ﰡ
٧- فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ أي جور. يقال: زغت عن الحق. ومنه قوله: أَمْ زاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصارُ [سورة ص آية: ٦٣] أي عدلت ومالت.
ابْتِغاءَ الْفِتْنَةِ أي الكفر. والفتنة تتصرف على وجوه قد ذكرتها في كتاب «تأويل المشكل».
أُولُوا الْأَلْبابِ: ذوو العقول. وواحد «أولو» ذو. وواحد أولات:
ذات.
١١- كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ أي كعادتهم يريد كفر اليهود ككفر من قبلهم. يقال: هذا دأبه ودينه وديدنه.
١٤- الْقَناطِيرِ واحدها قنطار. وقد اختلف في تفسيرها. فقال بعضهم: القنطار ثمانية آلاف مثقال ذهب، بلسان أهل إفريقية. وقال بعضهم: ألف مثقال. وقال بعضهم: ملء مسك ثور ذهبا. وقال بعضهم:
مائة رطل.
وقال الفراء: المقنطرة: المضعّفة، كأن القناطير ثلاثة، والمقنطرة تسعة.
وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ، الرّاعية. يقال: سامت الخيل فهي سائمة إذا رعت. وأسمتها فهي مسامة، وسوّمتها فهي مسوّمة: إذا رعيتها.
والمسوّمة في غير هذا: المعلّمة في الحرب بالسّومة وبالسّيماء. أي بالعلامة.
وقال مجاهد: الخيل المسومة: المطهّمة الحسان. وأحسبه أراد أنها ذات سيماء. كما يقال: رجل له سيماء، وله شارة حسنة.
وَالْأَنْعامِ: الإبل والبقر والغنم. واحدها نعم. وهو جمع لا واحد له من لفظه.
(والحرث) : الزّرع.
وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ أي المرجع. من «آب يؤوب» :
إذا رجع.
١٧- الْقانِتِينَ: المصلّين. و «القنوت» يتصرف على وجوه قد بينتها في كتاب «المشكل».
وَالْمُنْفِقِينَ يعني: المتصدقين.
١٨- قائِماً بِالْقِسْطِ أي بالعدل.
٢٧- تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ أي تدخل هذا في هذا، فما زاد في واحد نقص من الآخر مثله.
وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ يعني: الحيوان من النّطفة والبيضة.
وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ يعني: النطفة والبيضة- وهما ميتتان- من الحيّ.
وَتَرْزُقُ مَنْ تَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ أي بغير تقدير وتضييق.
٣٥- إِذْ قالَتِ امْرَأَتُ عِمْرانَ أي قالت و «إذ» تزاد في الكلام على ما بينت في «تأويل المشكل».
مُحَرَّراً أي عتيقا لله عز وجل. تقول: أعتقت الغلام وحرّرته، سواء. وأرادت: إني نذرت أن أجعل ما في بطني محرّرا من التّعبيد للدنيا، ليعبدك ويلزم بيتك.
٣٦- فَلَمَّا وَضَعَتْها قالَتْ: رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُها أُنْثى، وكان النذر في مثل هذا يقع للذكور. ثم قالت: وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثى. فقول الله عز وجل: وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِما وَضَعَتْ- في قراءة من قرأ بجزم التاء وفتح العين- مقدّم، ومعناه التأخير. كأنه: إني وضعتها أنثى، وليس الذكر كالأنثى، والله أعلم بما وضعت.
ومن قرأه وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِما وَضَعَتْ- بضم الثاء- فهو كلام متصل من قول أم مريم عليها السلام.
٣٧- وَكَفَّلَها زَكَرِيَّا: ضمّها إليه.
والمحراب أيضا: المسجد. قال: يَعْمَلُونَ لَهُ ما يَشاءُ مِنْ مَحارِيبَ [سورة سبأ آية: ١٣]، أي مساجد.
وقال أبو عبيدة: المحراب سيد المجالس ومقدمها وأشرفها، وكذلك هو من المسجد.
أَنَّى لَكِ هذا أي من أين لك هذا؟.
٣٩- وَسَيِّداً وَحَصُوراً قال ابن عيينة: «السيد: الحليم». وقال هو: «الحصور: الذي لا يأتي النساء» «١». وهو «فعول» بمعنى «مفعول». كأنه محصور عنهن، أي مأخوذ محبوس عنهن. وأصل الحصر: الحبس. ومثله مما جاء فيه «فعول» بمعنى «مفعول» : ركوب بمعنى مركوب، وحلوب معنى محلوب. وهيوب بمعنى مهيب.
٤١- اجْعَلْ لِي آيَةً أي علامة.
قالَ: آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزاً أي وحيا وإيماء باللسان [أو باليد] أو بالحاجب. يقال: رمز فلان لفلانة، إذا أشار بواحدة من هذه. ومنه قيل للفاجرة: رامزة ورمّازة، لأنها ترمز وتومىء، ولا تعلن.
قال قتادة: إنما كان عقوبة عوقب بها، [إذ] سأل الآية بعد مشافهة الملائكة إياه بما بشّر به.
٤٤- يُلْقُونَ أَقْلامَهُمْ أي قداحهم، يقترعون على مريم. أيّهم
٤٥- وَجِيهاً فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ أي ذا جاه فيهما.
٤٩- الْأَكْمَهَ: الذي يولد أعمى. والجمع كمه.
٥٢- قالَ مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللَّهِ أي من أعواني مع الله؟.
٥٥- مُتَوَفِّيكَ: قابضك من الأرض من غير موت.
٦١- وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ أي إخواننا وإخوانكم.
ثُمَّ نَبْتَهِلْ أي نتداعى باللّعن. يقال عليه: بهلة الله وبهلته، أي لعنته.
٦٤- إِلى كَلِمَةٍ سَواءٍ بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ أي نصف. يقال: دعاك إلى السواء، أي إلى النّصفة. وسواء كلّ شيء: وسطه. ومنه يقال للنصفة:
سواء، لأنها عدل. وأعدل الأمور أوساطها.
٧٢- آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهارِ أي صدر النهار. قال قتادة: قال بعضهم لبعض: أعطوهم الرّضا بدينهم أوّل النهار واكفروا بالعشي، فإنه أجدر أن تصدقكم الناس، ويظنوا أنكم قد رأيتم منهم ما تكرهون فرجعتم، وأجدر أن يرجعوا عن دينهم.
٧٥- إِلَّا ما دُمْتَ عَلَيْهِ قائِماً أي مواظبا بالاقتضاء. وقد بينت هذا في باب المجاز.
ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قالُوا لَيْسَ عَلَيْنا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ، كان أهل الكتاب إذا بايعهم المسلمون، قال بعضهم لبعض: ليس للأميين- يعنون العرب-
٧٨- يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتابِ أي يقلّبون ألسنتهم بالتحريف، والزيادة.
الرَّبَّانِيُّونَ واحدهم ربّاني. وهم: العلماء المعلّمون.
٨١- وَأَخَذْتُمْ عَلى ذلِكُمْ إِصْرِي أي عهدي. وأصل الإصر الثّقل. فسمي العهد إصرا: لأنه يمنع من الأمر الذي أخذ له وثقّل وشدّد.
٩٣- كُلُّ الطَّعامِ كانَ حِلًّا أي حلالا لِبَنِي إِسْرائِيلَ.
ومثله: الحرم والحرام، واللّبس واللّباس. إِلَّا ما حَرَّمَ إِسْرائِيلُ عَلى نَفْسِهِ، قالوا: لحوم الإبل.
٩٦- (بكّة) ومكّة شيء واحد. والباء تبدل من الميم. يقال: سمّد راسه وسبّده، إذا استأصله. وشر لازم وزب.
ويقال: بكة: موضع المسجد، ومكة: البلد حوله.
٩٧- قال مجاهد في قوله: وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ «١» : هو من إن حج لم يره برّا، وإن قعد لم ير قعوده مأثما.
١٠١- وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ أي يمتنع بالله. وأصل العصمة:
المنع. ومنه يقال: عصمه الطعام، أي منعه من الجوع.
١٠٣- وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ أي بدينه [وعهده].
أرخج سعيد بن منصور عن عكرمة قال: لما نزلت: وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً الآية، قالت اليهود: فنحن مسلمون، فقال لهم النبي صلّى الله عليه وسلم إن الله فرض على المسلمين حج البيت، فقالوا: لم يكتب علينا وأبوا أن يحجوا فأنزل الله: وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ.
١٠٤- وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ أي معلّمون للخير. والأمّة تتصرف على وجوه قد بينتها في «تأويل المشكل».
١١١- لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذىً أي لم تبلغ عدواتهم لكم أن يضروكم في أنفسكم، إنما هو أذى بالقول.
١١٢- إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ أي بلسان وعهد. [والحبل] يتصرف على وجوه قد ذكرتها في «تأويل المشكل».
١١٣- أُمَّةٌ قائِمَةٌ أي مواظبة على أمر الله.
١١٧-يحٍ فِيها صِرٌّ
أي برد. ونهي عن الجراد: عما قتله الصّر، أي البرد «١».
ابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ
أي زرعهم.
١١٨- لا تَتَّخِذُوا بِطانَةً مِنْ دُونِكُمْ «٢» أي دخلاء من دون المسلمين، يريد من غيرهم لا يَأْلُونَكُمْ خَبالًا أي شرا. وَدُّوا ما عَنِتُّمْ أي ودوا عنتكم، وهو ما نزل بكم من مكروه وضر.
١١٩- ها أَنْتُمْ أُولاءِ تُحِبُّونَهُمْ أي ها أنتم يا هؤلاء تحبّونهم.
١٢٠- إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ أي نعمة.
وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ أي مصيبة ومكروه.
(٢) أخرج ابن جرير وابن إسحاق عن ابن عباس قال: كان رجال من المسلمين يواصلون رجالا من يهود لما كان بينهم من الجوار والحلف في الجاهلية فأنزل الله فيهم ينهاهم عن مباطنتهم تخوف الفتنة عليهم.
١٢١- تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقاعِدَ لِلْقِتالِ من قولك: بوّأتك منزلا، إذا أفدتك إياه وأسكنتكه. ومقاعد القتال: المعسكر والمصافّ.
١٢٢- أَنْ تَفْشَلا أي تجبنا.
١٢٥- مُسَوِّمِينَ معلمين بعلامة الحرب. وهو من السّيماء مأخوذ. يقال: كانت سيماء الملائكة يوم «بدر» عمائم صفرا. وكان حمزة مسوّما يوم «أحد» بريشة.
وروي أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال لأصحابه يوم بدر: «تسوّموا فإن الملائكة قد تسوّمت».
ومن قرأ «مسوّمين» بالفتح، أراد أنه فعل ذلك بهم. والسّومة:
العلامة التي تعلم الفارس نفسه.
وقال أبو زيد: يقال سوم الرجل خيله: إذا أرسلها في الغارة. وسوّموا خيلهم: إذا شنوا الغارة. وقد يمكن أن يكون النّصب من هذا أيضا.
١٢٧- لِيَقْطَعَ طَرَفاً مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بأسر وقتل.
أَوْ يَكْبِتَهُمْ قال أبو عبيدة: الكبت: الإهلاك. وقال غيره: هو أن يغيظهم ويحزنهم. وكذلك قال في قوله في سورة المجادلة: كُبِتُوا كَما كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ [سورة المجادلة آية: ٥] ويقال: كبت الله عدوّك.
وهو بما قال أبو عبيدة أشبه. واعتبارها قوله: وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ [سورة الأحزاب آية: ٢٥] لأن أهل النظر يرون أن «التاء» فيه منقلبة عن «دال» كأن الأصل فيه: يكبدهم أي يصيبهم في أكبادهم بالحزن والغيظ وشدة العداوة. ومنه يقال: فلان قد أحرق الحزن كبده. وأحرقت العداوة كبده. والعرب تقول للعدو: أسود الكبد. قال الأعشى:
كاشح، لأنه يخبأ العداوة في كشحه. والكشح: الخاصرة، وإنما يريدون الكبد لأن الكبد هناك. قال الشاعر «١» :
وأضمر أضغانا عليّ كشوحها والتاء والدال متقاربتا المخرجين. والعرب تدغم إحداهما في الأخرى، وتبدل إحداهما من الأخرى، كقولك: هرت الثوب وهرده: إذا خرقه. كذلك كبت العدو وكبده. ومثله كثير.
١٣٠- لا تَأْكُلُوا الرِّبَوا أَضْعافاً مُضاعَفَةً «٢» يريد ما تضاعف منه شيئا بعد شيء. قال ابن عيينة: هو أن تقول: أنظرني وأزيدك.
١٣٣- وقوله: جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَالْأَرْضُ يريد سعتها، ولم يرد العرض الذي هو خلاف الطول. والعرب تقول: بلاد عريضة، أي واسعة «وفي الأرض العريضة مذهب».
وقال النبي صلّى الله عليه وسلم للمنهزمين يوم أحد: «لقد ذهبتم بها عريضة»
. وقال الشاعر:
فما أجشمت من إتيان قوم | هم الأعداء والأكباد سود |
كأنّ بلاد الله- وهي عريضة | على الخائف المطلوب كفّة |
(٢) أخرج الفريابي عن مجاهد قال: كانوا يتبايعون إلى الأجل فإذا حل الأجل زادوا عليهم وزادوا في الأجل فنزلت: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا الرِّبَوا أَضْعافاً مُضاعَفَةً.
وأخرج أيضع عن عطاء قال: كانت ثقيف تداين بني النضير في الجاهلية، فإذا جاء الأجل قالوا: نربيكم وتؤخرون عنا فنزلت: لا تَأْكُلُوا الرِّبَوا أَضْعافاً مُضاعَفَةً.
(٣) الحابل: الصائد.
١٣٤- وَالْكاظِمِينَ الْغَيْظَ: الصابرين. وأصل الكظم والصبر:
حس الغيظ.
١٣٥- وَلَمْ يُصِرُّوا عَلى ما فَعَلُوا أي لم يقيموا عليه.
١٣٩- وَلا تَهِنُوا أي لا تضعفوا. وهو من الوهن.
و (القرح) : الجراح. والقرح أيضا. وقد قرىء بهما جميعا.
ويقال: القرح- بالضم-: ألم الجراح.
١٤١- وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا أي يختبرهم. والتمحيص:
الابتلاء والاختبار. قال عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر:
رأيت فضلا كان شيئا ملففا | فكشفه التمحيص حتى بدا ليا |
١٤٣- وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ «١» أي رأيتم أسبابه. يعني السيف والسلاح.
١٤٤- انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ أي كفرتم. ويقال لمن كان على شيء ثم رجع عنه: قد انقلب على عقبه. وأصل هذا أرجعه القهقري. ومنه قيل للكافر بعد إسلامه: مرتد.
١٤٦- وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ أي كثير من نبي.
قاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ أي جماعات كثيرة. ويقال: الألوف. وأصله من
[ (فما وهنوا) أي ضعفوا].
١٤٦- (وما استكانوا) ما خشعوا وذلّوا. ومنه أخذ المستكين.
١٥١- ما لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطاناً أي حجة.
١٥٢- إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ أي تستأصلونهم بالقتل. يقال: سنة حسوس: إذا أتت على كل شيء. وجراد محسوس: إذا قتله البرد.
١٥٣- إِذْ تُصْعِدُونَ أي تبعدون في الهزيمة. يقال: أصعد في الأرض إذا أمعن في الذهاب. وصعد الجبل والسطح.
فَأَثابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ أي جازاكم غما مع غم. أو غما متصلا بغم.
والغم الأول: الجراح والقتل. والغم الثاني: أنهم سمعوا بأن النبي صلّى الله عليه وسلم قد قتل، فأنساهم الغمّ الأول.
١٥٣- و (الأمنة) : الأمن. يقال: وقعت الأمنة في الأرض. ومنه يقال:
أعطيته أمانا. أي عهدا يأمن به.
فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ أي قصور عالية. والبروج: الحصون.
١٥٥- اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطانُ طلب زللهم. كما يقال: استعجلت فلانا. أي طلبت عجلته، واستعملته أي طلبت عمله.
١٥٦- ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ تباعدوا.
و (غزّى) جمع غاز. مثل صائم وصوّم. ونائم ونوّم. وعاف وعفّى.
١٥٩- فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ أي فبرحمة. و «ما» زائدة.
لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ أي تفرقوا.
وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِما غَلَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ معناه
قول النبي صلّى الله عليه وسلم: «لا أعرفن أحدكم يأتي يوم القيامة على عنقه شاة لها ثغاء، لا أعرفن كذا، لا أعرفن كذا، فيقول: يا محمد. فأقول: لا أملك لك شيئا، قد بلغت»
يريد: أن من غل شاة أو بقرة أو ثوبا أو غير ذلك، أتى به يوم القيامة يحمله.
ومن قرأ «يغل» أراد يخان. ويجوز أن يكون يلفى خائنا. يقال:
أغللت فلانا، أي وجدته غالا. كما يقال: أحمقه وجدته أحمق. وأحمدته وجدته محمودا.
وقال الفرّاء: من قرأه «يغلّ» أراد: يخوّن. ولو كان المراد هذا المعنى لقيل يغلّل. كما يقال: يفسّق ويخون ويفجر.
١٦٣- هُمْ دَرَجاتٌ عِنْدَ اللَّهِ أي هم طبقات في الفضل. فبعضهم أرفع من بعض.
١٦٥- أَوَلَمَّا أَصابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْها يقول: أصابتكم مصيبة يوم «أحد» قد أصبتم مثليها من المشركين يوم «بدر».
قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ أي بمخالفتكم وذنوبكم. يريد مخالفة الرّماة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يوم أحد.
١٦٧- قاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ ادْفَعُوا يقول: كثروا فإنكم إذا كثّرتم
وَما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ... إلى آخر الآية.
١٦٨- فَادْرَؤُا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ أي ادفعوه. يقال: درأ الله عنك الشرك، أي دفعه.
١٧٥- إِنَّما ذلِكُمُ الشَّيْطانُ يُخَوِّفُ أَوْلِياءَهُ أي يخوفكم بأوليائه كما قال: لِيُنْذِرَ بَأْساً شَدِيداً [سورة الكهف آية: ٢] أي لينذركم ببأس [شديد].
١٧٨- نُمْلِي لَهُمْ أي نطيل لهم. يعني الإمهال والنّظرة. ومنه قوله: وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا [سورة مريم آية: ٤٦].
١٧٩- حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ يقول: حتى يخلّص المؤمنين من الكفار.
١٨٠- سَيُطَوَّقُونَ ما بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيامَةِ أي يلزم أعناقهم إثمه.
ويقال: هي الزكاة يأتي مانعها يوم القيامة قد طوّق شجاعا أقرع يقول: أنا الزكاة.
١٨١- لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِياءُ «١» قال رجل من اليهود «٢» حين نزلت مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً [سورة البقرة آية: ٢٤٥، وسورة الحديد آية: ١١] إنما يستقرض الفقير من الغني، والله الغني، فكيف يستقرض؟ فأنزل الله هذه الآية.
أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: أتت اليهود والنبي صلّى الله عليه وسلّم حين أنزل الله:
ومَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فقالوا: يا محمد افتقر ربك يسأل عباده؟
فأنزل الله: لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ الآية.
(٢) هو حيي بن أخطب. قاله الطبري. [.....]
١٨٦- لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ أي لتختبرنّ. ويقال:
لتصابنّ. والمعنيان متقاربان.
١٨٨- بِمَفازَةٍ مِنَ الْعَذابِ أي بمنجاة، ومنه يقال: فاز فلان، أي نجا.
١٩٦- لا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلادِ أي تصرّفهم في التجارات، وإصابتهم الأموال.
١٩٧- وَلَبِئْسَ الْمِهادُ أي بئس الفراش والقرار.
١٩٨- نُزُلًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ أي ثوابا ورزقا.
٢٠٠- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصابِرُوا أي صابروا عدوّكم.
وَرابِطُوا في سبيل الله. وأصل المرابطة الرباط: أن يربط هؤلاء خيولهم، ويربط هؤلاء خيلوهم في الثغر. كلّ يعدّ لصاحبه. وسمي المقام بالثغور رباطا.
لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ أي تفوزون ببقاء الأبد. وأصل الفلاح: البقاء.
وقد بيناه فيما تقدم.