تفسير سورة يونس

جهود ابن عبد البر في التفسير

تفسير سورة سورة يونس من كتاب جهود ابن عبد البر في التفسير
لمؤلفه ابن عبد البر . المتوفي سنة 463 هـ

٢٥٧- القدم : السابقة بإخلاص الصدقة والطاعة، قال حسان بن ثابت الأنصاري :
لنا القدم العليا إليك وخلفنا لأولنا في طاعة الله تابع١
وقال ذو الرمة :
لكم قدم لا ينكر الناس أنها مع الحسب العادي طمت على البحر٢
( س : ٢٧/٤٤٣ )
١ - الديوان: ٢٤١، وفيه: لنا القدم الأولى بدل "العليا"..
٢ - الديوان: ٢/٩٧٢. وفيه: على الفخر بدلا "البحر"..
٢٥٨- في قوله -عز وجل- :﴿ هو الذي يسيركم في البر والبحر ﴾، وقوله تعالى :﴿ والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس ﴾١، ما فيه كفاية ودلالة واضحة في إباحة ركوب البحر- إذا كان كما وصفنا٢. ( ت : ١٦/٢٢٢ )
١ سورة البقرة: ١٦٣..
٢ قال ابن عبد البر: لا يجوز عند أهل العلم ركوب البحر في حين ارتجاجه، ولا في الزمن الذي الأغلب منه عدم السلامة فيه والعطب والهلاك، وإنما يجوز عندهم ركوبه في زمان تكون السلامة فيه الأغلب. والله أعلم. التمهيد: ١٦/٢٢١-٢٢٢..
٢٥٩- قال ابن جرير :﴿ قل هل من شركائكم من يبدأ الخلق ثم يعيده قل الله يبدأ الخلق ثم يعيده فأنى تؤفكون ﴾، على قوله :﴿ أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي إلا أن يهدي فما لكم كيف تحكمون ﴾، فهذا كله تعليم من الله للسؤال والجواب والمجادلة. ( جامع بيان العلم وفضله : ٢/١٢٣ )
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٣٤:٢٥٩- قال ابن جرير :﴿ قل هل من شركائكم من يبدأ الخلق ثم يعيده قل الله يبدأ الخلق ثم يعيده فأنى تؤفكون ﴾، على قوله :﴿ أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي إلا أن يهدي فما لكم كيف تحكمون ﴾، فهذا كله تعليم من الله للسؤال والجواب والمجادلة. ( جامع بيان العلم وفضله : ٢/١٢٣ )
٢٦٠- روى عطاء بن يسار عن رجل من أهل مصر، عن أبي الدرداء، عن النبي –صلى الله عليه وسلم- في تأويل قول الله- عز وجل- :﴿ لهم البشرى في الحياة الدنيا ﴾، حديثا يدخل في معنى هذا الباب، قرأته على أبي عثمان سعيد بن نصر، وأبي القاسم عبد الوارث بن سفيان، أن قاسم بن أصبغ حدثهم، قال : حدثنا محمد بن إسماعيل، قال : حدثنا سفيان، قال : حدثنا عمرو – يعني ابن دينار عن عبد العزيز بن رفيع، عن أبي صالح، عن عطاء بن يسار، عن رجل من أهل مصر، قال : سألت أبا الدرداء عن قوله الله- عز وجل :﴿ الذين ءامنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة ﴾، فقال : ما سألني عنها أحد مذ سألت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- عنها غيرك، إلا رجل واحد، سألت رسول الله –صلى الله عليه وسلم- عنها فقال :( ما سألني عنها أحد منذ نزلت غيرك، هي الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له )١. ( ت : ٥/٥٨. وانظر س : ٢٧/١٢٢-١٢٣ )
١ أخرجه الترمذي في التفسير، سورة يونس: ٦٤. ٤/٣٥٠. وهو عند الإمام مالك في الموطأ. كتاب الرؤيا، باب ما جاء في الرؤيا: ٦٣٦. موقوف على عروة بن الزبير..
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٦٣:٢٦٠- روى عطاء بن يسار عن رجل من أهل مصر، عن أبي الدرداء، عن النبي –صلى الله عليه وسلم- في تأويل قول الله- عز وجل- :﴿ لهم البشرى في الحياة الدنيا ﴾، حديثا يدخل في معنى هذا الباب، قرأته على أبي عثمان سعيد بن نصر، وأبي القاسم عبد الوارث بن سفيان، أن قاسم بن أصبغ حدثهم، قال : حدثنا محمد بن إسماعيل، قال : حدثنا سفيان، قال : حدثنا عمرو – يعني ابن دينار عن عبد العزيز بن رفيع، عن أبي صالح، عن عطاء بن يسار، عن رجل من أهل مصر، قال : سألت أبا الدرداء عن قوله الله- عز وجل :﴿ الذين ءامنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة ﴾، فقال : ما سألني عنها أحد مذ سألت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- عنها غيرك، إلا رجل واحد، سألت رسول الله –صلى الله عليه وسلم- عنها فقال :( ما سألني عنها أحد منذ نزلت غيرك، هي الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له )١. ( ت : ٥/٥٨. وانظر س : ٢٧/١٢٢-١٢٣ )
١ أخرجه الترمذي في التفسير، سورة يونس: ٦٤. ٤/٣٥٠. وهو عند الإمام مالك في الموطأ. كتاب الرؤيا، باب ما جاء في الرؤيا: ٦٣٦. موقوف على عروة بن الزبير..

٢٦١- قال المفسرون١ : من حجة، قالوا : والسلطان : الحجة. ( جامع بيان العلم وفضله : ٢/١٢٢ )
١ انظر جامع البيان: ١١/١٤٠..
سورة يونس
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورةُ (يونُسَ) من السُّوَر المكية، وقد بُدِئت بالتنويه بالقرآن وعظَمتِه، وأصَّلتْ لكثير من مسائلِ التوحيد والاعتقاد، ودعَتْ إلى الالتجاء إلى الله وحده، وجاءت على ذِكْرِ حالِ الدنيا، وتعامُلِ الناس معها، وفيها ذِكْرُ قِصص بعض الأنبياء عليهم السلام في دعوةِ أقوامهم، وما عانَوْهُ ولاقَوْهُ من المصاعب؛ لتُثبِّتَ المسلمين، وعلى رأسهم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، في طريق الدعوة إلى الله عز وجل؛ فإنَّ اللهَ ناصرٌ دِينَه، ومُعْلٍ كتابَه لا محالةَ.

ترتيبها المصحفي
10
نوعها
مكية
ألفاظها
1889
ترتيب نزولها
51
العد المدني الأول
109
العد المدني الأخير
109
العد البصري
109
العد الكوفي
109
العد الشامي
110

سُمِّيتْ سورة (يونُسَ) بذلك؛ لأنها جاءت على ذِكْرِ قوم (يونُسَ) عليه السلام.


احتوَتْ سورة (يونُسَ) على عدة موضوعات؛ وهي:

1. إنكار موقف المشركين من الوحي (١-٢).

2. تفرُّد الله بالخَلق والقدرة، وإثبات البعث والجزاء (٣-٦).

3. جزاء المؤمنين والكفار (٧-١٠).

4. حِلْمُ الله مع المستعجِلين للعذاب، وسُنَّته بإهلاك الظالمين (١١-١٤).

5. مطالبة المشركين بتبديل القرآن (١٥-١٨).

6. اختلاف الناس وحرصُهم على الحياة الفانية (١٩-٢٤).

7. الترغيب في الجزاء الإلهي (٢٥- ٣٠).

8. إثبات التوحيد والبعث بدليل الفطرة (٣١-٣٦).

9. نفيُ التهمة عن القرآن، وانقسام المشركين حوله (٣٧-٤٤).

10. سرعة زوال الدنيا، وعذاب المشركين في الدارين (٤٥-٥٦).

11. خصائص القرآن، وخَصوصية الله بالتشريع (٥٧-٦١).

12. قواعد الجزاء (٦٢-٧٠).

13. نصرُ الله لأوليائه من الأنبياء وأتباعه (٧٠-١٠٠).

14. قصة (نوح) مع قومه (٧٠-٧٤).

15. قصة (موسى) (٧٥-٩٣).

16. صدقُ القرآن وقصة (يونس) (٩٤-١٠٠).

17. الدعوة إلى الدِّين الحق، واتباع الإسلام (١٠١-١٠٩).

ينظر: "التفسير الموضوعي للقرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (3 /303).

بدأت السُّورةُ بالإشارة إلى مقصدِها العظيم؛ وهو إثبات رسالة محمد صلى الله عليه وسلم؛ بدَلالة عَجْزِ المشركين عن معارضة القرآن، دلالة نبَّه عليها بأسلوب تعريضيٍّ دقيق، بُنِيَ على الكناية بتهجية (الحروف المقطَّعة) في أول السورة، ووصفِ الكتاب بأنه من عند الله؛ لِما اشتمل عليه من الحكمة، وأنه ليس إلا من عنده سبحانه؛ لأنَّ غيرَه لا يَقدِر على شيء منه؛ وذلك دالٌّ - بلا ريب - على أنه واحد في مُلْكِه، لا شريكَ له في شيءٍ من أمره.

ينظر: "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" للبقاعي (2 /164)، "التحرير والتنوير" لابن عاشور (11 /87).