تفسير سورة لقمان

جهود الإمام الغزالي في التفسير

تفسير سورة سورة لقمان من كتاب جهود الإمام الغزالي في التفسير
لمؤلفه أبو حامد الغزالي . المتوفي سنة 505 هـ

﴿ ومن الناس من يشتري لهو الحديث ﴾.
٨٥١- قال ابن عباس ابن مسعود والحسن البصري والنخعي١ رضي الله عنهم : إن لهو الحديث هو الغناء. ( الإحياء : ٢/٣١٠ ).
١ هو إبراهيم بن يزيد بن قيس أبو عمران النخعي فقيه أهل الكوفة ومفتيها هو والشعبي في زمانهما، روى عن علقمة ومسروق وروى عنه الأعمش وسماك بن جرب. ت: ٩٦ هـ. ن. صفة الصفوة ٣/٨٦ وتهذيب الأسماء: ١/١٠٤..
﴿ إن الشرك لظلم عظيم ﴾.
٨٥٢- قال قتادة : الظلم ثلاثة أضرب : ظلم لا يغفر لصاحبه، وظلم لا يدوم وظلم يغفر لصاحبه. فأما الظلم الذي لا يغفر لصاحبه، فهو الشرك بالله تعالى :﴿ إن الشرك لظلم عظيم ﴾ وأما الظلم الذي لا يدوم، فهو ظلم العباد بعضهم البعض. وإنما الظلم الذي يغفر لصاحبه، فهو ظلم العبد نفسه بارتكاب الذنوب ثم يرجع إلى ربه ويتوب. فإن الله يغفر له برحمته ويدخله الجنة بفضله. ( التبر المسبوك في نصيحة الملوك : ٥٥ ).
﴿ إن أنكر الأصوات لصوت الحمير ﴾.
٨٥٣- يدل مفهومه على مدح الصوت الحسن. ( الإحياء : ٢/٢٩٥ ).
﴿ ومن يسلم وجهه إلى الله ﴾.
٨٥٤- طائفة نطقت بكلمتي الشهادة تقليدا مأخوذا من الآباء والأمهات والمعلمين، لكنهم مقبلون على وظائف الشرع، فهؤلاء هم المسلمون على الحقيقة، ولهم تقدمة على الفرقة الأولى١ وهم المرادون بقوله تعالى :﴿ إن المسلمين والمسلمات ﴾٢ وبقوله سبحانه :﴿ ومن يسلم وجهه إلى الله ﴾. ( ن معارج السالكين ضمن المجموعة رقم ١ ص : ٨١ ).
١ قال الإمام الغزالي: "الفرقة الأولى: طائفة نطقوا بالشهادتين من غير التفات إلى ما تنطوي عليه من المعنى، ولا اختفاء بالوظائف... ن معراج السالكين ضمن المجموعة رقم ١ ص: ٨١..
٢ الأحزاب: ٣٥..
﴿ إن الله سميع بصير ﴾( ٢٧ )١.
١. ن تفسير قوله تعالى: ﴿وإن الله سميع بصير﴾ (من سورة الحج: ٥٩).
سورة لقمان
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورةُ (لُقْمانَ) من السُّوَر المكية، وقد جاءت ببيانِ عظمة هذا الكتاب، واتصافه بالحِكْمة، ومن ثَمَّ إثبات صفة الحِكْمة لله عز وجل، كما ذكرت السورةُ الكريمة وصايا (لُقْمانَ) الحكيمِ لابنه، التي يجدُرُ بكلِّ مَن آمَن بهذا الكتاب أن يأخذ بها، وقد تعرَّضتِ السورةُ لدلائلِ وَحْدانية الله وعظمته في هذا الكون، وبيان أقسام الناس، وموقفهم من الكتاب؛ من مؤمنٍ به وكافر.

ترتيبها المصحفي
31
نوعها
مكية
ألفاظها
550
ترتيب نزولها
57
العد المدني الأول
33
العد المدني الأخير
33
العد البصري
34
العد الكوفي
34
العد الشامي
34

* قوله تعالى: {يَٰبُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاْللَّهِۖ إِنَّ اْلشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٞ} [لقمان: 13]:

عن عبدِ اللهِ بن مسعودٍ رضي الله عنه، قال: «لمَّا نزَلتِ: {اْلَّذِينَ ‌ءَامَنُواْ ‌وَلَمْ ‌يَلْبِسُوٓاْ إِيمَٰنَهُم بِظُلْمٍ} [الأنعام: 82]، شَقَّ ذلك على المسلمين، فقالوا: يا رسولَ اللهِ، أيُّنا لا يَظلِمُ نفسَه؟ قال: «ليس ذلك؛ إنما هو الشِّرْكُ؛ ألَمْ تَسمَعوا ما قال لُقْمانُ لابنِهِ وهو يَعِظُه: {يَٰبُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاْللَّهِۖ إِنَّ اْلشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٞ} [لقمان: 13]؟!»». أخرجه البخاري (٣٤٢٩).

* سورة (لُقْمانَ):

سُمِّيتْ سورةُ (لُقْمانَ) بهذا الاسم؛ لذكرِ (لُقْمانَ) فيها، ولم يُذكَرْ في سورة أخرى.

* قراءة النبيِّ صلى الله عليه وسلم لها في صلاة الظُّهْرِ:

عن البَراء بن عازبٍ رضي الله عنهما، قال: «كان رسولُ اللهِ ﷺ يُصلِّي بنا الظُّهْرَ، فنَسمَعُ منه الآيةَ بعد الآياتِ مِن سورةِ لُقْمانَ، والذَّاريَاتِ». أخرجه النسائي (٩٧١).

اشتمَلتْ سورةُ (لُقْمانَ) على الموضوعات الآتية:

1. المحسِنون: تعريفٌ وجزاء (١-٥).

2. فريق اللَّهْوِ من الناس (٦-٧).

3. آية الحِكْمة والقُدْرة (٨-١١).

4. نعمة الحِكْمة، والدعوةُ إلى شُكْرها (١٢-١٩).

5. إسباغ النِّعَم (٢٠-٢١).

6. الإنسان بين الكفرِ والإيمان (٢٢-٢٦).

7. كلمات الله التى لا تَنفَدُ (٢٧- ٢٨).

8. نعمة التسخير (٢٩- ٣٢).

9. المُغيَّبات وغُرور الحياة (٣٣-٣٤).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (6 /27).

جاءت سورةُ (لُقْمانَ) بمقاصِدَ عظيمةٍ؛ منها: إثباتُ الحِكْمة للكتاب، التي يلزم منها حِكْمةُ مُنزِلِه في أقواله وأفعاله؛ وهو اللهُ عزَّ وجلَّ.

ومنها: تذكيرُ المشركين بدلائلِ وَحْدانية الله تعالى، وبنِعَمِه عليهم؛ من خلال وصايا (لُقْمانَ) عليه السلام لابنه، وذكَرتْ مزيَّةَ دِين الإسلام، وتسليةَ الرسول صلى الله عليه وسلم بتمسُّك المسلمين بالعُرْوة الوثقى، وأنه لا يُحزِنه كفرُ مَن كفروا.

ينظر: "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" للبقاعي (2 /356)، "التحرير والتنوير" لابن عاشور (21 /139).