تفسير سورة الزمر

تفسير القرآن

تفسير سورة سورة الزمر من كتاب تفسير القرآن
لمؤلفه الصنعاني . المتوفي سنة 211 هـ
سورة الغرف١ ( وهي تنزيل. . . )
١ وهي سورة الزمر..

عبد الرزاق قال : أنا معمر عن قتادة في قوله :﴿ ألا لله الدين الخالص ﴾ قال : شهادة أن لا إله إلا الله.
عبد الرزاق قال : أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ إلا ليقربونا إلى الله زلفى ﴾ قال : إلا ليشفعوا لنا إلى الله.
عبد الرزاق قال : أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل ﴾ قال : هو غشيان أحدهما على الآخر وقال : هو نقصان أحدهما من الآخر.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ ثمانية أزواج ﴾ قال : من الضأن اثنين ومن المعز اثنين ومن الإبل اثنين ومن البقر اثنين.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ ظلمات ثلاث ﴾ قال : ظلمة المشيمة وظلمة الرحم وظلمة البطن.
أنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله :﴿ الذين خسروا أنفسهم وأهليهم ﴾ قال : ليس أحد إلا قد أعد الله له أهلا في الجنة إن أطاعه. عبد الرزاق عن معمر : عن ابن أبي نجيح عن مجاهد مثله.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ كتابا متشابها ﴾ قال : متشابها في حلاله وحرامه لا يختلف منه شيء، تشبه الآية الآية والحرف الحرف مثاني. عبد الرزاق قال معمر : وقال قتادة : قد ثناه الله. عبد الرزاق عن معمر قال : تلا قتادة :﴿ تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله ﴾ قال : هذا نعت أولياء الله نعتهم الله بأن تقشعر جلودهم وتبكي أعينهم وتطمئن قلوبهم إلى ذكر الله، ولم ينعتهم بذهاب عقولهم والغشيان عليهم، إنما هذا في أهل البدع وهذا من الشيطان.
عبد الرزاق قال : أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ رجلا فيه شركاء متشاكسون ﴾ قال : هو الكافر والشركاء المتشاكسون هم الشياطين، ورجلا سالما لرجل فهو المؤمن يعمل لله.
عبد الرزاق عن إسماعيل عن ابن عون عن إبراهيم النخعي قال : لما نزلت ﴿ ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون ﴾ قالوا : فيم الخصومة ونحن إخوان فلما قتل عثمان قالوا هذه خصومتها.
عبد الرزاق قال : أنا عمران أبو الهذيل قال : سمعت وهبا يقول : إن النفس تخرج من جسد الإنسان قدر كل شيء من أركانه فأما الجسد فإنه مثل القميص حين يخلعه الإنسان منه فإن كان القميص يجد مس شيء فإن الجسد على ذلك ولكن النفس هي تجد الراحة والبلاء.
عبد الرزاق قال : أنا ابن عيينة عن محمد بن عمرو بن علقمة بن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب عن الزبير قال : لما نزلت :﴿ ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون ﴾ قال الزبير : أي رسول الله أتكرر علينا الخصومة بعد الذي كان بيننا في الدنيا قال : نعم، قال : فإن الأمر إذا لشديد.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ جاء بالصدق ﴾ قال : هو النبي صلى الله عليه وسلم ﴿ وصدق به ﴾، قال قتادة : وصدق به المؤمنون.
عبد الرزاق قال : أنا ابن عيينة عن منصور قال : قلت : لمجاهد يا أبا الحجاج ﴿ والذي جاء بالصدق وصدق به ﴾ قال : هم الذين يأتون بالقرآن، فيقولون : هذا الذي أعطيتمونا قد علمنا بما فيه.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة أن خالد بن الوليد مشى إلى العزى ليكسرها بالفأس، فقال له : قيّمها يا خالد إنها ما يقوم بسبيلها شيء شدة وإني أخافها عليك، فمشى إليها خالد فضرب أنفها حتى كسرها بالفأس.
عبد الرزاق عن معمر في قوله :﴿ ويخوفونك بالذين من دونه ﴾ قال : قال لي رجل : إنهم قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم لتكفن عن شتم آلهتنا أو لنأمرنها فلتخبلنك١.
١ في (م) فليحملنك. وهو تصحيف.
رواه ابن المنذر. انظر الدر ج ٧ ص ٢٢٩..

عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ أم اتخذوا من دون الله شفعاء ﴾ قال : هي في الآلهة، قالوا اتخذناها لتشفع لنا.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالأخرة ﴾ قال : استكبرت وكفرت.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله :﴿ إنما أوتيته على علم عندي ﴾ قال : على خير عندي.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال : أصاب قوم في الشرك ذنوبا عظاما فكانوا يتخوفون ألا يغفر لهم فدعاهم الله بهذه الآية :﴿ يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ﴾.
عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله :﴿ مطويات بيمينه ﴾ قال : إذا كان يوم القيامة طوى الله السماوات بيمينه والأرض قبضته ثم يقول : لي الملك أين ملوك الأرض١.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة أن أبا هريرة قال : إن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" يمين الله ملأى لا تغيضها٢ نفقة سحاء الليل والنهار أرأيت ما أنفق منذ خلق الله السماوات والأرض فإنه لن ينقص مما عنده شيء وبيده الميزان٣، قال معمر : قال غيره : الغيض٤ يخفض ويرفع وعرشه على الماء.
١ رواه البخاري في التفسير ج ٦ ص ٣٣.
ومسلم في صفة القيامة ج ٨ ص ١٢٥. والدارمي في الرقاق ج ٢ ص ٣٢٥..

٢ معنى لا تغيضها: لا تنقصها..
٣ رواه البخاري في التوحيد ج٨ ص ١٧٥.
ورواه مسلم في الزكاة ج ٣ ص ٧٨. والترمذي في التفسير ج ٤ ص ٣١٧..

٤ في (م) القسط، وفي رواية البخاري الغيض أو القبض وفي رواية مسلم القبض..
عبد الرزاق عن معمر عن سليمان عن بشر بن شقاف التميمي عن عبد الله ابن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله :﴿ ونفخ في الصور ﴾ قال النبي صلى الله عليه وسلم :" هو قرن ينفخ١ فيه " وكان قتادة٢ يقول : هي الصور يعني صور الناس كلهم، نفخ فيها كلها.
عبد الرزاق قال : أنا الثوري عن الأعمش عن العوفي عن أبي سعيد الخدري في قوله :﴿ ونفخ في الصور ﴾ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " كيف أنعم وصاحب الصور قد التقم صور وحنى جبهته وأصغى سمعه ينتظر متى يؤمر " ٣.
عبد الرزاق قال : أنا معمر عن قتادة في قوله :﴿ فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله ﴾ قال : إنه استثنى وما تبقى أحد إلا قد مات وقد استثنى الله والله أعلم بثنياه.
عبد الرزاق عن ابن مبارك وغيره عن شعبة عن عمارة بن أبي حفصة عن رجل عن سعيد بن جبير في قوله :﴿ فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله ﴾ قال : هم الشهداء ثنية الله حول العرش متقلدي٤ السيوف.
[ عبد الرزاق قال : أنا معمر عن قتادة في قوله :﴿ فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله ﴾ قال : هم الشهداء ثنية الله حول العرش متقلدي السيوف ]٥.
١ رواه الدارمي ج ٢ ص ٣٢٥ والترمذي في التفسير ج ٥ ص ٥٠ وأحمد ج ٢ ص ١٢٦..
٢ في (م) قال: معمر..
٣ رواه الترمذي في التفسير ج ٥ ص ٥٠. وأحمد ج ٣ ص ٧..
٤ في (م) متقلدين..
٥ هذه الرواية سقطت من (م)..
عبد الرزاق عن معمر عن أبي إسحاق عن عاصم١ بن ضمرة قال : تلا علي :﴿ وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا ﴾ قال : حتى إذا جاءوها وجدوا عند باب الجنة شجرة يخرج٢ من ساقها عينان فعمدوا إلى إحداهما كأنما أمروا بها فاغتسلوا فيها، فلن تشعث رؤوسهم بعدها أبدا كأنما دهنوا بالدهان، ثم عمدوا إلى الأخرى فشربوا منها فطهرت أجوافهم وغسلت كل قذر فيهم، وتتلقاهم الملائكة على باب الجنة سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين، وتتلقاهم الولدان يطيفون بهم كما يطيف ولدان أهل الدنيا بالحميم يجئ من الغيبة يقولون : أبشر أعد الله لك كذا وكذا، ثم يذهب الغلام منهم إلى الزوجة من أزواجه فيقول : قد جاء فلان باسمه الذي كان يدعى في الدنيا فتقول : أنت رأيته ؟ فيقول : نعم، فيستخفها الفرح حتى تقوم على أسكفة بابها، ثم ترجع، فيجيء فينظر إلى تأسيس بنيانه من جندل اللؤلؤ بين أحمر وأصفر وأخضر من كل لون ثم يجلس فينظر فإذا زرابي مبثوثة ونمارق مصفوفة وأكواب موضوعة، ثم يرفع رأسه فينظر إلى سقف بنيانه فلولا أن الله قدر ذلك له لألم أن يذهب بصره، إنما هو مثل البرق فيقول : الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله. عبد الرزاق قال : أنا الثوري عن أبي إسحاق عن عاصم بن ضمرة عن علي مثله إلا أنه يزيد وينقص في اللفظ والمعنى واحد.
عبد الرزاق عن الثوري عن أبي إسحاق أن٣ الأغر حدثه عن أبي سعيد الخدري وعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" ثم ينادي مناد أن لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبدا وأن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبدا وأن لكم أن تشبوا فلا تهرموا أبدا، وأن لكم أن تنعموا فلا تبتئسوا أبدا فذلك قوله تعالى :﴿ ونودوا أن تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون ﴾ " ٤.
عبد الرزاق قال : أنا معمر عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون الأودي عن ابن مسعود قال : إن المرأة من الحور العين ليرى مخ ساقها من وراء اللحم والعظم ومن تحت سبعين حلة كما يرى الشراب الأحمر في الزجاجة البيضاء.
١ في (م) عن أبي عاصم بن أبي حمزة. والصواب ما أثبتناه، انظر تهذيب التهذيب ج ٥ ص ٤٥..
٢ في (م) يجري..
٣ في (م) عن الأعز..
٤ رواه مسلم في الجنة ج ٨ ص ١٤٨.
والترمذي في التفسير ج ٥ ص ٥١.
والدارمي في الرقاق ج ٢ ص ٣٣٤ باختصار.
وأحمد ج ٢ ص ٣١٩ ج ٣ ص ٣٨..

عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ وقضى بينهم بالحق وقيل الحمد لله رب العالمين ﴾ قال : افتتح بالحمد وختم بالحمد وافتتح بقوله :﴿ الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض ﴾ وختم بقوله :﴿ وقضى بينهم بالحق وقيل الحمد لله رب العالمين ﴾.
سورة الزمر
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورةُ (الزُّمَر) من السُّوَر المكية، وقد جاءت بدلائلَ كثيرةٍ على وَحْدانية الله، واستحقاقه للألوهية، وذكَرتْ آياتٍ لله عز وجل في هذا الكون، وبيَّنت مآلَ مَن آمن واتقى، ومآلَ من عصى وكفَر بالله؛ مِن تقسيمِ الله لهم إلى زُمَرٍ: زُمْرة إلى الجنة والسعادة، وزُمْرة إلى النار والشقاء، وقد أُثِر عن النبي صلى الله عليه وسلم قراءتُه لسورة (الزُّمَر) قبل النوم.

ترتيبها المصحفي
39
نوعها
مكية
ألفاظها
1177
ترتيب نزولها
59
العد المدني الأول
72
العد المدني الأخير
72
العد البصري
72
العد الكوفي
75
العد الشامي
73

* قوله تعالى: {يَٰعِبَادِيَ اْلَّذِينَ أَسْرَفُواْ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُواْ مِن رَّحْمَةِ اْللَّهِۚ إِنَّ اْللَّهَ يَغْفِرُ اْلذُّنُوبَ جَمِيعًاۚ إِنَّهُۥ هُوَ اْلْغَفُورُ اْلرَّحِيمُ ٥٣ وَأَنِيبُوٓاْ إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُواْ لَهُۥ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ اْلْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ ٥٤ وَاْتَّبِعُوٓاْ أَحْسَنَ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ اْلْعَذَابُ بَغْتَةٗ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ} [الزمر: 53-55]:

عن عُمَرَ بن الخطَّابِ رضي الله عنه، قال: «لمَّا اجتمَعْنا للهجرةِ، اتَّعَدتُّ أنا وعيَّاشُ بنُ أبي ربيعةَ وهشامُ بنُ العاصِ المِيضأةَ، مِيضأةَ بني غِفَارَ فوقَ سَرِفَ، وقُلْنا: أيُّكم لم يُصبِحْ عندها فقد احتبَسَ؛ فَلْيَمضِ صاحِباه، فحُبِسَ عنَّا هشامُ بنُ العاصِ.

فلمَّا قَدِمْنا مَنزِلَنا في بني عمرِو بنِ عوفٍ، وخرَجَ أبو جهلِ بنُ هشامٍ والحارثُ بنُ هشامٍ إلى عيَّاشِ بنِ أبي ربيعةَ، وكان ابنَ عَمِّهما وأخاهما لأُمِّهما، حتى قَدِمَا علينا المدينةَ، فكلَّماه، فقالا له: إنَّ أُمَّك نذَرتْ ألَّا تَمَسَّ رأسَها بمُشْطٍ حتى تَراكَ، فرَقَّ لها، فقلتُ له: يا عيَّاشُ، واللهِ، إن يريدُك القومُ إلا عن دِينِك؛ فاحذَرْهم؛ فواللهِ، لو قد آذى أمَّك القَمْلُ لَامتشَطتْ، ولو قد اشتَدَّ عليها حرُّ مكَّةَ، أحسَبُه قال: لاستَظلَّتْ، قال: إنَّ لي هناك مالًا فآخُذُه، قال: قلتُ: واللهِ، إنَّك لَتَعلَمُ أنِّي مِن أكثَرِ قُرَيشٍ مالًا؛ فلك نصفُ مالي، ولا تَذهَبْ معهما، فأبى إلا أن يخرُجَ معهما، فقلتُ له لمَّا أبى عليَّ: أمَا إذ فعَلْتَ ما فعَلْتَ، فخُذْ ناقتي هذه؛ فإنَّها ناقةٌ ذَلُولٌ؛ فالزَمْ ظَهْرَها، فإن رابَك مِن القومِ رَيْبٌ، فانْجُ عليها.

فخرَجَ معهما عليها، حتى إذا كانوا ببعضِ الطريقِ، قال أبو جهلِ بنُ هشامٍ: واللهِ، لقد استبطأتُ بعيري هذا، أفلا تَحمِلُني على ناقتِك هذه؟ قال: بلى، فأناخَ وأناخَا؛ ليَتحوَّلَ عليها، فلمَّا استوَوْا بالأرضِ عَدَيَا عليه، فأوثَقاه، ثم أدخَلاه مكَّةَ، وفتَنَاه فافتتَنَ، قال: فكنَّا نقولُ: واللهِ، لا يَقبَلُ اللهُ ممَّن افتتَنَ صَرْفًا ولا عَدْلًا، ولا يَقبَلُ توبةَ قومٍ عرَفوا اللهَ ثم رجَعوا إلى الكفرِ لبلاءٍ أصابهم.

قال: وكانوا يقولون ذلك لأنفسِهم، فلمَّا قَدِمَ رسولُ اللهِ ﷺ المدينةَ، أنزَلَ اللهُ عز وجل فيهم وفي قولِنا لهم وقولِهم لأنفسِهم: {يَٰعِبَادِيَ اْلَّذِينَ أَسْرَفُواْ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُواْ مِن رَّحْمَةِ اْللَّهِۚ إِنَّ اْللَّهَ يَغْفِرُ اْلذُّنُوبَ جَمِيعًاۚ إِنَّهُۥ هُوَ اْلْغَفُورُ اْلرَّحِيمُ} [الزمر: 53] إلى قولِه: {وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ} [الزمر: 55].

قال عُمَرُ: فكتَبْتُها في صحيفةٍ، وبعَثْتُ بها إلى هشامِ بنِ العاصِ، قال هشامٌ: فلَمْ أزَلْ أقرَؤُها بذِي طُوًى أصعَدُ بها فيه حتى فَهِمْتُها، قال: فأُلقِيَ في نفسي أنَّها إنَّما نزَلتْ فينا، وفيما كنَّا نقولُ في أنفسِنا، ويقالُ فينا، فرجَعْتُ فجلَسْتُ على بعيري، فلَحِقْتُ برسولِ اللهِ ﷺ بالمدينةِ». أخرجه البزار (١٥٥).

* قوله تعالى: {وَمَا قَدَرُواْ اْللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِۦ وَاْلْأَرْضُ جَمِيعٗا قَبْضَتُهُۥ يَوْمَ اْلْقِيَٰمَةِ وَاْلسَّمَٰوَٰتُ مَطْوِيَّٰتُۢ بِيَمِينِهِۦۚ سُبْحَٰنَهُۥ وَتَعَٰلَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ} [الزمر: 67]:

عن عبدِ اللهِ بن مسعودٍ رضي الله عنه، قال: «أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم رجُلٌ مِن أهلِ الكتابِ، فقال: يا أبا القاسمِ، أبلَغَك أنَّ اللهَ عز وجل يَحمِلُ الخلائقَ على إصبَعٍ، والسَّمواتِ على إصبَعٍ، والأرَضِينَ على إصبَعٍ، والشَّجَرَ على إصبَعٍ، والثَّرى على إصبَعٍ، قال: فضَحِكَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم حتى بدَتْ نواجذُه، قال: فأنزَلَ اللهُ تعالى: {وَمَا قَدَرُواْ اْللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِۦ وَاْلْأَرْضُ جَمِيعٗا قَبْضَتُهُۥ يَوْمَ اْلْقِيَٰمَةِ} [الزمر: 67] إلى آخرِ الآيةِ». أخرجه البخاري (٧٤١٥).

* سورة (الزُّمَر):

سُمِّيت سورةُ (الزُّمَر) بهذا الاسم؛ لأنَّ اللهَ ذكَر فيها زُمْرة السُّعداء من أهل الجنة، وزُمْرة الأشقياء من أهل النار.

* كان صلى الله عليه وسلم لا ينامُ حتى يَقرأَ (الزُّمَر):

عن عائشةَ أمِّ المؤمنين رضي الله عنها، قالت: «كان النبيُّ ﷺ لا ينامُ حتى يَقرأَ الزُّمَرَ، وبني إسرائيلَ». أخرجه الترمذي (٣٤٠٥).

1. القرآن تنزيلٌ من الله تعالى، والعبادة له وَحْده (١-٤).

2. آيات الله تعالى في الآفاق والأنفس (٥-٧).

3. مقارنة بين المؤمن والكافر (٨-٩).

4. إرشادٌ للمؤمنين، ووعيد لعبَدةِ الأصنام (١٠-٢٠) .

5. دلائل وَحْدانية الله تعالى، وقُدْرته (٢١).

6. حال المؤمنين مع القرآن، عذاب الكافرين (٢٢-٢٦).

7. ضَرْبُ الأمثال للتذكير (٢٧-٣١).

8. وعيدٌ للمشركين، ووعد للمؤمنين (٣٢-٣٧).

9. ضَلال المشركين، وتهديد الله لهم (٣٨-٤٠).

10. مظاهر قدرة الله تعالى (٤١-٤٨).

11. الإنسان بين الضَّراء والسَّراء (٤٩-٥٢).

12. دعوة للرجوع إلى الله تعالى (٥٣-٥٩).

13. دلائلُ ألوهية الله تعالى، ووَحْدانيته (٦٠-٦٧).

14. أهوال الآخرة، ومآل الأشقياء والسُّعداء (٦٨-٧٥).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (6 /478).

مقصدُ سورة (الزُّمَر) هو الدَّلالة على صِدْقِ الله عزَّ وجلَّ في وعدِه؛ فحاشاه أن يفُوتَه شيء، أو أن يُخلِفَ وعدَه، وقد أعذَرَ إلى الكفار بإنذارِهم بالحشر، وهو واقعٌ حاصل بتقسيم الناس إلى زُمَرٍ على ما يستحِقُّون من أعمالهم: زُمْرة المتقين الأبرار، وزُمْرة الكفار الأشرار.

ينظر: "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" للبقاعي (2 /423).