تفسير سورة يونس

جهود القرافي في التفسير

تفسير سورة سورة يونس من كتاب جهود القرافي في التفسير
لمؤلفه القرافي . المتوفي سنة 684 هـ

٦٩٥- تنبيه على وجوه تحصيل المصالح من الكواكب، ومن أهم المصالح : إقامة الصلاة على الوجه المشروع، ولأن القاعدة : أن كل ما أفضى إلى المطلوب، فهو المطلوب، وهذه الأمور مفضية إلى إقامة الصلوات المطلوبة، فتكون مطلوبة. ( الذخيرة : ٢/١٢٤ )
٦٩٦- " الذين " بالياء في جميع الأحوال : بالرفع والنصب والخفض، وهي اللغة المشهورة، قال الله تعالى :﴿ الذين يرجون لقاءنا ﴾ فأثبت الياء مع الرفع.
" اللذون " في الرفع. و " الذين " في النصب والخفض كجموع السلامة لأن الذين " لا يرجون لقاءنا " معناه : غير الراجين. ( العقد المنظم : ١/٤٧٢ )
٦٩٧- قال صاحب الكشاف : " هو تأكيد لقوله تعالى :﴿ لا يعلمها إلا هو ﴾١ لأن معناهما واحد " ٢.
وقال بعض من وافق صاحب الكشاف : لما أطال العهد بالكلام الأول بالمعطوفات حسن إعادة الحصر الأول تذكرا لما تقدم، وغيرت العبارة لتخف على السامع.
قلت : على رأي الزمخشري عبر بالكتاب المبين عن علم الله تعالى، وإنما وقع الاختلاف في العبارة، وفي التعبير عن علم الله تعالى بلفظ الكتاب بعد.
وعلى تقدير عدم استبعاده يكون المعنى : " إلا في علم مبين " وكون فيه العلوم لا يبعد ذلك لقوله تعالى :﴿ أحاط بكل شيء علما ﴾٣. فجعله محيطا بالمعلومات فتكون في العلم.
ووصفه بالبيان صحيح، لأن العلم كاشف، والكاشف مبين، فهذا تقدير طريق الكشاف.
وعلى هذا لا يفسد المعنى إلا إذا فسرنا الكتاب المبين باللوح المحفوظ، أو بالكتاب الذي سماه الله تعالى :﴿ أم الكتاب ﴾ في قوله تعالى :﴿ يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب ﴾٤.
قال جماعة : هو غير اللوح المحفوظ، وهما كتابان، ويمكن أن يقال : أن المراد بالكتاب المبين غير العلم الذي هو أم الكتاب مثلا، وليس المراد به التأكيد، ولا يفسد المعنى، وتكون هذه حالة أخرى وقع في حالة من الحالات إلا في حالة كونها معلومة، وفي حال كون ذكرها في كتاب مبين، كقولك : " لا تكرم زيدا إلا قائما أو مجاهدا " أي : ينحصر إكرامك له في هاتين الحالتين، وكذلك هذه الحقائق لا توجد في هاتين الحالتين ويكون المعنى مستقيما من غير فساد، ولا يحتاج للتأكيد ولا التعبير عن علم الله تعالى بالكتاب. ( الاستغناء : ٥٤٢- ٥٤٣ )
١ - سورة الأنعام: ٦١..
٢ - ** : لم يرد هذا التفسير في الكشاف. ن: ٢/٢٤٣..
٣ - سورة الطلاق: ١٢..
٤ - سورة الرعد: ٣٨..
سورة يونس
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورةُ (يونُسَ) من السُّوَر المكية، وقد بُدِئت بالتنويه بالقرآن وعظَمتِه، وأصَّلتْ لكثير من مسائلِ التوحيد والاعتقاد، ودعَتْ إلى الالتجاء إلى الله وحده، وجاءت على ذِكْرِ حالِ الدنيا، وتعامُلِ الناس معها، وفيها ذِكْرُ قِصص بعض الأنبياء عليهم السلام في دعوةِ أقوامهم، وما عانَوْهُ ولاقَوْهُ من المصاعب؛ لتُثبِّتَ المسلمين، وعلى رأسهم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، في طريق الدعوة إلى الله عز وجل؛ فإنَّ اللهَ ناصرٌ دِينَه، ومُعْلٍ كتابَه لا محالةَ.

ترتيبها المصحفي
10
نوعها
مكية
ألفاظها
1889
ترتيب نزولها
51
العد المدني الأول
109
العد المدني الأخير
109
العد البصري
109
العد الكوفي
109
العد الشامي
110

سُمِّيتْ سورة (يونُسَ) بذلك؛ لأنها جاءت على ذِكْرِ قوم (يونُسَ) عليه السلام.


احتوَتْ سورة (يونُسَ) على عدة موضوعات؛ وهي:

1. إنكار موقف المشركين من الوحي (١-٢).

2. تفرُّد الله بالخَلق والقدرة، وإثبات البعث والجزاء (٣-٦).

3. جزاء المؤمنين والكفار (٧-١٠).

4. حِلْمُ الله مع المستعجِلين للعذاب، وسُنَّته بإهلاك الظالمين (١١-١٤).

5. مطالبة المشركين بتبديل القرآن (١٥-١٨).

6. اختلاف الناس وحرصُهم على الحياة الفانية (١٩-٢٤).

7. الترغيب في الجزاء الإلهي (٢٥- ٣٠).

8. إثبات التوحيد والبعث بدليل الفطرة (٣١-٣٦).

9. نفيُ التهمة عن القرآن، وانقسام المشركين حوله (٣٧-٤٤).

10. سرعة زوال الدنيا، وعذاب المشركين في الدارين (٤٥-٥٦).

11. خصائص القرآن، وخَصوصية الله بالتشريع (٥٧-٦١).

12. قواعد الجزاء (٦٢-٧٠).

13. نصرُ الله لأوليائه من الأنبياء وأتباعه (٧٠-١٠٠).

14. قصة (نوح) مع قومه (٧٠-٧٤).

15. قصة (موسى) (٧٥-٩٣).

16. صدقُ القرآن وقصة (يونس) (٩٤-١٠٠).

17. الدعوة إلى الدِّين الحق، واتباع الإسلام (١٠١-١٠٩).

ينظر: "التفسير الموضوعي للقرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (3 /303).

بدأت السُّورةُ بالإشارة إلى مقصدِها العظيم؛ وهو إثبات رسالة محمد صلى الله عليه وسلم؛ بدَلالة عَجْزِ المشركين عن معارضة القرآن، دلالة نبَّه عليها بأسلوب تعريضيٍّ دقيق، بُنِيَ على الكناية بتهجية (الحروف المقطَّعة) في أول السورة، ووصفِ الكتاب بأنه من عند الله؛ لِما اشتمل عليه من الحكمة، وأنه ليس إلا من عنده سبحانه؛ لأنَّ غيرَه لا يَقدِر على شيء منه؛ وذلك دالٌّ - بلا ريب - على أنه واحد في مُلْكِه، لا شريكَ له في شيءٍ من أمره.

ينظر: "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" للبقاعي (2 /164)، "التحرير والتنوير" لابن عاشور (11 /87).