تفسير سورة ق

الموسوعة القرآنية

تفسير سورة سورة ق من كتاب الموسوعة القرآنية المعروف بـالموسوعة القرآنية.
لمؤلفه إبراهيم الإبياري . المتوفي سنة 1414 هـ

٥٠ سورة ق

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

[سورة ق (٥٠) : الآيات ١ الى ٥]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ (١) بَلْ عَجِبُوا أَنْ جاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ فَقالَ الْكافِرُونَ هذا شَيْءٌ عَجِيبٌ (٢) أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً ذلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ (٣) قَدْ عَلِمْنا ما تَنْقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ وَعِنْدَنا كِتابٌ حَفِيظٌ (٤)
بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جاءَهُمْ فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ (٥)
١- ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ:
ق حرف من حروف الهجاء العربية الذي نزل بها القرآن الكريم وهم مع ذلك أعجز ما يكونون عن الإتيان بمثله.
وَالْقُرْآنِ مقسم به.
الْمَجِيدِ ذو المجد والشرف.
٢- بَلْ عَجِبُوا أَنْ جاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ فَقالَ الْكافِرُونَ هذا شَيْءٌ عَجِيبٌ:
مُنْذِرٌ مِنْهُمْ رسول منهم ينذرهم.
عَجِيبٌ منكر لا يقبله عقل.
٣- أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً ذلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ:
ذلِكَ البعث بعد الموت.
رَجْعٌ رجوع.
بَعِيدٌ الوقوع.
٤- قَدْ عَلِمْنا ما تَنْقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ وَعِنْدَنا كِتابٌ حَفِيظٌ:
ما تَنْقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ ما تأخذه الأرض من أجسادهم بعد الموت.
حَفِيظٌ دقيق الإحصاء والحفظ.
٥- بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جاءَهُمْ فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ:
فِي أَمْرٍ فى شأن.
مَرِيجٍ مضطرب بل لا يستقرون على حال.
[سورة ق (٥٠) : الآيات ٦ الى ٩]
أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّماءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْناها وَزَيَّنَّاها وَما لَها مِنْ فُرُوجٍ (٦) وَالْأَرْضَ مَدَدْناها وَأَلْقَيْنا فِيها رَواسِيَ وَأَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ (٧) تَبْصِرَةً وَذِكْرى لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ (٨) وَنَزَّلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً مُبارَكاً فَأَنْبَتْنا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ (٩)
٦- أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّماءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْناها وَزَيَّنَّاها وَما لَها مِنْ فُرُوجٍ:
وَزَيَّنَّاها بالكواكب.
مِنْ فُرُوجٍ من شقوق تعاب بها.
٧- وَالْأَرْضَ مَدَدْناها وَأَلْقَيْنا فِيها رَواسِيَ وَأَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ:
مَدَدْناها بسطناها.
وَأَلْقَيْنا وأرسينا.
رَواسِيَ جبالا ثابتة.
مِنْ كُلِّ زَوْجٍ من كل صنف.
بَهِيجٍ يبتهج به.
٨- تَبْصِرَةً وَذِكْرى لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ:
تَبْصِرَةً تبصيرا.
وَذِكْرى وتذكيرا.
مُنِيبٍ راجع إلى ربه يفكر فى دلائل قدرته.
٩- وَنَزَّلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً مُبارَكاً فَأَنْبَتْنا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ:
مُبارَكاً كثير البركات.
وَحَبَّ الْحَصِيدِ وأخرجنا به الزرع الذي يحصد.
[سورة ق (٥٠) : الآيات ١٠ الى ١١]
وَالنَّخْلَ باسِقاتٍ لَها طَلْعٌ نَضِيدٌ (١٠) رِزْقاً لِلْعِبادِ وَأَحْيَيْنا بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً كَذلِكَ الْخُرُوجُ (١١)
١٠- وَالنَّخْلَ باسِقاتٍ لَها طَلْعٌ نَضِيدٌ:
باسِقاتٍ ذاهبات إلى السماء طولا.
نَضِيدٌ متراكم بعضه فوق بعض.
١١- رِزْقاً لِلْعِبادِ وَأَحْيَيْنا بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً كَذلِكَ الْخُرُوجُ:
رِزْقاً لِلْعِبادِ أي أنبتناها رزقا للعباد.
بِهِ أي بالماء.
مَيْتاً جف نباتها.
كَذلِكَ الْخُرُوجُ خروج الموتى من القبور حين يبعثون.
[سورة ق (٥٠) : الآيات ١٢ الى ١٧]
كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ (١٢) وَعادٌ وَفِرْعَوْنُ وَإِخْوانُ لُوطٍ (١٣) وَأَصْحابُ الْأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ (١٤) أَفَعَيِينا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ (١٥) وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ وَنَعْلَمُ ما تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ (١٦)
إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ قَعِيدٌ (١٧)
١٢- كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ:
كَذَّبَتْ بالرسل.
قَبْلَهُمْ قبل هؤلاء.
١٣- وَعادٌ وَفِرْعَوْنُ وَإِخْوانُ لُوطٍ:
وَإِخْوانُ لُوطٍ وقوم لوط.
١٤- وَأَصْحابُ الْأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ:
فَحَقَّ عليهم.
وَعِيدِ ما وعدتهم به من الهلاك.
١٥- أَفَعَيِينا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ:
أَفَعَيِينا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ أفعجزنا عن الخلق الأول فلا نستطيع إعادتهم.
فِي لَبْسٍ فى ريب.
جَدِيدٍ بعد الموت.
١٦- وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ وَنَعْلَمُ ما تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ:
ما تُوَسْوِسُ بِهِ ما تحدثه به.
مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ من عرق الوريد الذي هو أقرب شىء منه.
١٧- إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ قَعِيدٌ:
الْمُتَلَقِّيانِ الملكان الحافظان.
عَنِ الْيَمِينِ أحدهما عن اليمين قعيد.
وَعَنِ الشِّمالِ والآخر عن الشمال قعيد.
يسجلان أعماله.
[سورة ق (٥٠) : الآيات ١٨ الى ٢٢]
ما يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (١٨) وَجاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذلِكَ ما كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ (١٩) وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ (٢٠) وَجاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَها سائِقٌ وَشَهِيدٌ (٢١) لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هذا فَكَشَفْنا عَنْكَ غِطاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ (٢٢)
١٨- ما يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ:
ما يَلْفِظُ ما يتكلم وينطق.
رَقِيبٌ ملك يرقب عليه ما يلفظ.
عَتِيدٌ حافظ مهيأ لكتابة قوله.
١٩- وَجاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذلِكَ ما كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ:
سَكْرَةُ الْمَوْتِ غشية الموت.
بِالْحَقِّ الذي لا مرية فيه.
تَحِيدُ تهرب.
٢٠- وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ:
وَنُفِخَ فِي الصُّورِ نفخة البعث.
ذلِكَ النفخ.
يَوْمُ الْوَعِيدِ يوم وقوع العذاب الذي توعدون به.
٢١- وَجاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَها سائِقٌ وَشَهِيدٌ:
كُلُّ نَفْسٍ برة أو فاجرة.
سائِقٌ يسوقها إلى المحشر.
وَشَهِيدٌ يشهد بعملها.
٢٢- لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هذا فَكَشَفْنا عَنْكَ غِطاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ:
مِنْ هذا الذي تقاسيه.
فَكَشَفْنا عَنْكَ غِطاءَكَ فأزلنا عنك الحجاب الذي يغطى عنك أمور الآخرة.
حَدِيدٌ نافذ قوى.
[سورة ق (٥٠) : الآيات ٢٣ الى ٢٨]
وَقالَ قَرِينُهُ هذا ما لَدَيَّ عَتِيدٌ (٢٣) أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ (٢٤) مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُرِيبٍ (٢٥) الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ فَأَلْقِياهُ فِي الْعَذابِ الشَّدِيدِ (٢٦) قالَ قَرِينُهُ رَبَّنا ما أَطْغَيْتُهُ وَلكِنْ كانَ فِي ضَلالٍ بَعِيدٍ (٢٧)
قالَ لا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ (٢٨)
٢٣- وَقالَ قَرِينُهُ هذا ما لَدَيَّ عَتِيدٌ:
قَرِينُهُ شيطانه الذي كان مقيضا له فى الدنيا.
هذا الكافر.
ما لَدَيَّ الذي عندى.
عَتِيدٌ مهيأ لجهنم بإضلالى.
٢٤- أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ:
أَلْقِيا الخطاب للملكين.
كَفَّارٍ مبالغ فى الكفر.
عَنِيدٍ مبالغ فى الفساد.
٢٥- مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُرِيبٍ مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مبالغ فى منع الخير.
مُعْتَدٍ مجاوز للحق.
مُرِيبٍ شاك فى الله تعالى وفيما أنزله.
٢٦- الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ فَأَلْقِياهُ فِي الْعَذابِ الشَّدِيدِ:
الشَّدِيدِ البالغ غاية الشدة.
٢٧- قالَ قَرِينُهُ رَبَّنا ما أَطْغَيْتُهُ وَلكِنْ كانَ فِي ضَلالٍ بَعِيدٍ:
ما أَطْغَيْتُهُ ما جعلته يطغى.
بَعِيدٍ عن الحق، فأعنته عليه بإغوائى.
٢٨- قالَ لا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ:
لَدَيَّ عندى فى موقف الحساب والجزاء.
بِالْوَعِيدِ وعيدا على الكفر برسالتى إليكم.

[سورة ق (٥٠) : الآيات ٢٩ الى ٣٥]

ما يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَما أَنَا بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ (٢٩) يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ (٣٠) وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ (٣١) هذا ما تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ (٣٢) مَنْ خَشِيَ الرَّحْمنَ بِالْغَيْبِ وَجاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ (٣٣)
ادْخُلُوها بِسَلامٍ ذلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ (٣٤) لَهُمْ ما يَشاؤُنَ فِيها وَلَدَيْنا مَزِيدٌ (٣٥)
٢٩- ما يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَما أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ:
ما يُبَدَّلُ ما يغير.
الْقَوْلُ لَدَيَّ القول الذي عندى ووعيدي بإدخال الكافرين النار.
٣٠- يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ:
هَلْ مِنْ مَزِيدٍ من زيادة أستزيد بها من هؤلاء الظالمين.
٣١- وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ:
وَأُزْلِفَتِ وأدنيت.
لِلْمُتَّقِينَ الذين اتقوا ربهم بامتثال أوامره واجتناب نواهيه.
٣٢- هذا ما تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ:
هذا الثواب.
ما تُوعَدُونَ الذي توعدون به.
لِكُلِّ أَوَّابٍ لكل رجاع.
حَفِيظٍ شديد الحفظ لشريعته.
٣٣- مَنْ خَشِيَ الرَّحْمنَ بِالْغَيْبِ وَجاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ:
بِالْغَيْبِ وهو غائب عنه لم يره.
وَجاءَ فى الآخرة.
بِقَلْبٍ مُنِيبٍ بقلب راجع إليه تعالى.
٣٤- ادْخُلُوها بِسَلامٍ ذلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ:
ادْخُلُوها أي الجنة.
بِسَلامٍ آمنين.
ذلِكَ اليوم الذي دخلتم فيه الجنة.
يَوْمُ الْخُلُودِ يوم البقاء.
٣٥- لَهُمْ ما يَشاؤُنَ فِيها وَلَدَيْنا مَزِيدٌ:
فِيها أي فى الجنة.
وَلَدَيْنا مَزِيدٌ وعندنا مزيد من النعيم.
[سورة ق (٥٠) : الآيات ٣٦ الى ٤١]
وَكَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَشَدُّ مِنْهُمْ بَطْشاً فَنَقَّبُوا فِي الْبِلادِ هَلْ مِنْ مَحِيصٍ (٣٦) إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْرى لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ (٣٧) وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَما مَسَّنا مِنْ لُغُوبٍ (٣٨) فَاصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ (٣٩) وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبارَ السُّجُودِ (٤٠)
وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنادِ الْمُنادِ مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ (٤١)
٣٦- وَكَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَشَدُّ مِنْهُمْ بَطْشاً فَنَقَّبُوا فِي الْبِلادِ هَلْ مِنْ مَحِيصٍ:
بَطْشاً قوة وتسلطا.
فَنَقَّبُوا فِي الْبِلادِ فطوفوا فى البلاد وأمعنوا فى البحث والطلب.
مِنْ مَحِيصٍ من مهرب من الهلاك.
٣٧- إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْرى لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ:
لَذِكْرى لعظة.
لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ يدرك الحقائق.
أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ أو أصغى إلى الهداية.
وَهُوَ شَهِيدٌ وهو حاضر بفطنته.
٣٨- وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَما مَسَّنا مِنْ لُغُوبٍ:
مِنْ لُغُوبٍ من إعياء.
٣٩- فَاصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ:
فَاصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ من زور وبهتان فى شأن رسالتك.
وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ ونزه خالقك عن كل نقص حامدا له.
٤٠- وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبارَ السُّجُودِ:
وَأَدْبارَ السُّجُودِ وأعقاب الصلاة.
٤١- وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنادِ الْمُنادِ مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ:
الْمُنادِ الملك المنادى.
[سورة ق (٥٠) : الآيات ٤٢ الى ٤٥]
يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ (٤٢) إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَإِلَيْنَا الْمَصِيرُ (٤٣) يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ سِراعاً ذلِكَ حَشْرٌ عَلَيْنا يَسِيرٌ (٤٤) نَحْنُ أَعْلَمُ بِما يَقُولُونَ وَما أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخافُ وَعِيدِ (٤٥)
٤٢- يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ:
الصَّيْحَةَ النفخة الثانية.
بِالْحَقِّ الذي هو البعث.
ذلِكَ اليوم.
يَوْمُ الْخُرُوجِ هو يوم الخروج من القبور.
٤٣- إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَإِلَيْنَا الْمَصِيرُ:
نُحْيِي وَنُمِيتُ نحيى الخلائق ونميتهم.
الْمَصِيرُ الرجوع فى الآخرة.
٤٤- يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ سِراعاً ذلِكَ حَشْرٌ عَلَيْنا يَسِيرٌ:
سِراعاً فيخرجون مسرعين إلى المحشر.
ذلِكَ الأمر العظيم.
يَسِيرٌ هين.
٤٥- نَحْنُ أَعْلَمُ بِما يَقُولُونَ وَما أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخافُ وَعِيدِ:
بِما يَقُولُونَ من الأكاذيب فى شأن رسالتك.
بِجَبَّارٍ بمسلط عليهم تجبرهم على ما تريد وإنما أنت منذر.
مَنْ يَخافُ وَعِيدِ من يخاف عقابى.
سورة ق
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورةُ (ق) من السُّوَر المكية، نزلت بعد سورة (المُرسَلات)، وقد افتُتحت بالتنويه بهذا الكتابِ، وتذكيرِ الكفار بأصل خِلْقتهم، وقدرة الله عز وجل على الإحياء من عدمٍ؛ وذلك دليلٌ صريح على قُدْرته على بعثِهم وحسابهم بعد أن أوجَدهم، وفي ذلك دعوةٌ لهم إلى الإيمان بعد أن بيَّن اللهُ لهم مصيرَ من آمن ومصيرَ من كفر، وقد كان صلى الله عليه وسلم يقرؤها في صلاةِ الفجر.

ترتيبها المصحفي
50
نوعها
مكية
ألفاظها
373
ترتيب نزولها
34
العد المدني الأول
45
العد المدني الأخير
45
العد البصري
45
العد الكوفي
45
العد الشامي
45

* سورةُ (ق):

سُمِّيت سورةُ (ق) بهذا الاسمِ؛ لافتتاحها بهذا الحرفِ.

* كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يقرأُ سورة (ق) في صلاةِ الفجر:

عن جابرِ بن سَمُرةَ رضي الله عنه، قال: «إنَّ النبيَّ ﷺ كان يَقرأُ في الفجرِ بـ {قٓۚ وَاْلْقُرْءَانِ اْلْمَجِيدِ}، وكان صلاتُه بعدُ تخفيفًا». أخرجه مسلم (٤٥٨).

* وكذلك كان صلى الله عليه وسلم يقرأ سورة (ق) في عيدَيِ الفطرِ والأضحى:

عن عُبَيدِ اللهِ بن عبدِ اللهِ: «أنَّ عُمَرَ بنَ الخطَّابِ سألَ أبا واقدٍ اللَّيْثيَّ: ما كان رسولُ اللهِ ﷺ يَقرأُ في الفِطْرِ والأضحى؟ قال: كان النبيُّ ﷺ يَقرأُ بـ {قٓۚ وَاْلْقُرْءَانِ اْلْمَجِيدِ}، و{اْقْتَرَبَتِ اْلسَّاعَةُ وَاْنشَقَّ اْلْقَمَرُ}». أخرجه ابن حبان (٢٨٢٠).

1. إنكار المشركين للبعث (١-٥).

2. التأمُّل في الآيات (٦-١٥).

3. التأمل في الأنفس خَلْقًا ومآلًا (١٦-٣٨).

4. توجيهات للرسول، وتهديد للمشركين (٣٩-٤٥).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (7 /402).

مقصودُ السورة الدَّلالة على قدرة الله عز وجل أن يَبعَثَ الناسَ بعد موتهم، وأكبَرُ دليلٍ على ذلك خَلْقُهم من عدمٍ، وهو أصعب من بعثِهم من موجود، وفي ذلك يقول البِقاعيُّ رحمه الله: «مقصودها: الدلالةُ على إحاطة القدرة، التي هي نتيجة ما خُتمت به الحُجُرات من إحاطةِ العلم؛ لبيانِ أنه لا بد من البعث ليوم الوعيد؛ لتنكشفَ هذه الإحاطةُ بما يحصل من الفصل بين العباد بالعدل؛ لأن ذلك سِرُّ المُلك، الذي هو سرُّ الوجود.

والذي تكفَّلَ بالدلالة على هذا كلِّه: ما شُوهِد من إحاطة مجدِ القرآن بإعجازه في بلوغه - في كلٍّ من جمعِ المعاني وعلوِّ التراكيب، وجلالة المفرَدات وجزالةِ المقاصد، وتلاؤم الحروف وتناسُبِ النظم، ورشاقة الجمع وحلاوة التفصيل - إلى حدٍّ لا تُطيقه القُوَى من إحاطةِ أوصاف الرسل، الذي اختاره سبحانه لإبلاغِ هذا الكتاب، في الخَلْقِ والخُلُق، وما شُوهِد من إحاطة القدرة بما هدى إليه القرآنُ من آيات الإيجاد والإعدام». "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور " للبقاعي (3 /15).