تفسير سورة الجن

جهود الإمام الغزالي في التفسير

تفسير سورة سورة الجن من كتاب جهود الإمام الغزالي في التفسير
لمؤلفه أبو حامد الغزالي . المتوفي سنة 505 هـ

١١٩٣- علم على مزاج الظن، وظن على مزاج العلم. ( المعارف العقلية : ١٤١ )
﴿ وأنهم ظنوا كما ظننتم أن لن يبعث الله أحدا ﴾ إشارة على الظن الأول
﴿ وإنا ظننا أن لن نعجز الله في الأرض ولن نعجزه هربا ﴾ إشارة على الظن الثاني.
١١٩٤- في الكلام حذف يدل على صحة، تقدير الشرع الصادق والمشاهدة الصورية ؛ وهو أن يكون معناه : إلا من ارتضى من رسول، ومن اتبع الرسول بالإخلاص والاستقامة، أو عمل بما جاء به النبي، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال :( اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله ) وهل يبقى إلا ما غاب عنه أن ينكشف إليه. ( الإملاء : ملحق بالإحياء : ٥/٤٠ )
١١٩٥- وقوله ﴿ من رسول ﴾ وهو ستر على الحال، لئلا يحسب أجلاف العامة أنها مشاركة غيبية، وهذا غير بعيد ؛ خزائن الملوك يطلع عليها الملوك، والأمور المستورة عن المعشوق فقد يشاهدها العاشق الصادق قياسا بالصورة الحسناء يشاهدها مالكها وهي مستورة عن الغير. ( سر العالمين ضمن المجموعة رقم ٦ ص : ٨٦ )
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢٦:١١٩٤- في الكلام حذف يدل على صحة، تقدير الشرع الصادق والمشاهدة الصورية ؛ وهو أن يكون معناه : إلا من ارتضى من رسول، ومن اتبع الرسول بالإخلاص والاستقامة، أو عمل بما جاء به النبي، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال :( اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله ) وهل يبقى إلا ما غاب عنه أن ينكشف إليه. ( الإملاء : ملحق بالإحياء : ٥/٤٠ )

١١٩٥-
وقوله ﴿ من رسول ﴾ وهو ستر على الحال، لئلا يحسب أجلاف العامة أنها مشاركة غيبية، وهذا غير بعيد ؛ خزائن الملوك يطلع عليها الملوك، والأمور المستورة عن المعشوق فقد يشاهدها العاشق الصادق قياسا بالصورة الحسناء يشاهدها مالكها وهي مستورة عن الغير. ( سر العالمين ضمن المجموعة رقم ٦ ص : ٨٦ )

﴿ وأحصى كل شيء عددا ﴾( ٢٨ )
١١٩٦- المحصي : يدل على العلم الذي يحيط بمعلومات محصورات معدودة التفصيل. ( روضة الطالبين ضمن المجموعة رقم ٢ ص : ٦٥ )
سورة الجن
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (الجِنِّ) من السُّوَر المكية، نزلت بعد سورة (الأعراف)، وقد جاءت على ذِكْرِ شرفِ النبي صلى الله عليه وسلم، وتحقُّقِ الكرامة له بعد أن رفَضه أهلُ الأرض وآذَوْهُ، فليَّنَ اللهُ له قلوبَ عالَم الجِنِّ؛ فاستمَعوا لهذا القرآن، وآمنوا به، وبرسالة مُحمَّد صلى الله عليه وسلم؛ لِما لهذا القرآن من عظمة وهداية وبيان واضح، والإنس أدعى أن يؤمنوا بهذا الكتابِ العظيم.

ترتيبها المصحفي
72
نوعها
مكية
ألفاظها
285
ترتيب نزولها
40
العد المدني الأول
28
العد المدني الأخير
28
العد البصري
28
العد الكوفي
28
العد الشامي
28

قوله تعالى: {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اْسْتَمَعَ نَفَرٞ مِّنَ اْلْجِنِّ} [الجن: 1]:

عن عبدِ اللهِ بن عباسٍ رضي الله عنهما، قال: «انطلَقَ النبيُّ ﷺ في طائفةٍ مِن أصحابِه عامِدِينَ إلى سُوقِ عُكَاظَ، وقد حِيلَ بَيْنَ الشياطينِ وبَيْنَ خَبَرِ السماءِ، وأُرسِلتْ عليهم الشُّهُبُ، فرجَعتِ الشياطينُ إلى قومِهم، فقالوا: ما لكم؟ فقالوا: حِيلَ بَيْننا وبَيْنَ خَبَرِ السماءِ، وأُرسِلتْ علينا الشُّهُبُ، قالوا: ما حالَ بَيْنَكم وبَيْنَ خَبَرِ السماءِ إلا شيءٌ حدَثَ، فاضرِبوا مشارقَ الأرضِ ومغاربَها، فانظُروا ما هذا الذي حالَ بَيْنَكم وبَيْنَ خَبَرِ السماءِ، فانصرَفَ أولئك الذين توجَّهوا نحوَ تِهامةَ إلى النبيِّ ﷺ، وهو بنَخْلةَ، عامِدِينَ إلى سُوقِ عُكَاظَ، وهو يُصلِّي بأصحابِه صلاةَ الفجرِ، فلمَّا سَمِعوا القرآنَ استمَعوا له، فقالوا: هذا واللهِ الذي حالَ بَيْنَكم وبَيْنَ خَبَرِ السماءِ، فهنالك حينَ رجَعوا إلى قومِهم، وقالوا: يا قومَنا: {إِنَّا سَمِعْنَا قُرْءَانًا عَجَبٗا ١ يَهْدِيٓ إِلَى اْلرُّشْدِ فَـَٔامَنَّا بِهِۦۖ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَآ أَحَدٗا} [الجن: 1-2]؛ فأنزَلَ اللهُ على نبيِّه ﷺ: {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اْسْتَمَعَ نَفَرٞ مِّنَ اْلْجِنِّ} [الجن: 1]، وإنَّما أُوحِيَ إليه قولُ الجِنِّ». أخرجه البخاري (٧٧٣).

* سورة (الجِنِّ):

سُمِّيت سورة (الجِنِّ) بهذا الاسم؛ لاشتمالها على أحوالهم وأقوالهم، وعلاقتهم بالإنس.

* سورة {قُلْ أُوحِيَ}:

سُمِّيت بذلك؛ لافتتاحها بهذا اللفظِ.

1. الافتتاحية (١-٢).

2. الجِنُّ ورحلة الإيمان (٣-١٥).

3. من صفاتِ الرَّكْبِ، والداعي إليه (١٦-٢٥).

4. الخاتمة (٢٦-٢٨).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (8 /397).

يقول البِقاعيُّ: «مقصودها: إظهارُ شرفِ هذا النبي صلى الله عليه وسلم؛ حيث لُيِّنَ له قلوبُ الجِنِّ والإنس وغيرِهم، فصار مالكًا لقلوب المُجانِس وغيره؛ وذلك لعظمة هذا القرآنِ، ولُطْفِ ما له من عظيم الشأن.
هذا، والزمانُ في آخره، وزمان لُبْثِه في قومه دون العُشْرِ من زمن قوم نوح عليهما السلام، أولِ نبيٍّ بعثه اللهُ إلى المخالفين، وما آمن معه من قومه إلا قليلٌ.
وعلى ذلك دلَّت تسميتُها بـ(الجِنِّ)، وبـ {قُلْ أُوحِيَ}». "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" للبقاعي (3 /127).