تفسير سورة آل عمران

غريب القرآن

تفسير سورة سورة آل عمران من كتاب غريب القرآن
لمؤلفه زيد بن علي . المتوفي سنة 120 هـ

أَخبرَنا أَبو جعفر قَالَ : حدّثنا عليُّ بن أحمد، قالَ : حدَّثنا عطاءُ بن السائب قالَ : حدّثنا أبو خالد الواسطي عن الإمامِ الشهيدِ أَبي الحسين زيد بن علي عليه وعلى آبائِه أفضل السلام في قول الله عزَّ وجلَّ :﴿ الم اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ﴾ فالحَيُّ : البَاقيُ، والقَيُّومُ : الدائِمُ الذي لا يزولُ.
وقولهِ تعالى :﴿ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ ﴾ معناهُ جَورٌ.
وقوله تعالى :﴿ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ ﴾ معناهُ : الكفرُ. و :﴿ ابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ﴾ معناهُ تَفسيرُهُ. والابتِغَاءُ : الطَّلبُ.
وقوله تعالى :﴿ مِن لَّدُنْكَ ﴾ معناه من عِنْدِكَ.
وقوله تعالى :﴿ لَن تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلاَدُهُم مِّنَ اللَّهِ شَيْئاً ﴾ معناه من عِنْدِ الله شيئاً
وقوله تعالى :﴿ كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ ﴾ أي كَشَأنِهِم وعَادَتِهم.
وقوله تعالى :﴿ يَرَوْنَهُمْ مِّثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ ﴾ معناهُ ظَاهراتٌ.
وقوله تعالى :﴿ وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَن يَشَآءُ ﴾ معناهُ يُقوّي ويَنصُرُ.
وقوله تعالى :﴿ إِنَّ فِي ذلِكَ لَعِبْرَةً لأُوْلِي الأَبْصَارِ ﴾ معناهُ معرِفَةٌ لأولِي العُقولِ.
وقوله تعالى :﴿ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ ﴾ واحدُها قِنْطَارٌ. فالقِنْطَارُ : أَلفٌ ومَائَتا أُوقيةٍ. والقِنْطَارُ مائةٌ رطلٍ. والقِنْطَارُ ألفُ دينارٍ. ومن الوَرقِ اثنا عَشَر أَلفاً مِثل الدِيَّةِ. وقَدْ قِيلَ القِنْطَارُ : ثَمانونَ أَلفَ دِينارٍ. وقدْ قيلَ القِنْطارُ : سَبعونَ أَلفَ دِينارٍ.
وقوله تعالى :﴿ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ ﴾ معناهُ المُعلَّمَةُ المُسيَمَةُ. ويقالُ : المُطَهَّمةُ : الحِسانُ. والمُطَهَّمةُ : التي كُل شَيءٍ مِنْهَا حَسِنٍ عَلى حَدهِ والمُسَوَّمةُ : الرَّاعيةُ [ ﴿ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ﴾ ] والأَنْعَامُ : جَماعةُ النَّعمِ وهيَ الإِبل. والحَرْثُ : الزَّرعُ.
وقوله تعالى :﴿ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ﴾ معناهُ قِوامُهم.
وقوله تعالى :﴿ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ ﴾ معناه المرجعُ.
وقوله تعالى :﴿ شَهِدَ اللَّهُ ﴾ معناه بيَّنَ الله.
وقوله تعالى :﴿ لِّلَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَبَ وَالأُمِّيِّينَ ﴾ [ معناه ] الذينَ لَمْ يأتِهم الأَنبياءُ بالكُتُبِ. والنَّبيُّ الأُميُّ : الَّذي لاَ يَكْتُبُ.
وقوله تعالى :﴿ تُولِجُ اللَّيْلَ فِي الْنَّهَارِ ﴾ معناهُ تَنْقُصُ مِن اللَّيلِ فتُزيدُ فِي النَّهارِ وكَذَلِكَ النَّهارُ فِي اللَّيلِ.
وقوله تعالى :﴿ تُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ ﴾ معناهُ الطَّيبُ مِنَ الخَبِيثِ والمُسْلِمُ من الكَافِرِ. ويقالُ : تُخرجُ الحَيَّ مَن النُطْفَةِ المَيتَةِ، وتُخْرِجُ النُطْفَةَ المَيتةَ مِن الحَيِّ.
وقوله تعالى :﴿ إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَةً ﴾ معناهٌُ خَوفٌ وكَذلِكَ تَقِيةٌ.
وقوله تعالى :﴿ نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّراً ﴾ معناهُ خَالِصٌ دائِمٌ لاَ يُخالِطَهُ شَيءٌ مِن أَمْرِ الدُّنيا. والمُحَرَّرُ : المُعْتَقُ.
وقوله تعالى :﴿ كَفَّلَهَا زَكَرِيَّا ﴾ معناهُ ضَمَّها.
وقوله تعالى :﴿ كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ ﴾ فالمِحْرَابُ : سَيدُ المَجَالِسِ، ومُقَدمُهَا وأَشْرَفُها، وكَذَلِكَ المَساجِدُ.
وقوله تعالى :﴿ أَنَّى لَكِ هَذَا ﴾ معناهُ مِن أَينَ لَكِ هَذا.
وقوله تعالى :﴿ سَيِّداً وَحَصُوراً ﴾ فالسَّيِّدُ : التّقِيُ. والسَّيِّدُ : الحَلِيمُ والحَصُورُ : الذي لاَ يولَدُ لَهُ. والحَصُورُ : العِنِّينُ. والحَصُورُ : الذَي لاَ يأْتِي النِّساءَ. والحَصُورُ : الذي لَيسَ لَهُ ماءٌ. والحَصُورُ : الذي يَكُونُ مَعَ النَّدامى وَلاَ يُخْرِجُ شَيئاً. والحَصُورُ : الذي لاَ يُخْرِجُ سِراً أَبَداً.
وقوله تعالى :﴿ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ ﴾ وهي التي لاَ تَلِدُ. وَكَذَلِكَ الرَّجلُ.
وقوله تعالى :﴿ إِلاَّ رَمْزاً ﴾ معناهُ إِشَارَةٌ باللِسَانِ مِنْ غَيرِ بَيانٍ. ويقالُ : إيماءٌ.
وقوله تعالى :﴿ مِنْ أَنَبَآءِ الْغَيْبِ ﴾ معناهُ مِنْ أَخْبَارِهِ.
وقوله تعالى :﴿ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ ﴾ معناهُ عِنْدَهُمْ.
وقوله تعالى :﴿ إِذْ يُلْقُون أَقْلاَمَهُمْ ﴾ معناهُ قِدَاحُهُمْ.
وقوله تعالى :﴿ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ ﴾ فالمَسِيحُ : الصَدِّيقُ. والمَسِيحُ : المَمْسُوحُ العَينِ. وهو الدَّجَالُ.
وقوله تعالى :﴿ وَجِيهاً فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ﴾ معناهُ شَريفٌ.
وقوله تعالى :﴿ وَأُبْرِىءُ الأَكْمَهَ والأَبْرَصَ ﴾ فالأَكمَهُ : الذي تَلِدُهُ أُمُّهُ أَعمى، والجمعُ الكُمْهُ.
وقوله تعالى :﴿ وَلأُحِلَّ لَكُم بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ ﴾ والبَعضُ فِي معنى الكُلِ.
وقوله تعالى :﴿ فَلَمَّآ أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ ﴾ معناهُ عَرَفَ مِنْهُمْ الكُفْرَ.
وقوله تعالى :﴿ الْحَوَارِيُّونَ ﴾ هُم صَفْوةُ الأَنبياءِ عليهم السَّلامُ واحدُهم حَواري. والحَوارِياتُ مِنَ النِّساءِ اللاتِي يَسكُنَّ القُرَى. وَلاَ يَسْكُنَّ البَوادي.
وقوله تعالى :﴿ وَمَكَرَ اللَّهُ ﴾ معناهُ أَهْلَكَ الله.
وقوله تعالى :﴿ فَلاَ تَكُنْ مِّن الْمُمْتَرِينَ ﴾ معناهُ مِنَ الشَّاكِّينَ.
وقوله تعالى :﴿ ثُمَّ نَبْتَهِلْ ﴾ معناهُ نَلْتَعِنُ.
وقوله تعالى :﴿ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ ﴾ معناهُ الخَبرُ اليَقِينُ.
وقوله تعالى :﴿ فَإِن تَوَلَّوْاْ ﴾ معناهُ كَفَرُوا.
وقوله تعالى :﴿ إِلَى كَلِمَةٍ سَوَآءٍ ﴾ معناهُ عَدْلٌ.
وقوله تعالى :﴿ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ ﴾ معناهُ تُكَذِّبُونَ بِكُتُبِ الله.
وقوله تعالى :﴿ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ ﴾ معناهُ تَقِرُونَ.
وقوله تعالى :﴿ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ ﴾ معناهُ تَخلِطُونَ الحَقَّ بالبَاطِلِ.
وقوله تعالى :﴿ وَجْهَ النَّهَارِ ﴾ معناهُ أَوَّلُهُ.
وقوله تعالى :﴿ وَلاَ تُؤْمِنُواْ إِلاَّ لِمَن تَبِعَ دِينَكُمْ ﴾ معناهُ وَلاَ تُصدِّقوا.
وقوله تعالى :﴿ إِلاَّ مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَآئِماً ﴾ معناهُ مُلازِمٌ، [ لما ] يَقْتَضِيهِ إِيّاهُ.
وقوله تعالى :﴿ لاَ خَلاَقَ لَهُمْ ﴾ معناهُ لاَ نَصِيرَ لَهم.
وقوله تعالى :﴿ يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ ﴾ معناهُ يُقَلِّبُونَها ويُحَرِّفُونها.
وقوله تعالى :﴿ كُونُواْ رَبَّنِيِّينَ ﴾ معناهُ حُلماءُ وعُلماءُ تُعَلِّمُونَ النَّاسَ الخَيرَ.
وقوله تعالى :﴿ لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ ﴾ معناهُ الجَنَّةُ.
وقوله تعالى :﴿ فَمَنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ ﴾ معناهُ اخْتَلَقَ.
وقوله تعالى :﴿ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً ﴾ فَبَكَّةَ : مَوْضِعُ البَيتِ. وسُمِّيَ بِذَلِكَ ؛ لأَنَّ النَّاسَ يَتَباكُونَ فِيهِ، معناهُ يَتزاحَمُونَ. ومَكةُ : جَميعُ القَريةِ. وهي أُمُّ القُرى. وأُمُّ كُلِّ شَيءٍ أَصْلُهُ.
وقوله تعالى :﴿ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً ﴾ فالاسْتِطَاعَةُ : الزَّادُ والرَّاحِلةُ.
وقوله تعالى :﴿ اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ ﴾ معناهُ بأَنْ يُطَاعَ فَلاَ يُعْصى، ويُشكَرَ فَلاَ يُكْفرَ، ويُذْكَرُ فَلاَ يُنْسَى.
وقوله تعالى :﴿ وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً ﴾ فالاعْتِصَامُ : التَمسّكُ بِهِ والحَبْلُ : القُرآنُ. والحَبْلُ : الجَمَاعَةُ.
وقوله تعالى :﴿ وَبَآءُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ ﴾ معناهُ بانوا بِهِ.
وقوله تعالى :﴿ ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ﴾ معناهُ أُلْزِمُوا.
وقوله تعالى :﴿ آنَآءَ اللَّيْلِ ﴾ معناهُ سَاعاتُهُ. واحدُها إِنيٌ.
وقوله تعالى :﴿ فِيهَا صِرٌّ ﴾ معناهُ بَردٌ شَدِيدٌ.
وقوله تعالى :﴿ لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ ﴾ فالبِطَانَةُ : الدَّخِيلُ. والبَطَائِنُ : الدُّخَلاءُ.
وقوله تعالى :﴿ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً ﴾ معناهُ فَسَاداً وشَرّاً.
وقوله تعالى :﴿ تُبَوِّىءُ الْمُؤْمِنِينَ [ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ ] ﴾ معناهُ تتّخَذُ لَهُمْ مَصَافاً ومُعَسْكَراً.
وقوله تعالى :﴿ تَفْشَلاَ ﴾ معناه تَضْعَفا.
وقوله تعالى :﴿ وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ ﴾ وهو اسمٌ لِموضِعٍ كَانَ لِرَجُلٍ يُقَالُ لَهُ بَدرٌ ؛ فَسُمِيَ بِهِ.
وقوله تعالى :﴿ مِّن فَوْرِهِمْ ﴾ معناهُ مِنْ غَضَبِهِمْ هَذا.
وقوله تعالى :﴿ بِخَمْسَةِ ءَالاَفٍ مِّنَ الْمَلائِكَةِ مُسَوِّمِينَ ﴾ معناهُ مُعْلَمينَ بالصُّوفِ في نَواصِي الخَيلِ وأَذنابِها.
وقوله تعالى :﴿ لِيَقْطَعَ طَرَفاً ﴾ معناهُ لِيَهْلَكَ ﴿ أَوْ يَكْبِتَهُمْ ﴾ أَي يَصْرَعُهُمْ.
وقوله تعالى :﴿ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ سُنَنٌ ﴾ معناهُ مَضتْ. وسُنَنٌ : أَعْلامٌ.
وقوله تعالى :﴿ هَذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ ﴾ [ معناهُ ] بَيَانٌ مِن العَمَى، وهُدَىً مَنَ الضَّلاَلَةِ، ومَوعِظَةٌ مَنَ الجَهلِ.
وقوله تعالى :﴿ وَلاَ تَهِنُوا ﴾ معناهُ لاَ تَضْعُفُوا.
وقوله تعالى :﴿ إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ ﴾ قالَ : القَرحُ : الجِرَاحُ والقَتلُ.
وقوله تعالى :﴿ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ ﴾ معناهُ رَجِعْتُمْ عَمّا أَنْتُم عَليهِ.
وقوله تعالى :﴿ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ ﴾ معناه أُلوفٌ وجَماعَاتٌ. والواحدُ رِبّي. ويقالُ : عُلَماءٌ.
وقوله تعالى :﴿ وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا ﴾ معناهُ تَفْرِيطُنَا فِيهِ.
وقوله تعالى :﴿ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ ﴾ معناهُ تَقتُلُونَهُمْ.
وقوله تعالى :﴿ إِذْ تُصْعِدُونَ ﴾ معناهُ تُباعِدُونَ فِي الأَرضِ.
وقوله تعالى :﴿ فِي أُخْرَكُمْ ﴾ معناهُ فِي أَخِرِكُم.
وقوله تعالى :﴿ فَأَثَبَكُمْ غَمّاًً بِغَمٍّ ﴾ فالغَمُّ الأَولُ : الجُرحُ والقَتْلُ. والغَمُّ الأَخِيرُ : حِينَ سَمِعُوا بِقَتْلِ النَّبي صلى الله عليه وسلم. ويُقالُ ما كَانوا يَرجُونَ مِنَ الغَنِيمةِ.
وقوله تعالى :﴿ ضَرَبُواْ فِي الأَرْضِ ﴾ معناهُ تَبَاعَدوا فِيهَا.
وقوله تعالى :﴿ لاَنْفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ ﴾ معناهُ لانْصَرَفوا فِي الأَرضِ بكُلِّ وَجهٍ.
وقوله تعالى :﴿ فَإِذَا عَزَمْتَ ﴾ معناه أَجْمَعتَ.
وقوله تعالى :﴿ أَنْ يَغُلَّ ﴾ معناه أَنْ يُخان.
وقوله تعالى :﴿ هُمْ دَرَجَتٌ ﴾ معناهُ مَنَازِلُهُمْ دَرجاتٌ.
وقوله تعالى :﴿ قَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ ادْفَعُواْ ﴾ قالَ زَيدُ بن علي عليهما السَّلامُ : معناهُ كَثِّرُوا سَوادَكُم. ورَابِطُوا.
وقوله تعالى :﴿ الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ ﴾ يعني رَجُلاً واحِداً.
وقوله تعالى :﴿ أَلاَّ يَجْعَلَ لَهُمْ حَظّاً فِي الآخِرَةِ ﴾ معناهُ نَصيبٌ.
وقوله تعالى :﴿ أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ ﴾ معناهُ نُطِيلُ لَهُمْ.
وقوله تعالى :﴿ عَذَابٌ مُّهِينٌ ﴾ معناهُ مُذَلِلٌ.
وقوله تعالى :﴿ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ ﴾ معناهُ يَخْتَارُ.
وقوله تعالى :﴿ سَنَكْتُبُ مَا قَالُواْ ﴾ معناهُ سَنَحفِظُ.
وقوله تعالى :﴿ عَذَابَ الْحَرِيقِ ﴾ يَريدُ النَّارَ.
وقوله تعالى :﴿ عَهِدَ إِلَيْنَا ﴾ معناه أَمَرَنَا.
وقوله تعالى :﴿ بِمَفَازَةٍ مِّنَ الْعَذَابِ ﴾ معناه بِمَنْجَاةٍ مِنْهُ.
وقوله تعالى :﴿ نُزُلاً مِّنْ عِندِ اللَّهِ ﴾ معناهُ ثَوابٌ عِنْدَهُ.
وقوله تعالى :﴿ وَرَابِطُواْ ﴾ معناهُ اثْبِتُوا وَدُومُوا.
سورة آل عمران
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

اتصَلتْ سورةُ (آلِ عِمْرانَ) من حيث الفضلُ بسورةِ (البقرة)؛ فقد وصَفهما الرسولُ ﷺ بـ (الزَّهْراوَينِ)؛ لِما احتوتا عليه من نورٍ وهداية.

وجاءت هذه السُّورةُ ببيانِ هداية هذا الكتابِ للناس، متضمِّنةً الحوارَ مع أهل الكتاب، مُحاجِجَةً إياهم في صِدْقِ هذا الدِّين وعلوِّه على غيره، مبرهنةً لصِدْقِ النبي ﷺ بهذه الرسالة، وهَيْمنةِ هذا الدِّينِ على غيره، ونَسْخِه للأديان الأخرى؛ فمَن ابتغى غيرَ الإسلام فأمرُه ردٌّ غيرُ مقبولٍ، كما أشارت إلى غزوةِ (أُحُدٍ)، وأمرِ المسلمين بالثَّبات على هذا الدِّين.

ترتيبها المصحفي
3
نوعها
مدنية
ألفاظها
3501
ترتيب نزولها
89
العد المدني الأول
200
العد المدني الأخير
200
العد البصري
200
العد الكوفي
200
العد الشامي
200

* قوله تعالى: {إِنَّ اْلَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اْللَّهِ وَأَيْمَٰنِهِمْ ثَمَنٗا قَلِيلًا أُوْلَٰٓئِكَ لَا خَلَٰقَ لَهُمْ فِي اْلْأٓخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اْللَّهُ وَلَا يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ اْلْقِيَٰمَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٞ} [آل عمران: 77]:

ورَد عن عبدِ اللهِ بن مسعودٍ - رضي الله عنه -، عن النبيِّ ﷺ، قال: «مَن حلَفَ على يمينٍ يقتطِعُ بها مالَ امرئٍ مسلمٍ، وهو فيها فاجرٌ: لَقِيَ اللهَ وهو عليه غضبانُ»، ثم أنزَلَ اللهُ تصديقَ ذلك: {إِنَّ اْلَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اْللَّهِ وَأَيْمَٰنِهِمْ ثَمَنٗا قَلِيلًا أُوْلَٰٓئِكَ لَا خَلَٰقَ لَهُمْ فِي اْلْأٓخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اْللَّهُ وَلَا يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ اْلْقِيَٰمَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٞ} [آل عمران: 77]، ثم إنَّ الأشعَثَ بنَ قيسٍ خرَجَ إلينا، فقال: ما يُحدِّثُكم أبو عبدِ الرَّحمنِ؟ قال: فحدَّثْناه، قال: فقال: صدَقَ؛ لَفِيَّ نزَلتْ، كانت بيني وبين رجُلٍ خصومةٌ في بئرٍ، فاختصَمْنا إلى رسولِ اللهِ ﷺ، فقال رسولُ اللهِ ﷺ: «شاهِدَاكَ أو يمينُهُ»، قلتُ: إنَّه إذًا يَحلِفُ ولا يُبالي، فقال رسولُ اللهِ ﷺ: «مَن حلَفَ على يمينٍ يستحِقُّ بها مالًا، وهو فيها فاجرٌ: لَقِيَ اللهَ وهو عليه غضبانُ»، ثم أنزَلَ اللهُ تصديقَ ذلك، ثم اقترَأَ هذه الآيةَ: {إِنَّ اْلَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اْللَّهِ وَأَيْمَٰنِهِمْ ثَمَنٗا قَلِيلًا} إلى قوله: {وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٞ} [آل عمران: 77]. أخرجه البخاري (٢٣٥٦).

* قوله تعالى: {كَيْفَ يَهْدِي اْللَّهُ قَوْمٗا كَفَرُواْ بَعْدَ إِيمَٰنِهِمْ وَشَهِدُوٓاْ أَنَّ اْلرَّسُولَ حَقّٞ وَجَآءَهُمُ اْلْبَيِّنَٰتُۚ وَاْللَّهُ لَا يَهْدِي اْلْقَوْمَ اْلظَّٰلِمِينَ ٨٦ أُوْلَٰٓئِكَ جَزَآؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اْللَّهِ وَاْلْمَلَٰٓئِكَةِ وَاْلنَّاسِ أَجْمَعِينَ ٨٧ خَٰلِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ اْلْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ ٨٨ إِلَّا اْلَّذِينَ تَابُواْ مِنۢ بَعْدِ ذَٰلِكَ وَأَصْلَحُواْ فَإِنَّ اْللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمٌ} [آل عمران: 86-89]:

صحَّ عن عبدِ اللهِ بن عباسٍ - رضي الله عنهما -، قال: «كان رجُلٌ مِن الأنصارِ أسلَمَ، ثم ارتَدَّ ولَحِقَ بالشِّرْكِ، ثم نَدِمَ، فأرسَلَ إلى قومِه: سَلُوا رسولَ اللهِ ﷺ: هل لي مِن توبةٍ؟ فجاء قومُهُ إلى رسولِ اللهِ ﷺ، فقالوا: إنَّ فلانًا قد نَدِمَ، وإنَّه قد أمَرَنا أن نسألَك: هل له مِن توبةٍ؟ فنزَلتْ: {كَيْفَ يَهْدِي اْللَّهُ قَوْمٗا كَفَرُواْ بَعْدَ إِيمَٰنِهِمْ} [آل عمران: 86] إلى {غَفُورٞ رَّحِيمٌ} [آل عمران: 89]، فأرسَلَ إليه قومُهُ، فأسلَمَ». أخرجه النسائي (٤٠٧٩).

* قوله تعالى: {وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنتُمْ تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ ءَايَٰتُ اْللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُۥۗ وَمَن يَعْتَصِم بِاْللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسْتَقِيمٖ ١٠١ يَٰٓأَيُّهَا اْلَّذِينَ ءَامَنُواْ اْتَّقُواْ اْللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِۦ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ١٠٢ وَاْعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اْللَّهِ جَمِيعٗا وَلَا تَفَرَّقُواْۚ وَاْذْكُرُواْ نِعْمَتَ اْللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَآءٗ فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِۦٓ إِخْوَٰنٗا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٖ مِّنَ اْلنَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَاۗ} [آل عمران: 101-103]:

عن عبدِ اللهِ بن عباسٍ - رضي الله عنهما -، قال: «كان الأَوْسُ والخَزْرجُ يَتحدَّثون، فغَضِبوا، حتى كان بينهم حربٌ، فأخَذوا السِّلاحَ بعضُهم إلى بعضٍ؛ فنزَلتْ: {وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنتُمْ تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ ءَايَٰتُ اْللَّهِ} [آل عمران: 101] إلى قوله تعالى: {فَأَنقَذَكُم مِّنْهَاۗ} [آل عمران: 103]. "المعجم الكبير" للطبراني (١٢٦٦٦).

* قوله تعالى: {لَيْسَ لَكَ مِنَ اْلْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَٰلِمُونَ} [آل عمران: 128]:

صحَّ عن أبي هُرَيرةَ - رضي الله عنه - أنَّه قال: «كان رسولُ اللهِ ﷺ يقولُ حين يفرُغُ مِن صلاةِ الفجرِ مِن القراءةِ ويُكبِّرُ ويَرفَعُ رأسَه: «سَمِعَ اللهُ لِمَن حَمِدَه، ربَّنا ولك الحمدُ»، ثم يقولُ وهو قائمٌ: «اللهمَّ أنْجِ الوليدَ بنَ الوليدِ، وسلَمةَ بنَ هشامٍ، وعيَّاشَ بنَ أبي ربيعةَ، والمستضعَفِينَ مِن المؤمنين، اللهمَّ اشدُدْ وَطْأتَك على مُضَرَ، واجعَلْها عليهم كَسِنِي يوسُفَ، اللهمَّ العَنْ لِحْيانَ، ورِعْلًا، وذَكْوانَ، وعُصَيَّةَ؛ عصَتِ اللهَ ورسولَه»، ثم بلَغَنا أنَّه ترَكَ ذلك لمَّا أُنزِلَ: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأمْرِ شَيْءٌ أوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإنَّهُمْ ظالِمُونَ}». أخرجه مسلم (675).

وعن عبدِ اللهِ بن عُمَرَ - رضي الله عنهما -: أنَّه سَمِعَ رسولَ اللهِ ﷺ إذا رفَعَ رأسَه مِن الرُّكوعِ مِن الركعةِ الآخِرةِ مِن الفجرِ يقولُ: «اللهمَّ العَنْ فلانًا وفلانًا وفلانًا» بعدما يقولُ: «سَمِعَ اللهُ لِمَن حَمِدَه، ربَّنا ولك الحمدُ»؛ فأنزَلَ اللهُ: {لَيْسَ لَكَ مِنَ اْلْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَٰلِمُونَ} [آل عمران: 128]. أخرجه البخاري (٤٠٦٩).

* قوله تعالى: {ثُمَّ أَنزَلَ عَلَيْكُم مِّنۢ بَعْدِ اْلْغَمِّ أَمَنَةٗ نُّعَاسٗا يَغْشَىٰ طَآئِفَةٗ مِّنكُمْۖ وَطَآئِفَةٞ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنفُسُهُمْ} [آل عمران: 154]:

عن أنسِ بن مالكٍ - رضي الله عنه -، أنَّ أبا طَلْحةَ قال: «غَشِيَنا النُّعَاسُ ونحن في مَصافِّنا يومَ أُحُدٍ، قال: فجعَلَ سيفي يسقُطُ مِن يدي وآخُذُه، ويسقُطُ وآخُذُه؛ وذلك قولُه عز وجل: {ثُمَّ أَنزَلَ عَلَيْكُم مِّنۢ بَعْدِ اْلْغَمِّ أَمَنَةٗ نُّعَاسٗا يَغْشَىٰ طَآئِفَةٗ مِّنكُمْۖ وَطَآئِفَةٞ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنفُسُهُمْ} [آل عمران: 154]، والطائفةُ الأخرى: المنافقون، ليس لهم إلا أنفسُهم؛ أجبَنُ قومٍ وأرعَبُهُ، وأخذَلُهُ للحقِّ». أخرجه البخاري (٤٠٦٨).

* قوله تعالى: {وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَغُلَّۚ وَمَن يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ اْلْقِيَٰمَةِۚ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٖ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ} [آل عمران: 161]:

صحَّ عن عبدِ اللهِ بن عباسٍ - رضي الله عنهما - أنَّه قال: «نزَلتْ هذه الآيةُ: {وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَغُلَّۚ} في قَطيفةٍ حَمْراءَ فُقِدتْ يومَ بدرٍ، فقال بعضُ الناسِ: لعلَّ رسولَ اللهِ - ﷺ - أخَذَها؛ فأنزَلَ اللهُ: {وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَغُلَّۚ وَمَن يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ اْلْقِيَٰمَةِۚ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٖ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ} [آل عمران: 161]». أخرجه أبو داود (٣٩٧١).

* قوله تعالى: {وَلَا تَحْسَبَنَّ اْلَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اْللَّهِ أَمْوَٰتَۢاۚ بَلْ أَحْيَآءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} [آل عمران: 169]:

عن مسروقٍ، قال: سأَلْنا عبدَ اللهِ - هو ابنُ مسعودٍ رضي الله عنه - عن هذه الآيةِ: {وَلَا تَحْسَبَنَّ اْلَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اْللَّهِ أَمْوَٰتَۢاۚ بَلْ أَحْيَآءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ}، قال: «أمَا إنَّا قد سأَلْنا عن ذلك، فقال: أرواحُهم في جوفِ طيرٍ خُضْرٍ، لها قناديلُ معلَّقةٌ بالعرشِ، تَسرَحُ مِن الجَنَّةِ حيث شاءت، ثم تَأوي إلى تلك القناديلِ، فاطَّلَعَ إليهم ربُّهم اطِّلاعةً، فقال: هل تشتهون شيئًا؟ قالوا: أيَّ شيءٍ نشتهي ونحن نَسرَحُ في الجَنَّةِ حيث شِئْنا؟! ففعَلَ ذلك بهم ثلاثَ مرَّاتٍ، فلمَّا رأَوْا أنَّهم لن يُترَكوا مِن أن يَسألوا، قالوا: يا ربُّ، نريدُ أن ترُدَّ أرواحَنا في أجسادِنا؛ حتى نُقتَلَ في سبيلِك مرَّةً أخرى، فلمَّا رأى أنْ ليس لهم حاجةٌ، تُرِكوا». أخرجه مسلم (١٨٨٧).

سُمِّيتْ (آلُ عِمْرانَ) بهذا الاسم لذِكْرِ (آلِ عِمْرانَ) فيها، وثبَت لها اسمٌ آخَرُ؛ وهو (الزَّهْراءُ):

لِما جاء في حديث أبي أُمامةَ الباهليِّ رضي الله عنه، قال: سَمِعْتُ رسولَ الله ﷺ يقولُ: «اقرَؤُوا الزَّهْراوَينِ: البقرةَ، وسورةَ آلِ عِمْرانَ». أخرجه مسلم (804).

يقول ابنُ منظورٍ: «والزَّهْراوانِ: أي: المُنِيرتانِ المُضِيئتانِ، واحدتها: زَهْراءُ». لسان العرب (4 /332).

وقد عدَّ بعضُ العلماء أنَّ ذِكْرَ (الزَّهْراوانِ) في هذا الحديثِ هو من بابِ الوصف، لا التسمية. انظر: "التحرير والتنوير" لابن عاشور (3 /143)، "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (1 /20).

* تُحاجُّ عن صاحبِها:

صحَّ عن أبي أُمامةَ الباهليِّ رضي الله عنه، قال: سَمِعْتُ رسولَ اللهِ ﷺ يقولُ: «اقرَؤُوا القرآنَ؛ فإنَّه يأتي يومَ القيامةِ شفيعًا لأصحابِه؛ اقرَؤُوا الزَّهْراوَينِ: البقرةَ، وسورةَ آلِ عِمْرانَ؛ فإنَّهما تأتيانِ يومَ القيامةِ كأنَّهما غَمَامتانِ، أو كأنَّهما غَيَايتانِ، أو كأنَّهما فِرْقانِ مِن طيرٍ صوافَّ، تُحاجَّانِ عن أصحابِهما، اقرَؤُوا سورةَ البقرةِ؛ فإنَّ أَخْذَها برَكةٌ، وتَرْكَها حَسْرةٌ، ولا تستطيعُها البَطَلةُ». أخرجه مسلم (804).

* كان يعظُمُ بين الصحابةِ قارئُ سورةِ (آلِ عِمْرانَ):

فعن أنسٍ رضي الله عنه، قال: «كان الرَّجُلُ إذا قرَأ البقرةَ وآلَ عِمْرانَ، جَدَّ فينا - يعني: عظُمَ -»، وفي روايةٍ: «يُعَدُّ فينا عظيمًا»، وفي أخرى: «عُدَّ فينا ذا شأنٍ». أخرجه أحمد (12236).

* ورَدتْ قراءتُه ﷺ لسورة (آل عِمْران) في قيام الليل:

فعن حُذَيفةَ بن اليمانِ رضي الله عنهما، قال: «صلَّيْتُ مع رسولِ اللهِ ﷺ ذاتَ ليلةٍ، فاستفتَحَ بسورةِ البقرةِ، فقرَأَ بمائةِ آيةٍ لم يَركَعْ، فمضى، قلتُ: يَختِمُها في الرَّكعتَينِ، فمضى، قلتُ: يَختِمُها ثم يَركَعُ، فمضى حتى قرَأَ سورةَ النِّساءِ، ثم قرَأَ سورةَ آلِ عِمْرانَ، ثم ركَعَ نحوًا مِن قيامِهِ، يقولُ في ركوعِهِ: سبحانَ ربِّيَ العظيمِ، سبحانَ ربِّيَ العظيمِ، سبحانَ ربِّيَ العظيمِ، ثم رفَعَ رأسَهُ، فقال: سَمِعَ اللهُ لِمَن حَمِدَه، ربَّنا لك الحمدُ، وأطال القيامَ، ثم سجَدَ، فأطال السُّجودَ، يقولُ في سجودِهِ: سبحانَ ربِّيَ الأعلى، سبحانَ ربِّيَ الأعلى، سبحانَ ربِّيَ الأعلى، لا يمُرُّ بآيةِ تخويفٍ أو تعظيمٍ للهِ عز وجل إلا ذكَرَهُ». أخرجه النسائي (١١٣٢).

* كان النبيُّ ﷺ يَقرأُ خواتمَها منتصَفَ الليلِ عندما يستيقظُ مِن نومِه:

فممَّا صحَّ عن عبدِ اللهِ بن عباسٍ رضي الله عنهما: أنَّه باتَ عند مَيْمونةَ زَوْجِ النبيِّ ﷺ - وهي خالتُهُ -، قال: «فاضطجَعْتُ في عَرْضِ الوِسادَةِ، واضطجَعَ رسولُ اللهِ ﷺ وأهلُهُ في طُولِها، فنامَ رسولُ اللهِ ﷺ حتى انتصَفَ الليلُ - أو قَبْله بقليلٍ، أو بعده بقليلٍ -، ثم استيقَظَ رسولُ اللهِ ﷺ، فجعَلَ يَمسَحُ النَّوْمَ عن وجهِهِ بيدَيهِ، ثم قرَأَ العَشْرَ الآياتِ الخواتِمَ مِن سُورةِ آلِ عِمْرانَ، ثم قامَ إلى شَنٍّ معلَّقةٍ، فتوضَّأَ منها، فأحسَنَ وُضُوءَهُ، ثم قامَ يُصلِّي، فصنَعْتُ مِثْلَ ما صنَعَ، ثُمَّ ذهَبْتُ فقُمْتُ إلى جَنْبِهِ، فوضَعَ رسولُ اللهِ ﷺ يَدَهُ اليُمْنى على رَأْسي، وأخَذَ بأُذُني بيدِهِ اليُمْنى يَفتِلُها، فصلَّى ركعتَينِ، ثم ركعتَينِ، ثم ركعتَينِ، ثم ركعتَينِ، ثم ركعتَينِ، ثم ركعتَينِ، ثم أوتَرَ، ثم اضطجَعَ حتى جاءه المؤذِّنُ، فقامَ فصلَّى ركعتَينِ خفيفتَينِ، ثم خرَجَ فصلَّى الصُّبْحَ». أخرجه البخاري (٤٥٧١).

جاءت مواضيعُ سورةِ (آل عِمْرانَ) مُرتَّبةً على النحوِ الآتي:

مقدِّمات للحوار مع النَّصارى (١-٣٢).

إنزال الكتاب هدايةً للناس (١-٩).

تحذير الكافرين وحقيقةُ الدنيا (١٠-١٨).

انتقال الرسالة لأمَّة الإسلام (٢٩-٣٢).

اصطفاء الله تعالى لرُسلِه (٣٣-٤٤).

حقيقة عيسى عليه السلام (٤٥-٦٣).

الإسلام هو دِين الحقِّ، وهو دِينُ جميع الأنبياء (٦٤-٩٩).

إبراهيم عليه السلام كان حنيفًا مسلمًا (٦٤-٦٨).

مخاطبة فِرَق أهل الكتاب، وبيان حقائقهم (٦٩-٨٠).

وَحْدة الرسالات، والدِّين الحق هو الإسلام (٨١- ٩٢).

صلة المسلمين بإبراهيم، وافتراء أهل الكتاب (٩٣-٩٩).

بيان خَيْرية هذه الأمَّة، وتحذيرها من أعدائها (١٠٠-١٢٠).

التحذير من الوقوع في أخطاء السابقين (١٠٠-١٠٩).

خيرية هذه الأمَّة وفضلها (١١٠-١١٥).

تحذير الأمَّة من المنافقين (١١٦-١٢٠).

معركة (أُحُد) (١٢١-١٤٨).

مقدِّمات معركة (أُحُد) (١٢١-١٢٩).

أهمية الطاعة ومواعظُ (١٣٠-١٣٨).

تعزية المسلمين، والنهيُ عن الهوان (١٣٩-١٤٨).

دروس مستفادة من الهزيمة (١٤٩-١٨٩).

التحذير من طاعة الأعداء والتنازل (١٤٩-١٥٨).

أهمية الشورى وطاعة الرسول (١٥٩-١٦٤).

أسباب الهزيمة وفوائدها (١٦٥-١٧٩).

تحذير المنافقين والبخلاء (١٨٠-١٨٩).

أولو الألباب يستفيدون من الآيات الكونية (١٩٠-١٩٥).

الأمورُ بخواتيمها (١٩٦-٢٠٠).

ينظر: "التفسير الموضوعي للقرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (1 /426).

افتُتِحت السُّورةُ بمقصدٍ عظيمٍ؛ وهو التنويهُ بالقرآن، وبمحمَّدٍ ﷺ، وتقسيمُ آيات القرآن، ومراتبُ الأفهام في تَلقِّيها، والتنويهُ بفضيلة الإسلام، وأنه لا يَعدِله دِينٌ، وأنه لا يُقبَل دِينٌ عند الله بعد ظهور الإسلام غيرُ الإسلام.

ومِن مقاصدِها: مُحاجَّةُ أهلِ الكتابينِ في حقيقة الحنيفيَّة، وأنهم بُعَداءُ عنها، وما أخَذ اللهُ من العهد على الرُّسلِ كلِّهم: أن يؤمنوا بالرسول الخاتم.

واشتملت على أمرِ المسلمين بفضائلِ الأعمال: مِن بذلِ المال في مواساة الأمَّة، والإحسان، وفضائل الأعمال، وتركِ البخل، ومَذمَّةِ الربا.

وخُتِمت السُّورةُ بآياتِ التفكير في ملكوت الله.

ينظر: "التحرير والتنوير" لابن عاشور (3 /145).