تفسير سورة الجن

المجتبى من مشكل إعراب القرآن

تفسير سورة سورة الجن من كتاب المجتبى من مشكل إعراب القرآن الكريم المعروف بـالمجتبى من مشكل إعراب القرآن.
لمؤلفه أحمد بن محمد الخراط .

سورة الجن
1374
١ - ﴿قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا﴾
المصدر المؤول «أنه استمع» نائب فاعل، والهاء في «أنه» ضمير الشأن. الجار «من الجن» متعلق بنعت لـ «نفر»، وجملة «فقالوا» معطوفة على جملة «استمع».
1374
٢ - ﴿يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا﴾
جملة «يهدي» نعت ثان لـ ﴿قُرْآنًا﴾، وجملة «فآمنَّا» معطوفة على جملة ﴿سَمِعْنَا﴾، وجملة «ولن نشرك» معطوفة على جملة «آمنَّا».
٣ - ﴿وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلا وَلَدًا﴾
جملة «ما اتخذ» خبر «أن»، وجملة «تعالى جَدُّ» اعتراضية، والمصدر المؤول من «أن» وما بعدها: معطوف على الهاء في ﴿بِهِ﴾ أي: آمنَّا به، وبأنه تعالى جدُّ ربنا، وبأنه كان... إلى آخره، والعطف على الضمير المجرور دون إعادة الجار مع «أنَّ» لا مانع منه؛ لكثرة حذف حرف الجر مع «أنَّ».
٤ - ﴿وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطًا﴾
اسم كان ضمير الشأن مستتر، وجملة «يقول» خبرها، الجار «على الله» متعلق بحال من «شططا»، و «شططًا» نائب مفعول مطلق أي: قولا شططًا، والمصدر المؤول معطوف على ما قبله.
٥ - ﴿وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُولَ الإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا﴾ -[١٣٧٥]-
قوله «أن لن» :«أن» المخففة، واسمها ضمير الشأن، والمصدر المؤول سدَّ مسدَّ مفعولَيْ «ظن»، وجملة «لن تقول» خبر «أن»، الجار «على الله» متعلق بحال من «كذبًا»، و «كذبًا» مفعول «تقول».
٦ - ﴿وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا﴾
الجار «من الإنس» متعلق بنعت لـ «رجال»، وجملة «يعوذون» خبر كان، وجملة «فزادوهم» معطوفة على جملة «كان»، و «رَهَقا» مفعول ثان.
٧ - ﴿وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا كَمَا ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ أَحَدًا﴾
الكاف نائب مفعول مطلق، و «ما» مصدرية أي: ظنوا ظنًا مثلَ ظنكم، و «أنْ» مخففة، واسمها ضمير الشأن، و «أن» وما بعدها سدَّت مسدَّ مفعولَيْ ظن، وجملة «يبعث» خبر أن.
٨ - ﴿وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا﴾
«وجد» يتعدى لواحد لأنه بمعنى صادَفْنا وأَصَبْنا، وجملة «مُلئت» حالية، و «حرسًا» تمييز.
٩ - ﴿وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا﴾
«مقاعد» مفعول مطلق، الجار «للسمع» متعلق بـ «نقعد»، الجار «منها» متعلق بحال من «مقاعد»، وجملة الشرط معطوفة على جملة «كنا»، و «من» شرطية مبتدأ، «الآن» ظرف في الأصل للحال، واستعير للاستقبال، الجار «له» متعلق بـ «يجد».
١٠ - ﴿وَأَنَّا لا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا﴾
جملة «لا ندري» خبر «أنَّ»، والهمزة للاستفهام، ويليها غالبًا الفعل، وقد يليها الاسم كهذه الآية، وجملة «أشر أريد» سدَّت مسدَّ مفعولي درى، و «أم» عاطفة متصلة، وجملة «أراد بهم ربهم» معطوفة على جملة «أشرٌّ أريد»، والجملة هذه بتأويل مفرد أي: أشر أريد بهم أم خير؟
١١ - ﴿وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا﴾
قوله «الصالحون» : مبتدأ، وجملة «منا الصالحون» خبر «أنَّ»، «دون» ظرف مكان متعلق بنعت لمبتدأ مقدر أي: ومنَّا قوم كائنون دون، وحَذْف الموصوف مع «مِنْ» التبعيضية يكثر. والمعنى: ومنا صالحون دون أولئك في الصلاح، وجملة «ومنَّا قومٌ دون ذلك» معطوفة على جملة «منَّا الصالحون»، وجملة «كنَّا» حال من الضمير «نا» مِنْ قوله «مِنَّا».
١٢ - ﴿وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعْجِزَ اللَّهَ فِي الأَرْضِ وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَبًا﴾
«أن» المخففة، واسمها ضمير الشأن، الجار «في الأرض» متعلق بحال من فاعل «نعجز»، «هَربًا» مصدر في موضع الحال أي: هاربين.
١٣ - ﴿وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آمَنَّا بِهِ فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلا يَخَافُ بَخْسًا وَلا رَهَقًا﴾
جملة الشرط الأولى وجوابه خبر «أن»، وجملة «فمن يؤمن» معطوفة على جملة «آمنا»، والرابط مقدر أي: مِنَّا، وجملة «فلا يخاف» خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو، والجملة الاسمية جواب الشرط، وليست «فلا يخاف» جوابًا؛ -[١٣٧٧]- لأن جواب الشرط المقترن بـ «لا» خالٍ من الفاء.
١٤ - ﴿وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا﴾
المصدر المؤول معطوف على المصدر السابق، وجملة «منَّا المسلمون» خبر «أن»، وجملة «منا القاسطون» معطوفة على جملة «منَّا المسلمون»، وجملة الشرط معطوفة على جملة «منَّا المسلمون»، والرابط مقدر أي: أسلم منَّا، «رشدًا» مفعول به.
١٥ - ﴿وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا﴾
جملة الشرط معطوفة على جملة «مَنْ أسلم»، الجار «لجهنم» متعلق بحال من «حطبًا».
١٦ - ﴿وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا﴾
«أن» المخففة، واسمها ضمير الشأن، والخبر جملة «لو استقاموا»، «ماء» مفعول ثان.
١٧ - ﴿لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَابًا صَعَدًا﴾
جملة الشرط معترضة.
١٨ - ﴿وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا﴾
«لا» ناهية، «مع» ظرف متعلق بحال من «أحدًا».
١٩ - ﴿وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا﴾
جملة الشرط خبر «أنَّ»، الجار «عليه» متعلق بـ «لبدًا»، وجملة «يدعوه» -[١٣٧٨]- حال من فاعل «قام».
٢١ - ﴿لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلا رَشَدًا﴾
الجار «لكم» متعلق بحال من «ضرًا».
٢٢ - ﴿لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا﴾
الجار «من الله» متعلق بالفعل، والجار «من دونه» متعلق بـ «أجد».
٢٣ - ﴿إِلا بَلاغًا مِنَ اللَّهِ وَرِسَالاتِهِ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا﴾
قوله «إلا بلاغًا» : مستثنى منقطع، الجار «من الله» متعلق بنعت لـ «بلاغًا»، وجملة الشرط مستأنفة. «خالدين» حال من الضمير في «له»، وحمل على معنى «مَنْ» فلذلك جمع، «أبدًا» ظرف زمان متعلق بـ «خالدين».
٢٤ - ﴿حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ أَضْعَفُ نَاصِرًا﴾
«حتى» ابتدائية، والجملة الشرطية مستأنفة، «من» اسم استفهام مبتدأ، و «أضعف» خبر، والجملة سدَّت مسدَّ مفعولَيْ «علم»، «ناصرًا» تمييز.
٢٥ - ﴿قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ مَا تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَدًا﴾
«إن» نافية، و «قريب» خبر المصدر المؤول «ما توعدون» أي: الوعد قريب، وجملة «قريب ما توعدون» سدَّت مسدَّ مفعولي «أدري»، «أم» عاطفة متصلة، وجملة «يجعل له ربي» معطوفة على جملة «قريب ما توعدون»، الجار «له» متعلق بالمفعول الثاني.
٢٦ - ﴿عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا﴾
«عالم» خبر لـ «هو» مقدرة، وجملة «فلا يظهر» معطوفة على جملة (هو عالم).
٢٧ - ﴿إِلا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا﴾
«مَنْ» موصول بدل من ﴿أَحَدًا﴾، الجار «من رسول» متعلق بحال من «مَنْ»، وجملة «فإنه يسلك» معطوفة على جملة «ارتضى»، والجار «مِنْ بين» متعلق بـ «يسلك».
٢٨ - ﴿لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا﴾
المصدر المؤول المجرور «ليعلم» متعلق بـ ﴿يَسْلُكُ﴾، «أن» مخففة، واسمها ضمير الشأن، وجملة «قد أبلغوا» خبر، «أن» وما بعدها في تأويل مصدر سدَّت مسدَّ مفعولَيْ علم، «لديهم» : ظرف مكان متعلق بالصلة، «عددًا» تمييز.
سورة الجن
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (الجِنِّ) من السُّوَر المكية، نزلت بعد سورة (الأعراف)، وقد جاءت على ذِكْرِ شرفِ النبي صلى الله عليه وسلم، وتحقُّقِ الكرامة له بعد أن رفَضه أهلُ الأرض وآذَوْهُ، فليَّنَ اللهُ له قلوبَ عالَم الجِنِّ؛ فاستمَعوا لهذا القرآن، وآمنوا به، وبرسالة مُحمَّد صلى الله عليه وسلم؛ لِما لهذا القرآن من عظمة وهداية وبيان واضح، والإنس أدعى أن يؤمنوا بهذا الكتابِ العظيم.

ترتيبها المصحفي
72
نوعها
مكية
ألفاظها
285
ترتيب نزولها
40
العد المدني الأول
28
العد المدني الأخير
28
العد البصري
28
العد الكوفي
28
العد الشامي
28

قوله تعالى: {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اْسْتَمَعَ نَفَرٞ مِّنَ اْلْجِنِّ} [الجن: 1]:

عن عبدِ اللهِ بن عباسٍ رضي الله عنهما، قال: «انطلَقَ النبيُّ ﷺ في طائفةٍ مِن أصحابِه عامِدِينَ إلى سُوقِ عُكَاظَ، وقد حِيلَ بَيْنَ الشياطينِ وبَيْنَ خَبَرِ السماءِ، وأُرسِلتْ عليهم الشُّهُبُ، فرجَعتِ الشياطينُ إلى قومِهم، فقالوا: ما لكم؟ فقالوا: حِيلَ بَيْننا وبَيْنَ خَبَرِ السماءِ، وأُرسِلتْ علينا الشُّهُبُ، قالوا: ما حالَ بَيْنَكم وبَيْنَ خَبَرِ السماءِ إلا شيءٌ حدَثَ، فاضرِبوا مشارقَ الأرضِ ومغاربَها، فانظُروا ما هذا الذي حالَ بَيْنَكم وبَيْنَ خَبَرِ السماءِ، فانصرَفَ أولئك الذين توجَّهوا نحوَ تِهامةَ إلى النبيِّ ﷺ، وهو بنَخْلةَ، عامِدِينَ إلى سُوقِ عُكَاظَ، وهو يُصلِّي بأصحابِه صلاةَ الفجرِ، فلمَّا سَمِعوا القرآنَ استمَعوا له، فقالوا: هذا واللهِ الذي حالَ بَيْنَكم وبَيْنَ خَبَرِ السماءِ، فهنالك حينَ رجَعوا إلى قومِهم، وقالوا: يا قومَنا: {إِنَّا سَمِعْنَا قُرْءَانًا عَجَبٗا ١ يَهْدِيٓ إِلَى اْلرُّشْدِ فَـَٔامَنَّا بِهِۦۖ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَآ أَحَدٗا} [الجن: 1-2]؛ فأنزَلَ اللهُ على نبيِّه ﷺ: {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اْسْتَمَعَ نَفَرٞ مِّنَ اْلْجِنِّ} [الجن: 1]، وإنَّما أُوحِيَ إليه قولُ الجِنِّ». أخرجه البخاري (٧٧٣).

* سورة (الجِنِّ):

سُمِّيت سورة (الجِنِّ) بهذا الاسم؛ لاشتمالها على أحوالهم وأقوالهم، وعلاقتهم بالإنس.

* سورة {قُلْ أُوحِيَ}:

سُمِّيت بذلك؛ لافتتاحها بهذا اللفظِ.

1. الافتتاحية (١-٢).

2. الجِنُّ ورحلة الإيمان (٣-١٥).

3. من صفاتِ الرَّكْبِ، والداعي إليه (١٦-٢٥).

4. الخاتمة (٢٦-٢٨).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (8 /397).

يقول البِقاعيُّ: «مقصودها: إظهارُ شرفِ هذا النبي صلى الله عليه وسلم؛ حيث لُيِّنَ له قلوبُ الجِنِّ والإنس وغيرِهم، فصار مالكًا لقلوب المُجانِس وغيره؛ وذلك لعظمة هذا القرآنِ، ولُطْفِ ما له من عظيم الشأن.
هذا، والزمانُ في آخره، وزمان لُبْثِه في قومه دون العُشْرِ من زمن قوم نوح عليهما السلام، أولِ نبيٍّ بعثه اللهُ إلى المخالفين، وما آمن معه من قومه إلا قليلٌ.
وعلى ذلك دلَّت تسميتُها بـ(الجِنِّ)، وبـ {قُلْ أُوحِيَ}». "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" للبقاعي (3 /127).