تفسير سورة يونس

التبيان في تفسير غريب القرآن

تفسير سورة سورة يونس من كتاب التبيان في تفسير غريب القرآن
لمؤلفه ابن الهائم . المتوفي سنة 815 هـ

" قدم صدق عند ربهم " يعني عملا صالحا قدموه وقيل محمد صلى الله عليه وسلم يشفع لهم عند ربهم.
" حميم " ماء حار.
" دعواهم فيها " دعاؤهم أي قولهم وكلامهم والدعوى الادعاء.
" دار السلام " الجنة ويقال السلام الله ويقال دار السلامة.
" ولا يرهق وجوههم قتر " أي غبار ويرهق يغشى ومنه قولهم فلان مراهق أي قد غشاه الاحتلام.
" قطعا من الليل مظلما " جمع قطعة ومن قرأ قطعا بتسكين الطاء أراد اسم ما قطع يقال قطعت الشيء قطعا بفتح القاف في المصدر واسم ما قطعت فسقط قطع والجمع أقطاع.
" فزيلنا بينهم " أي فرقنا وميزنا بلغة حمير.
" تبلو " تختبر، " أسلفت " قدمت.
" يهدي " أصله يهتدي فأدغمت التاء في الدال.
" الآن " أي في هذا الوقت والآن هو الوقت الذي أنت فيه.
ويستنبئونك " يستخبرونك، " إي وربي " توكيد للإقسام والمعنى نعم وربي.
" وما تتلو " تقرأ وتتلو تتبع أيضا، " تفيضون فيه " أي تدفعون فيه بكثرة.
" لا تبديل لكلمات الله " أي لا تغيير والتبديل تغيير الشيء ن حاله والإبدال جعل الشيء مكان شيء.
" يخرصون " يحدسون ويحرزون.
" غمة " أي ظلمة وشبهة بلغة هذيل يقال غم وغمة واحد كما يقال كرب وكربة، " اقضوا إلي ولا تنظرون " امضوا ما في أنفسكم ولا تؤخروه كقوله " فاقض ما أنت قاض " أي فامض ما أنت ممض
" لتلفتنا " لتصرفنا والالتفات الانصراف، " وتكون لكما الكبرياء في الأرض " يسمى الملك الكبرياء لأنه أكبر ما يطلب من أمر الدنيا.
" اطمس " أي اذهبه من قولك طمس الطريق إذا عفا ودرس.
" ننجيك ببدنك " أي وحدك ويقال إنما ذكر البدن دلالة على خروج الروح منه أي ننجيك ببدن لا روح فيه ويقال ببدنك أي بدرعك والبدن الدرع.
" بوأنا بني إسرائيل " أنزلناهم ويقال جعلناهم، " مبوأ " وهو المنزل الملزوم.
سورة يونس
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورةُ (يونُسَ) من السُّوَر المكية، وقد بُدِئت بالتنويه بالقرآن وعظَمتِه، وأصَّلتْ لكثير من مسائلِ التوحيد والاعتقاد، ودعَتْ إلى الالتجاء إلى الله وحده، وجاءت على ذِكْرِ حالِ الدنيا، وتعامُلِ الناس معها، وفيها ذِكْرُ قِصص بعض الأنبياء عليهم السلام في دعوةِ أقوامهم، وما عانَوْهُ ولاقَوْهُ من المصاعب؛ لتُثبِّتَ المسلمين، وعلى رأسهم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، في طريق الدعوة إلى الله عز وجل؛ فإنَّ اللهَ ناصرٌ دِينَه، ومُعْلٍ كتابَه لا محالةَ.

ترتيبها المصحفي
10
نوعها
مكية
ألفاظها
1889
ترتيب نزولها
51
العد المدني الأول
109
العد المدني الأخير
109
العد البصري
109
العد الكوفي
109
العد الشامي
110

سُمِّيتْ سورة (يونُسَ) بذلك؛ لأنها جاءت على ذِكْرِ قوم (يونُسَ) عليه السلام.


احتوَتْ سورة (يونُسَ) على عدة موضوعات؛ وهي:

1. إنكار موقف المشركين من الوحي (١-٢).

2. تفرُّد الله بالخَلق والقدرة، وإثبات البعث والجزاء (٣-٦).

3. جزاء المؤمنين والكفار (٧-١٠).

4. حِلْمُ الله مع المستعجِلين للعذاب، وسُنَّته بإهلاك الظالمين (١١-١٤).

5. مطالبة المشركين بتبديل القرآن (١٥-١٨).

6. اختلاف الناس وحرصُهم على الحياة الفانية (١٩-٢٤).

7. الترغيب في الجزاء الإلهي (٢٥- ٣٠).

8. إثبات التوحيد والبعث بدليل الفطرة (٣١-٣٦).

9. نفيُ التهمة عن القرآن، وانقسام المشركين حوله (٣٧-٤٤).

10. سرعة زوال الدنيا، وعذاب المشركين في الدارين (٤٥-٥٦).

11. خصائص القرآن، وخَصوصية الله بالتشريع (٥٧-٦١).

12. قواعد الجزاء (٦٢-٧٠).

13. نصرُ الله لأوليائه من الأنبياء وأتباعه (٧٠-١٠٠).

14. قصة (نوح) مع قومه (٧٠-٧٤).

15. قصة (موسى) (٧٥-٩٣).

16. صدقُ القرآن وقصة (يونس) (٩٤-١٠٠).

17. الدعوة إلى الدِّين الحق، واتباع الإسلام (١٠١-١٠٩).

ينظر: "التفسير الموضوعي للقرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (3 /303).

بدأت السُّورةُ بالإشارة إلى مقصدِها العظيم؛ وهو إثبات رسالة محمد صلى الله عليه وسلم؛ بدَلالة عَجْزِ المشركين عن معارضة القرآن، دلالة نبَّه عليها بأسلوب تعريضيٍّ دقيق، بُنِيَ على الكناية بتهجية (الحروف المقطَّعة) في أول السورة، ووصفِ الكتاب بأنه من عند الله؛ لِما اشتمل عليه من الحكمة، وأنه ليس إلا من عنده سبحانه؛ لأنَّ غيرَه لا يَقدِر على شيء منه؛ وذلك دالٌّ - بلا ريب - على أنه واحد في مُلْكِه، لا شريكَ له في شيءٍ من أمره.

ينظر: "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" للبقاعي (2 /164)، "التحرير والتنوير" لابن عاشور (11 /87).