تفسير سورة الجن

تفسير ابن عباس

تفسير سورة سورة الجن من كتاب تنوير المقباس من تفسير ابن عباس المعروف بـتفسير ابن عباس.
لمؤلفه الفيروزآبادي . المتوفي سنة 817 هـ

وبإسناده عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله تَعَالَى ﴿قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ﴾ يَقُول قل لَهُم لكفار مَكَّة يَا مُحَمَّد أُوحِي إِلَيّ أنزل إِلَيّ جِبْرِيل فَأَخْبرنِي ﴿أَنَّهُ اسْتمع نَفَرٌ﴾ تِسْعَة نفر ﴿من الْجِنّ﴾ من جن نَصِيبين بِالْيمن ﴿فَقَالُوا﴾ بَعْدَمَا آمنُوا وَرَجَعُوا إِلَى قَومهمْ يَا قَومنَا ﴿إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآناً عَجَباً﴾ تِلَاوَة قُرْآن عَجِيب كريم شرِيف يشبه كتاب مُوسَى وَكَانُوا أهل توراة
﴿يهدي إِلَى الرشد﴾ إِلَى الْحق وَالْهدى وَالصَّوَاب لَا إِلَه إِلَّا الله ﴿فَآمَنَّا بِهِ﴾ بِمُحَمد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَالْقُرْآن ﴿وَلَن نُّشرِكَ بِرَبِّنَآ أَحَداً﴾ يعنون إِبْلِيس
﴿وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا﴾ ملك رَبنَا وَيُقَال ارْتَفع عَظمَة رَبنَا وسلطان رَبنَا وغنى رَبنَا وَصفَة رَبنَا ﴿مَا اتخذ﴾ من أَن يتَّخذ ﴿صَاحِبَةً﴾ زَوْجَة ﴿وَلاَ وَلَداً﴾ كَمَا يَجعله الْكفَّار
﴿وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا﴾ جاهلنا يعنون إِبْلِيس ﴿عَلَى الله شَطَطاً﴾ كذبا وزوراً
﴿وَأَنَّا ظَنَنَّآ﴾ حَسبنَا ﴿أَن لَّن تَقُولَ الْإِنْس وَالْجِنّ عَلَى الله كَذِباً﴾ أَن مَا يَقُول الْإِنْس وَالْجِنّ على الله لَيْسَ بكذب واستبان لنا أَنه كذب وكل هَذَا من أول السُّورَة إِلَى هَهُنَا حِكَايَة من الله عَن كَلَام الْجِنّ ثمَّ قَالَ
﴿وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنْس يَعُوذُونَ﴾ يتعوذون ﴿بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنّ فَزَادُوهُمْ﴾ بذلك ﴿رَهَقاً﴾ عَظمَة وتكبرا وفتنة وَفَسَادًا وَذَلِكَ أَنهم إِذا سافروا سفرا أَو اصطادوا صيدا من صيدهم أَو نزلُوا وادياُ خَافُوا مِنْهُم فَقَالُوا نَعُوذ بِسَيِّد هَذَا الْوَادي من سُفَهَاء قومه فيأمنون بذلك مِنْهُم فيزيد رُؤَسَاء الْجِنّ بذلك عَظمَة وتكبراً على سفلتهم وَالْجِنّ هم ثَلَاثَة أَجزَاء جُزْء فِي الْهَوَاء وجزء ينزلون ويصعدون حَيْثُمَا يشاءون وجزء مثل الْكلاب والحيات
﴿وَأَنَّهُمْ﴾ يَعْنِي كفار الْجِنّ قبل أَن آمنُوا ﴿ظَنُّواْ﴾ حسبوا ﴿كَمَا ظَنَنتُمْ﴾ حسبتم يَا أهل مَكَّة ﴿أَن لَّن يَبْعَثَ الله أَحَداً﴾ بعد الْمَوْت وَيُقَال أَن لن يبْعَث الله أحدا رَسُولا
ثمَّ رَجَعَ إِلَى كَلَام الْجِنّ فَقَالَ ﴿وَأَنَّا لَمَسْنَا السمآء﴾ انتهينا إِلَى السَّمَاء قبل أَن آمنا ﴿فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَساً﴾ من الْمَلَائِكَة ﴿شَدِيداً﴾ كثيرا ﴿وَشُهُباً﴾ نجماً مضيئاً يدحرهم عَن الِاسْتِمَاع
﴿وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا﴾ من السَّمَاء ﴿مَقَاعِدَ للسمع﴾ للاستماع قبل أَن يبْعَث مُحَمَّدًا صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ﴿فَمن يستمع الْآن﴾ بعد مَا بعث مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ﴿يَجِدْ لَهُ شِهَاباً﴾ نجماً مضيئاً ﴿رَّصَداً﴾ من الْمَلَائِكَة يدحرونهم عَن الِاسْتِمَاع
﴿وَأَنا لَا نَدْرِي﴾ لَا نعلم ﴿أشر أُرِيد بِمَن فِي الأَرْض﴾ حِين منعنَا عَن الِاسْتِمَاع ﴿أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَداً﴾ هدى وصواباً وَخيرا وَيُقَال وَأَنا لَا نَدْرِي لَا نعلم أشر أُرِيد بِمن فى الأَرْض حِين بعث مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذْ لم يُؤمنُوا بِهِ فيهلكهم الله أم أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَداً هدى وصواباً وَخيرا إِذا آمنُوا بِهِ
﴿وَأَنَّا مِنَّا الصالحون﴾ الموحدون هم الَّذين آمنُوا بِمُحَمد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَالْقُرْآن ﴿وَمِنَّا دُونَ ذَلِك﴾
488
كافرون وهم كفرة الْجِنّ ﴿كُنَّا طَرَآئِقَ قِدَداً﴾ أهواء مُخْتَلفَة الْيَهُودِيَّة والنصرانية قبل أَن آمنا بِاللَّه
489
﴿وَأَنَّا ظَنَنَّآ﴾ علمنَا وأيقنا ﴿أَن لَّن نُّعْجِزَ الله فِي الأَرْض﴾ أَن لن نفوت من الله فِي الأَرْض حَيْثُمَا كُنَّا يدركنا ﴿وَلَن نُّعْجِزَهُ هَرَباً﴾ أَن لَا نفوت مِنْهُ بالهرب
﴿وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهدى﴾ تِلَاوَة الْقُرْآن من مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ﴿آمنا بِهِ﴾ بِالْقُرْآنِ وَبِمُحَمَّدٍ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ﴿فَمَن يُؤْمِن بِرَبِّهِ فَلاَ يَخَافُ بَخْساً﴾ ذهَاب عمله كُله ﴿وَلاَ رَهَقاً﴾ نُقْصَان عمله
﴿وَأَنَّا مِنَّا الْمُسلمُونَ﴾ المخلصون بِالتَّوْحِيدِ وهم الَّذين آمنُوا بِمُحَمد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَالْقُرْآن ﴿وَمنا القاسطون﴾ العاصون المائلون عَن الْحق وَالْهدى وهم كفرة الْجِنّ ﴿فَمَنْ أَسْلَمَ﴾ أخْلص بِالتَّوْحِيدِ ﴿فَأُولَئِك تَحَرَّوْاْ رَشَداً﴾ نووا صَوَابا وَخيرا
﴿وَأَمَّا القاسطون﴾ الْكَافِرُونَ ﴿فَكَانُواْ لِجَهَنَّمَ حَطَباً﴾ شَجرا
﴿وَأَن لَو استقاموا عَلَى الطَّرِيقَة﴾ طَريقَة الْكفْر وَيُقَال طَريقَة الْإِسْلَام ﴿لأَسْقَيْنَاهُم مَّآءً غَدَقاً﴾ لأعطيناهم مَالا كثيرا وعيشاً رغداً وَاسِعًا
﴿لِّنَفْتِنَهُمْ فِيهِ﴾ لنختبرهم فِيهِ حَتَّى يرجِعوا إِلَى مَا قدرت عَلَيْهِم ﴿وَمَن يُعْرِضْ عَن ذِكْرِ رَبِّهِ﴾ عَن تَوْحِيد ربه وَكتاب ربه الْقُرْآن وَهُوَ الْوَلِيد بن الْمُغيرَة المخزومى ﴿نسلكه﴾ يكلفه ﴿عَذَاباً صَعَداً﴾ الصعُود على جبل أملس من صَخْرَة وَيُقَال من نُحَاس فِي النَّار
﴿وَأَنَّ الْمَسَاجِد لِلَّهِ﴾ بنيت لذكر الله ﴿فَلاَ تَدْعُواْ﴾ فَلَا تعبدوا ﴿مَعَ الله أَحَداً﴾ فِي الْمَسَاجِد وَيُقَال الْمَسَاجِد مَسَاجِد الرجل الْجَبْهَة وَالرُّكْبَتَانِ وَالْيَدَانِ وَالرجلَانِ
﴿وَأَنه لما قَامَ عبد الله﴾ مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِبَطن نخل ﴿يَدْعُوهُ﴾ يعبد ربه بِالصَّلَاةِ ﴿كَادُواْ يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً﴾ كَاد الْجِنّ أَن يركبُوا عَلَيْهِ جَمِيعًا لحبهم الْقُرْآن ومحمدا صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حِين سمعُوا قِرَاءَة مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِبَطن نخل
﴿قُلْ إِنَّمَآ أَدْعُو﴾ أعبد ﴿رَبِّي﴾ وأدعو الْخلق إِلَيْهِ ﴿وَلاَ أُشْرِكُ بِهِ أَحَداً﴾
﴿قُلْ﴾ يَا مُحَمَّد لأهل مَكَّة ﴿إِنِّي لاَ أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً﴾ دفع الضّر والخذلان وَالْعَذَاب ﴿وَلَا رشدا﴾ ولآجر النَّفْع وَالْهدى
﴿قل﴾ لَهُم يَا مُحَمَّد ﴿إِنِّي لَن يُجِيرَنِي مِنَ الله﴾ من عَذَاب الله ﴿أَحَدٌ﴾ إِن عصيته ﴿وَلَنْ أَجِدَ مِن دُونِهِ﴾ من عَذَاب الله ﴿مُلْتَحَداً﴾ ملْجأ وسرباً فِي الأَرْض
﴿إِلاَّ بَلاَغاً مِّنَ الله وَرِسَالاَتِهِ﴾ يَقُول لَا ينجيني إِلَّا التَّبْلِيغ عَن الله ورسالاته ﴿وَمَن يَعْصِ الله﴾ فِي التَّوْحِيد ﴿وَرَسُولَهُ﴾ فِي التَّبْلِيغ ﴿فَإِنَّ لَهُ﴾ فِي الْآخِرَة ﴿نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فيهآ﴾ مقيمين فِي النَّار لَا يموتون وَلَا يخرجُون مِنْهَا ﴿أَبَداً﴾
﴿حَتَّى﴾ يَقُول انظرهم يَا مُحَمَّد حَتَّى ﴿إِذَا رَأَوْاْ مَا يُوعَدُونَ﴾ من الْعَذَاب ﴿فَسَيَعْلَمُونَ﴾ وَهَذَا وَعِيد من الله لَهُم ﴿مَنْ أَضْعَفُ نَاصِراً﴾ مَانِعا ﴿وَأَقَلُّ عَدَداً﴾ أعواناً
﴿قُلْ﴾ لَهُم يَا مُحَمَّد حِين تعجلوا بِالْعَذَابِ ﴿إِنْ أَدْرِي﴾ مَا أَدْرِي ﴿أَقَرِيبٌ مَّا تُوعَدُونَ﴾ من الْعَذَاب ﴿أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَداً﴾ أَََجَلًا
﴿عَالِمُ الْغَيْب﴾ بنزول الْعَذَاب يعلم ذَلِك ﴿فَلاَ يُظْهِرُ﴾ فَلَا يطلع ﴿على غَيْبِهِ أَحَداً﴾
﴿إِلاَّ مَنِ ارتضى مِن رَّسُولٍ﴾ إِلَّا من اخْتَار من الرُّسُل فَإِنَّهُ يطلعه على بعض الْغَيْب ﴿فَإِنَّهُ يَسْلُكُ﴾ يَجْعَل ﴿مِن بَيْنِ يَدَيْهِ﴾ من بَين يَدي الرَّسُول ﴿وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً﴾ حرساً من الْمَلَائِكَة يَحْفَظُونَهُ من الْجِنّ وَالشَّيَاطِين وَالْإِنْس لكى لَا يستمعوا قِرَاءَة جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام
﴿ليعلم﴾ مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ﴿أَن قَدْ أَبْلَغُواْ﴾ عَن الله يَعْنِي الرُّسُل ﴿رِسَالاَتِ رَبِّهِمْ﴾ هَكَذَا تحفظهم الْمَلَائِكَة كَمَا حفظك وَيُقَال ليعلم الرُّسُل مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَغَيره أَن قد أبلغوا يَعْنِي الْمَلَائِكَة رسالات رَبهم عَن الله وَيُقَال ليعلم لكَي يعلم الْجِنّ وَالْإِنْس أَن أبلغوا يَعْنِي الرُّسُل رسالات رَبهم قبل أَن علمنَا ﴿وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ﴾ بِمَا عِنْدهم من الْمَلَائِكَة ﴿وأحصى كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً﴾ أَحْصَاهُ وَيُقَال عَالم بعددهم كَمَا علم بِحَال المزمل بثيابه
489
وَمن السُّورَة الَّتِى يذكر فِيهَا المزمل وهى مَكِّيَّة غير قَوْله ﴿وذرني والمكذبين أولي النِّعْمَة ومهلهم قَلِيلا﴾ فانها مَدَنِيَّة آياتها تسع عشرَة كلماتها مِائَتَان وَخمْس وَثَمَانُونَ وحروفها ثَمَانمِائَة وثمان وَثَلَاثُونَ
﴿بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم﴾
490
سورة الجن
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (الجِنِّ) من السُّوَر المكية، نزلت بعد سورة (الأعراف)، وقد جاءت على ذِكْرِ شرفِ النبي صلى الله عليه وسلم، وتحقُّقِ الكرامة له بعد أن رفَضه أهلُ الأرض وآذَوْهُ، فليَّنَ اللهُ له قلوبَ عالَم الجِنِّ؛ فاستمَعوا لهذا القرآن، وآمنوا به، وبرسالة مُحمَّد صلى الله عليه وسلم؛ لِما لهذا القرآن من عظمة وهداية وبيان واضح، والإنس أدعى أن يؤمنوا بهذا الكتابِ العظيم.

ترتيبها المصحفي
72
نوعها
مكية
ألفاظها
285
ترتيب نزولها
40
العد المدني الأول
28
العد المدني الأخير
28
العد البصري
28
العد الكوفي
28
العد الشامي
28

قوله تعالى: {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اْسْتَمَعَ نَفَرٞ مِّنَ اْلْجِنِّ} [الجن: 1]:

عن عبدِ اللهِ بن عباسٍ رضي الله عنهما، قال: «انطلَقَ النبيُّ ﷺ في طائفةٍ مِن أصحابِه عامِدِينَ إلى سُوقِ عُكَاظَ، وقد حِيلَ بَيْنَ الشياطينِ وبَيْنَ خَبَرِ السماءِ، وأُرسِلتْ عليهم الشُّهُبُ، فرجَعتِ الشياطينُ إلى قومِهم، فقالوا: ما لكم؟ فقالوا: حِيلَ بَيْننا وبَيْنَ خَبَرِ السماءِ، وأُرسِلتْ علينا الشُّهُبُ، قالوا: ما حالَ بَيْنَكم وبَيْنَ خَبَرِ السماءِ إلا شيءٌ حدَثَ، فاضرِبوا مشارقَ الأرضِ ومغاربَها، فانظُروا ما هذا الذي حالَ بَيْنَكم وبَيْنَ خَبَرِ السماءِ، فانصرَفَ أولئك الذين توجَّهوا نحوَ تِهامةَ إلى النبيِّ ﷺ، وهو بنَخْلةَ، عامِدِينَ إلى سُوقِ عُكَاظَ، وهو يُصلِّي بأصحابِه صلاةَ الفجرِ، فلمَّا سَمِعوا القرآنَ استمَعوا له، فقالوا: هذا واللهِ الذي حالَ بَيْنَكم وبَيْنَ خَبَرِ السماءِ، فهنالك حينَ رجَعوا إلى قومِهم، وقالوا: يا قومَنا: {إِنَّا سَمِعْنَا قُرْءَانًا عَجَبٗا ١ يَهْدِيٓ إِلَى اْلرُّشْدِ فَـَٔامَنَّا بِهِۦۖ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَآ أَحَدٗا} [الجن: 1-2]؛ فأنزَلَ اللهُ على نبيِّه ﷺ: {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اْسْتَمَعَ نَفَرٞ مِّنَ اْلْجِنِّ} [الجن: 1]، وإنَّما أُوحِيَ إليه قولُ الجِنِّ». أخرجه البخاري (٧٧٣).

* سورة (الجِنِّ):

سُمِّيت سورة (الجِنِّ) بهذا الاسم؛ لاشتمالها على أحوالهم وأقوالهم، وعلاقتهم بالإنس.

* سورة {قُلْ أُوحِيَ}:

سُمِّيت بذلك؛ لافتتاحها بهذا اللفظِ.

1. الافتتاحية (١-٢).

2. الجِنُّ ورحلة الإيمان (٣-١٥).

3. من صفاتِ الرَّكْبِ، والداعي إليه (١٦-٢٥).

4. الخاتمة (٢٦-٢٨).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (8 /397).

يقول البِقاعيُّ: «مقصودها: إظهارُ شرفِ هذا النبي صلى الله عليه وسلم؛ حيث لُيِّنَ له قلوبُ الجِنِّ والإنس وغيرِهم، فصار مالكًا لقلوب المُجانِس وغيره؛ وذلك لعظمة هذا القرآنِ، ولُطْفِ ما له من عظيم الشأن.
هذا، والزمانُ في آخره، وزمان لُبْثِه في قومه دون العُشْرِ من زمن قوم نوح عليهما السلام، أولِ نبيٍّ بعثه اللهُ إلى المخالفين، وما آمن معه من قومه إلا قليلٌ.
وعلى ذلك دلَّت تسميتُها بـ(الجِنِّ)، وبـ {قُلْ أُوحِيَ}». "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" للبقاعي (3 /127).