تفسير سورة الجن

المصحف المفسّر

تفسير سورة سورة الجن من كتاب المصحف المفسّر
لمؤلفه فريد وجدي . المتوفي سنة 1373 هـ
سورة الجن مكية وآياتها ثمان وعشرون

تفسير الألفاظ :
﴿ نفر ﴾ من الواحد إلى العشرة. ﴿ عجبا ﴾ أي بديعا، وهو مصدر وصف به للمبالغة.
تفسير المعاني :
قل يا محمد : قد أوحى الله إلي أنه أصغى إلى القرآن جماعة من الجن فلما عادوا إلى قومهم ذكروا لهم أنهم سمعوا قرآنا بديعا
" نقول : اختلف الناس في الجن : فمن قائل إنه لا جن، وإنما كل ما يتصل بنا من العالم الروحاني فهو من الأرواح الآدمية، ومن قائل إنهم عالم قائم بنفسه. ويفهم من روح القرآن تأييده هذا الرأي ولعل الأبحاث التي يجريها العلماء في تحقيق المسائل الروحية تفضي إلى علم صحيح يركن إليه في أصل الجن "
تفسير المعاني :
يهدي إلى طريق الرشاد فآمنوا به وأجمعوا ألا يشركوا بربهم أحدا.
تفسير الألفاظ :
﴿ تعالى جد ربنا ﴾ أي تعالت عظمته من قولهم جد فلان في عيني أي عظم ملكه وسلطانه.
تفسير المعاني :
وأنه تعالت عظمة ربنا ما اتخذ لنفسه زوجة ولا ولدا.
تفسير الألفاظ :
﴿ سفيهنا ﴾ أي إبليس أو مردة الجن. ﴿ شططا ﴾ أي قولا ذا شطط، أي ذا بعد ومجاوزة حد.
تفسير المعاني :
وأنه كان سفيهنا – أي إبليس أو كبيرنا على وجه عام – كان يقول على الله كلاما بعيدا عن الصواب كنسبة الصاحبة والولد إليه.
تفسير المعاني :
وإنا صدقناه ظنه أنه لن يتجارى أحد من الإنس والجن على أن يقول كذبا في حق الله.
تفسير الألفاظ :
﴿ يعوذون ﴾ أي يستجيرون. تصريفه عاذ يعوذ عوذا وعياذا ومعاذا.
﴿ فزادوهم رهقا ﴾ أي فزادوا الجن رهقا أي كبرا وعتوا. وقيل فزاد الجن الإنس غيا. والرهق في الأصل لحاق الشيء.
تفسير المعاني :
وأنه كان رجال من الإنس يلجئون لرجال من الجن طلبا لاستخدامهم في حاجاتهم، فزادوهم ضلالا.
تفسير المعاني :
وأنهم شكوا كما شككتم في البعث وكفروا به.
تفسير المعاني :
وقد لمسنا السماء فرأيناها قد ملئت حرسا قويا وشهبا.
تفسير الألفاظ :
﴿ شهابا رصدا ﴾ أي شهابا راصدا به يمنعه الاستماع.
تفسير المعاني :
ولقد كنا نقعد منها مقاعد خالية من الحرس نستمع منها ما يتكلم به الملائكة لنذيعه في الأرض. فمن يجترئ على التسمع الآن يجد شهابا مرصدا له يهوي عليه فيهلكه.
تفسير المعاني :
فلا نعرف أتدل هذه الأمور على خير أم شر.
تفسير الألفاظ :
﴿ ومنا دون ذلك ﴾ أي ومنا طيبون، ولكنهم دون الأولين في المنزلة. ﴿ قددا ﴾ أي متفرقة مختلفة جمع قدة من قد بمعنى قطع.
تفسير المعاني :
إنا منا الصالحون الأبرار، ومنا من هم أقل من أولئك رتبة، كنا طرائق متفرقين.
تفسير المعاني :
وإنا اعتقدنا أن لن نعجز الله ونحن على الأرض ولن نعجزه وإن كنا هاربين في السماء.
تفسير الألفاظ :
﴿ بخسا ﴾ أي نقصا، والمراد نقصا في الثواب. يقال بخسه حقه يبخسه بخسا نقصه. ﴿ رهقا ﴾ الأصل في معنى الرهق اللحاق. والمعنى لا يخاف أن تلحقه ذلة، رهقه يرهقه رهقا أي لحقه.
تفسير المعاني :
وأنا لما سمعنا الهدى آمنا به فمن يؤمن بربه فلا يخاف نقصا لحقه، ولا أن ترهقه ذلة أي ولا أن تلحقه.
تفسير الألفاظ :
﴿ القاسطون ﴾ أي الظالمون. يقال قسط يقسط قسطا، أي جار عن طريق الحق، ويعني عدل أيضا وهو من الأضداد. ﴿ تحروا رشدا ﴾ أي توخوا رشدا. يقال رشد يرشد رشدا ضد غوى.
تفسير المعاني :
وأنا منا المسلمون ومنا الجائرون. فمن أسلم فأولئك توخوا طريق الرشد
تفسير المعاني :
أما الجائرون فجعلناهم حطبا لجهنم.
تفسير الألفاظ :
﴿ غدقا ﴾ أي كثير. يقال ماء غدق.
تفسير المعاني :
ولو كانوا استقاموا على الطريقة المثلى لأسقيناهم ماء كثيرا
تفسير الألفاظ :
﴿ لنفتنهم فيه ﴾ أي لنختبرهم.
تفسير المعاني :
لنمتحنهم فيه، ومن يعرض عن عبادة ربه يدخله عذابا صعدا، أي شاقا يعلوه ويغلبه، وهو مصدر وصف به.
تفسير المعاني :
وأن المساجد خاصة بالله فلا تعبدوا معه أحدا.
تفسير الألفاظ :
﴿ عبد الله ﴾ يعني محمدا. ﴿ كادوا يكونون عليه لبدا ﴾ اللبد جمع لبدة واللبدة في الأصل ما تلبد بعضه على بعض. والمعنى في الآية أن الكافرين كانوا يتزاحمون حول النبي يتعجبون من عبادته وتلاوته.
تفسير المعاني :
وإنه لما قام عبد الله يعبده اجتمعوا عليه اجتماع الشيء المتلبد تعجبا مما يرون من عبادته.
تفسير المعاني :
فقل لهم : أنما أعبد ربي ولا أشرك به أحدا.
تفسير المعاني :
قل : إني لا أملك لكم ضرا ولا نفعا. " سمى النفع رشدا لأن الرشد سبب للنفع فسماه باسم سببه ".
تفسير الألفاظ :
﴿ ملتحدا ﴾ أي منحرفا وملتجئا.
تفسير المعاني :
وإني لن يجيرني من الله أحد ولن أجد من دونه ملجأ ألجأ إليه.
تفسير المعاني :
إلا التبليغ عن الله وإلا رسالاته التي شرفني بحملها، ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم
تفسير المعاني :
حتى إذا رأوا ما يوعدون فسيدركون مَن مِن الفريقين أضعف ناصرا وأقل عددا.
تفسير الألفاظ :
﴿ إن أدري ﴾ أي ما أدري. ﴿ أمدا ﴾ الأمد المدى والغاية.
تفسير المعاني :
قل : يا محمد : ما أدري أيحدث ما يعدكم الله به من القيامة أو العذاب قريبا أم بعيدا
تفسير الألفاظ :
﴿ فلا يظهر ﴾ أي فلا يطلع.
ٍ تفسير المعاني :
فهو المختص بعلم الغيب فلا يطلع عليه أحدا.
تفسير الألفاظ :
﴿ يسلك ﴾ أي يدخل.
﴿ رصدا ﴾ أي حراسا من الملائكة جمع راصد.
تفسير المعاني :
إلا رسولا يرتضى أن يوحى إليه بعض ما يحب أن يبلغه لخلقه، فإنه يرصد له ملكا يتتبع أعماله.
تفسير المعاني :
ليعلم أن قد أبلغ الرسل رسالات ربهم على وجهها وأحاط علما بما لديهم وضبط كل شيء حصرا.
سورة الجن
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (الجِنِّ) من السُّوَر المكية، نزلت بعد سورة (الأعراف)، وقد جاءت على ذِكْرِ شرفِ النبي صلى الله عليه وسلم، وتحقُّقِ الكرامة له بعد أن رفَضه أهلُ الأرض وآذَوْهُ، فليَّنَ اللهُ له قلوبَ عالَم الجِنِّ؛ فاستمَعوا لهذا القرآن، وآمنوا به، وبرسالة مُحمَّد صلى الله عليه وسلم؛ لِما لهذا القرآن من عظمة وهداية وبيان واضح، والإنس أدعى أن يؤمنوا بهذا الكتابِ العظيم.

ترتيبها المصحفي
72
نوعها
مكية
ألفاظها
285
ترتيب نزولها
40
العد المدني الأول
28
العد المدني الأخير
28
العد البصري
28
العد الكوفي
28
العد الشامي
28

قوله تعالى: {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اْسْتَمَعَ نَفَرٞ مِّنَ اْلْجِنِّ} [الجن: 1]:

عن عبدِ اللهِ بن عباسٍ رضي الله عنهما، قال: «انطلَقَ النبيُّ ﷺ في طائفةٍ مِن أصحابِه عامِدِينَ إلى سُوقِ عُكَاظَ، وقد حِيلَ بَيْنَ الشياطينِ وبَيْنَ خَبَرِ السماءِ، وأُرسِلتْ عليهم الشُّهُبُ، فرجَعتِ الشياطينُ إلى قومِهم، فقالوا: ما لكم؟ فقالوا: حِيلَ بَيْننا وبَيْنَ خَبَرِ السماءِ، وأُرسِلتْ علينا الشُّهُبُ، قالوا: ما حالَ بَيْنَكم وبَيْنَ خَبَرِ السماءِ إلا شيءٌ حدَثَ، فاضرِبوا مشارقَ الأرضِ ومغاربَها، فانظُروا ما هذا الذي حالَ بَيْنَكم وبَيْنَ خَبَرِ السماءِ، فانصرَفَ أولئك الذين توجَّهوا نحوَ تِهامةَ إلى النبيِّ ﷺ، وهو بنَخْلةَ، عامِدِينَ إلى سُوقِ عُكَاظَ، وهو يُصلِّي بأصحابِه صلاةَ الفجرِ، فلمَّا سَمِعوا القرآنَ استمَعوا له، فقالوا: هذا واللهِ الذي حالَ بَيْنَكم وبَيْنَ خَبَرِ السماءِ، فهنالك حينَ رجَعوا إلى قومِهم، وقالوا: يا قومَنا: {إِنَّا سَمِعْنَا قُرْءَانًا عَجَبٗا ١ يَهْدِيٓ إِلَى اْلرُّشْدِ فَـَٔامَنَّا بِهِۦۖ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَآ أَحَدٗا} [الجن: 1-2]؛ فأنزَلَ اللهُ على نبيِّه ﷺ: {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اْسْتَمَعَ نَفَرٞ مِّنَ اْلْجِنِّ} [الجن: 1]، وإنَّما أُوحِيَ إليه قولُ الجِنِّ». أخرجه البخاري (٧٧٣).

* سورة (الجِنِّ):

سُمِّيت سورة (الجِنِّ) بهذا الاسم؛ لاشتمالها على أحوالهم وأقوالهم، وعلاقتهم بالإنس.

* سورة {قُلْ أُوحِيَ}:

سُمِّيت بذلك؛ لافتتاحها بهذا اللفظِ.

1. الافتتاحية (١-٢).

2. الجِنُّ ورحلة الإيمان (٣-١٥).

3. من صفاتِ الرَّكْبِ، والداعي إليه (١٦-٢٥).

4. الخاتمة (٢٦-٢٨).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (8 /397).

يقول البِقاعيُّ: «مقصودها: إظهارُ شرفِ هذا النبي صلى الله عليه وسلم؛ حيث لُيِّنَ له قلوبُ الجِنِّ والإنس وغيرِهم، فصار مالكًا لقلوب المُجانِس وغيره؛ وذلك لعظمة هذا القرآنِ، ولُطْفِ ما له من عظيم الشأن.
هذا، والزمانُ في آخره، وزمان لُبْثِه في قومه دون العُشْرِ من زمن قوم نوح عليهما السلام، أولِ نبيٍّ بعثه اللهُ إلى المخالفين، وما آمن معه من قومه إلا قليلٌ.
وعلى ذلك دلَّت تسميتُها بـ(الجِنِّ)، وبـ {قُلْ أُوحِيَ}». "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" للبقاعي (3 /127).