تفسير سورة لقمان

المجتبى من مشكل إعراب القرآن

تفسير سورة سورة لقمان من كتاب المجتبى من مشكل إعراب القرآن الكريم المعروف بـالمجتبى من مشكل إعراب القرآن.
لمؤلفه أحمد بن محمد الخراط .

سورة لقمان
٣ - ﴿هُدًى وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ﴾
«هُدًى» حال من ﴿الْكِتَابِ﴾، الجار «للمحسنين» متعلق بنعت لـ «رحمة».
٤ - ﴿الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ﴾
«الذين» نعت للمحسنين، جملة «هم يوقنون» معطوفة على جملة الصلة، و «هم» الثانية توكيد للأولى.
٥ - ﴿أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾
الجار «من ربهم» متعلق بنعت لـ «هدى»، «هم» ضمير فصل لا محل له.
٦ - ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ﴾
جملة «ومن الناس من يشتري» مستأنفة، والجار متعلق بخبر المبتدأ «مَنْ»، والمصدر المؤول «ليُضِلَّ» مجرور متعلق بـ «يشتري»، الجار «بغير» متعلق بحال من فاعل «يشتري»، و «هزوا» مفعول ثان، جملة «أولئك لهم عذاب» معترضة بين المتعاطفين، وجملة «لهم عذاب» خبر المبتدأ.
٧ - ﴿وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ﴾ -[٩٤٥]-
جملة الشرط معطوفة على جملة الصلة المتقدمة ﴿يَشْتَرِي﴾ لا محل لها، «مستكبرا» حال من الضمير في «ولَّى»، «كأن» مخففة من الثقيلة، واسمها ضمير الشأن، وجملة «لم يسمعها» خبر «كأن»، وجملة «كأن لم يسمعها» حال ثانية من فاعل «ولَّى»، وجملة «كأن في أذنيه وقرا» حال ثالثة من فاعل «ولَّى»، وجملة «فبشِّره» معطوفة على جملة «ولَّى».
٨ - ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتُ النَّعِيمِ﴾
جملة «لهم جنات» خبر «إنَّ» في محل رفع، الجار «لهم» متعلق بخبر المبتدأ الثاني
٩ - ﴿خَالِدِينَ فِيهَا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾
«خالدين» حال من الضمير في ﴿لَهُمْ﴾، الجار «فيما» متعلق بـ «خالدين»، «وعد» : مفعول مطلق عامله محذوف أي: وَعَد الله ذلك وعدا، وهو مصدر مؤكد لنفسه؛ لأن قوله ﴿لَهُمْ جَنَّاتُ﴾ في معنى: وعدهم الله ذلك، وجملة «وَعْدَ» مستأنفة، و «حقا» مفعول مطلق عامله محذوف، وهو مصدر مؤكد لغيره أي: لمضمون الجملة الأولى، والتقدير: أَحُقُّ ذلك حقا، والجملة مستأنفة، وجملة «وهو العزيز» مستأنفة و «الحكيم» خبر ثالث.
١٠ - ﴿خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ﴾
الجار «بغير» متعلق بحال من السموات، وجملة «ترونها» نعت لـ «عمد»، -[٩٤٦]- والمصدر المؤول «أن تمِيد» مفعول لأجله أي: خشية، الجار «من كل» متعلق بـ «أنبتنا».
١١ - ﴿هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ﴾
جملة «فأروني» معطوفة على جملة «هذا خلق»، «ما» اسم استفهام مبتدأ، «ذا» اسم موصول خبر، وجملة «ماذا خلق» مفعول به ثان للفعل «أروني»، وجملة «بل الظالمون في ضلال» مستأنفة.
١٢ - ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ﴾
«أن» تفسيرية، والجملة بعدها مفسرة؛ لأنه تقدمها ما هو بمعنى القول دون حروفه، «من» اسم شرط مبتدأ، والرابط في جواب الشرط مقدر أي: عنه.
١٣ - ﴿وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ﴾
الواو مستأنفة، «إذ» مفعول لاذْكُر مقدرا، وجملة «وهو يعظه» حالية. وقوله «يا بُني» : منادى مضاف منصوب، وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم، والياء الثانية مضاف إليه.
١٤ - ﴿وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ﴾
جملة «ووصَّينا» مستأنفة، وجملة «حملته أمه» معترضة، وجملة «وفصاله -[٩٤٧]- في عامين» معطوفة على جملة «حملته»، «وهنا» مصدر في موضع الحال من «أمه»، الجار «على وهن» متعلق بنعت لـ «وهنا»، «أن» تفسيرية، وجملة «اشكر لي» مفسِّرة للوصية، وجملة «إليَّ المصير» مستأنفة.
١٥ - ﴿وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾
جملة الشرط معطوفة على جملة «وصَّيْنَا» المصدر المؤول «أن تشرك» مجرور متعلق بـ «جاهداك»، «ما» موصول مفعول به، الجار «لك» متعلق بالخبر، الجار «به» متعلق بحال من «علم»، قوله «معروفًا» : نائب مفعول مطلق نابت عنه صفته، أي: صحابا معروفا، و «ثم» في قوله: «ثم إليَّ» حرف استئناف، والجملة مستأنفة، وجملة «فأنبئكم» معطوفة على جملة «إليَّ مرجعكم».
١٦ - ﴿يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ﴾
جملة «يا بني» مستأنفة في حيز القول، جملة «إنها» وخبرها جواب النداء، وجملة الشرط وجوابه خبر «إنَّ»، «تك» : فعل مضارع مجزوم بالسكون المقدر على النون المحذوفة للتخفيف، والهاء في «إنها» ضمير القصة، واسم «تك» ضمير مستتر يعود على الحسنة أو السيئة المفهومين من السياق. الجار «من خردل» متعلق بنعت لـ «حبة»، الجار «في صخرة» متعلق بخبر «تكن»، -[٩٤٨]- وجملة «فتكن في صخرة» معطوفة على «تك مثقال».
١٧ - ﴿يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ﴾
جملة «يا بني» مستأنفة في حيز القول، وجملة «أقم» جواب النداء مستأنفة.
١٨ - ﴿وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا﴾
الجار «للناس» متعلق بـ «تُصَعِّر»، «مرحا» مصدر في موضع الحال.
١٩ - ﴿وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ﴾
الفعل «اقصد» لازم بمعنى اقتصد، و «مِنْ» في «مِنْ صوتِك» تبعيضية، ووحَّد «صوت» في قوله «لصوت» ؛ لأنه يراد به الجنس.
٢٠ - ﴿أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ﴾
المصدر المؤول مِنْ «أَنّ» وما بعدها سدَّ مسدَّ مفعوله «تروا»، «ظاهرة» حال من «نعمه»، وجملة «ومن الناس» مستأنفة، الجار «بغير» متعلق بحال من الضمير في «يجادل»، الجار «في الله» متعلق بـ «يجادل».
٢١ - ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ﴾
جملة الشرط معطوفة على جملة الصلة ﴿يُجَادِلُ﴾، ونائب فاعل «قيل» -[٩٤٩]- ضمير المصدر، ومقول القول بعد «قالوا» مقدر أي: لا نتبع ما أنزل الله بل نتبع. قوله «أولو كان» : الهمزة للاستفهام، والواو حالية، «لو» حرف شرط غير جازم، وهذه الواو عطفت على حال مقدرة للاستقصاء أي: أيتبعونه في كل حال، ولو كان الشيطان يدعوهم؟ وجملة «ولو كان» حالية من الواو في «يتبعونه»، وجواب الشرط محذوف دلَّ عليه ما قبله أي: اتبعوه.
٢٢ - ﴿وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ﴾
جملة «ومن يُسْلم» مستأنفة، و «من» شرطية مبتدأ، جملة «وهو محسن» حالية، الجار «إلى الله» متعلق بالفعل. وجملة «وإلى الله عاقبة الأمور» مستأنفة.
٢٣ - ﴿إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ فَنُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا﴾
جملة «إلينا مرجعهم» مستأنفة، وجملة «فننبِّئهم» معطوفة على جملة «إلينا مرجعهم».
٢٤ - ﴿نُمَتِّعُهُمْ قَلِيلا﴾
جملة «نمتعهم» مستأنفة، «قليلا» نائب مفعول مطلق.
٢٥ - ﴿وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ﴾ -[٩٥٠]-
جملة «ولئن سألتهم» مستأنفة، «مَنْ» اسم استفهام مبتدأ، «الله» فاعل لفعل محذوف أي: خلقهنَّ الله، وجملة «مَنْ خلق» مفعول به ثان للسؤال المعلق بالاستفهام. وقوله «ليقولُن» : اللام واقعة في جواب القسم، وجملة القسم المقدرة مستأنفة. والفعل مضارع مرفوع بثبوت النون المحذوفة لتوالي الأمثال، والواو المحذوفة لالتقاء الساكنين فاعل.
٢٦ - ﴿لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ﴾
جملة «لله ما في السماوات» مستأنفة، الجار «في السماوات» متعلق بالصلة المقدرة.
٢٧ - ﴿وَلَوْ أَنَّمَا فِي الأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ﴾
جملة «ولو أن... » معطوفة على جملة ﴿لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ﴾، و «أنَّ» وما بعدها في تأويل مصدر فاعل بـ «ثبت»، والجار «في الأرض» متعلق بالصلة، الجار «من شجرة» متعلق بحال من «ما»، «أقلام» خبر أن، جملة «والبحر يمده» حالية من فاعل «ثبت». الجار «من بعده» متعلق بحال من «سبعة أبحر»، و «سبعة» فاعل، وجملة «ما نفدت كلمات» جواب الشرط.
٢٨ - ﴿مَا خَلْقُكُمْ وَلا بَعْثُكُمْ إِلا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ﴾
الجار «كنفس» متعلق بالخبر، وجملة «إن الله سميع» مستأنفة.
٢٩ - ﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ -[٩٥١]- كُلٌّ يَجْرِي إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَأَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ﴾
المصدر المؤول سدَّ مسدَّ مفعولَيْ «ترَ»، جملة «كل يجري» حال من «الشمس والقمر»، والمصدر المؤول الثاني معطوف على المصدر الأول، الجار «بما» متعلق بـ «خبير».
٣٠ - ﴿ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ﴾
المصدر المؤول متعلق بخبر «ذلك»، «هو» ضمير فصل لا محل له، والمصدر المؤول الثاني معطوف على الأول، «هو» الثانية ضمير فصل، و «الكبير» خبر ثان.
٣١ - ﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِنِعْمَتِ اللَّهِ لِيُرِيَكُمْ مِنْ آيَاتِهِ﴾
المصدر المؤول سدَّ مسدَّ مفعول الرؤية، الجار «بنعمة» متعلق بحال من فاعل «تجري»، والمصدر المجرور «ليريكم» متعلق بـ «تجري».
٣٢ - ﴿وَإِذَا غَشِيَهُمْ مَوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ فَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلا كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ﴾
جملة الشرط معطوفة على الاستئنافية ﴿أَلَمْ تَرَ﴾، وجملة الشرط الثانية «فلمَّا نجَّاهم» معطوفة على جملة الشرط الأولى، وجواب «لمَّا» مقدر أي: انقسموا فريقين، وجملة «فمنهم مقتصد» معطوفة على جواب الشرط، وجملة «وما يجحد إلا كل» مستأنفة.
٣٣ - ﴿وَاخْشَوْا يَوْمًا لا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا﴾
جملة «لا يجزي والد» نعت لـ «يوما»، والرابط مقدر أي: فيه، وقوله «ولا مولود» مبتدأ، وجاز الابتداء بالنكرة لتقدُّم النفي، و «هو» مبتدأ ثان و «جازٍ» : خبر للمبتدأ الثاني مرفوع بالضمة المقدرة على الياء المحذوفة، الجار «عن والده» متعلق بـ «جازٍ»، و «شيئا» نائب مفعول مطلق أي: جزاء قليلا أو كثيرا، وجملة «ولا مولود هو جاز» معطوفة على جملة «لا يجزي والد»، والرابط مقدر أي: فيه، وجملة «هو جاز» خبر المبتدأ «مولود». جملة «إن وعد الله حق» مستأنفة في حيز النداء، وجملة «لا تغرنَّكم الحياة» معطوفة على المستأنفة «إن وعد الله حق».
٣٤ - ﴿إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾
جملة «عنده علم الساعة» خبر إن، وجملة «وينزل الغيث» معطوفة على جملة «عنده علم»، جملة «ماذا تكسب» في محل نصب سدَّت مسدَّ مفعولَيْ «تدري»، وقوله «ماذا» :«ما» اسم استفهام مبتدأ، و «ذا» اسم موصول خبر، وجملة «بأيِّ أرض تموت» سدَّت مسدَّ مفعولَيْ «تدري»، وجملة «وما تدري نفس» معطوفة على جملة «إن الله عنده».
سورة لقمان
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورةُ (لُقْمانَ) من السُّوَر المكية، وقد جاءت ببيانِ عظمة هذا الكتاب، واتصافه بالحِكْمة، ومن ثَمَّ إثبات صفة الحِكْمة لله عز وجل، كما ذكرت السورةُ الكريمة وصايا (لُقْمانَ) الحكيمِ لابنه، التي يجدُرُ بكلِّ مَن آمَن بهذا الكتاب أن يأخذ بها، وقد تعرَّضتِ السورةُ لدلائلِ وَحْدانية الله وعظمته في هذا الكون، وبيان أقسام الناس، وموقفهم من الكتاب؛ من مؤمنٍ به وكافر.

ترتيبها المصحفي
31
نوعها
مكية
ألفاظها
550
ترتيب نزولها
57
العد المدني الأول
33
العد المدني الأخير
33
العد البصري
34
العد الكوفي
34
العد الشامي
34

* قوله تعالى: {يَٰبُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاْللَّهِۖ إِنَّ اْلشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٞ} [لقمان: 13]:

عن عبدِ اللهِ بن مسعودٍ رضي الله عنه، قال: «لمَّا نزَلتِ: {اْلَّذِينَ ‌ءَامَنُواْ ‌وَلَمْ ‌يَلْبِسُوٓاْ إِيمَٰنَهُم بِظُلْمٍ} [الأنعام: 82]، شَقَّ ذلك على المسلمين، فقالوا: يا رسولَ اللهِ، أيُّنا لا يَظلِمُ نفسَه؟ قال: «ليس ذلك؛ إنما هو الشِّرْكُ؛ ألَمْ تَسمَعوا ما قال لُقْمانُ لابنِهِ وهو يَعِظُه: {يَٰبُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاْللَّهِۖ إِنَّ اْلشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٞ} [لقمان: 13]؟!»». أخرجه البخاري (٣٤٢٩).

* سورة (لُقْمانَ):

سُمِّيتْ سورةُ (لُقْمانَ) بهذا الاسم؛ لذكرِ (لُقْمانَ) فيها، ولم يُذكَرْ في سورة أخرى.

* قراءة النبيِّ صلى الله عليه وسلم لها في صلاة الظُّهْرِ:

عن البَراء بن عازبٍ رضي الله عنهما، قال: «كان رسولُ اللهِ ﷺ يُصلِّي بنا الظُّهْرَ، فنَسمَعُ منه الآيةَ بعد الآياتِ مِن سورةِ لُقْمانَ، والذَّاريَاتِ». أخرجه النسائي (٩٧١).

اشتمَلتْ سورةُ (لُقْمانَ) على الموضوعات الآتية:

1. المحسِنون: تعريفٌ وجزاء (١-٥).

2. فريق اللَّهْوِ من الناس (٦-٧).

3. آية الحِكْمة والقُدْرة (٨-١١).

4. نعمة الحِكْمة، والدعوةُ إلى شُكْرها (١٢-١٩).

5. إسباغ النِّعَم (٢٠-٢١).

6. الإنسان بين الكفرِ والإيمان (٢٢-٢٦).

7. كلمات الله التى لا تَنفَدُ (٢٧- ٢٨).

8. نعمة التسخير (٢٩- ٣٢).

9. المُغيَّبات وغُرور الحياة (٣٣-٣٤).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (6 /27).

جاءت سورةُ (لُقْمانَ) بمقاصِدَ عظيمةٍ؛ منها: إثباتُ الحِكْمة للكتاب، التي يلزم منها حِكْمةُ مُنزِلِه في أقواله وأفعاله؛ وهو اللهُ عزَّ وجلَّ.

ومنها: تذكيرُ المشركين بدلائلِ وَحْدانية الله تعالى، وبنِعَمِه عليهم؛ من خلال وصايا (لُقْمانَ) عليه السلام لابنه، وذكَرتْ مزيَّةَ دِين الإسلام، وتسليةَ الرسول صلى الله عليه وسلم بتمسُّك المسلمين بالعُرْوة الوثقى، وأنه لا يُحزِنه كفرُ مَن كفروا.

ينظر: "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" للبقاعي (2 /356)، "التحرير والتنوير" لابن عاشور (21 /139).