١ -، ٢ - ق: حرف من حروف الهجاء افتتحت السورة به على طريقة القرآن الكريم فى افتتاح بعض السور ببعض هذه الحروف للتحدى وتنبيه الأذهان، أُقسم بالقرآن ذى الكرامة والمجد والشرف: إنا أرسلناك - يا محمد - لتنذر الناس به، فلم يؤمن أهل مكة، بل عجبوا أن جاءهم رسول من جنسهم يُنذرهم بالبعث، فقال الكافرون: هذا شئ منكر عجيب.
١٢ -، ١٣، ١٤ - كذبت بالرسل قبل هؤلاء أمم كثيرة: قوم نوح، والقوم المعروفون بأصحاب الرس، وثمود، وعاد، وفرعون، وقوم لوط، والقوم المعروفون بأصحاب الأيكة، وقوم تُبَّع، كل من هؤلاء كذب رسوله فحق عليهم ما وعدتهم به من الهلاك.
٢٢ - ثم يقال - تقريعاً - للمكذب: لقد كنت فى الدنيا فى غفلة تامة من هذا الذى تقاسيه، فأزلنا عنك الحجاب الذى يُغطى عنك أمور الآخرة. فبصرك اليوم نافذ قوى.
٢٤ -، ٢٥ - يقال للملكين: ألقيا فى جهنم كل مبالغ فى الكفر، مبالغ فى العناد، وترك الانقياد للحق، مبالغ فى المنع لكل خير، ظالم متجاوز للحق، شاك فى الله تعالى وفيما أنزله.
٣٦ - وكثيراً أهلكنا من قبل هؤلاء المكذبين من أهل القرون الماضية، هم أشد من هؤلاء قوة وتسلّطاً، فطوَّفوا فى البلاد وأمعنوا فى البحث والطلب، هل كان لهم مهرب من الهلاك؟.
٣٩ -، ٤٠ - إذا تبين ذلك، فاصبر - أيها الرسول - على ما يقول هؤلاء المكذبون من الزور والبهتان فى شأن رسالتك، ونزه خالقك ومربيك عن كل نقص، حامداً له وقت الفجر، ووقت العصر، لعظم العبادة فيهما، ونزهه فى بعض الليل وأعقاب الصلاة.
٤١ -، ٤٢ - واستمع لما أُخبرك به من حديث القيامة لعظم شأنه، يوم يُنادى الملك المنادى من مكان قريب ممن يُناديهم، يوم يسمعون النفخة الثانية بالحق الذى هو البعث. ذلك اليوم هو يوم الخروج من القبور.
٤٥ - نحن أعلم بكل ما يقولون من الأكاذيب فى شأن رسالتك، وما أنت عليهم بمسلط تجبرهم على ما تريد، وإنما أنت منذر، فذكر بالقرآن المؤمن الذى يخاف عقابى، فتنفعه الذكرى.
سورةُ (ق) من السُّوَر المكية، نزلت بعد سورة (المُرسَلات)، وقد افتُتحت بالتنويه بهذا الكتابِ، وتذكيرِ الكفار بأصل خِلْقتهم، وقدرة الله عز وجل على الإحياء من عدمٍ؛ وذلك دليلٌ صريح على قُدْرته على بعثِهم وحسابهم بعد أن أوجَدهم، وفي ذلك دعوةٌ لهم إلى الإيمان بعد أن بيَّن اللهُ لهم مصيرَ من آمن ومصيرَ من كفر، وقد كان صلى الله عليه وسلم يقرؤها في صلاةِ الفجر.
ترتيبها المصحفي
50
نوعها
مكية
ألفاظها
373
ترتيب نزولها
34
العد المدني الأول
45
العد المدني الأخير
45
العد البصري
45
العد الكوفي
45
العد الشامي
45
* سورةُ (ق):
سُمِّيت سورةُ (ق) بهذا الاسمِ؛ لافتتاحها بهذا الحرفِ.
* كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يقرأُ سورة (ق) في صلاةِ الفجر:
عن جابرِ بن سَمُرةَ رضي الله عنه، قال: «إنَّ النبيَّ ﷺ كان يَقرأُ في الفجرِ بـ {قٓۚ وَاْلْقُرْءَانِ اْلْمَجِيدِ}، وكان صلاتُه بعدُ تخفيفًا». أخرجه مسلم (٤٥٨).
* وكذلك كان صلى الله عليه وسلم يقرأ سورة (ق) في عيدَيِ الفطرِ والأضحى:
عن عُبَيدِ اللهِ بن عبدِ اللهِ: «أنَّ عُمَرَ بنَ الخطَّابِ سألَ أبا واقدٍ اللَّيْثيَّ: ما كان رسولُ اللهِ ﷺ يَقرأُ في الفِطْرِ والأضحى؟ قال: كان النبيُّ ﷺ يَقرأُ بـ {قٓۚ وَاْلْقُرْءَانِ اْلْمَجِيدِ}، و{اْقْتَرَبَتِ اْلسَّاعَةُ وَاْنشَقَّ اْلْقَمَرُ}». أخرجه ابن حبان (٢٨٢٠).
1. إنكار المشركين للبعث (١-٥).
2. التأمُّل في الآيات (٦-١٥).
3. التأمل في الأنفس خَلْقًا ومآلًا (١٦-٣٨).
4. توجيهات للرسول، وتهديد للمشركين (٣٩-٤٥).
ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (7 /402).
مقصودُ السورة الدَّلالة على قدرة الله عز وجل أن يَبعَثَ الناسَ بعد موتهم، وأكبَرُ دليلٍ على ذلك خَلْقُهم من عدمٍ، وهو أصعب من بعثِهم من موجود، وفي ذلك يقول البِقاعيُّ رحمه الله: «مقصودها: الدلالةُ على إحاطة القدرة، التي هي نتيجة ما خُتمت به الحُجُرات من إحاطةِ العلم؛ لبيانِ أنه لا بد من البعث ليوم الوعيد؛ لتنكشفَ هذه الإحاطةُ بما يحصل من الفصل بين العباد بالعدل؛ لأن ذلك سِرُّ المُلك، الذي هو سرُّ الوجود.
والذي تكفَّلَ بالدلالة على هذا كلِّه: ما شُوهِد من إحاطة مجدِ القرآن بإعجازه في بلوغه - في كلٍّ من جمعِ المعاني وعلوِّ التراكيب، وجلالة المفرَدات وجزالةِ المقاصد، وتلاؤم الحروف وتناسُبِ النظم، ورشاقة الجمع وحلاوة التفصيل - إلى حدٍّ لا تُطيقه القُوَى من إحاطةِ أوصاف الرسل، الذي اختاره سبحانه لإبلاغِ هذا الكتاب، في الخَلْقِ والخُلُق، وما شُوهِد من إحاطة القدرة بما هدى إليه القرآنُ من آيات الإيجاد والإعدام». "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور " للبقاعي (3 /15).