تفسير سورة سبأ

تذكرة الاريب في تفسير الغريب

تفسير سورة سورة سبأ من كتاب تذكرة الاريب في تفسير الغريب
لمؤلفه ابن الجوزي . المتوفي سنة 597 هـ

وله الحمد في الآخرة يحمده أولياؤه إذا دخلوا الجنة
أفترى على الله كذبا هذا قول المشركين بعضهم لبعض فرد عليهم بقوله بل الذين
ما بين أيديهم وما خلفهم وذلك أن الإنسان حيث ما نظر رأى السماء والأرض قدامه وخلفه
فضلا وهو النبوةأوبي رجعي معه التسبيح والطير منصوب عطفا على آتينا والمعنى وسخرنا له الطير
وقدر في السرد أي النسج أي اجعله على قدر الحاجة لا تجعل حلقه واسعة
غدوها شهر ورواحها شهر أي تسير في يوم مسيرة شهرينوالقطر النحاس وهو الصفرومن يزع منهم أي يعدل عن أمرنا له بطاعة سليمان
والمحاريب المساجد والتماثيل الصور ولم تك محرمة والجفان جمع جفنة وهو القصعة الكبيرة والجوابي جمع جابية وهي الحوض الكبير يحيى فيه الماء أي يجمع والراسيات الثوابت وكانت لا تنزل لعظمتها
ودابة الارض الأرضة والمنسأة العصا وكان قد مات قائما متوكئا على عصاه فلما قرضتها الأرضة خر وذلك بعد سنة والجن يعملون ولا يعلمون بموته فعلموا بذلك أنهم لو علموا الغيب لما لبثوا في العذاب المهين
وسبأ اسم القبيلة
والعرم السكر والمسناة بالحبشيةوالأكل الثمر والخمط شجرة الأراك والأثل الطرفاء والسدر شجر النبق
وجعلنا بينهم هذا معطوف على لقد كان لسبأ والمعنى وكان من حديثهم أنا جعلنا بينهم وبين القرى وهي قرى الشام قرى ظاهرة أي متواصلة وقدرنا فيها السير كان مقدار ما بين القرية والقرية مقدارا واحدا فقالوا لو كانت جنائنا أبعد كان أشهى لجناهافذلك قول باعد ومن قرأ بعد فعلى طريق الشكاية إلى الله ومن قرأ باعد فهو إخبر بما حل بهم
صدق عليهم أي فيهم إبليس ظنه أي صدق في ظنه حين قال ولأضلنهم ومن قرأ صدق أراد حقق
إلا لنعلم أي سلطناه لنعلم
الذين زعمتم أي زعمتم أنهم آلهة لينعموا عليكم بنعمة أو يكتشفوا بليةمن شرك أي لم يشاركونا في شيء من خلقهماوما له أي الله منهم من الآلهة والظهير المعين
إلا لمن أذن له أي لا يشفع أحد حتى يؤذن لهو فزع خفف عنها الفزع وقرأ الحسن فرغ بالغين أي فرغت من الفزعوالمشار إلى الملائكة يفزعون لسماع الله تعالى وروى ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا تكلم الله بالوحي سمع أهل السماء صلصلة كجر السلسلة على الصفا فيصعفون ولا يزالون كذلك حتى يأتيهم جبريل فإذا جاءهم جبريل فزع عن قلوبهم فيقولون يا جبريل ماذا قال ربك فيقول الحق فينادون الحق الحق قال الحسن المعنى إذا كشف الفزع عن قلوب المشركين عند الموت لتقوم الحجة عليهم قالت لهم الملائكة ماذا قال ربكم في الدنيا قالوا الحق فأقروا حين لا ينفعهم إقرار
من السموات المطر والأرض النباتوإنا أو إياكم قال أبو عبيدة المعنى وإنا لعلى هدى وإنكم لفي ضلال
لا تسألون عما أجرمنا منسوخ بآية السيف
لكم ميعاد يوم وهو يوم الموت
بالذي بين يديه التوراة والإنجيل
بل مكر الليل أي مكركم في الليل
مترفوها أغنياؤها ورؤساها
زلفى قربىجزاء الضعف أي عشر حسنات
بل كانوا يعبدون الجن أي يطيعون الشياطين في عبادتهم إياناأكثرهم يعني العابدين والمعبودين
وما آتيناهم يعني العرب
وما بلغوا يعني كفار مكة معشار ما آتيناهم الأمم التي كانت قبلهموالنكير الإنكار
بواحدة وهي أن تقوموا لله والمعنى وهي التي أعظكم بها قيامكم وتشميركم لطلب الحق وليس من القيام على الأقدام مثنى وهو أن يجتمع أثنان فيتناظران في أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وفرادى أي يتفكر الرجل وحده ثم تتفكروا لتعلموا أنه ليس بمجنون
يقذف بالحق أي يلقي الوحي
والباطل الأصنام
فإنما أضل على نفسي أي إثم ضلالتي على نفسي
إذ فزعوا حين البعث فلا موت أي فلا يمكنهم أن يفوتوناوأخذوا من مكان قريب وهو القبور
آمنا به أي بالبعثوالتناوش التناول لما يريدون المعنى كيف يتناولون الإيمان والتوبة وقد تركوا ذلك في الدنيا
وقد كفروا به بالبعثويقذفون بالغيب أي يرمون بالظن من كان بعيد وهو بعدهم عن العلم
وبين ما يشتهون وهو الرجوع إلى الدنيابأشياعهم بمن كان على مذهبهم
سورة سبأ
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورةُ (سَبَأٍ) من السُّوَر المكِّية، وقد نزَلتْ بعد سورة (لُقْمانَ)، وافتُتِحت بحمدِ الله وإثباتِ العلم له، وجاءت على ذِكْرِ إثباتِ البعث والجزاء، وأنَّه سبحانه يُعطِي مَن أطاع وآمَن، ويَمنَع من كفَر وجحَد، وقومُ (سَبَأٍ) هم مثالٌ واقعي لكفرِ النعمة وجحودها، ومثالٌ لقدرةِ الله عزَّ وجلَّ في الإيجاد والإعدام والتصرُّف في الكون، و(سَبَأٌ): اسمٌ لرجُلٍ.

ترتيبها المصحفي
34
نوعها
مكية
ألفاظها
884
ترتيب نزولها
58
العد المدني الأول
56
العد المدني الأخير
56
العد البصري
56
العد الكوفي
56
العد الشامي
55

* سورةُ (سَبَأٍ):

سُمِّيت سورةُ (سَبَأٍ) بهذا الاسم؛ لورودِ قصة أهل (سَبَأٍ) فيها، و(سَبَأٌ): اسمٌ لرجُلٍ؛ صح عن عبدِ اللهِ بن عباسٍ رضي الله عنهما أنه قال: «إنَّ رجُلًا سألَ رسولَ اللهِ ﷺ عن سَبَأٍ؛ ما هو؟ أرجُلٌ أم امرأةٌ أم أرضٌ؟ فقال: «بل هو رجُلٌ، ولَدَ عشَرةً، فسكَنَ اليمَنَ منهم ستَّةٌ، وبالشَّامِ منهم أربعةٌ؛ فأمَّا اليمانيُّون: فمَذْحِجٌ، وكِنْدةُ، والأَزْدُ، والأشعَريُّون، وأنمارٌ، وحِمْيَرُ، عرَبًا كلُّها، وأمَّا الشَّاميَّةُ: فلَخْمٌ، وجُذَامُ، وعاملةُ، وغسَّانُ»». أخرجه أحمد (٢٨٩٨).

1. الاستفتاح بالحمد (١-٢).

2. قضية البعث والجزاء (٣-٩).

3. أمثلة عن شكرِ النعمة وكفرها (١٠-٢١).

4. داودُ وسليمان عليهما السلام مثالٌ عملي للأوَّابين الشاكرين (١٠-١٤).

5. قومُ (سَبَأٍ) مثالٌ واقعي لعاقبة كفرِ النِّعمة (١٥-٢١).

6. حوار مع المشركين (٢٢-٢٨).

7. مِن مَشاهدِ يوم القيامة (٢٩-٣٣).

8. التَّرَف والمُترَفون (٣٤-٣٩).

9. عَوْدٌ إلى مَشاهدِ يوم القيامة (٤٠-٤٢).

10. عود إلى حال المشركين في الدنيا (٤٣-٤٥).

11. دعوة للتفكُّر والنظر (٤٦-٥٤).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم " لمجموعة من العلماء (6 /172).

مقصدُها هو إثباتُ قدرةِ الله عزَّ وجلَّ على الإيجادِ والإعدامِ والتَّصرُّفِ في الكونِ، يُعطِي مَن شكَر، ويَمنَع مَن جحَد وكفَر، وذلك حقيقٌ منه إثباتُ يوم البعث والجزاء، ووقوعُه لا محالة، وقصَّةُ (سَبَأٍ) أكبَرُ دليل على ذلك المقصد.

ينظر: "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" للبقاعي (2 /377).