تفسير سورة الجن

تفسير النسائي

تفسير سورة سورة الجن من كتاب تفسير النسائي
لمؤلفه النسائي . المتوفي سنة 303 هـ

﴿ قُلْ أُوحِيَ ﴾ [١]٦٤٣- أخبرني أحمدُ بن منيعٍ، عن يحيى بن زكريا، ثم ذكر كلمة معناها، أنا داود، عن عامرٍ، عن علقمة، قال: قلنا لعبد اللهِ هل صحبَ النبي صلى الله عليه وسلم منكم أحدٌ ليلة الجنِّ؟ قال: لم يصحبهُ منَّا أحدٌ، إلا أنا بتنا بشرِّ ليلةٍ بات بها قومٌ، إنا افتقدناهُ فقلنا: استُطير أو أو اغتيل، فتفرقنا في الشِّعاب والأودية نطلبهُ، فلقيتهُ مُقبلاً من نحو حِراء، فقلتُ: بأبي وأُمي بتنا بشرِّ ليلةٍ بات بها قومٌ، فقال:" إنه أتاني داعي الجن فأجبتُهُم أُقرئهم القرآن، وأراني آثارهم وآثار نيرانهم ". ٦٤٤- أنا أبو داود: سُليمان بن سيفٍ، نا أبو الوليد، نا أبو عوانةَ، وأنا عمرو بن منصورٍ، نا محمدُ بن محبوبٍ، نا أبو عوانهَ، عن أبي بشرٍ، عن سعيد بن جُبيرٍ، عن ابن عباسٍ قال:" انطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم في طائفةٍ من أصحابه، عامدين إلى سوق عُكاظٍ، وقد حيل بين الشياطين وبين خبر السَّماءِ، وأُرسلت عليهم الشُّهُبُ فرجعتِ الشياطينُ إلى قومهم، فقالوا: حيل بيننا وبين السَّماءِ. وأُرسلت علينا الشُّهُبُ فقال: ما حال بينكم وبين خبر السماء إلاَّ شيءٌ حدث، فاضربوا مشارق الأرض ومغاربها، فانظروا ما هذا الذي حال بينكم وبين خبر السماءِ، فانطلقوا يضربون مشارق الأرض ومغاربها يبتغون ما هذا الذي حال بينهم وبين خبر السماءِ، فانصرف أُولئك النَّفرُ الذين توجهوا نحو تهامة/ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بنخلةٍ عامداً إلى سوق عُكاظٍ، وهو يُصلي بأصحابه صلاة الفجرِ، فلما سمعوا القرآن، استمعوا له وقالوا: هذا والله الذي حال بينكم وبين خبر السماءِ، فهُناك حين رجعوا إلى قومهم فقالوا: يا قومنا ﴿ إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآناً عَجَباً * يَهْدِيۤ إِلَى ٱلرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَن نُّشرِكَ بِرَبِّنَآ أَحَداً ﴾ [١-٢] ". فأنزل اللهُ ﴿ قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ ٱسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ ٱلْجِنِّ ﴾ [١] وإنما أُوحي إليه قول الجنِّ.- اللَّفظُ لعمرو -٦٤٥- أنا أبو داود: سُليمانُ بن سيفٍ، نا أبو الوليد، نا أبو عوانةَ، عن أبي بشرٍ، عن سعيد بن جُبيرٍ، عن ابن عباسٍ، قال: ما قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم على الجنِّ ولا رَآهم. ٦٤٦- أنا أبُو داودَ، نا عُبيدُ اللهِ، أنا إسرائيلُ، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جُبيرٍ، عن ابن عباسٍ، قال:" كانت الجنُّ تصعدُ إلى السماءِ يستمعون الوحي، فإذا سمعوا الكلمة زادوا فيها تسعاً، فأمَّا الكلمةُ فتكون حقَّا، وأما ما زادوا فيكون باطلاً، فلما بُعث رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مُنعوا مقاعدهم، فذكروا ذلك لإبليس، ولم تكُن النُّجومُ يُرمى بها قبل ذلك. فقال لهم إبليسُ: ما هذا إلاَّ لأمرٍ حدث في الأرضِ، فبعث جُنُودَهُ فوجدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم قائماً يُصلي فأتوهُ، فأخبروهُ فقال: هذا الحدثُ الذي حدث في الأرضِ ".
سورة الجن
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (الجِنِّ) من السُّوَر المكية، نزلت بعد سورة (الأعراف)، وقد جاءت على ذِكْرِ شرفِ النبي صلى الله عليه وسلم، وتحقُّقِ الكرامة له بعد أن رفَضه أهلُ الأرض وآذَوْهُ، فليَّنَ اللهُ له قلوبَ عالَم الجِنِّ؛ فاستمَعوا لهذا القرآن، وآمنوا به، وبرسالة مُحمَّد صلى الله عليه وسلم؛ لِما لهذا القرآن من عظمة وهداية وبيان واضح، والإنس أدعى أن يؤمنوا بهذا الكتابِ العظيم.

ترتيبها المصحفي
72
نوعها
مكية
ألفاظها
285
ترتيب نزولها
40
العد المدني الأول
28
العد المدني الأخير
28
العد البصري
28
العد الكوفي
28
العد الشامي
28

قوله تعالى: {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اْسْتَمَعَ نَفَرٞ مِّنَ اْلْجِنِّ} [الجن: 1]:

عن عبدِ اللهِ بن عباسٍ رضي الله عنهما، قال: «انطلَقَ النبيُّ ﷺ في طائفةٍ مِن أصحابِه عامِدِينَ إلى سُوقِ عُكَاظَ، وقد حِيلَ بَيْنَ الشياطينِ وبَيْنَ خَبَرِ السماءِ، وأُرسِلتْ عليهم الشُّهُبُ، فرجَعتِ الشياطينُ إلى قومِهم، فقالوا: ما لكم؟ فقالوا: حِيلَ بَيْننا وبَيْنَ خَبَرِ السماءِ، وأُرسِلتْ علينا الشُّهُبُ، قالوا: ما حالَ بَيْنَكم وبَيْنَ خَبَرِ السماءِ إلا شيءٌ حدَثَ، فاضرِبوا مشارقَ الأرضِ ومغاربَها، فانظُروا ما هذا الذي حالَ بَيْنَكم وبَيْنَ خَبَرِ السماءِ، فانصرَفَ أولئك الذين توجَّهوا نحوَ تِهامةَ إلى النبيِّ ﷺ، وهو بنَخْلةَ، عامِدِينَ إلى سُوقِ عُكَاظَ، وهو يُصلِّي بأصحابِه صلاةَ الفجرِ، فلمَّا سَمِعوا القرآنَ استمَعوا له، فقالوا: هذا واللهِ الذي حالَ بَيْنَكم وبَيْنَ خَبَرِ السماءِ، فهنالك حينَ رجَعوا إلى قومِهم، وقالوا: يا قومَنا: {إِنَّا سَمِعْنَا قُرْءَانًا عَجَبٗا ١ يَهْدِيٓ إِلَى اْلرُّشْدِ فَـَٔامَنَّا بِهِۦۖ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَآ أَحَدٗا} [الجن: 1-2]؛ فأنزَلَ اللهُ على نبيِّه ﷺ: {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اْسْتَمَعَ نَفَرٞ مِّنَ اْلْجِنِّ} [الجن: 1]، وإنَّما أُوحِيَ إليه قولُ الجِنِّ». أخرجه البخاري (٧٧٣).

* سورة (الجِنِّ):

سُمِّيت سورة (الجِنِّ) بهذا الاسم؛ لاشتمالها على أحوالهم وأقوالهم، وعلاقتهم بالإنس.

* سورة {قُلْ أُوحِيَ}:

سُمِّيت بذلك؛ لافتتاحها بهذا اللفظِ.

1. الافتتاحية (١-٢).

2. الجِنُّ ورحلة الإيمان (٣-١٥).

3. من صفاتِ الرَّكْبِ، والداعي إليه (١٦-٢٥).

4. الخاتمة (٢٦-٢٨).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (8 /397).

يقول البِقاعيُّ: «مقصودها: إظهارُ شرفِ هذا النبي صلى الله عليه وسلم؛ حيث لُيِّنَ له قلوبُ الجِنِّ والإنس وغيرِهم، فصار مالكًا لقلوب المُجانِس وغيره؛ وذلك لعظمة هذا القرآنِ، ولُطْفِ ما له من عظيم الشأن.
هذا، والزمانُ في آخره، وزمان لُبْثِه في قومه دون العُشْرِ من زمن قوم نوح عليهما السلام، أولِ نبيٍّ بعثه اللهُ إلى المخالفين، وما آمن معه من قومه إلا قليلٌ.
وعلى ذلك دلَّت تسميتُها بـ(الجِنِّ)، وبـ {قُلْ أُوحِيَ}». "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" للبقاعي (3 /127).