تفسير سورة سبأ

تفسير النسائي

تفسير سورة سورة سبأ من كتاب تفسير النسائي
لمؤلفه النسائي . المتوفي سنة 303 هـ

قوله تعالى: ﴿ إِنْ هُوَ إِلاَّ نَذِيرٌ لَّكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ ﴾ [٤٦]٤٤٦- أخبرني إبراهيمُ بن يعقوب، قال: حدَّثني عمرُ بن حفصٍ بن غياثٍ قال حدَّثنا أبي، قال حدَّثنا الأعمش، قال حدَّثني عمرو بن مُرة، عن سعيدِ بن جبيرٍ، عن ابن عباسٍ، قال:" لمَّا نزلت ﴿ وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ ٱلأَقْرَبِينَ ﴾ [الشعراء: ٢١٤] صعدَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم على الصَّفا، فجعل يُنادي: " يا بني فِهرٍ، يا بني عَدِيٍّ، يا بني فُلانٍ " - لبطونِ قريشٍ، حتى اجتمعوا، فجعل الرَّجلُ إذا لم يستطع أن يخرج، أرسل رسولاً [ينظر]، وجاء أبو لهبٍ وقريشٌ، فاجتمعوا، فقال: " أرأيتم لو أخبرتكم أن خيلاً بالوادي، تُريدُ أن تُغير عليكم، أكنتم مُصدِّقيَّ؟ " قالوا: نعم، ما جرَّبنا عليك إلا صِدقاً، قال: " فَإِنِّي نذيرٌ لكم بين يدي عذابٍ شديدٍ " قال أبو لهبٍ: تبَّاً لك سائر اليومِ، ألِهذا جمعتنا؟، فنزلت ﴿ تَبَّتْ يَدَآ أَبِي لَهَبٍ ﴾ [المسد: ١] ".
قوله تعالى: ﴿ جَآءَ ٱلْحَقُّ وَمَا يُبْدِىءُ ٱلْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ ﴾ [٤٩]٤٤٨- أخبرنا محمدُ بنُ المُثنَّى، عن سُفيان، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، عن أبي معمرٍ، عن عبد الله بن مسعودٍ، قال:" دَخَلَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم المسجد وحول الكعبةِ سِتُّونَ وثلاثُمائةِ نُصُبٍ، فجعل يطعنُها بعودٍ في يدهِ، و[جعل] يقولُ: ﴿ جَآءَ ٱلْحَقُّ وَزَهَقَ ٱلْبَاطِلُ إِنَّ ٱلْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً ﴾ [الإسراء: ٨١] وَ ﴿ جَآءَ ٱلْحَقُّ وَمَا يُبْدِىءُ ٱلْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ ﴾ ".
قوله تعالى: ﴿ إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ ﴾ [٥٠]٤٤٧- أخبرنا عبدةُ بنُ عبد اللهِ، عن سويدٍ، عن زُهيرٍ، قال حدَّثنا عاصمٌ، عن أبي عُثمانَ، قال حدَّثني أبو موسى، قال:" كُنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفرٍ، فأشرف الناس على وادٍ، فجهروا بالتكبيرِ والتهليلِ؛ اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ لا إله إلاَّ اللهُ، - ورفع عاصمٌ صوتهُ - فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: يا أيها الناسُ، اربعوا على أنفسكم، إنَّ الذي تدعون ليس بأصمَّ، إنهُ سميعٌ قريبٌ، إنهُ معكم - أعادها ثلاث مراتٍ، قال [أبو مُوسى]، فسمعني أقولُ - وأنا خلفهُ - لا حول ولا قوة إلاَّ باللهِ، فقال: " يا عبد اللهِ بن قيسٍ، ألا أدُلُّكَ على كلمةٍ من كنوزِ/ الجنةِ " قُلتُ: بَلَى - فِدَاكَ أبي وأُمي - قال: " لا حول ولا قُوة إلاَّ باللهِ " ". ذيل التفسيرقوله تعالى: [ ﴿ إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ ﴾ [٥٠] ]٢٠/ ٧٥٥- أخبرنا عمرو بن علي، وبشر بن هِلا - واللفظ له - قالا: ثنا يحيى، عن سليمان، عن أبي عثمان، (عن) أبي موسى الأشعري (حدثني)..." أخذ الناس في عَقَبَه وثَنيَّة فكلما علا منهما رجل نادى بأعلا صوته: لا إله إلا الله والله أكبر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنكم لا تدعون (أصم) ولا غائبا " ثم قال: " يا أبا موسى ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة؟ " قلت: بلى، قال: " تقول: لا حول ولا قوة إلا بالله " ".
سورة سبأ
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورةُ (سَبَأٍ) من السُّوَر المكِّية، وقد نزَلتْ بعد سورة (لُقْمانَ)، وافتُتِحت بحمدِ الله وإثباتِ العلم له، وجاءت على ذِكْرِ إثباتِ البعث والجزاء، وأنَّه سبحانه يُعطِي مَن أطاع وآمَن، ويَمنَع من كفَر وجحَد، وقومُ (سَبَأٍ) هم مثالٌ واقعي لكفرِ النعمة وجحودها، ومثالٌ لقدرةِ الله عزَّ وجلَّ في الإيجاد والإعدام والتصرُّف في الكون، و(سَبَأٌ): اسمٌ لرجُلٍ.

ترتيبها المصحفي
34
نوعها
مكية
ألفاظها
884
ترتيب نزولها
58
العد المدني الأول
56
العد المدني الأخير
56
العد البصري
56
العد الكوفي
56
العد الشامي
55

* سورةُ (سَبَأٍ):

سُمِّيت سورةُ (سَبَأٍ) بهذا الاسم؛ لورودِ قصة أهل (سَبَأٍ) فيها، و(سَبَأٌ): اسمٌ لرجُلٍ؛ صح عن عبدِ اللهِ بن عباسٍ رضي الله عنهما أنه قال: «إنَّ رجُلًا سألَ رسولَ اللهِ ﷺ عن سَبَأٍ؛ ما هو؟ أرجُلٌ أم امرأةٌ أم أرضٌ؟ فقال: «بل هو رجُلٌ، ولَدَ عشَرةً، فسكَنَ اليمَنَ منهم ستَّةٌ، وبالشَّامِ منهم أربعةٌ؛ فأمَّا اليمانيُّون: فمَذْحِجٌ، وكِنْدةُ، والأَزْدُ، والأشعَريُّون، وأنمارٌ، وحِمْيَرُ، عرَبًا كلُّها، وأمَّا الشَّاميَّةُ: فلَخْمٌ، وجُذَامُ، وعاملةُ، وغسَّانُ»». أخرجه أحمد (٢٨٩٨).

1. الاستفتاح بالحمد (١-٢).

2. قضية البعث والجزاء (٣-٩).

3. أمثلة عن شكرِ النعمة وكفرها (١٠-٢١).

4. داودُ وسليمان عليهما السلام مثالٌ عملي للأوَّابين الشاكرين (١٠-١٤).

5. قومُ (سَبَأٍ) مثالٌ واقعي لعاقبة كفرِ النِّعمة (١٥-٢١).

6. حوار مع المشركين (٢٢-٢٨).

7. مِن مَشاهدِ يوم القيامة (٢٩-٣٣).

8. التَّرَف والمُترَفون (٣٤-٣٩).

9. عَوْدٌ إلى مَشاهدِ يوم القيامة (٤٠-٤٢).

10. عود إلى حال المشركين في الدنيا (٤٣-٤٥).

11. دعوة للتفكُّر والنظر (٤٦-٥٤).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم " لمجموعة من العلماء (6 /172).

مقصدُها هو إثباتُ قدرةِ الله عزَّ وجلَّ على الإيجادِ والإعدامِ والتَّصرُّفِ في الكونِ، يُعطِي مَن شكَر، ويَمنَع مَن جحَد وكفَر، وذلك حقيقٌ منه إثباتُ يوم البعث والجزاء، ووقوعُه لا محالة، وقصَّةُ (سَبَأٍ) أكبَرُ دليل على ذلك المقصد.

ينظر: "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" للبقاعي (2 /377).