تفسير سورة الأنبياء

تذكرة الاريب في تفسير الغريب

تفسير سورة سورة الأنبياء من كتاب تذكرة الاريب في تفسير الغريب
لمؤلفه ابن الجوزي . المتوفي سنة 597 هـ

من ذكر يعني القران محدث التنزيل
لاهية غافلةواسروا النجوى أي تناجوا فيما بينهم يعني المشركين ثم بين من هم فقال الذين ظلموا أي اشركواافتاتون السحر يعنون ان متابعته متابعة السحر
فلياتينا باية كالناقة والعصا
صدقناهم الوعد انجزناه بانجائهم واهلاك من كذبهم
ذكركم شرفكم
قصمنا كسرنا
لا تركضوا قول الملائكة لهمما اترفتم فيه من النعم وهذا توبيخ لهملعلكم تسالون من دنياكم شيئا استهزاء بهم
تلك يعني الكلمة وهي يا ويلنا
لهوا ولدا وامراةمن لدنا من اهل السماء من الملائكة
نقذف بالحق وهو القران على الباطل وهو كذبهم فيدمغه أي يكسرهزاهق ذاهبمما تصفون الله بما لا يجوز
يستحسرون ينقطعون
من الارض لان كل الاصنام من الارض ذهبا كانت او خشبا او غير ذلك هم يعني الاصنام ينشرون يحيون الموتى
ذكر من معي أي خبر من معي على ديني بما للمطيعوعلى العاصي وذكر من قبلي يعني الكتب المنزلة والمعنى انظروا هل تجدون في شيء منها ان الله امرنا باتخاذ اله سواه
بل عباد يعني الملائكة
مشفقون خائفون
رتقا أي ذواتي رتق كانت السماء لا تمطر والارض لا تنبت ففتق هذه بالمطر وهذه بالنباتوجعلنا من الماء أي جعلناه سببا لحياة كل شيء
فجاجا وهي المسالك
محفوظا من الوقوع
في فلك الفلك مدار النجوم الذي يضمها يسبحون يجرون
يذكر الهتكم يعيب اصنامكم
من عجل أي خلق عجولا
لو يعلم الذين كفروا جوابه محذوف والمعنى لو علموا ما استعجلوالا يكفون عن وجوههم لاحاطة النار بهم
تاتيهم يعني الساعةفتبهتهم تحيرهم
يكلؤوكم يحفظكم من الرحمن أي من عذابه ان اراد ايقاعه بكم
يصبحون يجارون
وان كان يعني الظلامة مثقال حبة
الفرقان التوراة فرق فيها بين الحلال والحرام
رشده هداه من قبل بلوغه
التماثيل الاصنامعاكفون على عبادتها
اجئتنا بالحق أي اجاد انت ام لاعب
لاكيدن أي لاحتالن في ذرهاتولوا تذهبوا عنها
جذاذا فتاتااليه يرجعون أي الى الصنم فتشاهدونه وقال الزجاج الى دين ابراهيم
يذكرهم يعيبهم
على اعين الناس أي بمراى منهم يشهدون انه قال لالهتنا ما قال
بل فعله كبيرهم أي غضب من ان يعبد معه الصغار
ثم نكسوا على رؤوسهم أي ادركتكم حيرة فقالوا لقد علمت
كوني بردا أي ذات برد وسلاما سلاما
كيدا وهو التحريق بالنار
التي باركنا فيها بالثمار والانهار وهي ارض الشام
نافلة زيادة وهذه الزيادة هي يعقوب لانه سال واحدا فاعطي اثنين
يهدون بامرنا أي يدعون الناس الى ديننا بامرنا اياهم بذلك
حكما نبوةوالقرية سدوم والخبائث افعالهم المنكرة من ائتيانهم الرجال وقطع السبيل وغير ذلك
والكرب الغرق
ونصرناه منعناه منهم ان يصلوا اليه بسوء
نفشت رعت ليلا
ففهمناها يعني القضية وكانت غنم رجل قد دخلت حرث اخر فاكلته فقال داود لصاحب الحرث لك رقاب الغنم فقال سليمان او غير ذلك قال ما هو قال ينطلق اصحاب الحرث بالغنم فيصيبون من البانها ومنافعها ويقبل اصحاب الغنم على الكرم حتى اذا عاد كما كان سلموه اربابا وتسلموا غنمهم ومذهب احمد انه اذا جرى مثل هذا وجب الضمان
صنعة لبوس وهي الدرع ولباس الحرب
والعاصفة القويةالى الارض وهي ارض الشام
دون ذلك أي سواهحافظين ان يفسدوا ما عملوا
ومثلهم معهم احيي الله له الاهل واثابه مثلهم في الدنياوذكرى عظة
وذا الكفل هل هو نبي ام رجل صالح فيه قولان تكفل النبي بعباده يفعلها فوفى
مغاضبا غضب على قومه لكثرة اختلافهم فخرج ولم يؤذن لهنقدر نضيقفنادى في ظلمة الموت بالليل
واصلحنا له زوجه للولد
احصنت فرجها منعته مما لا يحلفنفخنا فيها أي اجرينا فيها روح عيسى
امتكم دينكم يا امة محمدثم ذم اهل الكتاب باختلافهم فقال وتقطعوا امرهم بينهم أي اختلفوا في دينهم
وحرام على قرية اهلكناها انهم لا يرجعون لا زائدةأي حرام عليهم ان يرجعوا الى الدنيا
فتحت ياجوج وماجوج أي فتح الردم عنهموالحدب النشز والاكمة ينسلون من النسلان وهو مقاربة الخطو مع الاسراع
والوعد القيامة
والحصب ما يرمى في النارواردون داخلون
لو كان هؤلاء الاصنام
لا يسمعون لان في السماع انسافلما نزلت هذه الاية قالوا فقد عبد عيسى والملائكة فنزلت ان الذين سبقت لهم منا
الحسنى وهي السعادة
والحسيس الصوت تسمعه من الشيء الذي يمر قريبا منك
الفزع الاكبر النفخه الاخيره وقيل اطباق النار على اهلها
نطوي السماء بمحو رسومها وتكوير شمسها وقمرهاالسجل الصحيفهوالام في للكتاب بمعنى على والمعنى كما نطوي السجل على ما فيه من الكتابكما بدانا أي قدرتنا على الاعادة كقدرتنا على الابتداء
والزبور زبور داودوالذكر اللوح المحفوظ والارض الجنه وقيل ارض الدنيا
اذنتكم أي انذرتكم وأعلمتكم ذلك فصرت أنا وأنتم على سواء قد استوينا في العلم بذلكما توعدون من نزول العذاب بكم
لعله يرجع الي ما اذنتكم به وقيل الى العذاب أي لعل تاخير عذابكم فتنه
أحكم اقض بيننا
سورة الأنبياء
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورةُ (الأنبياء) سورةٌ مكية، ذكَرتِ الكثيرَ من قِصص الأنبياء بغرضِ بيان دَوْرهم في نشرِ الاعتقاد الصحيح، والدعوةِ إلى الله، وكذا أبانت عن مقصدٍ آخرَ عظيم؛ وهو قربُ الحساب؛ كما دلَّتْ على ذلك مجموعةُ قِصَصِ الأنبياء المذكورة، وهذا ما أشارت إليه فاتحةُ السورة من قُرْبِ الحساب، وغفلةِ الناس عن ذلك، وفي ذلك دلائلُ كثيرة على وَحْدانية الله عز وجل، وتنزيهِه عن العبث.

ترتيبها المصحفي
21
نوعها
مكية
ألفاظها
1174
ترتيب نزولها
73
العد المدني الأول
111
العد المدني الأخير
111
العد البصري
111
العد الكوفي
112
العد الشامي
111

* قوله تعالى: {إِنَّ اْلَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُم مِّنَّا اْلْحُسْنَىٰٓ أُوْلَٰٓئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ} [الأنبياء: 101]:

عن ابنِ عباسٍ رضي الله عنهما، قال: «آيةٌ في كتابِ اللهِ لا يَسألُني الناسُ عنها، ولا أدري أعرَفوها فلا يَسألوني عنها أم جَهِلوها فلا يَسألوني عنها؟! قيل: وما هي؟ قال: لمَّا نزَلتْ {إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اْللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنتُمْ لَهَا وَٰرِدُونَ} [الأنبياء: 98]، شَقَّ ذلك على أهلِ مكَّةَ، وقالوا: شتَمَ مُحمَّدٌ آلهتَنا، فقامَ ابنُ الزِّبَعْرَى، فقال: ما شأنُكم؟ قالوا: شتَمَ مُحمَّدٌ آلهتَنا، قال: وما قال؟ قالوا: قال: {إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اْللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنتُمْ لَهَا وَٰرِدُونَ} [الأنبياء: 98]، قال: ادعُوه لي، فدُعِيَ مُحمَّدٌ صلى الله عليه وسلم، فقال ابنُ الزِّبَعْرَى: يا مُحمَّدُ، هذا شيءٌ لآلهتِنا خاصَّةً أم لكلِّ مَن عُبِدَ مِن دُونِ اللهِ؟ قال: «بل لكلِّ مَن عُبِدَ مِن دُونِ اللهِ عز وجل»، قال: فقال: خصَمْناه ورَبِّ هذه البَنِيَّةِ، يا مُحمَّدُ، ألستَ تزعُمُ أنَّ عيسى عبدٌ صالحٌ، وعُزَيرًا عبدٌ صالحٌ، والملائكةَ عبادٌ صالحون؟ قال: «بلى»، قال: فهذه النصارى يعبُدون عيسى، وهذه اليهودُ تعبُدُ عُزَيرًا، وهذه بنو مَلِيحٍ تعبُدُ الملائكةَ، قال: فضَجَّ أهلُ مكَّةَ؛ فنزَلتْ: {إِنَّ اْلَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُم مِّنَّا اْلْحُسْنَىٰٓ} عيسى وعُزَيرٌ والملائكةُ {أُوْلَٰٓئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ} [الأنبياء: 101]، قال: ونزَلتْ: {وَلَمَّا ‌ضُرِبَ ‌اْبْنُ ‌مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ} [الزخرف: 57]؛ وهو الضَّجيجُ». "شرح مشكل الآثار" للطَّحاويِّ (986).

قال الشيخُ السعديُّ رحمه الله في هذه الآيةِ: «ودخولُ آلهة المشركين النارَ: إنما هو الأصنامُ، أو مَن عُبِدَ وهو راضٍ بعبادته، وأما المسيح، وعُزَيرٌ، والملائكة، ونحوُهم ممَّن عُبِد من الأولياء: فإنهم لا يُعذَّبون فيها، ويدخلون في قوله: {إِنَّ اْلَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُم مِّنَّا اْلْحُسْنَىٰٓ}؛ أي: سبَقتْ لهم سابقةُ السعادة في علمِ الله، وفي اللَّوْحِ المحفوظ، وفي تيسيرِهم في الدنيا لليُسْرى والأعمالِ الصالحة، {أُوْلَٰٓئِكَ عَنْهَا}؛ أي: عن النار، {مُبْعَدُونَ} فلا يدخُلونها، ولا يكونون قريبًا منها، بل يُبعَدون عنها غايةَ البُعْدِ؛ حتى لا يَسمَعوا حسيسَها، ولا يَرَوْا شخصَها». "تفسير السعدي" (ص531).

* سورة (الأنبياء):

سُمِّيتْ سورة (الأنبياء) بهذا الاسمِ؛ لحديثها عن الأنبياء، ودَوْرِهم في تصحيح العقيدة، وتذكير البشرية.

* تُعَدُّ سورة (الأنبياء) من قديم ما تعلَّمه الصحابةُ من النبي صلى الله عليه وسلم:

عن عبد الرَّحمنِ بن يَزيدَ بن جابرٍ، قال: «سَمِعْتُ ابنَ مسعودٍ يقولُ في (بَنِي إسرائِيلَ)، و(الكَهْفِ)، و(مَرْيَمَ)، و(طه)، و(الأنبياءِ): إنَّهُنَّ مِن العِتَاقِ الأُوَلِ، وهُنَّ مِن تِلادي». أخرجه البخاري (4994).

قال أبو عُبَيدٍ: «قولُه: «مِن تِلَادي» : يعني: مِن قديمِ ما أخَذْتُ مِن القرآنِ؛ وذلك أنَّ هذه السُّوَرَ نزَلتْ بمكَّةَ». "فضائل القرآن" للقاسم بن سلام (ص247).

جاءت موضوعاتُ سورة (الأنبياء) على النحو التالي:

1. غفلة الناس عن الساعة، وإعراضهم عن القرآن (١-٦).

2. الإنذار بالوحي سمةٌ مشتركة بين الرسل عليهم السلام (٧-١٥).

3. دلائل الوَحْدانية والقدرة، وتنزيهُه تعالى عن العبث (١٦-٣٣).

4. المصير المحتوم، وعناية الله بخَلْقه (٣٤-٤٧).

5. دعوة الأنبياء (٤٨-٩١).

6. وَحْدة الملة، وعدل الجزاء (٩٢-١٠٦).

7. ختام سلسلة الأنبياء رحمةٌ مهداة (١٠٧- ١٢١).

ينظر: "التفسير الموضوعي للقرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (5 /5).

لسورة (الأنبياء) مقصدانِ عظيمانِ:

* الأول: بيانُ معالمِ التوحيد، ودَوْر الأنبياء في تصحيح العقيدة، وتذكير البشرية.

* والثاني: الاستدلال على تحقُّقِ الساعة وقُرْبِها، ولو بالموت، ووقوعِ الحساب فيها على الجليل والحقير؛ لأن مُوجِدَها لا شريكَ له يعُوقُه عنها، وهو مَن لا يُبدَّل القولُ لديه، والدالُّ على ذلك أوضَحَ دَلالةٍ: مجموعُ قِصَصِ جماعةٍ ممَّن ذُكِر فيها من الأنبياء عليهم السلام، ولا تستقلُّ قصةٌ منها استقلالًا ظاهرًا لجميع ذلك.

ينظر: "التفسير الموضوعي للقرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (1 /5)، و"مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" للبقاعي (2 /268).