تفسير سورة ق

المصحف المفسّر

تفسير سورة سورة ق من كتاب المصحف المفسّر
لمؤلفه فريد وجدي . المتوفي سنة 1373 هـ
سورة ق مكية وآياتها خمس وأربعون

تفسير الألفاظ :
﴿ ق ﴾ الأحرف التي تبدأ بها بعض السور، قيل إنها أسرار مرموزة، وقيل إنها أسماء لله، وقيل إنها أقسام له تعالى، وقيل إنها إشارة لابتداء كلام وقيل إنها أسماء لتلك السور.
تفسير المعاني :
ق، وحق القرآن المجيد، ذي المجد والشرف على سائر الكتب.
تفسير المعاني :
بل عجبوا أن جاءهم منذر منهم فقال الكافرون : هذا شيء عجيب.
تفسير الألفاظ :
﴿ أإذا متنا وكنا ترابا ذلك رجع بعيد ﴾ الجواب محذوف هنا، وتقديره أإذا متنا وكنا ترابا، أنرجع إلى الحياة ؟ ذلك رجع بعيد أي رجوع بعيد.
تفسير المعاني :
أإذا متنا واستحالت أجسادنا إلى تراب، أإنا راجعون إلى الحياة ؟ ذلك رجوع بعيد.
تفسير الألفاظ :
﴿ كتاب حفيظ ﴾ أي حافظ لتفاصيل الأشياء كلها.
تفسير المعاني :
قد علمنا ما تنقصه الأرض من أجسادهم بالتحليل، وعندنا كتاب يحصي تفصيل كل شيء.
تفسير الألفاظ :
﴿ مريج ﴾ أي مضطرب، من مرج الخاتم في أصبعه يمرج أي قلق.
تفسير المعاني :
بل كذبوا بالنبي لما جاءهم فهم في أمر مضطرب، فتارة يقولون : إنه ساحر، وتارة يقولون : إنه شاعر، وتارة إنه كاهن.
تفسير الألفاظ :
﴿ فروج ﴾ أي فتوق جمع فرجة وهي الخلل.
تفسير المعاني :
أفلم ينظروا – حين كفروا بالبعث – إلى السماء والأرض وما فيهما من العجائب، وإلى صنوف النباتات ؟ خلقنا كل ذلك رزقا للعباد وأحيينا بذلك الماء بلدة ميتا كذلك الخروج. أي كما أحييناها بعد موتها نحييكم بعد موتكم.
تفسير الألفاظ :
﴿ رواسي ﴾ أي ثوابت جمع راس.
﴿ من كل زوج ﴾ أي من كل صنف. ﴿ بهيج ﴾ أي حسن.
تفسير الألفاظ :
﴿ منيب ﴾ أي راجع إلى ربه.
تفسير الألفاظ :
﴿ مباركا ﴾ كثير المنافع. ﴿ وحب الحصيد ﴾ أي حب الزرع الذي من شأنه أن يحصد كالقمح.
تفسير الألفاظ :
﴿ باسقات ﴾ أي طوالا أو حوامل، من أبسقت الشاة إذا حملت، أو من بسقت النخلة تبسق إذا طالت. ﴿ نضيد ﴾ أي منضود أي منظم بعضه فوق بعض.
تفسير الألفاظ :
﴿ وأصحاب الرس ﴾ الرسّ بئر كانت لبقية من ثمود رسوا نبيهم فيها، أي دسّوه فيها.
تفسير الألفاظ :
﴿ وإخوان لوط ﴾ سماهم إخوانه لأنهم كانوا أصهاره.
تفسير الألفاظ :
﴿ وأصحاب الأيكة ﴾ أي قوم شعيب. والأيكة واحدة الشجر الكثيف الملتف جمعها أيك. ﴿ وقوم تبّع ﴾ تبّع هو ملك اليمن. ﴿ فحق وعيد ﴾ أي فوجب وعيدي. يقال حق يحق أي ثبت ووجب. والوعيد التهديد، والفرق بينه وبين الوعد أن الوعد للخير والوعيد للشر.
تفسير الألفاظ :
﴿ أفعيينا ﴾ أي أفعجزنا. يقال عيى به يعيا أي عجز عنه. ﴿ في لبس ﴾ أي في خلط وشبهة. يقال لبس الأمر يلبسه لبسا أي خلطه. ولبس الثوب يلبسه لبسا وضعه على جسمه.
تفسير الألفاظ :
﴿ حبل الوريد ﴾ الحبل العرق. والوريد عرقان مكتنفان لصفحتي العنق، والوريد يضرب به المثل في القرب.
تفسير الألفاظ :
﴿ الملتقيان ﴾ الملكان الحفيظان. ﴿ عن اليمين وعن الشمال قعيد ﴾ أي عن اليمين قعيد وعن الشمال قعيد، أي مقاعد كجليس ومجالس. ويطلق القعيد للواحد والمتعدد.
تفسير الألفاظ :
﴿ عتيد ﴾ أي معد حاضر.
تفسير الألفاظ :
﴿ سكرة الموت ﴾ شدته الذاهبة بالعقل.
تفسير الألفاظ :
﴿ ونفخ في الصور ﴾ الصور البوق. قيل إسرافيل ينفخ يوم القيامة في بوق فيموت كل حي ثم ينفخ فيه أخرى فيحيون للبعث. ونظن نحن أن النفخ في البوق كناية عن مجيء موعدي الإماتة والإحياء.
تفسير الألفاظ :
﴿ سائق وشهيد ﴾ ملكان أحدهما يسوقه والآخر يشهد عليه. وقيل السائق كاتب السيئات والشهيد كاتب الحسنات.
تفسير الألفاظ :
﴿ حديد ﴾ أي حادّ نافذ.
تفسير الألفاظ :
﴿ وقال قرينه ﴾ أي الملك الموكّل به، وقيل الشيطان الذي يلازمه. ﴿ هذا ما لدي عتيد ﴾ أي حاضر مهيأ لجهنم.
تفسير الألفاظ :
﴿ ألقيا ﴾ خطاب للسائق والشهيد.
تفسير المعاني :
ارميا، أيها الملكان، في جهنم كل كفور عنيد.
تفسير الألفاظ :
﴿ مريب ﴾ أي شاك في الله وفي دينه.
تفسير المعاني :
مناع للخير متجاوز للحدود، شاك في الدين.
تفسير الألفاظ :
الذي جعل مع الله شريكا فارمياه في العذاب الشديد. فيقول المحكوم عليه : يا رب قد أطغاني قريني هذا.
تفسير الألفاظ :
﴿ قال قرينه ﴾ أي الشيطان الملازم له. ﴿ ما أطغيته ﴾ أي ما جعلته يطغى، أي يتجاوز الحد من الطغيان.
تفسير المعاني :
فيرد عليه قرينه قائلا : يا رب أنا ما أطغيته بل كان هو نفسه في ضلال بعيد فأعنته عليه.
تفسير المعاني :
فيقول الله : لا تتخاصموا لدي وقد أسلفت لكم التهديد.
تفسير المعاني :
ما يتبدل القول عندي وما أنا بظلام للعبيد.
تفسير الألفاظ :
﴿ وأزلفت الجنة ﴾ أي وقربت. يقال زلف يزلف أي قرب، وأزلفه قربه.
تفسير المعاني :
ثم ذكر الله تعالى ما أعده للكافرين من عذاب وللمتقين من نعيم.
تفسير الألفاظ :
﴿ أوّاب ﴾ أي رجاع إلى الله من آب يئوب أوبا أي رجع. ﴿ حفيظ ﴾ أي حافظ لحدوده.
تفسير الألفاظ :
﴿ منيب ﴾ أي تائب، يقال أناب إلى الله أي رجع إليه.
تفسير الألفاظ :
﴿ من قرن ﴾ أي من أهل قرن، والقرن في اللغة ثمانون سنة وفي الاصطلاح مائة سنة. ﴿ بطشا ﴾ البطش الأخذ بعنف. يقال بطش به يبطش أي أخذه بعنف. ﴿ فنقبوا في البلاد ﴾ أي فخرقوا في البلاد وتصرفوا فيها. وأصل التنقيب التنقير عن الشيء والبحث عنه. ﴿ محيص ﴾ أي محيد ومهرب. يقال حاص عنه يحيص أي حاد عنه.
تفسير المعاني :
ونصح للمجرمين أن يتذكروا كم أهلك الله قبلهم من أمم كانت أشد منهم بطشا جالوا البلاد طلبا للخلاص من الهلاك فلم يفلحوا.
تفسير الألفاظ :
﴿ وهو شهيد ﴾ أي حاضر. والمراد حاضر بذهنه ليفهم. ﴿ لغوب ﴾ أي تعب وإعياء. يقال لغب يلغب لغوبا أي تعب وأعيا.
تفسير المعاني :
إن في ذلك لموعظة لمن كان له قلب يعي الحق، أو أصغى لسماعه وهو حاضر بذهنه ليفهم معانيه.
تفسير المعاني :
ولقد خلقنا السماوات والأرض في ستة أيام، أي أدوار، وما لحقنا من تعب.
تفسير الألفاظ :
﴿ وسبح بحمد ربك ﴾ أي ونزهه عن النقص، حامدا إياه على نعمه. والتسبيح تنزيه الله.
تفسير المعاني :
فاصبر يا محمد على ما يقولون من إنكار البعث، ونزه ربك حامدا إياه في الفجر وقبل غروب الشمس.
تفسير الألفاظ :
﴿ وأدبار السجود ﴾ أي وأعقاب الصلاة، جمع دبر ودبر وهو الخلف
تفسير المعاني :
وسبحه بعض الليل وأعقاب الصلاة.
تفسير الألفاظ :
﴿ المناد ﴾ هو إسرافيل أو جبريل ينادي الموتى بالقيام للبعث. وهذا يدل على أن النفخ في الصور أي البوق كناية. ﴿ من مكان قريب ﴾ أي بحيث يصل نداؤه إلى الكل على السواء.
تفسير المعاني :
واستمع لما أخبرك به من أحوال القيامة، يوم ينادي إسرافيل أو جبرائيل الناس للبعث.
تفسير الألفاظ :
﴿ يوم الخروج ﴾ أي الخروج من القبور.
تفسير المعاني :
فيسمعون نداءه على السواء، ذلك يوم الخروج من القبور.
تفسير المعاني :
إنا نحن نحيي ونميت وإلينا الرجوع.
تفسير الألفاظ :
﴿ تشقق ﴾ أي تشقق. ﴿ سراعا ﴾ أي مسرعين جمع سريع أي مسرع. ﴿ ذلك حشر ﴾ أي ذلك جمع، وأصل الحشر جمع الناس وسوقهم للحرب. يقال حشرهم يحشرهم حشرا، أي حشدهم وجمعهم. ﴿ يسير ﴾ أي هيّن.
تفسير المعاني :
يوم تشقق الأرض عنهم فيخرجون من القبور مسرعين ذلك يوم جمعهم لمحاسبتهم على ما عملوا، وهذا أمر هين علينا لا يكلفنا إلا الأمر به.
تفسير الألفاظ :
﴿ وما أنت عليهم بجبار ﴾ أي ولست عليهم بمتسلط تجبرهم على الإيمان وإنما أنت داع فحسب. ﴿ من يخاف وعيد ﴾ أي من يخاف وعيدي أي تهديدي.
تفسير المعاني :
نحن أعلم بما يقولون من الكفر ولست عليهم بمتسلط فتجبرهم على الإيمان، إنما أنت داع فاكتف بأن تعظ بالقرآن من يخاف تهديدي.
سورة ق
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورةُ (ق) من السُّوَر المكية، نزلت بعد سورة (المُرسَلات)، وقد افتُتحت بالتنويه بهذا الكتابِ، وتذكيرِ الكفار بأصل خِلْقتهم، وقدرة الله عز وجل على الإحياء من عدمٍ؛ وذلك دليلٌ صريح على قُدْرته على بعثِهم وحسابهم بعد أن أوجَدهم، وفي ذلك دعوةٌ لهم إلى الإيمان بعد أن بيَّن اللهُ لهم مصيرَ من آمن ومصيرَ من كفر، وقد كان صلى الله عليه وسلم يقرؤها في صلاةِ الفجر.

ترتيبها المصحفي
50
نوعها
مكية
ألفاظها
373
ترتيب نزولها
34
العد المدني الأول
45
العد المدني الأخير
45
العد البصري
45
العد الكوفي
45
العد الشامي
45

* سورةُ (ق):

سُمِّيت سورةُ (ق) بهذا الاسمِ؛ لافتتاحها بهذا الحرفِ.

* كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يقرأُ سورة (ق) في صلاةِ الفجر:

عن جابرِ بن سَمُرةَ رضي الله عنه، قال: «إنَّ النبيَّ ﷺ كان يَقرأُ في الفجرِ بـ {قٓۚ وَاْلْقُرْءَانِ اْلْمَجِيدِ}، وكان صلاتُه بعدُ تخفيفًا». أخرجه مسلم (٤٥٨).

* وكذلك كان صلى الله عليه وسلم يقرأ سورة (ق) في عيدَيِ الفطرِ والأضحى:

عن عُبَيدِ اللهِ بن عبدِ اللهِ: «أنَّ عُمَرَ بنَ الخطَّابِ سألَ أبا واقدٍ اللَّيْثيَّ: ما كان رسولُ اللهِ ﷺ يَقرأُ في الفِطْرِ والأضحى؟ قال: كان النبيُّ ﷺ يَقرأُ بـ {قٓۚ وَاْلْقُرْءَانِ اْلْمَجِيدِ}، و{اْقْتَرَبَتِ اْلسَّاعَةُ وَاْنشَقَّ اْلْقَمَرُ}». أخرجه ابن حبان (٢٨٢٠).

1. إنكار المشركين للبعث (١-٥).

2. التأمُّل في الآيات (٦-١٥).

3. التأمل في الأنفس خَلْقًا ومآلًا (١٦-٣٨).

4. توجيهات للرسول، وتهديد للمشركين (٣٩-٤٥).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (7 /402).

مقصودُ السورة الدَّلالة على قدرة الله عز وجل أن يَبعَثَ الناسَ بعد موتهم، وأكبَرُ دليلٍ على ذلك خَلْقُهم من عدمٍ، وهو أصعب من بعثِهم من موجود، وفي ذلك يقول البِقاعيُّ رحمه الله: «مقصودها: الدلالةُ على إحاطة القدرة، التي هي نتيجة ما خُتمت به الحُجُرات من إحاطةِ العلم؛ لبيانِ أنه لا بد من البعث ليوم الوعيد؛ لتنكشفَ هذه الإحاطةُ بما يحصل من الفصل بين العباد بالعدل؛ لأن ذلك سِرُّ المُلك، الذي هو سرُّ الوجود.

والذي تكفَّلَ بالدلالة على هذا كلِّه: ما شُوهِد من إحاطة مجدِ القرآن بإعجازه في بلوغه - في كلٍّ من جمعِ المعاني وعلوِّ التراكيب، وجلالة المفرَدات وجزالةِ المقاصد، وتلاؤم الحروف وتناسُبِ النظم، ورشاقة الجمع وحلاوة التفصيل - إلى حدٍّ لا تُطيقه القُوَى من إحاطةِ أوصاف الرسل، الذي اختاره سبحانه لإبلاغِ هذا الكتاب، في الخَلْقِ والخُلُق، وما شُوهِد من إحاطة القدرة بما هدى إليه القرآنُ من آيات الإيجاد والإعدام». "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور " للبقاعي (3 /15).