ما قالت عائشةُ». أخرجه البخاري (٢٤٦٨).

* قوله تعالى: {إِنَّ اْلْمُسْلِمِينَ وَاْلْمُسْلِمَٰتِ وَاْلْمُؤْمِنِينَ وَاْلْمُؤْمِنَٰتِ وَاْلْقَٰنِتِينَ وَاْلْقَٰنِتَٰتِ وَاْلصَّٰدِقِينَ وَاْلصَّٰدِقَٰتِ وَاْلصَّٰبِرِينَ وَاْلصَّٰبِرَٰتِ وَاْلْخَٰشِعِينَ وَاْلْخَٰشِعَٰتِ وَاْلْمُتَصَدِّقِينَ وَاْلْمُتَصَدِّقَٰتِ وَاْلصَّٰٓئِمِينَ وَاْلصَّٰٓئِمَٰتِ وَاْلْحَٰفِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَاْلْحَٰفِظَٰتِ وَاْلذَّٰكِرِينَ اْللَّهَ كَثِيرٗا وَاْلذَّٰكِرَٰتِ أَعَدَّ اْللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةٗ وَأَجْرًا عَظِيمٗا} [الأحزاب: 35]:

عن أُمِّ عطيَّةَ نُسَيبةَ بنتِ كعبٍ رضي الله عنها: أنَّها أتت النبيَّ ﷺ، فقالت: «ما أرى كلَّ شيءٍ إلا للرِّجالِ، وما أرى النِّساءَ يُذكَرْنَ بشيءٍ»؛ فنزَلتْ هذه الآيةُ: {إِنَّ اْلْمُسْلِمِينَ وَاْلْمُسْلِمَٰتِ وَاْلْمُؤْمِنِينَ وَاْلْمُؤْمِنَٰتِ} [الأحزاب: 35] الآيةَ. أخرجه الترمذي (٣٢١١).

* قوله تعالى: {وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اْللَّهُ مُبْدِيهِ} [الأحزاب: 37]:

عن أنسِ بن مالكٍ رضي الله عنه، قال: «جاء زيدُ بنُ حارثةَ يشكو زَيْنَبَ إلى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «أمسِكْ عليك أهلَك»؛ فنزَلتْ: {وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اْللَّهُ مُبْدِيهِ} [الأحزاب: 37]». أخرجه ابن حبان (٧٠٤٥).

* قوله تعالى: {فَلَمَّا قَضَىٰ زَيْدٞ مِّنْهَا وَطَرٗا زَوَّجْنَٰكَهَا} [الأحزاب: 37]:

عن أنسِ بن مالكٍ رضي الله عنه، قال: «لمَّا نزَلتْ هذه الآيةُ في زَيْنَبَ بنتِ جحشٍ {فَلَمَّا قَضَىٰ زَيْدٞ مِّنْهَا وَطَرٗا زَوَّجْنَٰكَهَا} [الأحزاب: 37]، قال: فكانت تَفخَرُ على أزواجِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم؛ تقولُ: زوَّجَكنَّ أهلُكنَّ، وزوَّجَني اللهُ مِن فوقِ سَبْعِ سمواتٍ». أخرجه الترمذي (3213).

* قوله تعالى: {تُرْجِي مَن تَشَآءُ مِنْهُنَّ وَتُـْٔوِيٓ إِلَيْكَ مَن تَشَآءُۖ وَمَنِ اْبْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكَۚ} [الأحزاب: 51]:

عن عائشةَ أمِّ المؤمنين رضي الله عنها، قالت: «كنتُ أغارُ على اللاتي وهَبْنَ أنفُسَهنَّ لرسولِ اللهِ ﷺ، وأقولُ: تَهَبُ المرأةُ نفسَها؟ فلمَّا أنزَلَ اللهُ: {تُرْجِي مَن تَشَآءُ مِنْهُنَّ وَتُـْٔوِيٓ إِلَيْكَ مَن تَشَآءُۖ وَمَنِ اْبْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكَۚ} [الأحزاب: 51]، قالت: قلتُ: واللهِ، ما أرى رَبَّك إلا يُسارِعُ في هواك». أخرجه البخاري (٤٧٨٨).

* قوله تعالى: {يَٰٓأَيُّهَا اْلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَدْخُلُواْ بُيُوتَ اْلنَّبِيِّ إِلَّآ أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَىٰ طَعَامٍ غَيْرَ نَٰظِرِينَ إِنَىٰهُ وَلَٰكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَاْدْخُلُواْ فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَاْنتَشِرُواْ وَلَا مُسْتَـْٔنِسِينَ لِحَدِيثٍۚ إِنَّ ذَٰلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي اْلنَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِۦ مِنكُمْۖ وَاْللَّهُ لَا يَسْتَحْيِۦ مِنَ اْلْحَقِّۚ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَٰعٗا فَسْـَٔلُوهُنَّ مِن وَرَآءِ حِجَابٖۚ ذَٰلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّۚ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُواْ رَسُولَ اْللَّهِ وَلَآ أَن تَنكِحُوٓاْ أَزْوَٰجَهُۥ مِنۢ بَعْدِهِۦٓ أَبَدًاۚ إِنَّ ذَٰلِكُمْ كَانَ عِندَ اْللَّهِ عَظِيمًا} [الأحزاب: 53]:

عن أنسِ بن مالكٍ رضي الله عنه، قال: «لمَّا تزوَّجَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم زَيْنَبَ بنتَ جَحْشٍ، دعَا القومَ، فطَعِموا ثمَّ جلَسوا يَتحدَّثون، وإذا هو كأنَّه يَتهيَّأُ للقيامِ، فلَمْ يقُوموا، فلمَّا رأى ذلك قامَ، فلمَّا قامَ قامَ مَن قامَ، وقعَدَ ثلاثةُ نفَرٍ، فجاءَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم لِيدخُلَ فإذا القومُ جلوسٌ، ثمَّ إنَّهم قاموا، فانطلَقْتُ فجِئْتُ فأخبَرْتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم أنَّهم قد انطلَقوا، فجاءَ حتى دخَلَ، فذهَبْتُ أدخُلُ، فألقى الحِجابَ بَيْني وبَيْنه؛ فأنزَلَ اللهُ: {يَٰٓأَيُّهَا اْلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَدْخُلُواْ بُيُوتَ اْلنَّبِيِّ} [الأحزاب: 53] الآيةَ». أخرجه البخاري (٤٧٩١).

* سورةُ (الأحزاب):

سُمِّيت سورةُ (الأحزاب) بذلك؛ لأنَّ فيها ذِكْرَ أحزابِ المشركين مِن قُرَيشٍ وغطَفانَ وبعضِ العرب، الذين تَحزَّبوا واجتمعوا لغَزْوِ المسلمين بالمدينة، فردَّ اللهُ كيدهم في غزوة (الأحزاب) المعروفة.

اشتمَلتْ سورةُ (الأحزاب) على الموضوعات الآتية:

1. أمرُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم بتقوى الله، والتوكل عليه (١-٣).

2. تصحيح مفاهيمَ اجتماعية خاطئة (٤-٥).

3. وَلاية النبيِّ صلى الله عليه وسلم العامة، وأخذُ اللهِ الميثاقَ من النبيِّين عليهم السلام (٦-٨).

4. قصة غزوة (الأحزاب) (٩-٢٠).

5. الرسول صلى الله عليه وسلم هو الأُسوة الحسنة، وأصحابه نجومٌ يُهتدى بها (٢١-٢٤).

6. نتيجة المعركة، وغدر اليهود (٢٥-٢٧).

7. النبي مُحمَّد صلى الله عليه وسلم (٢٨-٥٩) .

8. مع زوجاته رضوان الله عليهم (٢٨-٣٤) .

9. المساواة بين الرجال والنساء في التكليف والجزاء (٣٥).

10. قصته صلى الله عليه وسلم مع زينبَ رضي الله عنها (٣٦-٣٩).

11. خاتمُ النبيِّين وبعض صفاته (٤٠-٤٨) .

12. خصائصه في أحكام الزواج (٤٩-٥٢).

13. آداب دخول بيته، والأمر بالحِجاب (٥٣-٥٥).

14. مكانتُه، وحرمة إيذائه (٥٦- ٥٨).

15. حِجاب زوجاته والمرأة المسلمة (٥٩).

16. جزاء المنافقين والكفار (٦٠-٦٨).

17. توجيهاتٌ وعِظات للمؤمنين (٦٩-٧١).

18. عظمة تكليف الإنسان، وحملُه الأمانة (٧٢-٧٣).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (6 /68).

حثَّتْ سورةُ (الأحزاب) على حُسْنِ الظنِّ بالله، والتوكُّلِ عليه؛ فالله هو صاحبُ الحِكْمة والقوَّة والقُدْرة، وهو المتصرِّفُ في الكون، يَعلَم ما يصلحُ للخلائق، ويُدبِّر لهم أحسَنَ تدبير؛ فيُعلِي شأنَ من يشاء، ويَخفِض شأنَ من يشاء.

وتسميتُها بـ(الأحزاب) أوضحُ دليلٍ على ذلك؛ بتأمُّل القصة التي أشارت إليها، ودلَّتْ عليها.

ينظر: "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" للبقاعي (2 /370).