تفسير سورة الجن

إيجاز البيان

تفسير سورة سورة الجن من كتاب إيجاز البيان عن معاني القرآن المعروف بـإيجاز البيان.
لمؤلفه بيان الحق النيسابوري . المتوفي سنة 553 هـ

﴿ تعالى جد ربنا ﴾ عظمته١، عن أنس :" كان الرجل إذا قرأ البقرة وآل عمران جد فينا " ٢ أي : عظم.
١ قاله قتادة. جامع البيان ج٢٩ ص ١٠٤..
٢ الحديث أخرجه الإمام أحمد في مسنده ج٣ ص١٢٠، وأورده السيوطي في الدر المنثور ج١ ص ٤٩ وعزاه أيضا لمسلم وأبي نعيم في الدلائل..
﴿ سفيهنا ﴾ إبليس ١.
﴿ شططا ﴾ كفرا، لبعده عن الحق.
١ قاله قتادة ومجاهد. جامع البيان ج٢٩ ص ١٠٧..
﴿ يعوذون ﴾ كان الرجل في الجاهلية إذا نزل بواد نادى : أعوذ بسيد هذا الوادي من سفهائه١.
﴿ رهقا ﴾ فسادا وإثما.
١ أخرج هذا الخبر ابن جرير في تفسيره ج٢٩ ص ١٠٨ عن ابن عباس، والحسن، وإبراهيم، ومجاهد، وقتادة..
رَهَقاً: فسادا وإثما «١».
٨ لَمَسْنَا السَّماءَ: طلبنا، أي: التمسنا «٢».
مُلِئَتْ حَرَساً: ملائكة، وَشُهُباً: كواكب الرجم «٣».
٩ رَصَداً: أي: إرصادا، إرهاصا، أي: إعظاما للنبوة من قولهم رهصه الله: إذا أهله للخير.
١١ طَرائِقَ قِدَداً: فرقا شتّى. جمع «قدّة» «٤». وقيل «٥» : أهواء مختلفة.
١٤ الْقاسِطُونَ: الجائرون.
تَحَرَّوْا: تعمّدوا الصّواب.
١٦ وَأَنْ لَوِ اسْتَقامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ: أي: على طريقة الكفر لزدنا في نعمتهم وأموالهم فتنة «٦»، قال عمر «٧» رضي الله عنه: «حيث الماء كان المال وحيث المال كانت الفتنة».
وقيل على عكسه «٨»، أي: على طريقة الحق لوسّعنا عليهم.
(١) تفسير الطبري: ٢٩/ ١٠٩، وتفسير الماوردي: ٤/ ٣٢٠، وتفسير القرطبي: ١٩/ ١٠.
(٢) تفسير الطبري: ٢٩/ ١١٠، وتفسير الماوردي: ٤/ ٣٢١، واللسان: ٦/ ٢٠٩ (لمس).
(٣) ينظر تفسير الطبري: ٢٩/ ١١٠، وتفسير البغوي: ٤/ ٤٠٢، وزاد المسير: ٨/ ٣٨٠.
(٤) مجاز القرآن لأبي عبيدة: ٢/ ٢٧٢، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ٤٩٠، وتفسير الطبري: ٢٩/ ١١٢، والمفردات للراغب: ٣٩٤.
(٥) ذكره الفراء في معانيه: ٣/ ١٩٣، وابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: ٤٩٠، وأخرجه الطبري في تفسيره: ٢٩/ ١١١ عن قتادة، وعكرمة.
(٦) هذا قول الفراء في معانيه: ٣/ ١٩٣، وأخرجه الطبري في تفسيره: ٢٩/ ١١٥ عن أبي مجلز.
(٧) ذكره القرطبي في تفسيره: ١٩/ ١٨، بلفظ: «أينما كان الماء كان المال، وأينما كان المال كانت الفتنة».
(٨) اختاره الطبري في تفسيره: ٢٩/ ١١٤، والزجاج في معانيه: ٥/ ٢٣٦، وقال: «والذي يختار وهو أكثر التفسير أن يكون يعنى بالطريقة طريق الهدى لأن «الطريقة» معرّفة بالألف واللام، والأوجب أن يكون طريقة الهدى والله أعلم».
وقيل «١» : هو إدرار مواد الهوى، فتكون «الفتنة» بمعنى التخليص «٢» كقوله «٣» : فَنَجَّيْناكَ مِنَ الْغَمِّ وَفَتَنَّاكَ فُتُوناً.
و «الغدق» : الغمر الغزير «٤».
١٧ صَعَداً: شديدا شاقا «٥».
١٨ وَأَنَّ الْمَساجِدَ لِلَّهِ: ما يسجد من جسد المصلى «٦».
١٩ لِبَداً: جمع «لبدة»، و «لبدا» «٧» جمع «لبدة»، أي: ازدحم الجنّ على النّبيّ عليه السلام حتى تراكب بعضهم بعضا تراكب اللّبد.
٢٧ رَصَداً: طريقا إلى علم بعض ما قبله وما يكون بعده، والرسول:
النبي عليه السلام، والرّصد: الملائكة يحفظونه، ليعلم النّبيّ أنّ الرّسل المتقدمين أبلغوا «٨»، أو ليعلم النّاس ذلك، أو ليعلم الله «٩». لام
(١) ينظر هذا القول في تفسير الماوردي: ٤/ ٣٢٦، وتفسير الفخر الرازي: ٣٠/ ١٦٢.
(٢) يقال: فتنت الذهب بالنار: خلصته.
اللسان: ١٣/ ٣١٧ (فتن).
(٣) سورة طه: آية: ٤٠. [.....]
(٤) معاني القرآن للزجاج: ٥/ ٢٣٦، والمفردات للراغب: ٣٥٨، وتفسير القرطبي: ١٩/ ١٨.
(٥) ينظر مجاز القرآن لأبي عبيدة: ٢/ ٢٧٢، ومعاني الزجاج: ٥/ ٢٣٦، وتفسير الطبري:
٢٩/ ١١٦، والمفردات للراغب: ٢٨٠.
(٦) ذكره الفراء في معاني القرآن: ٣/ ١٩٤، والزجاج في معانيه: ٥/ ٢٣٦، ونقله الماوردي في تفسيره: ٤/ ٣٢٧ عن الربيع بن أنس. وعزاه ابن الجوزي في زاد المسير: ٨/ ٣٨٢، إلى سعيد بن جبير، وابن الأنباري.
(٧) بضم اللام قراءة ابن عامر كما في السبعة لابن مجاهد: ٦٥٦، والتبصرة لمكي: ٣٦٢ والمعنى على القراءتين واحد كما في معاني الزجاج: ٥/ ٢٣٧، والكشف لمكي: ٢/ ٣٤٢.
(٨) أخرج عبد الرازق هذا القول في تفسيره: ٢/ ٣٢٣ عن قتادة.
وأورده السيوطي في الدر المنثور: ٨/ ٢١٠، وزاد نسبته إلى عبد بن حميد، وابن المنذر عن قتادة أيضا، وهو اختيار الطبري في تفسيره: (٢٩/ ١٢٢، ١٢٣).
(٩) هذا قول الزجاج في معانيه: ٥/ ٢٣٨، وقال: «وما بعده يدل على هذا، وهو قوله:
وَأَحاطَ بِما لَدَيْهِمْ وَأَحْصى كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً اه-.
وانظر هذا القول عن الزجاج في تفسير الماوردي: ٤/ ٣٣٠، وتفسير القرطبي: ١٩/ ٣٠.
ليعلم النبي أن الرسل المتقدمين أبلغوا ٣. أو ليعلم الناس ذلك ٤. أو ليعلم الله /، لام الصيرورة أي : ليتبين علم الله ٥.
سورة الجن
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (الجِنِّ) من السُّوَر المكية، نزلت بعد سورة (الأعراف)، وقد جاءت على ذِكْرِ شرفِ النبي صلى الله عليه وسلم، وتحقُّقِ الكرامة له بعد أن رفَضه أهلُ الأرض وآذَوْهُ، فليَّنَ اللهُ له قلوبَ عالَم الجِنِّ؛ فاستمَعوا لهذا القرآن، وآمنوا به، وبرسالة مُحمَّد صلى الله عليه وسلم؛ لِما لهذا القرآن من عظمة وهداية وبيان واضح، والإنس أدعى أن يؤمنوا بهذا الكتابِ العظيم.

ترتيبها المصحفي
72
نوعها
مكية
ألفاظها
285
ترتيب نزولها
40
العد المدني الأول
28
العد المدني الأخير
28
العد البصري
28
العد الكوفي
28
العد الشامي
28

قوله تعالى: {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اْسْتَمَعَ نَفَرٞ مِّنَ اْلْجِنِّ} [الجن: 1]:

عن عبدِ اللهِ بن عباسٍ رضي الله عنهما، قال: «انطلَقَ النبيُّ ﷺ في طائفةٍ مِن أصحابِه عامِدِينَ إلى سُوقِ عُكَاظَ، وقد حِيلَ بَيْنَ الشياطينِ وبَيْنَ خَبَرِ السماءِ، وأُرسِلتْ عليهم الشُّهُبُ، فرجَعتِ الشياطينُ إلى قومِهم، فقالوا: ما لكم؟ فقالوا: حِيلَ بَيْننا وبَيْنَ خَبَرِ السماءِ، وأُرسِلتْ علينا الشُّهُبُ، قالوا: ما حالَ بَيْنَكم وبَيْنَ خَبَرِ السماءِ إلا شيءٌ حدَثَ، فاضرِبوا مشارقَ الأرضِ ومغاربَها، فانظُروا ما هذا الذي حالَ بَيْنَكم وبَيْنَ خَبَرِ السماءِ، فانصرَفَ أولئك الذين توجَّهوا نحوَ تِهامةَ إلى النبيِّ ﷺ، وهو بنَخْلةَ، عامِدِينَ إلى سُوقِ عُكَاظَ، وهو يُصلِّي بأصحابِه صلاةَ الفجرِ، فلمَّا سَمِعوا القرآنَ استمَعوا له، فقالوا: هذا واللهِ الذي حالَ بَيْنَكم وبَيْنَ خَبَرِ السماءِ، فهنالك حينَ رجَعوا إلى قومِهم، وقالوا: يا قومَنا: {إِنَّا سَمِعْنَا قُرْءَانًا عَجَبٗا ١ يَهْدِيٓ إِلَى اْلرُّشْدِ فَـَٔامَنَّا بِهِۦۖ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَآ أَحَدٗا} [الجن: 1-2]؛ فأنزَلَ اللهُ على نبيِّه ﷺ: {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اْسْتَمَعَ نَفَرٞ مِّنَ اْلْجِنِّ} [الجن: 1]، وإنَّما أُوحِيَ إليه قولُ الجِنِّ». أخرجه البخاري (٧٧٣).

* سورة (الجِنِّ):

سُمِّيت سورة (الجِنِّ) بهذا الاسم؛ لاشتمالها على أحوالهم وأقوالهم، وعلاقتهم بالإنس.

* سورة {قُلْ أُوحِيَ}:

سُمِّيت بذلك؛ لافتتاحها بهذا اللفظِ.

1. الافتتاحية (١-٢).

2. الجِنُّ ورحلة الإيمان (٣-١٥).

3. من صفاتِ الرَّكْبِ، والداعي إليه (١٦-٢٥).

4. الخاتمة (٢٦-٢٨).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (8 /397).

يقول البِقاعيُّ: «مقصودها: إظهارُ شرفِ هذا النبي صلى الله عليه وسلم؛ حيث لُيِّنَ له قلوبُ الجِنِّ والإنس وغيرِهم، فصار مالكًا لقلوب المُجانِس وغيره؛ وذلك لعظمة هذا القرآنِ، ولُطْفِ ما له من عظيم الشأن.
هذا، والزمانُ في آخره، وزمان لُبْثِه في قومه دون العُشْرِ من زمن قوم نوح عليهما السلام، أولِ نبيٍّ بعثه اللهُ إلى المخالفين، وما آمن معه من قومه إلا قليلٌ.
وعلى ذلك دلَّت تسميتُها بـ(الجِنِّ)، وبـ {قُلْ أُوحِيَ}». "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" للبقاعي (3 /127).